لخلخه الثوابت لفرض الخنوع

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 07:38 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-06-2004, 02:28 PM

Elsadiq
<aElsadiq
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1657

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لخلخه الثوابت لفرض الخنوع

    هل من المعقول ان نتوقع ان ثوابتنا ستظل كما هى بدون هجوم عليها ؟ اليس هذا تفاؤل مبالغ فيه ؟ طبيعى ان يكون هناك من يشكك فى الثوابت و مفروض ان ندافع نحن عن ثوابتنا لا ان نتوقع انها لن تهاجم .. لكن السؤال الاهم ما هى الثوابت ؟ اعنى ما الذى يطلق عليه ثوابت وما الذى يخضع للتغير ؟

    أعتقد أن الموضوع سيكون أكثر إنفتاحا للنقاش إذا ما قمت بعرض تصوّرك و منظورك عن ماهى مكوّنات فكرنا التى يجب أن نقاوم لخلختها بكل ما أوتينا من قوّة و مكوّنات فكرنا التى لو لم نجد من يلخلخها فإن علينا أن نلخلخها نحن بأنفسنا وأيضا بكل ما أوتينا بقوّة
    وأعتقد ان هذه النقطة هى التى ستحمل جوهر إختلاف الآراء و تباين وجهات النظر








                  

03-06-2004, 03:08 PM

SUKA


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لخلخه الثوابت لفرض الخنوع (Re: Elsadiq)

    وجدت ان هذا المقال ربما يثري الحوار، و لك الشكر اخ الصادق لطرح الموضوع...



    قراءة في كتاب العالم ومأزقه لعلي حرب: نحو محتمع تداولي يزدهر بالمسؤولية المتبادلة

    * بوشعيب الساوري
    من مميزات الفكر المتجدد قدرته علي التفاعل مع الوقائع والاحداث الطارئة، والاشتغال عليها، فيغير المنظورات والرؤي للوقائع، ويصير فكرا فاعلا لا منفعلا بالوقائع. والمفكر علي حرب من هذا النوع، الذي ما فتيء يتجدد ويجدد ويطرح الاسئلة التفكيكية علي الافكار والهويات والاوهام، بغاية التشخيص، لا بموقف المتفائل ولا بموقف المتشائم، وانما منظور المفكك المنصت للوقائع.
    في هذا الكتابہہ الذي بين ايدينا يهتدي علي حرب الي مفهوم التداول، الذي افضت اليه الوقائع والمتغيرات التي يعيشها العالم اليوم في القرن الواحد والعشرين بعد ان اختلطت المصالح واشتبكت المصائر، الشيء الذي يتطلب تفكيرا جديدا يتخلي عن العدة المنهجية والمفهومية التقليدية التي تقوم علي الثنائيات الضدية، وانما يقوم علي التعدد والانفتاح، والهم المعرفي الذي يقصي ويقبر الايديولوجيا.
    * خصوصيات العصر
    قبل ان يتطرق للمفهوم الجديد يقوم علي حرب بتشخيص الحاضر ويبرز خصوصياته التي تصب كلها وتفضي الي الطرح التداولي، ويجملها فيما يلي:
    1 ـ العصر عصر التداول: من خلال التطور الهائل الذي عرفته المعلوميات، التي افضت بنا الي عالم خيالي لا ينفك فيه الانسان عن صنع ذاته وتغيير نفسه، بخلق موضوعاته ومضاعفة موارده او بتجديد ادواته وتغيير افكاره (ص 10.
    2 ـ اللااستقرار: يعرف العصر حركة دائمة تجعل من المتعذر السيطرة علي قوانين التغير او التحكم بنظام الاشياء، الامر الذي يخلق حالة من عدم الاستقرار بقدر ما يفقد المقاربات والمعالجات مصداقيتها، ويجعل الوسائل والاهداف تستهلك قبل استخدامها، ويجعل الحلول تولد مشكلات اكثر تعقيدا (122 ـ 111).
    3 ـ الغاء المكان: من خصوصيات العصر ان تم الغاء العلاقات التقليدية القائمة بين الانسان وارضه، وبينه وبين وطنه وامكنته الاليفة، بسبب تدفق المعلومات ولحركة الاسواق والاموال ولانتقال الاشخاص ورجال الاعمال او لعمل التقنيات والشبكات، ليتم التحول من موطن اليف ومحصن الي محيط كوني من المعلومات لا شاطيء له. (112)
    4 ـ زعزعة القيم: يؤدي هذا الزمن الافتراضي الخيالي الاحتمالي، الي الهشاشة والتغير وفقد الاشياء صلابتها ويزعزع اسسها وركائزها، مما يؤدي الي فقدان الثقة. من حيث الموقع والروابط والخيارات والتوجهات. (112)
    5 ـ ضعف السيطرة: تعميم التبادل يجعل المصائر مترابطة والقضايا متشابكة، الامر الذي يؤدي الي التقليل من سيطرة الدول والحكومات علي المشكلات، ويجعل المقاربات خادعة او قاصرة او فاشلة. (112)
    6 ـ الرعب التقني: ادي التطور في التقنيات الي امكانات هائلة، مثل: فك رموز الحياة وتفكيك الجينات البشرية، فحلت الالات الذكية والكائنات الرقمية مكان العقول البشرية والكائنات الحية، التي قد تؤدي الي زوال الانسان لتحتل مكانه. (113)
    الطرح التداولي
    يطرح علي حرب افقا جديدا هو المجتمع التداولي يقوم علي مفاهيم جديدة (فكر تركيبي وعقل تواصلي. معيار تبادلي ومنهج تعددي، حق كوني، ومواطن عالمي، هويات هجينة ومجتمعات مفتوحة، عقلية التوسط ولغة التسوية، منطق الخلق والتوليد، وقواعد التداول والتبادل). يطرح افقا جديدا امام العمل الحضاري والتنمية البشرية يؤثر علي حرب تسميته المجتمع التداولي (ص 15) يقوم علي التمرس بلغة الحوار والوساطة والمفاوضة والاعتراف بالاخر والقبول به بوصفه مختلفا عنا ومساويا لنا، وبمعناه الثقافي، تبادل الخبرات والمعارف او العملات والمنتوجات من الجماعات البشرية، يسهم في انفتاح الهويات وثرائها وتحولها علي سبيل التطعيم والتهجين (ص 15) حيث تتوسط وسائل الحجج والادلة لكي تخفف من وسائل الاكراه والعنف، وتتوسط بين الانسان وفكره الاحادي، واللغات او الادوات والتقنيات التي تبيح للافكار ان تنتقل وتنتشر. (ص 16)
    يقوم التداول علي تحويل لما هو ثابت، ويفيد معاني الانتقال والتناقل او المداورة والدوران او الاستعارة والتبادل او التغير والتبدل، من حيث علاقة الناس بالامكنة والازمنة، او بالكلام والاحاديث او بالدولة والعملة او بالاحوال والامور العامة (ص 153)، لتشابك المصائر وتداخل المصالح، وتحول الهويات، يتعلق الامر بزمن الوصل بدل زمن الفصل الذي كرسته الايديولوجيات والشعارات والاوهام، الوصل بين الداخل والخارج بين المحلي والاجنبي، بين الخصوصي والكوني، بين الانا والاخر، في زمن تتسع فيه الهجرات والانتقالات، زمن لم يعد فيه احد يقوم او يكتفي بذاته وموارده (ص 100)
    من خصائص الطرح التداولي حسب علي حرب:
    1ـ وسطي لا نخبوي: تساوي قيمة الانتاجات في مختلف المجالات، لا افضلية لمنتوج علي اخر، يتعلق الامر بالوساطة والشراكة والمسؤولية، وتردم الهوة بين عمل يدوي وعمل لا يدوي (ص 144)
    2 ـ لا يفكر الواحد عن الاخر: يتعلق الامر بتجاوز عقلية القصور (ص 144) اننا بصدد مجتمع الفاعلين، يساهم فيه الكل، لان المجتمع التداولي حصيلة ما ينجزه الافراد الفاعلون، (ص 164) فالفكرة بؤرة كثيفة، نطرحها علي سوانا ليعملوا عليها، فيتغيروا بها ويساهموا في تغييرها. (ص 161)
    3 ـ منطق المساومة والتسوية: بانتاج اشكال من التوسط تخفف من وطأة النزاعات او تحول التوترات الفردية او المجتمعية الي طاقات خلاقة، ومجالات لصوغ التسويات مع الذات ومع الآخر (ص 145).
    4 ـ المجتمع التعددي: يعترف بتعدد المرجعيات والسلطات والفاعليات، تبعا لتعدد قطاعات العمل وحقول الانتاج، فليس هناك اجماع علي اي نقطة، سوي الاجماع علي حرية المناقشة، فجميع الافكار قابلة للتداول (146).
    5 ـ تعدد الهوية: اي ان الفاعل البشري ذو كينونة مركبة من تعدد الوجوه والاصوات، يتميز بالتركيب والاختلاف والهجنة، فلا وجود لهوية حافية ذات بعد واحد، وانما الهوية التباس وتداخل وانشطار (ص 147).
    6 ـ الميديائية (الوساطة): التي يتميز بها المجتمع الجديد عبر الشاشة والصورة والمعلومة، بقدر ما يبرز فاعل جديد او وسيط جديد هو الرجل الميديائي العامل علي الشبكة والقناة (ص 147).
    7 ـ الانفتاح: وسط مفتوح علي وجهين، اذ هو يتغذي من خبرات الاخر في الخارج. (ص 149) بالافادة من خبرات الآخر ومعلوماته.
    8 ـ تغليب المعرفة علي الايديولوجيا: من أجل ابتكار شبكات مفهومية او خلق وقائع فكرية نسهم من خلالها بقراءة العالم والتعاطي مع الواقع بصورة اكثر عقلانية وفاعلية (ص 185).
    اننا بصدد استراتيجية جديدة لادارة الافكار والهويات والوقائع من مفرداتها: العقلية الوسطية الميديائية، ولغة التسوية، الخصوصية المفتوحة والهوية الهجينة، الفكر التركيبي والمنهج التعددي، العقل التواصلي والمعيار التبادلي، الفاعل الاجتماعي والمنطق التحويلي، المجتمع التداولي
    والمواطن العالمي، الحق الكوني والعمل الكوكبي. يقول علي حرب: من هنا فان احوج ما نحتاج اليه هو التمرس بلغة الوساطة والتسوية، بحيث نعترف ببعضنا البعض بقدر ما نتعلم من اخطائنا، ونقتنع بأن ما نقوله ونفعله او نرثه له طابعه النسبي والمحدود او المتغير والمتجدد (ص 52).
    فتوحات الطرح التداولي
    من فتوحات الطرح التداولي قيامه علي المساواة والتسوية بين الكل، اذ الكل فاعل ومسؤول بحسب اختصاصه ومشارك في انشطة الحياة بالتفكير معا بدل الانفراد والانعزال. بالاشتغال علي الأزمات والتخلي عن لغة الندب، والتعامل معها كفرص وامكانات علينا الاشتغال عليها. باعادة ترتيب الافكار وتجديد المفاهيم والمعايير او تغيير المواقف والخيارات او ابتكارات المهام والادوار (ص 116).
    من مرتكزات الطرح التداولي الخروج من عقلية القصور، وادانة منطق الوصاية، عبر الوصل والمشاركة والمساهمة والانخراط في اعمال الخلق والانتاج. (ص 117) مع مراعاة المتغيرات التي تعرفها الاشياء والعلاقات والوسائط والوسائل، لاننا بصدد عقلانية مركبة ومفتوحة ذات مفعول توليدي، تمارس بعيدا عن العقلية الوثوقية والاطلاقية، بل تفتح امكانات للخلق والانتاج والتحويل. (ص 119).
    يتيح الطرح التداولي كسر الثنائيات الخانقة، باتقان لغة المفاوضة والمداولة او بالاشتغال بمنطق المساومة والتسوية في التعامل مع المتعارضات، ومنطق التبادل وفلسفة التعايش والتواصل او التعارف والتفاهم بتشابك المصائر وتداخل المصالح (ص 121) وبذلك من المجدي تجاوز المطابقات المستحيلة والتماهيات العقيمة بين الهويات والذات او بين الكائنات والاشياء. بالعمل بمنطق الخلق والتوليد باقامة علاقات جديدة مع الثوابت علي سبيل الخلق والتحويل. (ص121) مما يقصي الحلول القصوي ويدخلنا ويفتحنا علي: التعايش والتجاور، التداول والتبادل، التواصل والتفاهم. ويدخلنا الي المحتمل والنسبي، ويخرجنا من قبضة اليقيني القائم علي الالغاء والاقصاء الذي تخلقه الهويات الصافية، لنلج عالما تركيبيا اساسه تعدد اللغات وتنوع الثقافات، بقدر ما يقوم علي تبادل الصيغ والخبرات، وهويات هجينة ومولدة تقوم علي الاختلاط والتركب (ص 123).
    ومن فتوحات الطرح التداولي التخلي عن اوهام النخب والنرجسية وطوباويتها بالتحرر من وصاية النخب والدعاة (ص 123). باتقان لغة الشراكة والخلق وفق التعايش. بهذا المعني يصير الشعار: انا اكون بقدر ما اخلق واتواصل عبر المشاركة مع غيري في تشكيل لغات ومساحات او مجالات واسواق للقاء والتفاهم، او للتبادل والتداول (ص 126).
    خلاصة
    ان المجتمع التداولي كما يطرحه علي حرب، فضاء جديد ما يفتأ يتغير، لننخرط فيه لنغير ونتغير، لنشارك ونتحاور ونتجادل ونتواصل ونتحمل المسؤولية ونحول ونتحول، ونتخلي فيه عن أوهامنا وقصورنا العقلي، بعد ان تهجنت الهويات وتشابكت المصائر وتداخلت المصالح، واصبحنا في أفق مفتوح عالمي وكوكبي، يزدهر وينمو بالشراكة والمسؤولية المتبادلة، قوامه التداول والشراكة والخلق.


    قراءة في كتاب العالم ومأزقه لعلي حرب: نحو محتمع تداولي يزدهر بالمسؤولية المتبادلة

    * بوشعيب الساوري
    من مميزات الفكر المتجدد قدرته علي التفاعل مع الوقائع والاحداث الطارئة، والاشتغال عليها، فيغير المنظورات والرؤي للوقائع، ويصير فكرا فاعلا لا منفعلا بالوقائع. والمفكر علي حرب من هذا النوع، الذي ما فتيء يتجدد ويجدد ويطرح الاسئلة التفكيكية علي الافكار والهويات والاوهام، بغاية التشخيص، لا بموقف المتفائل ولا بموقف المتشائم، وانما منظور المفكك المنصت للوقائع.
    في هذا الكتابہہ الذي بين ايدينا يهتدي علي حرب الي مفهوم التداول، الذي افضت اليه الوقائع والمتغيرات التي يعيشها العالم اليوم في القرن الواحد والعشرين بعد ان اختلطت المصالح واشتبكت المصائر، الشيء الذي يتطلب تفكيرا جديدا يتخلي عن العدة المنهجية والمفهومية التقليدية التي تقوم علي الثنائيات الضدية، وانما يقوم علي التعدد والانفتاح، والهم المعرفي الذي يقصي ويقبر الايديولوجيا.
    * خصوصيات العصر
    قبل ان يتطرق للمفهوم الجديد يقوم علي حرب بتشخيص الحاضر ويبرز خصوصياته التي تصب كلها وتفضي الي الطرح التداولي، ويجملها فيما يلي:
    1 ـ العصر عصر التداول: من خلال التطور الهائل الذي عرفته المعلوميات، التي افضت بنا الي عالم خيالي لا ينفك فيه الانسان عن صنع ذاته وتغيير نفسه، بخلق موضوعاته ومضاعفة موارده او بتجديد ادواته وتغيير افكاره (ص 10.
    2 ـ اللااستقرار: يعرف العصر حركة دائمة تجعل من المتعذر السيطرة علي قوانين التغير او التحكم بنظام الاشياء، الامر الذي يخلق حالة من عدم الاستقرار بقدر ما يفقد المقاربات والمعالجات مصداقيتها، ويجعل الوسائل والاهداف تستهلك قبل استخدامها، ويجعل الحلول تولد مشكلات اكثر تعقيدا (122 ـ 111).
    3 ـ الغاء المكان: من خصوصيات العصر ان تم الغاء العلاقات التقليدية القائمة بين الانسان وارضه، وبينه وبين وطنه وامكنته الاليفة، بسبب تدفق المعلومات ولحركة الاسواق والاموال ولانتقال الاشخاص ورجال الاعمال او لعمل التقنيات والشبكات، ليتم التحول من موطن اليف ومحصن الي محيط كوني من المعلومات لا شاطيء له. (112)
    4 ـ زعزعة القيم: يؤدي هذا الزمن الافتراضي الخيالي الاحتمالي، الي الهشاشة والتغير وفقد الاشياء صلابتها ويزعزع اسسها وركائزها، مما يؤدي الي فقدان الثقة. من حيث الموقع والروابط والخيارات والتوجهات. (112)
    5 ـ ضعف السيطرة: تعميم التبادل يجعل المصائر مترابطة والقضايا متشابكة، الامر الذي يؤدي الي التقليل من سيطرة الدول والحكومات علي المشكلات، ويجعل المقاربات خادعة او قاصرة او فاشلة. (112)
    6 ـ الرعب التقني: ادي التطور في التقنيات الي امكانات هائلة، مثل: فك رموز الحياة وتفكيك الجينات البشرية، فحلت الالات الذكية والكائنات الرقمية مكان العقول البشرية والكائنات الحية، التي قد تؤدي الي زوال الانسان لتحتل مكانه. (113)
    الطرح التداولي
    يطرح علي حرب افقا جديدا هو المجتمع التداولي يقوم علي مفاهيم جديدة (فكر تركيبي وعقل تواصلي. معيار تبادلي ومنهج تعددي، حق كوني، ومواطن عالمي، هويات هجينة ومجتمعات مفتوحة، عقلية التوسط ولغة التسوية، منطق الخلق والتوليد، وقواعد التداول والتبادل). يطرح افقا جديدا امام العمل الحضاري والتنمية البشرية يؤثر علي حرب تسميته المجتمع التداولي (ص 15) يقوم علي التمرس بلغة الحوار والوساطة والمفاوضة والاعتراف بالاخر والقبول به بوصفه مختلفا عنا ومساويا لنا، وبمعناه الثقافي، تبادل الخبرات والمعارف او العملات والمنتوجات من الجماعات البشرية، يسهم في انفتاح الهويات وثرائها وتحولها علي سبيل التطعيم والتهجين (ص 15) حيث تتوسط وسائل الحجج والادلة لكي تخفف من وسائل الاكراه والعنف، وتتوسط بين الانسان وفكره الاحادي، واللغات او الادوات والتقنيات التي تبيح للافكار ان تنتقل وتنتشر. (ص 16)
    يقوم التداول علي تحويل لما هو ثابت، ويفيد معاني الانتقال والتناقل او المداورة والدوران او الاستعارة والتبادل او التغير والتبدل، من حيث علاقة الناس بالامكنة والازمنة، او بالكلام والاحاديث او بالدولة والعملة او بالاحوال والامور العامة (ص 153)، لتشابك المصائر وتداخل المصالح، وتحول الهويات، يتعلق الامر بزمن الوصل بدل زمن الفصل الذي كرسته الايديولوجيات والشعارات والاوهام، الوصل بين الداخل والخارج بين المحلي والاجنبي، بين الخصوصي والكوني، بين الانا والاخر، في زمن تتسع فيه الهجرات والانتقالات، زمن لم يعد فيه احد يقوم او يكتفي بذاته وموارده (ص 100)
    من خصائص الطرح التداولي حسب علي حرب:
    1ـ وسطي لا نخبوي: تساوي قيمة الانتاجات في مختلف المجالات، لا افضلية لمنتوج علي اخر، يتعلق الامر بالوساطة والشراكة والمسؤولية، وتردم الهوة بين عمل يدوي وعمل لا يدوي (ص 144)
    2 ـ لا يفكر الواحد عن الاخر: يتعلق الامر بتجاوز عقلية القصور (ص 144) اننا بصدد مجتمع الفاعلين، يساهم فيه الكل، لان المجتمع التداولي حصيلة ما ينجزه الافراد الفاعلون، (ص 164) فالفكرة بؤرة كثيفة، نطرحها علي سوانا ليعملوا عليها، فيتغيروا بها ويساهموا في تغييرها. (ص 161)
    3 ـ منطق المساومة والتسوية: بانتاج اشكال من التوسط تخفف من وطأة النزاعات او تحول التوترات الفردية او المجتمعية الي طاقات خلاقة، ومجالات لصوغ التسويات مع الذات ومع الآخر (ص 145).
    4 ـ المجتمع التعددي: يعترف بتعدد المرجعيات والسلطات والفاعليات، تبعا لتعدد قطاعات العمل وحقول الانتاج، فليس هناك اجماع علي اي نقطة، سوي الاجماع علي حرية المناقشة، فجميع الافكار قابلة للتداول (146).
    5 ـ تعدد الهوية: اي ان الفاعل البشري ذو كينونة مركبة من تعدد الوجوه والاصوات، يتميز بالتركيب والاختلاف والهجنة، فلا وجود لهوية حافية ذات بعد واحد، وانما الهوية التباس وتداخل وانشطار (ص 147).
    6 ـ الميديائية (الوساطة): التي يتميز بها المجتمع الجديد عبر الشاشة والصورة والمعلومة، بقدر ما يبرز فاعل جديد او وسيط جديد هو الرجل الميديائي العامل علي الشبكة والقناة (ص 147).
    7 ـ الانفتاح: وسط مفتوح علي وجهين، اذ هو يتغذي من خبرات الاخر في الخارج. (ص 149) بالافادة من خبرات الآخر ومعلوماته.
    8 ـ تغليب المعرفة علي الايديولوجيا: من أجل ابتكار شبكات مفهومية او خلق وقائع فكرية نسهم من خلالها بقراءة العالم والتعاطي مع الواقع بصورة اكثر عقلانية وفاعلية (ص 185).
    اننا بصدد استراتيجية جديدة لادارة الافكار والهويات والوقائع من مفرداتها: العقلية الوسطية الميديائية، ولغة التسوية، الخصوصية المفتوحة والهوية الهجينة، الفكر التركيبي والمنهج التعددي، العقل التواصلي والمعيار التبادلي، الفاعل الاجتماعي والمنطق التحويلي، المجتمع التداولي
    والمواطن العالمي، الحق الكوني والعمل الكوكبي. يقول علي حرب: من هنا فان احوج ما نحتاج اليه هو التمرس بلغة الوساطة والتسوية، بحيث نعترف ببعضنا البعض بقدر ما نتعلم من اخطائنا، ونقتنع بأن ما نقوله ونفعله او نرثه له طابعه النسبي والمحدود او المتغير والمتجدد (ص 52).
    فتوحات الطرح التداولي
    من فتوحات الطرح التداولي قيامه علي المساواة والتسوية بين الكل، اذ الكل فاعل ومسؤول بحسب اختصاصه ومشارك في انشطة الحياة بالتفكير معا بدل الانفراد والانعزال. بالاشتغال علي الأزمات والتخلي عن لغة الندب، والتعامل معها كفرص وامكانات علينا الاشتغال عليها. باعادة ترتيب الافكار وتجديد المفاهيم والمعايير او تغيير المواقف والخيارات او ابتكارات المهام والادوار (ص 116).
    من مرتكزات الطرح التداولي الخروج من عقلية القصور، وادانة منطق الوصاية، عبر الوصل والمشاركة والمساهمة والانخراط في اعمال الخلق والانتاج. (ص 117) مع مراعاة المتغيرات التي تعرفها الاشياء والعلاقات والوسائط والوسائل، لاننا بصدد عقلانية مركبة ومفتوحة ذات مفعول توليدي، تمارس بعيدا عن العقلية الوثوقية والاطلاقية، بل تفتح امكانات للخلق والانتاج والتحويل. (ص 119).
    يتيح الطرح التداولي كسر الثنائيات الخانقة، باتقان لغة المفاوضة والمداولة او بالاشتغال بمنطق المساومة والتسوية في التعامل مع المتعارضات، ومنطق التبادل وفلسفة التعايش والتواصل او التعارف والتفاهم بتشابك المصائر وتداخل المصالح (ص 121) وبذلك من المجدي تجاوز المطابقات المستحيلة والتماهيات العقيمة بين الهويات والذات او بين الكائنات والاشياء. بالعمل بمنطق الخلق والتوليد باقامة علاقات جديدة مع الثوابت علي سبيل الخلق والتحويل. (ص121) مما يقصي الحلول القصوي ويدخلنا ويفتحنا علي: التعايش والتجاور، التداول والتبادل، التواصل والتفاهم. ويدخلنا الي المحتمل والنسبي، ويخرجنا من قبضة اليقيني القائم علي الالغاء والاقصاء الذي تخلقه الهويات الصافية، لنلج عالما تركيبيا اساسه تعدد اللغات وتنوع الثقافات، بقدر ما يقوم علي تبادل الصيغ والخبرات، وهويات هجينة ومولدة تقوم علي الاختلاط والتركب (ص 123).
    ومن فتوحات الطرح التداولي التخلي عن اوهام النخب والنرجسية وطوباويتها بالتحرر من وصاية النخب والدعاة (ص 123). باتقان لغة الشراكة والخلق وفق التعايش. بهذا المعني يصير الشعار: انا اكون بقدر ما اخلق واتواصل عبر المشاركة مع غيري في تشكيل لغات ومساحات او مجالات واسواق للقاء والتفاهم، او للتبادل والتداول (ص 126).
    خلاصة
    ان المجتمع التداولي كما يطرحه علي حرب، فضاء جديد ما يفتأ يتغير، لننخرط فيه لنغير ونتغير، لنشارك ونتحاور ونتجادل ونتواصل ونتحمل المسؤولية ونحول ونتحول، ونتخلي فيه عن أوهامنا وقصورنا العقلي، بعد ان تهجنت الهويات وتشابكت المصائر وتداخلت المصالح، واصبحنا في أفق مفتوح عالمي وكوكبي، يزدهر وينمو بالشراكة والمسؤولية المتبادلة، قوامه التداول والشراكة والخلق.

                  

03-08-2004, 02:09 PM

Elsadiq
<aElsadiq
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1657

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لخلخه الثوابت لفرض الخنوع (Re: SUKA)

    المداخلة السابقة كانت تحمل الفكرة الرئيسية للموضوع

    فبينما نبذل ما نستطيع من جهد للحفاظ على قيمنا و ثوابتنا من كماشات وزرديات اللخلخة، كانت قوتنا اضعف من ان تحمى الجميع ، هذه حقيقة لا نستطيع انكارها

    ونعود للسؤال : ما هى ثوابتنا ؟
    واجابة السؤال ببساطة تتحدد باجابة سؤال آخر: من نحن ؟

    ثوابت المسلم السوداني مثلا تختلف عن ثوابت المسيحى السوداني : يشتركان فى الثوابت الوطنية ، ويختلفان فى الثوابت الدينية و العرقية
    توابت المسلم السوداني تختلف عن ثوابت المسلم السعودي : يشتركان فى التوابت الدينية ويختلفان فى التوابت الوطنية

    ومن المؤكد ان "نحن" لا تشمل كل انسان على ظهر الكرة الارضية وعندما اتحدث على نحن يشاركنى المفهوم فقط من يشاركنى الثوابت والانتماءات ، ولهذا لا يفترض من المسيحى السوداني ان يعتبر الهجوم على الحجاب هجوم على ثوابته، ولا يفترض من المسلم الليبي ان يعتبر توريث الحكم فى السعودية هجوما على ثوابته.

    ولو ارتد مسلم عن دينه فلا يصبح منا بعد ذلك لان ثوابته قد تغيرت بعد ان تم لخلخلتها ثم هدمها ثم اعادة بنائها
    ولو واحد مسلم سوداني اعتبر نفسه غير عربي لان جده قبل قرنين او اكثر اتي من الواق الواق
    فلا يصبح مشاركا لنا فى الثوابت العرقية

    من الف سنة مثلا كانت ثوابنا مشتركة ثم بدأت معاول الهدم وكماشات اللخلخة
    وكانت معاول الهدم فى شكل استعمار وحروب (حرب العراق مثلا من ضمن معاول الهدم)
    ولكن كماشات اللخلخة اخطر كثيرا، فالضرس عندما يتم خلعه نشعر بالالم ونرى من قام بعملية الخلع ويصبح لنا عدوا واضحا

    ولكن كماشات اللخلخة تعمل فى الخفاء، وتترك الباقى للزمن ليسقط الضرس وحده ببساطة وبلا الم
    وهى لهذا كان لها اثر فعال كان يمكن ان يظل مستمرا لولا رعونة قابض الكماشة ، فجعل كل مسلم يتشكك فى كل سلعة تقدم له ، ويتفحصها بعناية ولهذا فقدت كماشات اللخلخة قوتها السابقة
                  

03-08-2004, 02:12 PM

Elsadiq
<aElsadiq
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1657

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لخلخه الثوابت لفرض الخنوع (Re: Elsadiq)

    الاخ سوكا

    اشكرك علي الاضا فة فساحاول قراءة الموضوع بعناية و التعقيب عليه لاحقا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de