من الرأس والكراس ! (1/2) :الحاج وراق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 02:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-05-2004, 01:51 AM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
من الرأس والكراس ! (1/2) :الحاج وراق

    مسارب الضي

    من الرأس والكراس ! (1/2)

    الحاج وراق

    * إذا كان شرط النهضة ومقدمتها الضرورية تغيير الذهنية القديمة القائمة على الجمود والمسلمات والتقليدالى ذهنية حديثة تقوم على التساؤل والنقد والتجديد، فانه يكاد يكون من البداهات القول بإن مشروع النهضة نفسه لابد وان يصمم ابتداءً وفق الذهنية الحديثة هذه .. وبالتالي فإن مشروعاً للنهضة - جديرا بهذا الاسم - لا يمكن ان يكون استلافا لنموذج معلب جاهز، ولاتقليدا عاطلا لتجربة التحديث الغربية... صحيح انه لابد ان يستفيد من قوانين التطور ذات الطابع الانساني العام، ومن الحكم والدروس العالمية، ولكن القوانين العامة لا تتجلى الا من خلال الخصوصية الحضارية والوطنية، ولذا لا يمكن تطبيقها تطبيقا ميكانيكيا أعمى ، كما ان العبر والدروس لا يمكن استخلاصها الا بالنظر الى التجارب العالمية بذهنية نقدية تفرز تبرها من ترابها وتفرز ما يستحق الاقتداء عن ما يتسحق التفادي .. وهكذا لابد لمشروع النهضة من (توطين النفس) ، لابد له من الجرأة على المعرفة وعلى التجريب، ومثل هذه الاستقلالية المعرفية والنفسية من الضرورات اللازمة للتطور سواء على مستوى الافراد او على مستوى الامم.

    * بهذه الذهنية النقدية قاربنا موضوع علاقة الدين بالدولة ، وتوصلنا في عام 1998م الى صيغة (علمانية متواضعة ذات مضمون ايجابي تجاه الدين).

    وتوفر هذه الصيغة اعتماد العلمانية استخلاصاً لدرس اساسي في التجربة الانسانية ،الا وهو انه حين يدعي الحاكم - سواء فرد أو مؤسسة أو حزب - الحكم بإسم الله ، فإنه يصادر حرية الفكر وحرية البحث العلمي، ويحجر على الفنون والآداب ، وينتقص من حقوق وحريات اصحاب الاديان والمذاهب الاخرى، ويتعامل مع المحكومين كعجماوات غير قادرة على اتخاذ قراراتها الاخلاقية بنفسها وانما لابد لها من اوصياء يتخذون لها قراراتها نيابة عنها، ويتخذونها وفق مقاييسهم والتي عادة ما تكون متعسفة وشائهة.

    ان التجربة الانسانية لتؤكد بان الذين ادعوا احتكار السماء انما فعلوا ذلك طمعا في الارض ، فحصنوا بالقداسة الدينية اختياراتهم وممارساتهم الدنيوية المحضة ، وحرموا المساءلة والمحاسبة، وصوروا انتقادهم زندقة ومعارضتهم كخروج على ما في الدين بالضرورة .. ولان البشر خطأون فان تحصينهم من النقد والمساءلة انما ينتهي بالضرورة وفي جميع الحالات الي الطغيان والإفساد ، وهكذا فان دعاوى امتلاك الخير المطلق قد انتهت دوما في الواقع العملي الى اقامة الشر بذات مقدار الادعاء! وليست هذه خلاصات التجربة الاوروبية وحدها ، وإنما كذلك خلاصة التجربة العربية الإسلامية ، وخلاصة تجربة السودان سابقا وحاليا!

    * اذن فالتجربة الانسانية تقضي بضرورة العلمانية - كتمييز بين القداسة والسياسة وبين شؤون الدين وشؤون الدنيا - ضرورتها لمساءلة ومراقبة الحكام - حيث لا مساءلة ولا مراقبة مع ادعاء التحدث باسم الله ، وضرورية للمنافسة السلمية بين البرامج السياسية - حيث ان تحويل الصراع السياسي الى صراع عقائدي يجعله وبالضرورة صراعا اقصائيا لا يحل الا باخضاع الطرف الآخر او إفنائه نهائيا -، وهي كذلك ضرورة للتطور الفكري والعلمي ، لأن التطور يفترض نسبية المعرفة المتحققة وبالتالي امكان المراجعة والنقد والتجاوز، بينما تقديس مستوى معين من المعارف والعلوم وتصويره كنهاية المعرفة والقول الفصل انما يقود وبالضرورة الى اغلاق آفاق التقدم والى الجمود والركود الفكريين.

    * ولكن العلمانية اذ نشأت تاريخيا في اوربا في مواجهة كهنوت الكنيسة الاطلاقي ، فقد اتسمت هي نفسها بطابع اطلاقي ومغلق ، فأحلت محل الغاء الكهنوت للعقل تصورا اقصائيا مضادا لا يعترف بغير العقل مصدرا للمعرفة ، وبدلا من تآكيد قيمة الانسان المركزية في مواجهة انكار الكهنوت لها شطحت العلمانية الاولى لانكار كل ما هو خارج عالم الانسان بما في ذلك الإله نفسه ! و كما يقول ديستوفسكي اذا كان الله غير موجود فكل شيء مباح ، والانسان الذي أعلن موت الاله قد قتل في داخله المرجعية الاخلاقية الاعلى والانموذج الذي يشحذ نحو الترقي والكمال، فانحط ذلك الانسان الى الفرد الاناني او الفوضوي المعزول أو المتوحش الذي لا يرحم ، بل وانحط تصور الإنسان ليعني الانسان الاوربي الابيض، وفي ذلك كله الاساس الفلسلفي والاخلاقي لفظائع الحروب الاستعمارية ، ولو حشيات الحربين العالميتين، ولمحارق النازية، ومعسكرات الاعتقال الشيوعية.

    وهكذا بالتجربة الاوربية نفسها، وبتطور الفكر والعلوم الذي اكد طابع نسبية المعرفة ، بما في ذلك نسبية العقلانية ، بدأت الحداثة الاوربية تراجع ارثها النظري والعملي ، وبدأت تعيد النظر في حكاياتها الكبرى - ذات الطابع الاطلاقي المغلق - ، وبدأت تعيد الاعتبار للمقدس ولما وراءالعقل وللتجربة الذاتية.

    * وهكذا إذ أرفقنا العلمانية بتوضيحاتها (متواضعة وذات مضمون ايجابي تجاه الدين) فلنؤكد اننا اذ نتبنى ما هو اساسي في العلمانية - وهو التمييز بين القداسة والسياسة ، بين شؤون الدين وشؤون الدنيا - فاننا لا نتبنى معه موروث العلمانية ذات الطابع الاطلاقي والكهنوتي... حيث ان التمييز لا يعني ولا يشترط انكار الدين كما لا يفضي الى الاستهانة بدوره في الحياة الانسانية، فالدين واهب المعني، مغني الوجدان ، ومستودع القيم الاخلاقية، ورابط النسيج الاجتماعي وملهم للبرامج السياسية وللتشريعات ، لكن ذلك كله يختلف عن ادعاء فرعون ما للقداسة والعصمة ول (ما اريكم الا ما ارى ) !

    * واستدعت" التوضيحات" كذلك ضرورة رسم الحدود بين علمانيتنا التي ترى في الدين عاملا اساسيا ولازما للحياة الانسانية وللنهضة الاجتماعية، وبين تصورات علمانية اخرى لا تسعى لمجرد التمييز بين شؤون الدين وشؤون الدنيا وانما تعادي الدين في ذاته وتسعى الى طرده من الحياة الاجتماعية والسياسية ، واعني بذلك علمانية البلاشفة واتاتورك وبورقيبة.

    * ولكن حين صغنا مصطلح (علمانية متواضعة ذات مضمون ايجابي تجاه الدين) سخر منا العديد من العلمانيين، وطالبونا بتحديد من اين اتينا بمثل هذا المصطلح ، فبالنسبة لهؤلاء لا يكتسب اي اجتهاد فكري مشروعيته اذا لم يرد في احد (الكراسات) المعتمدة في الغرب ! رددنا عليهم حينها بأنه من (الراس والكراس) ! ولسوء حظ هؤلاء فان احدث الكراريس الغربية عن العلمانية تؤكد ما سبق وذهبنا اليه !

    - وغدا اواصل بإذن الله -












                  

03-05-2004, 01:54 AM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من الرأس والكراس ! (1/2) :الحاج وراق (Re: merfi)

    مسارب الضي
    من الراس والكراس! (2/2)

    الحاج وراق




    * كتبت بالأمس، أننا صغنا مصطلح: (علمانية متواضعة ذات مضمون ايجابي تجاه الدين) منذ عام 1998م، وأردنا به التفريق بين تصورنا للعلمانية والتصورات الاخرى ذات الطابع الاطلاقي المغلق، سواء العلمانية في نشأتها الاولى التي تأثرت بمواجهتها العنيفة الدامية مع الكهنوت المسيحي الاطلاقي فأخذت بعضا من طابعه نفسه، او التصورات العلمانية الشمولية التي تستبطن موقفاً معاديا للدين.. وقصدنا بلفظة (متواضعة) الاشارة الى علمانية ليست حكاية كبرى وانما علمانية كحكاية نسبية أي متواضعة، وقد استفدنا هنا من نقد ما بعد الحداثة للحكايات الكبرى ـ وتحديداً المفكر الفرنسي جان فرانسوا ليوتار الذي صك مصطلح (الحكايات الكبرى) لنقد المنتوج الفكري للمراحل الابتدائية للحداثة التي اتسمت بطابع اطلاقي مغلق ـ وهكذا فإن العلمانية المتواضعة في ذات الوقت الذي تأخذ ما هو أساس في العلمانية، فإنها لا تستبطن موقفاً سلبياً تجاه الدين، كما لا تستبطن اية تصورات شمولية مضادة، فبذات رفضها للشمولية الدينية، ترفض الشموليات الاخرى ـ سواء كانت قومية او عرقية او ماركسية او حتى علمانية كفاحية استئصالية.. ولكننا ووجهنا في حينها بسخرية عدد من غلاة العلمانيين الذين تساءلوا في استنكار عن من أين أتينا بهذا المصطلح! ورددنا عليهم: من (الرأس والكراس) معاَ! وكما قلت بالامس، فإنه لسوء حظ هؤلاء القادحين، فإن أحد أهم كراريس الدرس الغربي عن العلمانية قد توصل اخيرا الى ما سبق ان توصلنا اليه منذ سنوات!.
    * وأعني بأحد أهم كراسات الدرس الغربي عن العلمانية، التقرير الذي أعدته اللجنة الفرنسية المسماة (لجنة النظر بتطبيق مبدأ العلمانية في الجمهورية) والذي رفع الى رئيس الجمهورية الفرنسية ـ السيد جاك شيراك، بواسطة السيد برنار ستازي بتاريخ 11 ديسمبر 2003م، وهو التقرير الذي حظر بموجبه ارتداء الرموز الدينية في المدارس الحكومية، وبغض النظر عن هذه التوصية التي اختلف معها، فإن التقرير يقدم استنتاجات نظرية مهمة عن العلمانية.. وتكتسب هذه الاستنتاجات اهمية اضافية من حقيقة ان فرنسا تشكل مهد العلمانية، حيث تمت صياغتها ولأول مرة في اعلان حقوق الانسان والمواطن عام 1789، ذاك الاعلان الذي كان بمثابة دستور الثورة الفرنسية، الثورة الام للثورات الديمقراطية اللاحقة في كل العالم الحديث، فقد نصت المادة 10 من الاعلان: «يمنع التعرض لأي شخص بسبب آرائه وافكاره، بما في ذلك الدينية منها، شريطة الا يخل التعبير عنها بالنظام العام الذي ارساه القانون). ثم قامت الجمعية التشريعية منذ 1792 بعلمنة الاحوال المدنية بحيث لا تعد المواطنة مرتبطة بالدين. وترسخت العلمانية مع اعتماد القانون الجمهوري في ديسمبر 1905م الذي يقضي بفصل الدولة عن الكنائس، وبضمان حرية المعتقد وحرية ممارسة الشعائر الدينية.. وهكذا فإن الكراس المشار اليه من مهد العلمانية ومرجعها الاول فرنسا!.
    * يعرِّف التقرير العلمانية بأنها: (الإطار العلماني هو وسيلة لجعل الافراد يتعايشون معاً دون ان يتقاسموا بالضرورة نفس القناعات».
    وفي الخلاصة الأساسية للتقرير يورد: «لقد ولى زمن العلمنة التي تعتمد الكفاح وحلت مكانها علمنة مهادنة، تقر بأهمية الخيارات الدينية والروحية، ومهتمة كذلك برسم حدود المساحة العامة المشتركة.. لقد تبدلت طبيعة التحديات، كما اصبحت الرهانات في الوقت عينه، أصعب بدون شك: فكيف يتم التوفيق بين الوحدة واحترام التنوع؟ هذا هو الرهان الملقى على عاتق مجتمع تحدوه الارادة بأن يرى الخيارات الفردية معترفاً بها.. وها ان العلمانية التي هي طريقة تنظيم «العيش معاً»، ترتدي طابع حداثة جديد».
    ويواصل التقرير: «وبغية التأكيد على وجود قيم مشتركة في هذا السياق، يجب أن تكون هناك علمنة منفتحة وحيوية قادرة على أن تشكل انموذجاً جذاباً وموحداً، كما يجب أن تسمح برسم مكانة المواطن الفرد والفسحة العامة المشتركة على نحو يسوده الانسجام.
    ليست العلمنة مجرد قاعدة من قواعد اللعبة المؤسساتية، انها قيمة من القيم المؤسسة للميثاق الجمهوري تمثل امكانية التوفيق بين «العيش معاً والتعددية والتنوع».
    وواضح ان ما سبق ان وصفناه نحن «بعلمانية متواضعة ذات مضمون ايجابي» يصفه التقرير الفرنسي بعلمانية «مهادنة» و«منفتحة». وغض النظر عن اختلاف الألفاظ او الاختلاف حول التوصية المحددة بحظر ارتداء الرموز الدينية، فإن المصطلحين يتفقان في البحث عن علمانية ذات طابع جديد.. ولا عزاء للقادحين فإن ما توصلنا اليه برأسنا، يجد تصديقه الآن في كراريس العلمانية المعتمدة!!.
                  

03-07-2004, 01:20 AM

hala guta

تاريخ التسجيل: 04-13-2003
مجموع المشاركات: 1569

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من الرأس والكراس ! (1/2) :الحاج وراق (Re: merfi)

    **
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de