الانفاق في سياق منهج الخطاب القرآني «1 - 4» :محمد سعيد القدال

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 01:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-03-2004, 02:02 PM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الانفاق في سياق منهج الخطاب القرآني «1 - 4» :محمد سعيد القدال

    الانفاق في سياق منهج الخطاب القرآني «1 - 4»

    «قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذاً لأمسكتم خشية الانفاق وكان الإنسان قتوراً» «الاسراء : 100»
    تقديم:
    جاء ذكر الانفاق في القرآن في أربع وخمسين آية. وسوف نتناول هنا كل آيات الانفاق، ثم ننظر في التسلسل الذي وردت فيه وعلاقته بكل منهج الخطاب القرآني. وتواجهنا في هذا الصدد عدة أسئلة. لماذا أصبح الانفاق يحتاج الى دراسة منفردة؟ ولماذا ننظر الى كل آيات الانفاق مجتمعة ولا نكتفي بالاستشهاد ببعضها؟ وماهى ابعاد الخطاب القرآني الذي سوف نتناول الانفاق في إطاره؟
    إن الاهتمام بالانفاق وتجميع كل آياته وافراد بحث خاص به، ليس صدفة ولا خبطة ألمعية. فالانفاق له حضوره المكثف في القرآن، سواء في الثقل العددي أو النوعي لآياته، أو في أسلوب تناوله. فلم يأت ذكره في أية أو بضع آيات. ولكن لماذا التركيز على الانفاق في هذه الدراسة؟ إن الاهتمام بالانفاق نابع من وعي عصرنا، حيث أصبحت قضية العدالة الاجتماعية تشكل أهم محور في حركته، فقد أخذت قضية العدالة الاجتماعية تقرع أبواب زمنانا قرعاً يكاد يصم الآذان. وغدت تلح على ضمير عصرنا الحاحاً يوشك أن يحيل اهتمامه بها تحديقاً. وارتفعت شعاراتها على ارجاء كوكبنا تبشر الانسان بوجود جديد يسمق بآدميته فوق الثرى. إن الاهتمام بالانسان وبقيمه الروحية وبحريته الشخصية وباحتياجاته المادية، هى المحاور التي سوف يدور حولها الصراع على مدى حقب متتالية من عمر كوكبنا، حتى تتأسس مملكة الإنسان ويمتلك السلاح الذي يردُّ به غائلة الزمن وتنفتح أمامه سبل العيش الكريم. وما عاد الانسان مجرد كم تتقاذفه أمواع الحياة. وهو يطفو فوق خضمها دون أن يملك لأمر حراكه مقوداً. وما عاد الإنسان دابة يمتطيها الحكام ليصعدوا بها تلال طموحاتهم ويعبروا بها مروج أحلامهم، لقد بدأت الحياة تتحول، حينا تسير سيراً «بعيد الخطى قوى السنابك» وحينا آخر تسير على استحياء وتردد. ولكنها آخذة في التحول مسلطة اهتمامها على الانسان للتعرف على احتياجاته وتوفيرها. ووضع الأسس لتأسيس مملكته. واذا كان هذا الوعي لم ينغرس بعد في وجدان الحركات الاجتماعية، فإن بشائر نوره أخذت تغشي بعض الأبصار. وعصرنا هو عصر ارتفاع قامة الإنسان فوق أحكام الفاقة والقهر. وعصرنا عصر انفلات الانسان من إسار التسلط والعوز.
    وهذا الاهتمام المتزايد بالانسان وبقيمة الانسان واحتياجاته، لم يخرج من عدم ولا يقوم على فراغ. إنه الامتداد الحر الواعي المتجدد لحركة التاريخ وهى تشوق بالأظافر في الدروب الوعرة ومنحنياتها طريقاً سالكاً للإنسان. وهذا الوعي بقيمة الإنسان يستوجب العودة الى التراث والبحث عن ثناياه وأروقته عن معانٍ وقيم نستعين بها ونحن نشّيد صرح هذا الإنسان الجديد. ولكننا نعود الى التراث بوعي عصرنا واحتياجات عصرنا ومعطيات عصرنا. وعصرنا هو عصر تأسيس مملكة الانسان. فالتراث ليس مجرد ماضٍ ولى وعفى عليه الزمن. وليس قالباً نستله من قدسية الماضي ونلقي به على الحاضر ليعيد صياغته بوعي غير وعي عصرنا. والتراث حركة متجددة في حاضرنا تحمل أشراق الماضي لتضئ بها أشواق المستقبل عبر هموم هذا الحاضر. إن وعي العصر هو الذي فرض بروز الانفاق بكل ثقله واتساعه. وغياب مثل هذا الوعي في حقب خلت، هو الذي غيَّب موضوع الانفاق رغم ثقله واتساعه.
    وإذا كان وعي العصر يبرز قضايا ملحة تستوجب التوقف والدراسة. ويفرز معطيات جديدة في مناهج البحث العلمي، فإن هذا الواقع يستدعي ضمن ما يستدعي بل وأول ما يستدعي، الرجوع الى النص القرآني، مسترشدين بذلك الوعي وتلك المعطيات. وتتم العودة الى النص عبر التراث. ويدور معظم التراث حول النص القرآني، حتى سميت حضارة الإسلام بحضارة النص. وكان تفسيره في كل مرحلة يحمل وعي العصر الذي كتب فيه. ويحمل في طياته ايضاً جهد العصور التي سبقت وترسخت بعض الثوابت. وما على المعاصرين الا ان يضيفوا اليها جهدهم الذي استجد نتيجة تغيير الأوضاع الاجتماعية وارتفاع درجات الوعي. فالنص القرآني ثابت لايتغير. وليس هناك من نص جديد، فتغيير الأوضاع لا يستدعي نصاً جديداً. وانما يتطلب فهماً للنص للاستهداء به وفق المتغيرات التي استجدت على مسرح الحياة. وهذا جهد بشري لايتوقف لأن حركة الحياة لا تتوقف.
    الانفاق والإطار الذي جاء فيه
    ما هو الانفاق؟ يقال أنفق المال أخرجه من حوزته وصرفه. وقد يحذف المفعول وهو المال. وقد يكون الانفاق في شؤون هذه الدنيا وتحصيل المطالب فيها. وقد يكون لقاء شئ يناله المنفق. وقد يكون بذل المال في سبيل البر والخير رجاء ما عند الله من الثواب، دون ابتغاء عرض الدنيا. (معجم ألفاظ القرآن الكريم ص 557). ورغم أهمية هذا التعريف اللغوي، الا أنه لا يخلو من جمود و لا يعطي ممارسة وجود الانسان في هذه الحياة بعداً أكثر عمقاً، فالإنسان ينفق من ماله طواعية دون إلزام قانوني.
    ويرتبط الانفاق ارتباطاً وثيقاً بحقيقة هذه الدنيا كما حددها القرآن، فهو نشاط بشري مرتبط بجوهر ديني، فما هى حقيقة هذه الدنيا التي تستوجب الانفاق وتحث الإنسان له وتدفعه إليه؟ ويربط القرآن بين هذه الدنيا والعالم الآخر. ويوضح من خلال هذا الربط حقيقة كل منهما، فهذه الدنيا عرض زائل وزينة ولهو ولعب. والعالم الآخر نقيضها، فهو لايزول ونعيمه سرمدي. صورتان متناقضتان ولكنهما مرتبطتان دوماً. وهذا الربط هو الذي يبين الفارق بينهما حتى تظل الصورتان حيتين في الذهن. والخطاب القرآني هنا شامل وممتد وحاسم، سواء في كثرة الآيات أو في انتشارها على امداد المصحف أو في وضوح بيانها للفرق بين العالمين.
    وتوضح الآيات التي وردت في القرآن صورتين لعالمين: الحياة الدنيا والحياة الآخرة. وتقوم المقابلة والمقارنة بينهما بأن هذه الحياة الدنيا بكل ما فيها من متع فانية والحياة الآخرة خالدة بنعيمها.وليس الغرض من هذه المقارنة نبذ الدنيا نبذاً مطلقاً. والا لما وجد فيها الإنسان. ولكن المقارنة دعوة الى إقامة توازن بينها وبين العالم الآتي، فالاندفاع المحموم نحو هذه الدنيا دون تفكير في العواقب، يعبر عن غفلة تامة بفنائها. وعن إدراك ضعيف بالعالم الآخر الممتد. ان الآيات تدعو الإنسان لينعم بخيرات هذه الدنيا ونعمها التي توفرت له. ولكن عليه أن يكون واعياً باعتبارات اخرى تقيم توازناً فيها يجعل مقامه متسقاً مع مقام الآخرين. وإن الهدف من المقارنة بين العالمين هو هداية الإنسان حتى يستعلى على مغريات الدنيا ولا يصبح عبداً لها. ولاينبذها نبذاً مطلقاً، إنه تهديد الى الوقوف على جوهرها ليستعلي على ما فيها من نعم زائلة. ولا تستعبده تلك النعم التي مصيرها الى زوال.
    فما هى السبل التي تمهد لعبور الانسان من هذه الدنيا الى العالم الآخر؟..يركز الخطاب القرآني على أمرين يمهدان لذلك السبيل. وهما الإيمان والعمل الصالح. ويربط بينهما ربط وثيقاً لا انفصام فيه. وفي هذا الربط تأكيد جازم بأن الإيمان ليس عقيدة مجردة. وإنما الإيمان الصحيح يقود بالضرورة الى العمل الصالح. والطريق الى العالم الخالد إيمان وعمل صالح لا انفصام بينهما. ولعل هذا من أكثر جوانب الخطاب القرآني جلاءً وحسماً. وأكثره انتشاراً على امتداده. وجاء ذلك التأكيد الجازم في العديد من الآيات بداية بسورة البقرة حتى سورة العصر. والعمل الصالح له تجليات وممارسات. ومن تلك الأعمال الصالحة الانفاق، فكيف تناول الخطاب القرآنى الانفاق؟








                  

03-03-2004, 06:24 PM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-03-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الانفاق في سياق منهج الخطاب القرآني «1 - 4» :محمد سعيد القدال (Re: merfi)


    الأخ مرفى.. التحيات الطيبات وشكراً على النشر هنا،

    ربط د. القدَّال لمفهوم الإنفاق كما ورد فى القرآن بمفهوم العدالة الإجتماعية الحديث، فيه إستلهام بديع للتراث يشكل إضافة وكشف لا يقلل منه ريادية الشهيد محمود محمد طه حين ربط مشروعه للإشتراكية بمفهوم الإنفاق اللا محدود الذى لا يقدر عليه إلا أُولى العزم(ويسألونك ماذا تنفق قل العفو) وقد طبقها الشهيد محمود فى نفسه.

    لا أستبق الأحداث، لكن يقينى أن د. القدَّال في إستلهامه البديع للتراث إنما يستخدم منهج العلم فى ذلك، لا العاطفة الدينية فقط، المستندة على (واتقوا الله ويعلمكم الله) أهمية إستخدام منهج العلوم الدنيوية ومنجزات العصر فى دراسة التراث وللتحصيل المعرفى وربطه بقضايا التغيير الإجتماعى يمكناننا من فهم أعمق للظواهر وصولاً لحلول آنية لمشاكل إنسان عصرنا هذا، مع الإدراك المسؤول لإحتياجات الأجيال القادمة.

    أرجو يا أخ عبدالرحمن أن تواصل نشر باقى الحلقات حال صدورها، كلنا شوق..

    عدلان.

    (عدل بواسطة عدلان أحمد عبدالعزيز on 03-03-2004, 06:27 PM)

                  

03-03-2004, 08:49 PM

merfi
<amerfi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 685

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الانفاق في سياق منهج الخطاب القرآني «1 - 4» :محمد سعيد القدال (Re: merfi)

    Sure, Adlan I will post them when and where I find them. I too can't wait to the whole series to to what the Professor want to say.

    P.s. You must have confused me with some one else.
                  

03-04-2004, 00:30 AM

عدلان أحمد عبدالعزيز

تاريخ التسجيل: 02-03-2004
مجموع المشاركات: 2227

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الانفاق في سياق منهج الخطاب القرآني (Re: merfi)

    Yeah Merfi, I thought Merfi and AbdelRahman are Synonyms! Sorry for the confussion.

    Best Regards,

    Adlan.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de