ما وراء طبيعة الاستلاب والاستيعاب و الانتماء في رواية رماد الماء

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 02:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-26-2004, 07:18 PM

د. قرنق توماس


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما وراء طبيعة الاستلاب والاستيعاب و الانتماء في رواية رماد الماء

    استهلال
    حول اشكاليات الهوية و المنتوج الفني و الادبي المرادف :

    لم أنسى صرخت * ( رواية حول جديدة ) يا دكتور.. جعلت أتصفح.. فصرخ مرة أخرى.. ( الكشة ) يا دكتور.. دفعت فيها ما تيسر.. ومن يومها.. بدا هذا السفر الجحيم.. وبعد قراءة أولى لرماد الماء - وهى رواية للروائي السوداني جداً عبد العزيز بركة ساكن.. تقع في 261 صفحة من النوع المتوسط.. من إصدارات مكتبة الشريف الأكاديمية - وجدت نفسى أمام عمل ادبى عظيم انتقل بنا من خانة الأسئلة الكبرى إلى الإجابات الكبرى فيما يخص المسكوت عنه في إشكالات الهويه.. وكيف ساهمت النخب في إعادة تشكيل الذات والوجدان ونفض الغبار العالق - كثيرا - على مقومات التمازج الوطني سلبا وإيجابا.. واسمحوا لي أن اقفز بكم إلى مقولة قد تكون مردودة أو غير ذلك بأننا - السودانيين - نجيد ان نكون الآخرين ولا نجيد ان نكون أنفسنا.. وكيف تظهر ذلك في تعاطينا للوافد إلينا من سياسة وثقافة وفن وأدب.. القريب في التيارات الشرق أوسطية مثالاً لذلك.. والذي نحن بصدد ه هنا تقدمة لهذه المعالجة المتواضعة هي تقاطعات مسألة الهويه - الحرب - الوحدة - التنوع - والتي شغلت الأوساط الثقافية ردحاً من الزمن ولم تتنزل مجتمعيا مما يفيد في تنقية الوجدان السوداني المرهق بتراكمات الحرب والقهر والتمييز والاختلاف المتعمد حتى وصلت بنا الحرب إلى محطات الفصال التي تجعلنا.. نزرف الدموع حتى نجعل الوحدة ( جاذبة ).. وما إلى ذلك من مفردات عصر السياسة الأخير..
    ولعلنا هنا نذكر بالخير محاولات مدرسة الغابة والصحراء - في التوفيق بين الحقيقة الاحيائية والمأزق التاريخي - لينتجوا أدبا اعترافيا بحقيقة التنوع - وجمال المزيج - الذي نريده أن يكون المساحات المضيئة في الوجدان السوداني إلا أن الاعتداد الجزافي ظل يغلب.. فكانت عودة د. محمد عبد الحي المتميزة إلى سنار وافريقيانيات الفيتورى.. والنداءات بل الصرخات الخاصة بسؤال ألانا لكل من عالم عباس والنور عثمان أبكر.. وغيرهم كثيرين، كان إسهامهم ناصعاً بما (( كان )) يكفى نزع الغشاوات عن رؤية الذات.. وخلق وجدان القبول بالآخر والواحد أيضا.. وحتى إذا دلفنا إلى الكتاب و الأدباء والمؤرخين.. فالمكتبة السودانية زاخرة بتناول غزير لإشكالات الهوية إلا أن المنطلقات السياسية غالبة عليها.. مما أفقدها التأثير الاجتماعي المفضي إلى التغيير.. لعل أشهدها مشروع ( السودانوية) لـ احمد الطيب زين العابدين - وكتابات الأستاذ منصور خالد و د. فرنسيس دينق.. إلى أخرهم من أساطين السياسة والثقافة السودانية..
    وإذا أخذنا ضرباً أخر كالدراما مثلا.. فان المنتوج المرادف لمعالجة قضايا الهوية ظل ضعيفاً للغاية لدرجة انه لا يذكر عمل درامي متميز تناول هذه القضية وصولاً لفضح غشاوة الاختلاف وخلق بيئة وطنية تجتمع عليها مختلف شعوب السودان.. وحتى الغناء فمكتبتى الإذاعة والتلفزيون تفتقر للأعمال الغنائية التي تعبر عن ذلك الصدد.. مما يفقد احد صروح تشكيل الوجدان وتعميق قيم التمازج والتنوع والوحدة من ادواته الفعالة.. ويمكننا هنا أيضا أن نذكر التشكيل.. فالأجيال الجديدة من التشكيلين قد نجحت بشكل ملحوظ في التعبير عن ذلك الواقع المراد من حيث اضاءاتهم وإشاراتهم للعلاقات المكونة للمزيج الانسانى السوداني إلا أن المدارس التي سبقتهم قد يممت بوجوهها قليلاً.. عن واقع الهوية المزيج إلا أن أعمالهم أو بعضها تعبر بشكل غير مباشر عن ذلك.. ولكم في مدرسة الواحد أسوة..
    والملاحظ بشكل مفجع ان التأثيرات لم تكن كافية لتنتقل بالمجتمع إلى أفاق التلاقي على مصير مشترك لوطن يشغل الجميع همه وبناءه.. وأنى هنا لا أعزى هذا الاختلال لقصور في هذه النشاطات بقدر ما أنبه بأنها كانت مهودات أفراد أو مجموعات ولكنها لم تكن جمود مؤسسة تمتلك اليد الطولي.. ألا وهى الدولة.. ودولة السودان.. وبكل أسف منذ بواكير استقلالها.. مشغولة تماما بالانتماءات الإقليمية.. مسايرة ( للصراعات ) السياسية ونزعات الإقصاء والإقصاء المضاد ناسية تماما - البراكين التي تمور بداخلها.. والتي كان يمكن معالجتها بتكريس الاهتمام نحو العميق من المشتركات العمة التي يمكنها أن تخلق دولة متحدة ليست على السطح ولكن على المتن.. ولعل المرجو من الدولة - الحكومات - الاستنارة بهذه المبادرات - والاحتكام لقيم ومقاييس أصبحت تحكم عالم اليوم من حرية - وحرية التعبير - والفكر الخ.. والحقوق اجمعها.. إلى ما ذلك من ثقافة كرامة الإنسان - ثم ان الدولة - الحكومات ذاتها هي المسئولة عن خلق فضاءات أرحب تستوعب النشاط الثقافي المستنير المفضي للتغيير الاجتماعي الذي يصب في بناء دولة لا يكون هاجسها.. البحث عن هوية - وليست نبنى سياسات التذويب القهرية والاستعلائية أو الاقصائية حتى حيث نجحت كثير من الدول حولنا من تفكيك بنية الوعي القبلي التي أقعدتنا كثيرا.. فنحن ننشد قبيلة كبيرة واحدة هي السودان، ولاجل ذلك فلتكن الدولة.
    ولعل الرواية في السودان قد نجحت بشكل مقدر في تلمس التعقيدات الاجتماعية ذات العلاقة بإشكالية الهوية وحَركة جمود الوعي( الاجتماعي) المتأخر جدا في الإجابة على اسئلتها و ساهمت في تعرية السلوكيات ( الاجتماعية) المكرّسة لتناقضات القناعان ( الاجتماعية ) التي تنتهي في غالبها إلي التمييز و توسعة فجوة الاختلافات بين الأنماط البشرية المكوّنة للسودان.
    فإذا كان أدب الأستاذ الطيب صالح قد تناول بذائقة متفردة ( التغريبة ) أو غربة ألذات السودانية مع صدمات احتكاك شمال العالم بجنوبه في موسمه الشهير، فأن اسحق إبراهيم اسحق قد نجح أيضا في اضاءاته الساطعة علي تمازج التماس الذي أنتج الأسان واللغة ثم الجغرافيا والتاريخ، وينضح ذلك جليّاً في ( أخبار البنت ماكاياكا ).. مروراً بكثيرين حتى دكتور فرنسيس دينق الذي تطرق بشكل غير مسبوق لتداعيات - صراع الهويات - المكوّنة للأمزجة الثقافية والسياسية والاثنية، وذلك في سرديا ته الشهيرة ( طائر الشوم ) و ( بذرة الخلاص )، ثم من بعد ذلك دكتور أبكر ادم إسماعيل في إشاراته المبدعة حول النزعات الطبقية والعنصرية التي أنتجتها إغفال طبيعة المجتمعات المتقاطعة في الشأن العام، والتي تنطلق من أسئلة الهوية استعلاءً أو استيعاباً وذلك في روايته ( الطريق للمدن المستحيلة ) وقد نجح أيضا في ذات الإطار روائيين شباب منهم علي سبيل المثال لا الحصر عاطف عبد الله في روايته ( البقع السوداء - تفاصيل ما حدث في البر الآمن ) وإذا كان كل هؤلاء قد نجحوا في تشريح مفاصل الغليان الاجتماعي، و فضّوا بكارة التعمية والتغييب الذي أورد الناس افتراق مسارات الذات والانتماء إلا أن عبد العزيز بركه ساكن في - رماد مائه - قد تميّز علي الإطلاق في الإجابة علي سؤال الحرب ؟! بشاعتها ؟!النزعات الإنسانية المفضية إليها ؟! الخ.... ؟ الفردية - الجماعية - السياسية - الثقافية......الخ ؟! بيئة التاريخ ؟! بيئة الجغرافيا التي شكّلت وجدان الحرب.. وأجاب أيضا مباشرة وإيحاء علي السؤال الكبير ( من نحن ) ؟! .
    و من ذلك اعتقد ان رواية عبد العزيز بركه ساكن ( رماد الماء ) تستحق هذا السفر الحميم الذي سنخوضه معاً، استناداً عليه سنتناول عمله الكبير تحت العناوين ألآتيه:
    1- في وصف بشاعة الحرب .
    2- دلالات اللون الأسود ( منظور إبداعي ).
    3- شخوص الرواية ( علاقات الانتماء والاستلاب والاستيعاب ).
    4- لغة الرواية ( التعبيرية العربية في استلهام الموروث ذات الجزر الإفريقي ).
    5- خاتمة.
    ختاماً أرجو صادقاً أن تخرج المعالجات الثقافية والسياسية والأدبية الخاصة بأسئلة الهوية من الأضابير والصوالين إلي فضاءات أرحب تبدأ بالا سره مروراً بالعشيرة والقبيلة إلي الدولة، لتنجح في تفكيك الوعي المجتمعي المبني علي الافتراضات الهلامية و موروث التميّز و الاختلاف، رغم اعتدادنا بقيم كثيرة إلا أن هذه البقعة السوداء عظيمة، وعليه نرجو نقاشاً متسامحاً نعيد به اكتشاف سودانا الواحد المتسامح الجميل








                  

02-26-2004, 10:09 PM

Alsawi

تاريخ التسجيل: 08-06-2002
مجموع المشاركات: 845

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء طبيعة الاستلاب والاستيعاب و الانتماء في رواية رماد الماء (Re: د. قرنق توماس)

    مرحبا بك اخي دكتور توماس وبقلمك المقتدر وتحليلك العميق.

    قول كهذا:

    Quote: " .. أننا - السودانيين - نجيد ان نكون الآخرين ولا نجيد ان نكون أنفسنا.. و يظهر ذلك في تعاطينا للوافد إلينا من سياسة وثقافة وفن وأدب.. القريب في التيارات الشرق أوسطية مثالاً لذلك"


    يدل على انك تأملت مليا في الذات السودانية وأدوائها الدفينة.

    واسمح لي ان اطلب منك تعريفنا بك، ثقافيا، هل انت ناقد متخصص؟ وماهي المجالات التي تخصصت فيها في بحثك العلمي، حتى نستفيد من علمك، ولك الشكر والتحية
                  

02-26-2004, 11:49 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء طبيعة الاستلاب والاستيعاب و الانتماء في رواية رماد الماء (Re: Alsawi)

    مرحبا بالدكتور قرنق توماس
    وشكرا علي هذه الجرعة النقدية -الثقافية المكثفة ...

    عادل
                  

02-27-2004, 05:56 AM

Ala Asanhory
<aAla Asanhory
تاريخ التسجيل: 09-21-2003
مجموع المشاركات: 394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء طبيعة الاستلاب والاستيعاب و الانتماء في رواية رماد الماء (Re: د. قرنق توماس)



    الحميم صديقي الحبيب د/ قرنق توماس
    يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
    يا أنيق الحرف
    يا مختلف الطعم
    شكراً لأنك هنا
    وشكراً لقلمك الملتزم الهميم
    سأكتب لاحقاً ما يحاولك أكثر في كتابتك في هذا البوست

    لك كل الحقول الجديدة والحرية
    يا أبو ساندرا ( الأغنية )


    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الحميم عادل
    د/ قرنق
    شاب جنوبي بنكهة سودان نحلم به كلنا
    طبيب تخرّج بدرجات علمية حريفة من كلية الطب بجامعة بحر الغزال
    شاعر مُرهف
    لديه كتابات شعرية مختلفة يجتهد في مشروعه الشعري كثيراً ويعمل على تمتين أدواته بالمعرفة والمتابعه
    وبالتجريب المستمر
    كذلك هو صاحب إسهام محترم وقلم مقتدر في مجال التناول القاريء للإبداع
    ويجتهد في سن إنتباهه لينجزشروعاً نقدياً موازياً لكتاباته الشعرية
    له دراسات وكتابات ونصوص شعرية كثيرة نشرت في الملفات الثقافية بالصحف السودانية
    ولا أعتقدني قادراً على أن أوقل أكثر مما يمكن أن تفصح عنه الأيّام فيما يخص هذا الطبيب الإنسان والشاعر الشفيف والمثقف الملتزم المهموم بالقضايا المصيرية فيما يخص الوطن

    شكراً لقلم أستاذ عادل وهو يرحب ويكتب هنا ويعقب

    أبداً
    علاء
                  

02-28-2004, 01:38 AM

ابنوس
<aابنوس
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 1790

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما وراء طبيعة الاستلاب والاستيعاب و الانتماء في رواية رماد الماء (Re: Ala Asanhory)

    الجميل دكتور قرنق
    لك تحيات السنابل

    في البدء انت تتناول كاتب غاص عميقا في واقعنا وخرج الينا بثلاثية البلاد الكبيرة المتكونة من ( الطواحين / رماد الماء / وزوج امرأة الرصاص ) وقد تسنى لي قراءة الروايتين .. الوطواحين ورماد الماء .. ووقفت على عمق هذا العمل الابداعي المتميز وجرأ’ قلم الروائ عبد العزيز بركة في تناول القضايا التي ظللنا ندور فيها .. سؤال الهوية .. والاجابة في عمل واحد .. ولم تصلني الرواية الاخيرة ..
    عزيزي دكتور قرنق .. هذه كتابة متميزة عن عمل متميز .. والساحة النقدية تفتقدك بشدة وانت تمتلك ادوات نقدية توازي تلك التقنية التي كتب بها عبد العزيز بركة .. ونحن في انتظار قرائتك لهذا السفر ( رماد الماء ) وتداعيات حرب الاخوة ..
    علاء سنهوري
    ياحميم .. ليك شوقنا طال
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de