|
بأبريل وفبراير لصاً أكون - د. صلاح الزين
|
بأبريل وفبراير لصاً أكون ، بحذاقة مدمن بغير عادات : بالى ، ماأجملنى
ربما ، بهدوء تلصصات قطط مهجورة ، بذلك ، ربما طلاء رائحتها بضحكهم أو العكس . وليس كالإنسكاب ، الذى هو إضافة الفراغ إلى الإمتلاء أو العكس فى حيزات يستحسن تناسب الإتساع الطلاء إستحداث لمشهد يعد وليمة لعين لترى فى الطريق مايقوض بداهات الطريق وعاداته . ضحكاتهم بلا سقف كلوحة أو سماء تنتثر فى تمددها وتنحل فى الفراغ العريض المشغول بشجرة وماسورة ماء ومرحاض يتهالك على بعضه . هكذا تأتى ضحكاتهم ، مفضوحة من غير إفتضاح ، تأتى بتؤدة تزوقها عجالة الملهوف بعاداته المتصلبة خواتمها . من حول طاولة مبهوظة ، فى شفف ، بحمولاتها ، المنثورة كيفما اتفق ، المبثوثة فيها مهارات لاتستريب ، تنتثر الضحكات . تنتسج ، فى علو كثيف الوضوح وبرهافة بضعة من شعاعات غاربة ، بتلك الرائحة ، الرائحة تلك المبهوظة أسافلها وأطرافها ، كليالٍ تتزين للحروب ، ثمة مايؤسس لإعتقاد : لاقرابة رحمية بين الرائحة تلك والضحك ذاك . لكنها قرابة الفصول التى لاتتغير عاداتها كمروحة سقف متروكة لمحو نفسها العابث وطنين الفراغ . وهكذا ، هكذا ، فيما لو باعدت بتؤدة بين رجلى ساحباً اليمنى ، اليمنى المذعورة بترميم العلاقات المرتبكة ساحباً اياها ، وكأنى أود أن أستلها من جزعى ، فى إتجاه ومسافة تتيح للأخرى ، الأخرى اليسرى ، المتعبة نوعاً ما ، وكأنهما متخاصمتان ، مساحة بها تركزان جزعى لأقف هكذا أرفع يدى هكذا أرفعهما كما لوكنت أود أن اسند السماء . بذلكك ، بذلك فقط يمكننى ، وبمتعة مسؤولة جداً ، أن ادع كلاماً كثيراً جداً ، ادعه ينساب ، بحرية ومن غير إفتضاح ، ينساب كقطعان خيول تورد سهلاً . ويمكن والحال هذه ، أن ينساب الكلام بحوامله ، ينسابون وقهقهاتهم تخبو وتعلو كأنسابهم العريقة . ويمكننى أن آتى من مكان قريب ، بمصفاة بإسلاك دقيقة طولها عشرة أمتار وربع ، وهى طول المسافة بين المتخاصمتين ، وأثبتهما بمشدات صلبة لتحجز خيانات المنسابين بخياناتهم وقهقاتهم ، تحجزها وتوقفها هناك ، هناك بزاوية قائمة مع قفاى . يمكننى وانا واقف هكذا ، ككبرى رمادى ، أن القى رأسى إلى الخلف وإذا إستحال ذلك يمكننى أن أ/يل عنقى جانباً يميناً أو يساراً ، وأرمق الخيانات الإستحال إنسيابها وهى تعلو كأى شى يعلو . ومن هناك ، من أمامى ، منسابون خفافاً نحيلين ، كأنسام ، بقهقهات تعلو وتخبو . ماأجملهم أولئك المنسابون كتحايا . ولأننى أنا بعض من حقيبة وزارة تموين وكيس من جعة تركه جنود ، باضراس ، يصهلون صهيل خيول الرهانات التى تسند مدناً بأرصفة وأوراق نسيها الله ، ولأننى انا ، إبن ابى فقد جالستهم بضحكاتهم تلك . ولم يكن عسيراً تصور رائحتها سماءً لضحكاتهم البلاسقف (تقرأ :
أشتهيك قهقهة لها جلبة حين تضحك أطرافك
كلها ويرتج المكان
: نكتة يرويها المسرحى فيك
: مفاجأة فى التقاطع حين البلوجينز
الذى ترتديه يلتقى البلوجينز الذى أرتديه ....الخ
صمت برهة تدركنا
كأنا إلتقينا قبلنا
فى صيرورة أخرى .....الخ
: ........ بلا أشرعة
: إنتصار على الجغرافيا
: غيرة ......... ونميمة فى جيلنا وعبدالله بولا)
(ويكتب :
فوضى المشهد تربك الإحساس فتهرب المفردة .... قادم من هنا ، راحل من هناك ، وغياب يعصف بكل من القدوم والرحيل !! .... لكم حبى ... محضاً .... محضاً !)
عسيراً كان فك إشتباك سهومها الذى إشتبك بين بدايتين ، عسيراً كان وبصعوبة الخطو من وضعية إلى أخرى كحنين يكض خلف قطار . وماكان هو يعلم وقد نصب قامته كجار يزهو ، بأن ذلك الشارع القذر وبائع الفحم وبقربه برازات يابسة ، وماكان يعلم ، وكيف له أن يعلم وهو المبذور فى سهولة الأشياء والصعوبة ، وماكان يعلم أنه هو نفسه ، يدق باب البديتين اليفتحان على المتاه والتلاشى كنباح كلاب فى برية قفرة .
(وتقرأ :
زمزم كانت أم صداقتنا ..... عالق إسمها دائماً فى ذاكرتى كضوء حضورك العميق فى نسيجها ..... لكنى أستحضرها دائماً فى ثنايا واقعة مابرحت فى عميق حضورها الزاهى فى داخلى .
ربما، وبقليل من دربة لص صغير، ربما طلاء ضحكهم برائحتها، أو العكس. وأستطيع فيما لو قسمت العدد 4 على 2، والذى سيكون حاصله 2، أستطيع، بذلك، أن استحضر ثمة صبايا يشتعلن كوردات مبلولة وينثرن، بخفرٍ، مشقات أعلقها أنشوطة حول عنق الفصول المزهورة، كتاجر، بتواريخ، ولنقل 20 أبريل و 20 فبراير، تنثر الرنين على الأمكنة وتضرم الإعتذارات باعتذار شديد.
هكذا، هكذا أقف، والمنسابون بقهقهاتهم، كأنسام، يعتريهم مزيد من النحول، يتخفون، كشاحنات، والمصفاة، المصفاة المنسوجة من أسلاك دقيقة والمجلوبة من مكان قريب، منذورةٌ، وبصرامةٍ تليق بها، لفعلها. وبتعامد مع قفاى تعلو الخيانات، تعلو ( ويكتب:
لا أدرى لماذا كان علىّ أن التقيها قبل ثلاثة أسابيع فقط من رحيلها بعد غياب إمتد آمادا. كما لا أدرى سر ذلك العويل العالى الذى استقبلتنى به والذى ما زال يزلزلنى كما سبق له وزلزل كل أرجاء " حارة الزنادى " – تماماً مثلما لا أدرى لماذا اكتشفت الآن – والآن فقط بعد سنوات – إنى لم أفقد القدرة على البكاء وأستحيل الى إحدى بنايات المدينة)
يخطو فى الشارع وصمت الظهيرة، الظهيرة تلك المزهوة بأبريلها وصمت النقيق. وهناك، هناك يمدون المائدة لضحك يشقق التسقيف ولا يبالى لا بالظهيرات ولا حراسها المخفيين. ونحوهم يخطو، يخطو كدرب يسير.
(وتقرأ:
مأساة ( ) أن صحوته قد تأخرت وفى صحوة الناقص لم يفطن الى أن الأعداء قد تغيروا وأن ميادين المعركة قد تبدلت بتبدل أنواعها وأسلحتها. ليته قرأ ما كتبه آلان روب غرييه حين قال "لقد شاركت فى الخديعة" أنا أعتقد أن أول النقد يبتدئ من هنا ....... كلنا شاركنا فى خديعتنا وخديعة غيرنا .................)
ويخطو، كدرب يسير. بوجه وكتف وقفا. وذات ظهيرة من بدايات نهايات عام وقرن غشيته شهوات مستريبة، شهوة كأن يضحك، مثلاً، وضحك، ضحك حتى انسلبت نهايات تواريخ وفصول، وما انتلفت رائحتها إلا بعد حوّلٍ كانت فيه ضحكاته، ضحكاته العادية كبهو فندق، سرجها لدابة أمتعة الأصدقاء المتعبين، كجدار حائل، بمتاعهم المنقوع من هشاشة رغبات الرحيل.
{حاشية: ونكتار، نكتار تهديك المكان، الأمكنة المترفة بنساء كخيول بلا سائس، مكان بحزن بلا نسب، وآخر لرحيل مساء مساط برغبات النهار، مكان لك أنت، أنت الموصول بهاتف، هاتفٌ بلون أخضر حائل ومتهالك لا يهبك غير شرعية مُستقبِلٍ رث، رث كضفادع الشتاء}
أبريل وفبراير، ما بينهما كان يخطو، وكانت تخطو، أيضاً شهران للخطو المدور كوجوه صبايا الله فى درجٍ تشققه هبوبات الشتاء المقرور بالشتاء. يا لك! يا لك أنت من أبريلٍ يستل فبرايراً يركض نحو أبريل آخر، أبريل قادم يتلكأ كنص مذعور. هاتفك، بلونه الأخضر الحائل، هاتفك هذا لماذا له جدارات الإتصال؟ وصديقك، صديقك المسلول، المسلول فى أبريل ذاك العام، وهو يخبرك، صباح ذاك أبريل، هل كان فى صوته، صوته المسهوك كعاهرةٍ،، إحتمالات لفبراير وهاتف يرن؟ بين رنين هاتف بلون أخضر حائل وحنجرة صديق متلفة بتكرارات البلاغة والإنضباط، بينهما، كنت أنت، أنت، أيضا، تخطو. ولكنك تخطو خارج سياقات أبريل وفبراير، كصياحات ديكة بلا إناث. نثيث مطر هنا وهناك، كآبات شتاءات عليلة، وحانات بنساء مجلوات بصدق الرسالات والقدوم، وأخرى بلا نساء يهدهدن خيالات تعب السكارى المبذور فى كرم وأناقة، وشوارع، شوارع مزوقة بخلوها (يا لسوء حظك وتعاستها) من إحتمالات إنرضاض بقدمٍ مستدقٍ يسند ساقاً بربلةٍ تنساب نحو إعجاز يمتن خيالات التسفل والخيانات الصادقة. فوق هذا المتاه، المتاه المسنود بأبريلات ثمانية، وقدرها من فبرايرات، كنت تخطو، لا كخطوها ولا خطوه، تخطو كنت كمفلسٍ لا يرى فى الستائر، الستائر التى تهدهد نعاسات النوافذ وحظوظها، غير إفلاسٍ موازٍ، مثابر وعنيد. تخطو، لا كخطوة ولا خطوها، نحو هاتفك، هاتفك ذاك الجالس، كيوم عطلةٍ، فوق رنين مدفوعة فواتيره كأسرى حروب يهربها برلمان برئيس وخطباء. نحو الأخضر الحائل تخطو، تخطو. فبراير هناك، هناك كصديقك وصباح أبريله ذاك قرب بناية تستدبر إماماً ومصلين.
(وتقرأ:
NO ARAB SIT DOWN HERE
We do not want “Arab People” Consuming Alcohol and Accosting women
“We respect” your Belief in Islam.
Thank you
Lucky Luck
أعرف أنك مغرم بالقسمات الحسابية الضنينة بفائضٍ تفيض عنه بلادتك فى علم الحساب. ها أنت لك ما شئت، أبريل بصديق فى صباح عام، فبراير بهاتف فى مساء عام.
{حاشية (A) : قلت لها، لها التى لها ثمانٍ وثلاثون وصبى بست عشر وأخرى بعقد وثلاث، قلت لها: أنت، أنت المقدودة من تواريخ وجغرافيات ورحيلات وثرثرة، لماذا، وأنت واقفة عارية هكذا، كسماء، لماذا لا تضيقين ما بين فخذيك، هكذا، وهكذا تنثرين قطرات صفراء كفراشات صيف، على موجودات المكان، وقلت له: لماذا يحزنك ذلك الإظلام، الطبيعىجداً، والذى يضيئ ما تحت سرة الراقصة العارية، لماذا، لماذا يحزنك حد التفتت والبكاء؟}
{حاشية (B) Maks: التاهى – كمبوشية تنطق الـ in كـ " i " والـ out كـ " ou " فتضيع الـ
" T ". كان لخد أمى " T " و Maks حزينة وصامتة توشيها ثرثرات السكارى وثرثراتى. وكأى برجوازى صغير عالمثالثى سألتها عن ضمانات المستقبل، فقالت: مزيد من الرقص. لا يوجد خلف هذا الظلام إلا ظلام آخر أكثر نتوءا، ولكن بلا خطيئة}
{حاشية ( C ): يمكن حذف الحاشية ( A ) و ( B ) فالحواشى لسن إلا غوايات يتطفلن على ذاكرة لم يستقم لها، بعد، الصهيل والإستواء فى بذار النص والبلولة}
ربما وبيسيرٍ من دربة فقيرٍ صعلوك، وحنكة كاتب عرضحالات، ربما أخلع على أبريل رائحتها وأسترضى فبراير بضحك وأنسل من خواتيم الضحك والرائحة نحو حانة وعاهرة يُعلماننى بتاريخ ميلادى وطرائق الإنسكاب والطلاء. وقد نجلس هكذا، أنا والحانة والعاهرة، بعد أن أُحصن روحى وأسيجها ضد إختراقات، محتملة، تبثها رشفات عاهرتى تلك وهى تمج السجارة وتنفثها، كبحرٍ، تشقق جنباته نهارات صهد محرور. نجلس هكذا، مسندا روحى بسبابتى اليمنى وتاريخى بأسفل فخذها الأيسر، وفى سهومها ذاك، نرقب، من خلل الحانة، المنسابون بقهقهاتهم، كأنسام، يعتريهم مزيد من النحول، ويتخففون، كشاحنات. والمصفاة، المصفاة المنسوجة من أسلاك دقيقة والمجلوبة من مكان قريب، منذورة، وبصرامة تليق بها، لفعلها. وبتعامد مع قفاى تعلو الخيانات، تعلو.
مايو_______ ديسمبر 1994
: القاهرة – مالطا – القاهرة - كوالالمبور – بانكوك – القاهرة:
صــلاح الزيــن
----------- نقلاً عن موقع الجالية السودانية بواشنطون www.sacdo.com
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: بأبريل وفبراير لصاً أكون - د. صلاح الزين (Re: الجندرية)
|
أشواقي لصلاح الزين. الوحيد الذي يفجر في احتمالات الخسارة. يعني أنا أكتب كيف دي بتبقى واضحة كقضية. لكن برضو هناك مقولة الوهم! يعني كل أوهام الكتابة وكتابة الاوهام تتحول الى منجزات على صعيد الروح. ولكن كيف يكتب صلاح أوهامه وهو لا يعرف ان الاوهام هي كل ما تعنيه حياتناأو يعرف و يصهين أو أعرف أنا و لا أصدق انني لهذا الفدر أعيش أوهامي/حياتي!! أذكر صلاح عند منعطفات التشظي، التشظي الباهر، مثل ما يحدث عند سقوط كوب كرستال على حجر الطريق، أو عندما يقوم علي وجع ضرس. لكنني أذكره ببسمة واهية عندما يستعير جليد الطرقات صلابة الحجارة ولكن في هيئة الزجاج شاهرا توقه لتجريح عابر و سديد. لا أوهام! اللغة عند صلاح لفافات لا تحتوي على حلوى! ياجندرية خوفي عليك تتجندري في معنى سقوط الالفباء! و تحياتي لصلاح مصطفى مدثر
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: بأبريل وفبراير لصاً أكون - د. صلاح الزين (Re: mustafa mudathir)
|
سلام ...
ومازال صلاح ينفث ( مقصته ) " لفافة لا تحتوي حلوي". مازال يظن بالطلاء " ونطليهم .. ونطليهم يا صديقتي ونشف " كمنفذ يستله من ذكرياته المريرة التتخاصر معه أينما حل . قد تترصد أبريل بنصه المذعور وتطليه بضحكة " أمنة " و تنزوي تمامآ ، كشكري ، في حانة يؤمها صعاليك و عرضحالات ، تكتب نصك وتغور أنت الأخر . والسماء برغم عريها الا أنها مثابرة و عنيدة . تعلم كيف تشركك في الخديعة ، بزيارة مريبة و غير مبررة تمهد لرنة هاتف أو رحيـــــــــــــــــــــــــــــل!!! و كمدمن حذق بلا عادات ، تضيع ملكة الأنتباه ، كعادة تتسم بها عيناك ال "بارزتان كالفضيحة" وقد تصبح عاريآ كالسماء ذاتها ، أو كلوحة ضحكهم الغير معنون . عندها ستسكن "زمزم" ذات الحانة وتترقبك كنسم منساب بقهقهة منحولة ...
أنا أعتقد أن أول النقد يبتدئ من هنا .....
قوس: شكرآ عدلان علي النص وعلي فك رموز خط صلاح الزين الكريه .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: بأبريل وفبراير لصاً أكون - د. صلاح الزين (Re: mustafa mudathir)
|
العزيز عدلان, سلامي وكل الورد, لك وللصديق صلاح..... أين هو صلاح؟ ذلك الصديق المختلف, نصاً, وروحاً, وشفافيةً؟ أعتقد أنه من النصوص, المتميزة لصلاح, لكثافته, وشعريته العالية, يبدوا لي أنه محاولة لواحدة من تجريبات صلاح العميقة, والغنيّة. كيف يكتب هو الان؟ سلامي عثمان حامد
| |

|
|
|
|
|
|
|