ظهرت سمية في حفل العرس حضورا طاغيا غطى على كل بنات الأهل رغم أنها من الأباعد ..
فكانت كلما إتخذت مجلسا في مكان شدت إليها الرحال وقصدها الكبار والصغار .. ورحلت نحوها العيون .. بإختصار صارت هذه السمية مركز الكون .. كنت أنا وأخي أصغر سنا من إدراك فكرة الإنجذاب للأنثى ...سمية .. شامخة كالبانة دون نحافة، قمحية ليست كقمح بشرى الفاضل، بل أقرب للذرة الشامية بعد أن تسلق ثم تدهن بالزبدة .. صوتها خفيض ولاتضحك كثيرا، لكنها إن ضحكت ضحكت معها كل أم در .. لذلك فقد إكتفينا بمتعتين : الأولى عندما تضحك لنا أو لأحدنا، ثم تصفنا بالشقاوة ... أما الثانية فكانت مراقبة أقاربناالأكبر سنا وهم يتهافتون أو يتكبكبون عليها حتى وهي تهم بكنس الحوش ... وفي ذلك العصر الأنيق تسابق بعض المتكبكبون، لإحضار أجمل وأفضل مقشاشة في الجوار وكأنها مهر سمية، وتسابق البعض الآخر لجمع القمامة من تحت مقشاشتها بهمة نافسوا بها "أبو الدرداق" .. لكن لن تتصوروا مافعله قريبنا الكلس حتى إكتسح كل المكتبكبين ...
كنا أنا وأخي نجلس غير بعيد، نتأمل كل ذلك بمتعة خبيثة .. لكننا لم نلحظ إختفاء الكلس من موقع الكبكبة إلا بعد أن عاد وظهر فجأة وهو يجر خلفه خرطوم رش الماء، يمسك بطرفيه .. يعني منتهى الحرص وبعد النظر.. الكلس أثبت أنه بالفعل كلس أو ككس أو فقس، فبعد أن وصّل خرطوم الماء، أدار الصنبور لأقصى ما أمكن، وهو ما يزال يمسك بالطرف الآخر .. بدأ في ترذيذ الماء بشكل أروش وكأن الأمر غير مقصود، فأصاب الماء ملابس من أصاب .. ولكنه لم يصب فيما أصاب سمية، فقد كانت مركزا لكل الأشكال الهندسية التي رسمها الكلس بماء الحب والتوق، لا يطالها أبدا .. فجفل المتكبكون ثم إنفض واحدهم بعد الآخر حتى دانت الساحة للكلس ولو إلى حين .. ما كان منا إلا أن صفقنا وصفرنا للكلس إعجاباوتقديرا دون حياء - أنا وأخي .. ثم تبعنا المتكبكون المنهزمون تصفيقا وشمارا في محاولة للتنصل من الهزيمة ...
أخذ الكلس يهزي مبررا فائدة رش الماء، الغبار، الرئة، العيون، التيمان، قلة الأدب ...... و
(عدل بواسطة مأمون on 02-16-2004, 02:22 PM)
(عدل بواسطة مأمون on 02-16-2004, 02:25 PM)
(عدل بواسطة مأمون on 02-17-2004, 06:59 AM)