الحرازة ... قصة قصيرة لـ عبد القادر حكيم

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 07:26 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-04-2004, 00:54 AM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحرازة ... قصة قصيرة لـ عبد القادر حكيم


    الحرازة
    *عبد القادر حكيم

    خرج . ما فّكر في شيّ حتّى بلوغه شجرة الحراز ، على الطريق العريض المودي إلى الخور ، قُبيل خروجه المتأنق لمح زنبوراَ يخور بغتةَ ، ويدور في فضاء الغرفة الضيقة .. كان هو يضع اللمسات الأخيرة لإكمال أناقته ، يناظر قمة الجبل الكالحة في الجزء الأيسر من المرآة الكبيرة المتشققة ، المتكئة على الجدار المتداعي . رؤية الجبل تزيده إصراراَ على أناقته ..! يمسد شاربه الكث ، يضغط بخفة على بعض خصلات شعرة المتمردة ، يحشو بنطا له بأسفل قميصه الكابي ، وبرفق يجذب جزءَ يسيراَ منه إلى أعلى ، ليجعله يتدلى قليلاَ ، ليستر رتوق حزامه العتيق ..

    بُعيد تجاوزه الحرازة الوحيدة بالمدينة ، هدير الخور حرك بركة وجومه الآسنة ، مغريا لنداءاته البعيدة الغامقة . خطر له أن ينساب إلية .. فالآمر لا يحتاج كما بدأ له .. من قوة فيضانه ، إلى دراسة احتمالات النجاح والفشل .. أندهش للفكرة .. وسار أليه منحدراَ ، رأى أمواجه تعلو تعلوا وتهبط ، وإذا ذاك أشاح عنه إذ دهمه خوف مباغت !! فكر في العودة .. رنا ببصرة بعيداَ ، متجاوزاَ غابات الأكواخ التعيسة آلتي نبتت علي يمين الطريق ... حدق في الجبل ملياَ ، صار لا يتحاشى النظر أليه كما كان حين تناسل الرغبة في أعماقه شاته الدفين ، رغبته في الخلاص الأبدي . ، التفت بكامل جسده المنهك ، لاحظ وقوفه المبعثر مشكلاَ خطا مستقيما يصل بينه وبين الحرازة والجبل ، عزاء اضطرابه إلى الطاري الجديد الذي خطر له ، الخور ..آه كيف لم يشمله تخطيطه المحموم ، القانط ؟!! رغم قربه الشديد إلى نفسه ، من الناس والكلاب الآدمية الضالة ، والحمير التي لا تنفك تنهق ، وتتضاجع خلف غرفته ، غض بصره إذ رأى غرابين يهبطان على سطح غرفته وينعقان . إنسربت إليه أغصان الحرازة الجرداء رجت داخله المهترئه ووخزته في القلب .. تذكر تنك الوسيلتين اللتين استبعدهما ، لكون احتمالات فشلهما ظلتا تحاصرانه حينا من القهر. بشكل عفوي تحسست يده عروق رقبته المترهلة ، ثم انزلقت إلى بطنه الضامرة .. أحشاءه الممزقة كان من الممكن رتقها سيما في بلد لا يحب مكابر يه سوى الحرب ، سار إلى الخور ساهماَ في الطريق إليه رأى قطة تأكل صغارها وصبايَا يمتشقن الطبول كانت إحداهن دميمة حد التفسخ.

    جلس على صخرة تعود الجلوس عليها . ظهرت شمس من فرجة فيِّ الغيم ، ثم اختفت . تعالى الهدير تخالطا مع الإيقاعات الصاخبة وأ نينه الخافت .. كن في رقصهن يدقون الارض بعنف ويهتفن . الصبايا جلسن علي ركبهن.. .. يضربن الطبول.. ويغنين .. وكان هو يرنو إلى الأمواج المتدافعة ، وتتقاطر عليه الذكريات من مخابئها الداكنة .. الوجوه الحميمة التي كانت قهقهاتهم تملأ ذاك الفراغ اللعين ، بالغبطه .. وأناس سكنوا ذاكرته بإلحاح .. ماياكوفبسكي ، آبو ذكرى حاوي .. عرض عليه طفل عادي ما جمعه من ( ولت زلام ) * .. لاحت في ذاكرته طفولته الزاهية ، ثم غابت .. حاول استردادها ..أوغلت في الغياب.. غنت البنت الدميمة .. أحس صوتها نشازا ، وسبها عاليا ارتد صوته في داخله واهناَ .. حاول الغناء .. خرج صوته كالفحيح .. خشي أن ينخفض منسوب المياه فيسهل اصطياده . تمنى لوكان سمكة .. اشتعلت الإيقاعات .. ماجت الخصور الأعطاف ضجت الأرداف ، وتكثفت الغيوم اختار نقطة العبور ،هناك خلف تلك الجزيرة المخضرة ، عند انحراف الخور الانحراف الشديد يساعده حتماَ .. أشجار السنط الضخمة المتشابكة سوف تغطيه من الأنظار أحس بسائل حامض يصعد إلى لسانه ، بلعه .. تقيأ شيئاَ هلاميا .. هم بالانطلاق صوب جسده بيد أن خطوته تلطخت بالصراخ الذي اندلق بغتة ممزقاَ الضجيج حوله .. هرعوا ينقذون الطفل .. وقف مشدوهاَ وجلس وإذ رآهم ينتشلونه سقط رأسه بين ركبتيه . رفعه . كان ثقيلاَ من أثر الضجيج الذي تحول في سمعه إلى طنين كثيف .. شاهد على الضفة قبالته طفلتين تغازلان الرذاذ فوق دبابة مهشمة . فحص ما تقيؤه تحت قدميه ، وجده زنبوراَ .!! خلفة الحرازة تذرف آخر وريقاتها الجافة . نظر إلى هندامه تيقن من اكتمال أناقته .. وخطا بثبات فاقع نحو الجبل. . .
    --------------------------------------


    * عبد القادر حكيم : كاتب وقاص أر تري تربى وعاش في السودان

    ##ولت زلام – بلغة اتجري
    نوع من الحشرات ، تظهر في الوجود عندما تتهيأ لها ظروف مناخية ملائمة في موسم الأمطار
    ولا تعيش عادة أكثر من ثلاثة أيام ، تموت
    بعدها ، مخلفة يرقتها .








                  

02-05-2004, 10:12 AM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحرازة ... قصة قصيرة لـ عبد القادر حكيم (Re: هدهد)

    آه يا عبد القادر حكيم مكتوب على اعتل براي
                  

02-05-2004, 12:27 PM

Mahmed Madni
<aMahmed Madni
تاريخ التسجيل: 04-12-2003
مجموع المشاركات: 244

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحرازة ... قصة قصيرة لـ عبد القادر حكيم (Re: هدهد)

    عزيزي ود محمود،،
    هل يكتب على الذين من بعدنا أن يعبرو درب المتاهة نفسه الذي مررنابه من قبلهم ومرَّ به من كانوا هناك قبلنا؟
    سؤالي خالٍ من البراءة لدرجة النقاء.. لم يبسط من سبقونا في الكتابة والنشر لنا أياديهم كي يأخذوا بيدنا في درب كيف تنشر؟ وماذا تنشر أولاً؟ وأين تنشر؟..إلخ. فلماذا لا نأخذ معاً بيد الأجيال التي ترفع صوتها عالياً لتنحت في صخر صمتنا أنها أجيال بلا آباء؟ أقول هذا على سبيل النقد أو إن شئت الدقة فسمه اللوم. ليس لأنك نشرت نصاً لعبد القادر ولكن لأنه كان بامكانك تخير النص الذي ينشر في البداية ثم لم لم تقم بتقديمه؟..وأقصد بتقديمه أن تكتب عن تجربته في الكتابة القصصية والشعرية..والتطرق إلى التجربة الإرترية في تلك المناحي وتحديداً غير المعروفة منها كتجربة عبد القادر حكيم مثلاً . عموماً كان ينبغي أن أعيِّد عليك أولاً وعلى جميع البورداب ولكن هذا البلد ألأمييييييييييين أنساني العيد ولحمته وسداهـ ..سأعود لأتحدث عن القصة وعبد القادر وكتابته وربما الكتابة في إرتريا..الكتابة الإبداعية باللغة العربية في إرتريا. لك حبي
                  

02-06-2004, 01:32 AM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحرازة ... قصة قصيرة لـ عبد القادر حكيم (Re: Mahmed Madni)

    شكراً يامدني على هذه المداخلة الجميلة عن عبد القادر حكيم
    هذا الرجل الذي احبه ليس من خلال ما قراته له وليس من خلال حبك له ( ياحبيبنا ) كما يقول ذلك الذي يكتوي بحر اشد من النار وبرد يلسع

    النص هنا جدير بأن يقدم صاحبه وحين ولجت هنا هكذا ومعي هذا النص كنت اقصد ان اتي به عارياً الا من لغته ، فما اجمله حين يستحم بالكلمات

    كنت اتوقع من المهتمين باالقصة الفصيرة خاصة د/ حسن الجزولي ، مصطفى مدثر عثمان تراث يحي فضل الله وكنت اتوقع أن يحضر عادل الفصاص لكي يقف على تجربة عبد القادر حكيم الذي يعرفه
    ولكن سوف اصبر على هذا النص حتماً هكذا ولدي ايضاً نصوص اخرى تخصه بل دعني اعلن لك وللاخرين هذا العبد القادر حكيم كما يسمي نفسه حنظلة الرجل يعرف كيف يجعل اللغة تحبه وسيكون رقماً برغم أن الابوة هنا ابوة خائبة وخائسة وبس للجيل الجديد من رموز
    ان هذا الجيل ياصديقي ينبت من داخله عالم مختلف عالم جديد
    عالم يضيء داخل تجربته الابداعية
                  

02-06-2004, 02:37 AM

emadblake
<aemadblake
تاريخ التسجيل: 05-26-2003
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحرازة ... قصة قصيرة لـ عبد القادر حكيم (Re: هدهد)

    الأخوان تحياتي

    أنا مهتم جدا بالتجربة الأريترية
    كتبت ذات مرة لو أنني لم أولد في السودان لولدت في اريتريا
    ربما لأن والدي عاش في شرق السودان، كل طفولته، وشبابه، إن لم
    تكن حياته كلها. أشتاق لأسمره التي لم أزرها حتى الان، واشتاق
    للسباحة في نهر القاش العظيم، يا لعظمة هذا القاش!
    في رواية كتبتها تنشر قريبا في مارس عن الدار العالمية للطباعة
    في القاهرة، كتبت فصلا كاملا عن هذا العشق أريتريا، هذا الوطن الضائع فيّ، أبحث عنه.
    كان والدي وأنا صغير يعلمني مفردات من لغة الأمهرة، ويعلمني اشياء كثيرة عن عشق تلك الارض، ويحكي لي عن زمن الطليان، الذي لم يعشه، لكنه عاش اثاره.

    مهما كان الأمر،/ لقد تحرك في حزن،
    يقول رؤوف مسعد عن السودان الذي ولد فيه : البلد الذي تحبه يجب
    ألا تعيش فيه، ربما أقول : البلد الذي تحبه يجب ان لا تولد فيه
                  

02-06-2004, 11:50 AM

هدهد

تاريخ التسجيل: 02-19-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحرازة ... قصة قصيرة لـ عبد القادر حكيم (Re: emadblake)

    شكراً جزيلاً

    emadblake
    على مداخلتك هنا
    عبد القادر حكيم يمتاز بلغة تخصة رغم أن تاثير عادل القصاص ومحمد مدني في في شفافيته العالية
    الا انه له نفس خاص جداً في ابداعه وله تعامل في حبكة وترابط النص قل أن تجده فيما هو مستحدث
    الان في القصة القصيرة في جيله وكنت احتفظ بهذا النص منذ عام وبدون اي ترصد قررت ان لنشره هنا رقم ان قكرتي الاساسية كانت انشرة في سودانايل او ارسله للصديق الصادق الرضي لكي ينشره في الايام في ذلك الوقت ولكن لندع تجربة عبد القادر هنا على الهواء الطلق

    الحديث عن التجربة الارترية هو حديث عن هوية مشتركة فرضت نفسها في الواقع النضالي المرير الذي خاضه الشعب الارتري وتلك الظروف الصعبة التي عاشها كجراي واخرون
    ان الرحم الارتري رحم يحمل في غيبه وحضوره الكثير جداً من المبدعين الذين يكتبون بالعربية
    من داخل ارتريا وهناك على ما اعتقد كتابه اخرى بغير العربية اتمنى ان تجد فرصة لنتعرف عليها
    والشخصية الارترية المبدعة تتميز بحضور اخذ وسلوك انساني راق صقلته ماسورة المدفع وبنته من غبار ميدان الحرب ايدولوجيا الانسان والتي اتاحت فرصة كبيرة للانصهار بين الاخر والاخر متجاوزة بذلك ماهو سايد من تقاليد القبيلة والدين الميدان انتج زواج بين مسلم ومسحية ومسحي ومسلمة وماكان ذلك ممكناً لولا هذا الميدان في ظل قبائل معروفة بحمقات التقليد والفهم الضيق

    ان الارترتري الذي تشرد بسبب هذه الظروف لم ينقلق على نفسه بل كان متاحاً ومنصهراً تماماً في منفاه
    وهذا اكسب معظم جيل الحرب تجربة غنية جداً ... اما بعد الحرب فكانت حالات الاحباط الشديد التي هي ايضاً لها اثرها الواضح في ماقدم وسوف يقدم لاحقاً
    منهنا يخرج هذا الجيل ومنهم هذا العبد القادر وايضاً هناك جانب الفن التشكيلي الارتري والذي هو تجربة قائمة بذاتها

    اذكر الان الاستاذه القاصة المبدعة سهير الرشيد والتي اتمنى ان كان الصادق الرضي يعرف عنها شىء
    أن يمدنا به عله يروي هذا البحر الذي فينا بعض ماء
                  

02-06-2004, 10:05 PM

اميري باراكا

تاريخ التسجيل: 08-27-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحرازة ... قصة قصيرة لـ عبد القادر حكيم (Re: هدهد)

    العزيز جداً هد هد ،،


    كل عام وانت بألف خير ( لا أبتدرك بالهجوم المدني ) ...

    أشكرك على نشر هذه القصة الرائعة لعبد القادر حكيم ،، وأنا الآن عاكف على طباعة ملخص لسيرته وعن ما أعرفه عن عبد القادر حكيم ( هذا الفتى الأبنوسي الذي أحبه على الرغم من مزاحمتك اللعينة !! وسأعود
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de