عالَم بلا نساء

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 09:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-19-2004, 00:31 AM

ghariba
<aghariba
تاريخ التسجيل: 03-09-2002
مجموع المشاركات: 13231

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عالَم بلا نساء

    عالَم بلا نساء

    د.ليلى أحمد الأحدب

    الوطن السعودية 17/1/2004



    يتكرّر هذا المشهد في عيادتي بشكلٍ دائمٍ؛ امرأةٌ من أجمل النساء خَلْقاً ومن أفضلهنّ خُلقاً ومن ألطفهنّ معشراً - وشهادتي لها/لهنّ بحكم مراجعتها/مراجعتهن لي طوال سنواتٍ مضت- تشكو قسوة زوجها ومعاملته الفظّة المتمثّلة بالسيّئ من القول وبالغلظة في الفعل التي تصل أحياناً إلى الضرب, وأمام أطفالها, فكيف لن تصاب هذه المرأة بالمرض النفسي؟ وكيف سينشأ هذا الطفل سويّاً وهو يرى أحبّ الناس إلى قلبه تهان أمامه؟ من هنا يبدأ التفكّك الأسري والعقد النفسيّة والأعمال الإرهابيّة حيث يبغض الطفل أباه لظلمه أو يكره أمّه لخضوعها للظلم, وكثيراً ما تكون النتيجة إضافة فردٍ مشوَّهٍ يحمل بجدارةٍ لقب الشخصيّة ضدّ المجتمع أو الشخصية السايكوباثية.

    هل هي عاداتٌ جاهليةٌ باليةٌ استعادها العرب بمجرد انتهاء العهد الراشدي؟ فلماذا يلام الإعلامي البريطاني كيلروي سيلك الذي صرَّح بأن اسم العرب ارتبط بالعمليات الانتحاريّة وقمع النساء؟ حتى فولتير الذي نعى على الكنيسة عداوتها للأتراك وتطاولها على دينهم قال: (أكره تشويه سمعة الآخرين, رغم أنني أمقت الأتراك لأنهم يستبدّون بالنساء ويعادون الفن).

    بعد نشر مقالتي (هل النساء ناقصات عقل ودين؟) كتب لي أحدهم أنه يلمس حقداً في كتاباتي.. حاول أن يحلِّل نفسيتي فيما يبدو.. نعم يا سيدي العزيز؛ أنا حاقدةٌ على الجهل والتخلّف والرجال من أمثالك الذين لا يدركون معنى أن تكون في حياتهم امرأة! والذين لا يتذكرون من الدين إلا نقصان عقل المرأة! والذين ليس لهم رادعٌ من خُلقٍ ولا وازعٌ من ضميرٍ يمنعهم من إهانة المرأة!

    ماذا تساوي حياتك أيها الرجل بدون المرأة؟ أليست هي أمّك؟ أليست هي أختك؟ أليست هي زوجتك؟ زوجتك هذه التي لا تعرفها إلا في السرير, ثم تدير لها ظهرك, وعندما تستيقظ صباحاً تنسى أنها كانت تعني لك الشهوة واللذة والمتعة, فتهينها بالألفاظ وتجرحها بالنظرات وتضربها كما يُضرب العبد ثم تعود لجماعها ليلةً إثر ليلة!!

    نعم أنا حاقدةٌ.. ثائرةٌ وأنا أكتب.. أبكي وأنا أكتب..ليس بسبب أي نقدٍ وجِّه لي, فما يصلني من الثناء والمدح أكثر مما يصلني من الذمّ والقدح, ولو كانت سفاهة السفهاء تهمّني لما وضعت نفسي هدفاً لسهامهم ولفضّلت أن أكتب لهم قصص ما قبل النوم؛ لكن ما يؤرّقني هو تلكم النساء الضعيفات المستضعفات اللواتي لا حول لهنّ ولا قوة.. ولم تَجْنِ أيديهنّ ذنباً سوى أن الله قدّر عليهنّ أن يكنّ زوجاتٍ لرجالٍ ليس فيهم ذرةٌ من رجولةٍ حقيقيةٍ ولا بقيّةٌ من إنسانيةٍ أو بشريةٍ!

    بالطبع أنا أستثني الرجال.. المتحضّرين.. المهذّبين.. الذين يعرفون ماذا يعني أن توجد في حياتهم امرأة. الكون كلّه لا معنى له بدون امرأةٍ تحنو وتتلطّف وتبتسم وتخفي ألمها وتنسى همّها كلّه من أجل أن ترضى أيها الرجل.. لو كان للكون معنى بدون المرأة لترك الله آدم وحده, ولكن رحمةً به خلق له حوّاء ليجد فيها سَكَنه الروحي والجسدي: (هو الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وجعل منها زوجها ليسكن إليها). هذه المرأة قوتها في ضعفها.. عذوبتها في عطفها.. ملائكيتها في رحمتها.. جمالها في حنانها؛ وكلّ من لا يحترم المرأة هو بدائيّ.. همجيّ.. متخلّف..نذل.. جبان.. بائس.. صعلوك.. عفن.. وهذه الألقاب "الجميلة" كلها مجموعة في كلمة (لئيم) كما في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ما أكرمهنّ إلا كريم وما أهانهنّ إلا لئيم).

    كلّ الأحاديث التي سأذكرها أسفل مأخوذةٌ من صحيح البخاري ومسلم, من أجل أن لا يأتي أحدهم ويقول لي: المرأة ناقصة عقل.. وليته يعلم لمن يقول هذا الكلام؟ لي أنا.. وكنت لا أودّ أن أفصح من أنا كي لا يكتب لي أحدهمشيئاً من التواضع يا دكتورة ليلى!). أنا كنت المدرِّسة الخصوصيّة لأخي الذي يكبرني بعامين ولأخي الذي يصغرني بعامين منذ السنة الأولى وحتى السنة الأخيرة من دراستهما العامة, وكنت المدرّسة الخصوصيّة في مادة الرياضيات لأختي وزميلاتها اللواتي يكبرنني بخمس سنوات, وعندما كان والدي يرى ذلك لا يتمالك نفسه من الابتسام بسبب المفارقة في المشهد, وبعد ذلك يأتي من يريد أن يقنعني أني ومثيلاتي ناقصات عقل!

    بسبب هذه القناعات البائسة هزمتنا إسرائيل هزيمةً منكرةً في حرب 1967 لأن رئيسة وزرائها كانت امرأةً هي غولدا مائير؛ ومن الكلمات الرائعة لفولتير أيضا: (أولئك الذين يستطيعون أن يقنعوك بالسخافات يجعلونك ترتكب الحماقات) وبسبب قناعات بعض الرجال السخيفة ارتكب العرب كثيراً من الحماقات فلا تلوموا فولتير ولا غيره, فما كان العرب شيئاً مذكوراً بدون الإسلام الذي علّمهم أنّ النساء شقائق الرجال.. أيْ نظيرات الرجال.. أيْ مساويات للرجال وارجعوا إلى آية إن المسلمين والمسلمات... ) في سورة الأحزاب لتتأكدوا من هذا أيها الرجال الذين تعيشون في جاهليةٍ, وأيّ جاهلية؟! هذا ما قاله عمر بن الخطاب والله إن كنّا في الجاهلية ما نعدّ للنساء أمراً حتى أنزل الله فيهن ما أنزل وقسم لهن ما قسم ) وأنتم الآن أيها الرجال ما تعدّون للنساء أمراً, فلذلك نصّبتم أنفسكم أوصياء على النساء وفهمتم أن الحجاب فرضه الله عليهنّ لأنهنّ بنصف عقلٍ فهنّ كائناتٌ لا أخلاقية, بدل أن تفهموا أنه وقايةٌ لهنّ من أنظار من لا يخافون الله منكم؛ وتذكرّتم كيد امرأةٍ واحدةٍ ونسيتم كيد عشرة رجالٍ بأخيهم, فلماذا تتذكّرون مكر المرأة التي شغفها يوسف حباً وتنسون مكر الرجال الذين عميت قلوبهم منه غيرةً؟

    هذه الأمثلة المختارة هنا للتذكير بمكانة المرأة في العهد النبوي, وهي غيضٌ من فيضٍ وأخبروني بعدها إن كانت هؤلاء النساء ناقصات عقل. الصحابيات اللواتي روين الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: عائشة وحفصة وأم سلمة وزينب بنت جحش وأم حبيبة وجويرية وصفية وميمونة وأم سليم وأم عطية وزينب امرأة عبد الله بن مسعود وأم شريك وخولة بنت حكيم وأم الحصين وأم كلثوم بنت عقبة وأم هانئ وفاطمة بنت قيس وأم هشام بنت حارثة والربيّع بنت معوّذ وغيرهن, وقال الحافظ الذهبي: لم يؤثر عن امرأةٍ أنها كذبت في حديث.

    وتحكي لنا السيرة عن مواقفَ نسائيةٍ كريمةٍ لخديجة بنت خويلد وهي أولّ من آمن, وسميّة بنت خبّاط وهي أولّ من استشهد, وأمّ جميل بنت الخطاب وهي التي كتمت سرّ الدعوة وبسببها أسلم عمر أخوها, وأسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين ودورها في الهجرة, وأمّ عمارة التي افتدت الرسول بنفسها يوم أُحد, وزوجة جابر بن عبد الله يوم الخندق عندما طلب منها إعداد طعام للرسول وحده فجاء الرسول بالمهاجرين والأنصار, فأحسّ جابر بالحرج فقالت: هل سألك؟ (وفي رواية فكشفت عني غمّاً شديداً) قال الحافظ: ودلّ ذلك على وفور عقلها وكمال فضلها.

    وترينا الأحاديث الصحاح نماذج من قوة شخصية المرأة المسلمة وحسن إدراكها لحقوقها وواجباتها, حيث طالبت النساء بحقوقهنّ في التعليم بأن يكون لهنّ يوم خاص غير أيّام الرجال؛ وسألت المرأة الرسول عليه الصلاة والسلام عن كل ما يشكل عليها حتى في أدقّ تفاصيل الطهارة؛ وتمسّكت بحقّها في اختيار الزوج؛ وتمسكّت بريرة بحقّها في عدم العودة لمغيث رغم شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ومارست الحِرف لكسب المال كزينب بنت جحش التي كانت تدبغ وتصبغ وتتصدق, وزينب زوجة عبد الله بن مسعود التي سألته عن النفقة على زوجها وأولادها فقال لها: نعم ولك أجران: أجر القرابة وأجر الصدقة؛ ولبّت المرأة نداء الرسول في المسجد كحديث أمّ سلمة عندما سمعته يقول من على المنبر أيها الناس, فأبعدت ماشطتها, فقالت لها: إنما قصد الرجال, فقالت لها: إنني من الناس؛ وأم كلثوم بنت عقبة بن معيط التي خرجت مهاجرةً من أهلها فراراً من الكفر؛ وأمّ حرام التي طلبت الشهادة مع غزاة البحر؛ وأم هانئ التي أجارت مشركاً فجاء أخوها عليّ يريد قتله, فأخبرت الرسول عليه الصلاة والسلام فقال: قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ؛ وأمّ سلمة التي قدمت مشورتها للرسول يوم الحديبية, وأسماء بنت عميس ومواجهتها عمر عندما قلّل من شأن هجرة أصحاب السفينة, وأمّ سليم وتجلّدها وتلطّفها في إبلاغ زوجها نبأ وفاة ابنهما, وعائشة واستدراكاتها على الصحابة, ومواجهة أسماء لجبروت الحجاج عندما فعل بابنها ما فعل, ونُصح أمّ الدرداء لعبد الملك بن مروان عندما لعن عبداً له, واهتمام زينب بنت المهاجر بمصير الإسلام وسؤالها لأبي بكر: ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به بعد الجاهلية؟ قال: بقاؤكم عليه ما استقامت بكم أئمتكم؛ وعلى ذكر أبي بكر فقد عاد أمّ عمارة في بيتها - رضي الله عنهم جميعاً - عندما قُطعت يدها في معركة اليمامة, ولم يطعن أحدٌ فيهما كما تطاول بعضهم مؤخّراً على بعض النساء الفاضلات اللواتي التقين علناً مع بعض الرجال من أجل تطوير وإنماء المجتمع, جاهلين أن الجهاد في بناء المجتمع مطلوبٌ قبل جهاد الأعداء, وهو فرضٌ على الجميعوالمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض).

    والسؤال الذي أطرحه على الرجال الذين وجهّت لهم المقالة: إذا كانت النساء ناقصات عقلٍ فكيف تأمنون على أولادكم لديهنّ؟ وكيف تربّي الجيل ناقصة عقل؟ لماذا لا تذهبون إلى كوكبٍ آخرَ لتبحثوا عن نساءٍ يرضين غروركم أو كوكبٍ بلا نساء؟ شيئاً من التواضع أيها الرجال!









                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de