"عرس الشهيد" في نيفاشا والخرطوم د. علي بحرالدين دينار

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 00:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-12-2004, 05:56 AM

امبدويات
<aامبدويات
تاريخ التسجيل: 06-06-2002
مجموع المشاركات: 2055

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
"عرس الشهيد" في نيفاشا والخرطوم د. علي بحرالدين دينار



    --------------------------------------------------------------------------------

    "عرس الشهيد" في نيفاشا والخرطوم: حول الإحتفاء بقسمة الثروة/السودان
    د. علي بحرالدين علي دينار، فيلادلفيا/أمريكا
    E-mail: [email protected]

    سعدت كثيراً وغيري للأخبار الواردة عن اتفاق الحركة الشعبية مع حكومة الأنقاذ فيما يخص مسألة تقسيم الثروة. والتهنئة هنا للحركة الشعبية فيما حققته في مسعاها لرفع الضيم عن شعبها؛ في وضوح رؤيتها تشخيصاً ووسيلة نحو تحقيق الهدف، فلها التحية والتجلة. إلا أن المرء ليتعجب كثيراُ من موقف الحكومة تجاه هذه الإتفاقية وهي فرحة ملىء صدغيها. فخلافاً لما تم إبتساره في أجهزة الأعلام المختلفة عن مضمون الإتفاقية، إلا أنه وبقراءه بسيطة لبنود الآتفاق يمكننا معرفة مغزي فرح الدكتور جون قرنق، ونظل نتساءل في ذات الوقت عن مكنون ضحك وإبتسامة نائب رئيس الجمهورية. فالوثيقة التي وقعها الطرفان تحوي على خمسة عشر بنداً رئيسياً وأعداداً متفاوتة من الفرعيات وهي تشمل: (1) الأطر الهادية فيما يخص التوزيع العادل للثروة "16 فرعية"، (2) ملكية الأرض والموارد الطبيعية "40 فرعية" ، (3) الموارد البترولية "33 فرعية"، (4) عقودات البترول الحالية "5 فرعيات"، (5) الأطر الهادية في تقسيم عائدات البترول "9 فرعيات"، (6) المشاركة في العائدات غير البترولية "42 فرعية"، (7) المساواة والتخصيص على المستوى القومي، جنوب السودان والمستوى الولائي فيما يخص العائد المتحصل قومياً "5 فرعيات"، ( لجنة المراقبة والتوزيع المالية "12 فرعية"، (9) التجارة الداخلية، (10) المسائلة القانونية للحكومة، (11) تقسيم أرصدة الحكومة، (12) المعايير والوسائل الحسابية والمسؤلية المالية "3 فرعيات"، (13) تمويل الفترة الإنتقالية "5 فرعيات"، (14) السياسة النقدية، البنكية، العملة والإقتراض "18 فرعية"، (15) صندوق إعادة الإعمار والتنمية "11 فرعية". { أعلاه ترجمتي لمفردات وردت في الوثيقة الأصلية صادرة بالأنجليزية ولا تعني بالضرور مطابقتها للنسخة العربية "إن وجدت"، ويمكنكم مراجعة الأتفاق كاملاً بهذة الوصلة:http://www.darfurinfo.org/wealth.html}

    كل بنود الأتفاقية تؤكد ليس فقط نظرياً، بل وعملياً وجود كيانين مستقلين: حكومة السودان، وحكومة جنوب السودان: رئيس السودان، ورئيس حكومة جنوب السودان، و لكل منهما كل مقومات الدولة من أجهزة وقوانين وسلطات. ومع كل هذا يضحك نائب رئيس الإنقاذ، ويتم نقل مراسم التوقيع مباشرة على تلفزيون الحكومة لعموم السودانيين، وتأتي التصريحات الحكومية وهي تعلن بأن البشيير قد وجه إدارات الخدمة المدنية والتنفيذية ".. بفعل كل الممكن من أجل استيعاب المرحلة المقبلة ومرحلة ما بعد السلام، وأن البلاد مقبلة على مرحلة زاهية تختفي فيها كل المعاناة وشظف العيش من حياة المواطن". كما صرح النائب الأول للبشير "..إن الاتفاق يوم تاريخي في تاريخ السودان يضع نهاية لفصل طويل من الحرب الأهلية دام نحو عقدين من الزمان". يأتي تصريح البشير أعلاه مناقض تماماً لتصريح سابق بأن ورقة مشاكوس أحرى لصناعاها "شربها زي الموصة"، وهاهي ذات الحكومة، تهلل وتكبر وكأن نصراً مؤزراً قد أحرزته في هذه الجولة، لأيهامنا بأن هذا سلاماً. أي فرح تراه الحكومة وهي خانعة تبصم فرحة علي تقطيع أوصال ديارها، بنفسها وبرعونة سياساتها وبدفعها للحركة الشعبية بألا خيار لديها سوى الركون إلي تبني خيار الأنفصال بجدية وحزم، الآن وليس بعد ست أعوام. ألا يعني هذا بأن السودان المتعدد الأعراق هو في ذهنية هؤلاء الحكام وغيرهم، هو مدعاة ضعف وإهتراء؟ وماذا يعني هذا على المدى البعيد لبقية ما تبقي من أقاليم السودان المتباينة عرقياً وثقافياً وسلطوياً؛ ألا يعني هذا بأن خيار الأنفصال طوعاً أو كرهاً يمكن له أن يؤتي بنتائج مرجوة في حال التعنت المركزي؟

    فإن كانت الحكومة بكامل ضجيجها منذ وصولها إلي دست الحكم خلسة ورغم ما قتلت ودمرت في سبيل "مشروعها الحضاري" وهي الآن ببساطة و "ضحك" تبصم ليس فقط على إتفاقية قسمة الثروة، بل الأحرى هو توكيد للإنفصال، و تود أن نشاركها كما تفعل في "عرس الشهيد" بالفرح يوم تم تقطيع أوصال السودان، بتصويره "سلاماً"، وفي "فرحنا" معها تحاول تحميلنا وزر ما صنعته وما تصنعه الآن. فالجبهة الآن وبرعونة سياساتها هي أيضاً إنعكاس وإمتداد لتلك الذهنية المسيطرة علي محسوبي الأنظمة الحاكمة في عدم تضييع فرصة دون إعطاء الحركة الشعبية وغيرها، كل مسوغات الركون لخيار الأنفصال. فأن كانت الحكومة "تبصم" الآن بكل ثقة وبلاهة على هذه المواثيق، فلماذا كل هذه الزوبعة من قبل ومن بعد. هذا الإتفاق هو ليس فقط تقسيماً لثروة، بل لبنات أول نحو تأسيس دولة جديدة الآن، وليس بعد ست سنوات، فلماذا الفرح وقد إنهزم مشروع السودان الواحد المتعدد العادل. أن الحزن على "إرغام" الجنوب لكي يذهب سبيله، لهو فشل جميع السودانيين في العيش تحت سقف واحد على قدم المساواة، و يعني أيضاً بأن من حق المجموعات السكانية الأخرى أن تدرج الأنفصال كخيار إستراتيجي لعلاج مظالمها. أن هذا المسلك الحكومي اليوم يمكن رؤيته ليس فقط في إتفاقية تقسيم الثروة الحالية، ولكن أيضاً في السرعة التي تمت بها حسم أولي نقاط الخلاف فيما يخص علاقة الدين والدولة وهو من أس الخلاف نحو سودان عادل يفخر به الجميع، وليس سوداناً حسب تعريف الجبهة، وأشياعها. أن مايدور الآن من إحتراب في دارفور وأن أفلحت الحكومة في قمعه في هذه المرحلة عسكرياً، لا يعني بالضروره عدم تجريب العمل المسلح مرة أخري في هذا الإقليم، أو في إقليم آخر؛ أن إستمرت ذات النظرة حيال ظلامات الآخرين؛ عاجلاً أم آجلاً. فإن كانت الحكومة المركزية الآن، وبسرور وأبتسامات عريضة "تبصم" علي تقسيم السودان، ألا يدعوها هذا لمداركة ما أبقته من "سودان"؟

    إن السير نحو أنفصال الجنوب الحتمي يعني إنهيار مشروع الدولة السودانية الموحدة، المتنوعة عرقياً وثقافياً والناظر إلى هذا التنوع كدليل خير ومنعة على كافة المستويات كما في بلدان العالم المتحضر، وهذا الإنشطار يتم الآن بتضييع فرصة إستغلال هذا التنوع لخلق سودان "جديد" على هذه الرقعة الجغرافية كلها، وليس قصراً على جنوبه. إن المحصلة الآن من قديم السياسات لهي تذكرة لكل الفعاليات السياسية، عسكرية ومدنية بأنها وبتهاونها وسذاجتها في تأطير العلاقة العادلة بين المركز والأطراف، فهي دافعة ببعض مواطنيها لسلك سبيل الحركة الشعبية لمزيدٍ من تفكيك الأوصال. ورغم ظلامية الأحتفاء بقسمة الثروة بأنهزام مشروع السودان الواحد، إلا أن الفرصة لازالت مواتية إن كانت هنالك من جدية في المحافظه على ما تبقى، برؤية واضحة و بتجرد حيال الأزمة وليس "تلبداً" خلف الحركة الشعبية. وهذا الإختفاء في نظري قد أقعد وأضر بالمعارضة "الشمالية" في التصدي دون مواربة للكثير من المسائل. فالحركة الشعبية قد أدت دورها كاملاً، فكراً، ونضالاً ليس فقط في الجنوب، بل وفي شرق البلاد وغربه، فيما لازالت الحركة السياسية "الشمالية" أسيرة التنظير محافظةً علي موروثها السياسي-الإنتخابي كهم أول، دون الإرتفاع لقامة حجم الفاجعة الآن ومستقبلاً.

    والآن، ماذا يعني دراسة الأحزاب لهذه الوثيقة "لأبداء رأيها"، وهي تعلم بأن الأتفاق قد تم توقيعه وهي تفحص هذه الوثيقة مثل الجميع، سودانيين وغيرهم. ألا يعني هذا بأن المرحلة المقبلة تتطلب مسلكاً جديداً، وليس الإنشغال في إبداء رأي هوغير ملزم للفعاليات المتباحثة الآن؟ ما هي فاعلة تنظيماتنا السياسية لما تبقى مما تعارف عليه ب"السودان" حتى لا يمضي باقيه علي هذا الطريق؟ فليس هنالك من إستغراب إن إزدادت ملاسنة الأحزاب حيال جولة قسمة السلطة، فيما يخص الأنتخابات والدوائر الجغرافية، ولا أري أن لجان الأيقاد سوف يكون همها تغيير جوهر الإشياء في "شمال" السودان، بل ستبقيه كما هي، كما فعلت حين أبقت على النظام المصرفي "الإسلامي" لكي توهم الأنقاذ مواطنيها بأنها لم تتهاون في "تطبيق شرع الله"، حسب ماتراه؛ أو كما هي "حسب إرادة الأمة".

    التحية والتجلة للحركة الشعبية فهي قد قدمت أنموذجاً يمكن للسودانيين "قديمهم وجديدهم" حذوه إن أرادو دفع تسلط الدولة، وهي قد قدمت لنا قاطع الدليل بأن العبرة ليست فقط في الهزائم والأنتصارات العسكرية، وإنما أيضاً في تشخيص الأزمة بكل أبعادها السياسية والثقافية وفي آفاق حلولها، وليس تقوقعاً عاطفياً تحت إسار مسميات التهميش والظلم دون تقديم رؤية عميقة نحو التغيير بكل أبعاده. أن إفتراضي بإنفصال الجنوب، رغم أن هذا أمر لابد من حسمه ديمقراطياً بعد ست سنوات نابع من تساؤل مشروع: ماذا فعلت الحكومة فيما وقعته من إتفاقيات حتي تثبت لدعاة الوحدة من الجنوب بأن هذا أيضاً خيارها؟ وفي ذات الوقت لماذا الأعتقاد بأن الأخوة في جنوب السودان، رغماً عن كل هذا الضيم، وتبعاته، سوف يصوتون لصالح الوحدة؟ ورغم مسيرة الجنوب نحوالإنفصال، فلازال السودان متتعددأ، متنوعاً، عرقاً وثقافة وفي حال أحتراب في "غربه". أن مآل ما هو حادث الآن لهو ترجمة حقيقية عن عجزنا وتقصيرنا علي مستوي الفكر والعمل بأن الخير كله في سودان واحد يفخر الجميع بالأنتماء إليه؛ وهوما لم يتم حتى الآن، ولنا كل الحق في "الحلم" بتحقيقه يوماً، رغم رومانسية المطلب.

    علي بحرالدين دينار

    جامعة بنسلفانيا









                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de