الفنان محمد وردي في حوار خاص لـ (الوطن الثقافي)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 11:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-24-2003, 05:08 PM

sympatico

تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفنان محمد وردي في حوار خاص لـ (الوطن الثقافي)




    الفنان محمد وردي في حوار خاص لـ (الوطن الثقافي)

    الأغاني الرديئة كفقاعات الماء سرعان ما تتلاشى ليبقى الجيد فقط

    اختيار الأغنية ليس مسألة سهلة لأنه يعكس فكر وثقافة الفنان

    التعامل مع الارث الغنائي لا بد ان يكون حذرا وقائما على أسس علمية سليمة

    المثقف السوداني هو الذي سيعزز السلام باسهامه في التنمية الثقافية وتوحيد الوجدان الوطني
    مشروعي - الآن - التأسيس لمركز ثقافي متكامل يحفظ الموروث الأصيل ويسهم في تطوير الأغنية

    حاوره - خالد عبد اللطيف:

    على غير العادة استعصمت بالصمت كثيرا خلال اجرائي معه هذا الحوار مفضلا عدم مقاطعته بكثرة الاسئلة والانصات لما يقوله جيدا متأملا تداعياته الذاتية وهي تنداح بتلقائية وعفوية عبر بوح شفيف يكاد يجترح في عمقه هشاشة المألوف من اطروحات فنية لا تملك من الخبرة والدربة ما يؤهلها لان تصف مشهدا ابداعيا او انسانيا ما ضمن رؤية واعية تقوم على التحليل وتمتلك الدليل فرغم ان الكلام قد كثر حول الاغنية السودانية في شكلها ومحتواها ماضيها وحاضرها ومستقبلها ورغم ان وجهات النظر في قيمتها ومشروعية انتشارها وذيوعها تكاد تتعدد الى حد يشي بالاختلاف عدا الاتفاق على كونها ارث ضخم ويمتلك مقومات فريدة فان استدعاء ذاكرة اختزلت مراحل هذا الارث واستلهام مخيلة اضفت له العديد من المعطيات الجديدة والمتفردة يصبح مسألة لها ضرورتها واهميتها ويسبغ دونما شك مصداقية للطرح وواقعية للتناول وهذا امر لا يخالجه الشك حينما يكون على ذمة فنان بقامة الهرم الغنائي السوداني محمد وردي الذي تم تتويجه بأكثر من استحقاق ابداعي فأطلق عليه السودانيون لقب فنان السودان الاول ومنحه عن محبة حقيقية الافارقة لقب مطرب افريقيا الاول وما بين هذا وذاك ظل دوما يعرف في الوسط الغنائي السوداني بالملحن القدير والموسيقار البارع والمطرب صاحب الحنجرة الذهبية والصوت الشجي اما انتقاؤه للكلمة فكان مدرسة فكرية عميقة قائمة بذاتها خرجت اكثر الاغنيات شهرة وبقاء وخلودا وتغلغلا في نفوس محبي هذا الفنان الذي ظل ينظر للفن كرسالة انسانية وقيمة حضارية دون ان يهمش مساحة الفرح والكرب والامل التي احتفت بها اغنياته وسافرت الى خارج حدود السودان كسفير ابداعي لتجسير فضاءات التواصل مع الاخر وتعزيز قنوات الحوار ضمن رؤية انسانية تشرع نوافذها على كل الشعوب والامم وتؤمن بالتعايش السلمي والتقارب الانساني فيما بينها وهذا ما جعل الذائقة الغنائية اينما استمعت الى ابداعه تحتفي به ولا تتوانى في تكريم شخصه المبدع سواء من الناطقين بلغة الضاد او اللغات الاخرى التي تواصلت مع مفردته الغنائية باريحية كبيرة من خلال موسيقاه الفائقة القدرة على التغلغل في الوجدان والحانه التي تلامس بشجن اثير ونادر حنايا الذات وخلجات النفس واوتار المشاعر لذلك لم يكن مستغربا ان يحصد العديد من الجوائز العالمية منها على سبيل المثال جائزة (الفنان الذي يغني من أجل الشعب) التي حصل عليها من (المجر).
    محمد وردي الذي التقاه (الوطن الثقافي) في العام 1996 واجرى معه حوارا صافيا ابان زيارته للسلطنة انذاك عاود زيارته للسلطنة ثانية مرحبا بحوارنا الثاني معه رغم قصر مدة اقامته وازدحام برنامجه .. وما بين اللقاء الاول واللقاء الثاني حدثت مستجدات مؤثرة في حياته منها عودته للاستقرار في السودان بعد سنوات في المهجر ومنها رحلة المرض والاستشفاء التي كشفت محبة جماهيره له التي وقفت معه وآزرته الى ان اجرى عملية زرع الكلى التي تكللت بالنجاح فتنفس محبوه الصعداء وطوال هذه الرحلة المريرة كان محمد وردي حاضرا ولم يتوارى عن المسرح الغنائي بل ازداد توهجا وتألقا وظل متشبثا بالاغنية كخيار حتمي لا مناص منه وكوسيلة للبقاء والخلود في وجه التحديات المليئة بالاسئلة الكونية المربكة والمعقدة.
    وفي مستهل هذه الحوارية التي كانت قبيل مغادرته الى السودان عبر محمد وردي عن محبته العميقة لعمان واهلها وابدى اعجابه الصادق بما تشهده من تطور وتقدم ما بين زيارته في العام 1996 وزيارته الحالية مبديا انجذابه العفوي لفنونها وتراثها وحضارتها وهذا المزج الفريد بين الاصالة والمعاصرة في كل سياقات الحياة والابداع مؤكدا على قدرة هذا الخزين التاريخي والمعرفي على انتاج فنون انسانية مؤهلة للتكرس والانتشار كما اشار ضمن فضاءات هذا الحوار الى بعض المحطات المهمة في مسيرته الفنية ومشروعاته المستقبلية باتجاه تعزيز حضور الاغنية السودانية ورؤيته للكيفية التي يمكن ان تحقق بها الانتشار الواسع الذي تستحقه اضافة الى ملاحظاته حول المشهد الغنائي الان وغيرها من قضايا تم التعرض لها ضمن مفاصل هذا الحوار:
    ملامح البداية
    * دائما ما تؤسس البدايات لما بعدها وما من شك ان ذاكرة الفنان محمد وردي تزدحم بالكثير من المخاضات الاولى التي كرست لاسمه لاحقا لكن ثمة محطات تظل هي الاكثر وضوحا ومثولا وهنا نقف قليلا امام بعض ملامح من هذا التاريخ الفني المهم والمؤثر؟!
    ** التفاصيل الصغيرة قد تمر احيانا مرورا عابرا لكنها حين تتصل بلحظات اكتشاف الذات تصبح ذات قيمة كبيرة فمولدي في جزيرة صوادره باقصى شمال السودان والتحاقي بـ (الخلوة) او (الكتاتيب) هو ما دفعني فيما بعد لاكون مطربا له خصوصيته ففي اقصى الشمال تسود اللغة النوبية وهي لغة ثرية ولها موروث ضخم من الاغاني والالحان والايقاعات وقد تشبعت بهذا كله وكانت الالة السائدة هناك هي (الطمبور) او (الربابة) التي تعلقت بها واصبحت تلازمني حتى يومنا هذا وما بين هذا الارث الانساني الذي شكل ملامحي الاولى وما بين دخولي الى الخلوة حيث الخطى الاولى للتعلم كانت تخالجني روح محبة للغناء عبر صوت خافت حظى باعجاب رفاق الدراسة ومن هم حولي ليعلو قليلا قليلا الى ان تعززت ثقتي في قدرتي على الغناء من خلال تشجيع الاصدقاء ورغم انني بدأت حينها حياتي كمعلم في المدارس لكن ظل صوتي الغنائي يطمح للخروج الى رحاب اوسع وربما هذا ما تحقق لي مع انتقالي الى العاصمة الخرطوم وفيها اصبح محمد وردي الفنان اكثر رغم ما وجدته من صعوبات ورغم ان الساحة الغنائية كانت تنحصر في رواد ومشاهير سبقوني الى الاذاعة والانتشار ورغم انني جئت الى المدينة حاملا ربابتي ومستمسكا باغنيتي النوبية التي قد يقتصر سماعها على من يفهمون مفرداتها فقط لكن ما حدث كان بمثابة تحول حقيقي حين استطعت ان افرض وجودي وان تحظى اغنيتي بترحاب واسع تكرس عبر مشوار طويل استطعت ان اضع من خلاله بصمة خاصة في خارطة الغناء السوداني.
    سمات الجديد
    * هذه الخصوصية التي حققتها ما هي سماتها والى حد اسهمت في تطوير الاغنية السودانية؟!
    ** حين حملت صوتي الى الخرطوم كانت اغنية ما يسمى بالوسط او المدينة هي السائدة وكان لها محددات وشروط لا يمكن الخروج عنها ولكني راهنت على الاغنية النوبية التي رأيت فيها الجذور العميقة للغناء السوداني وقدمتها ضمن رؤية عصرية جديدة اظهرت قدراتها وجمالياتها والامكانيات الهائلة التي تتمتع بها وكانت المزاوجة الموسيقية بين الالات الشعبية النوبية والالات الحديثة بمثابة نقلة حقيقية في مسار هذه الاغنية التي استطاعت بذلك ان تحقق انتشارا واسعا وان تخاطب الوجدان السوداني باختلاف جغرافيته لكني في الواقع انفتحت بعد ذلك على مساحة عريضة في الغناء حين قدمت الشكل المألوف للاغنية وبلهجتها السائدة في الوسط او الخرطوم ولكن بصورة مغايرة تماما من حيث انتقاء الموضوعات واسلوب التلحين والاعتناء بالاوركسترا الموسيقية وشكل التوزيع وقد اثمرت هذه التجربة العديد من الاغنيات التي وحدت مشاعر الشعب السوداني خاصة وانني من الذين لهم اسهاماتهم المؤثرة في جانب الاغنية الوطنية والتي وضعت لها اطارا جديدا اشبه بالاطار الملحمي ثم ادخلت عليها الكورال واشتغلت كثيرا على الهارمونية التي عمقت من هذه التجربة وعلى صعيد الاغنية العاطفية ثمة ملامح جديدة بدأت تظهر من خلال اغنياتي التي تميزت بشجن مضامينها والحانها وايضا المساحات الصوتية التي اديتها بها والتي اخرجتها عن اطارها المحدود الذي ظلت تتحرك فيه.
    محطات هامة
    * اغنية (الطير المهاجر) من المحطات المهمة في مشوار الفنان محمد وردي ما الذي اضافته هذه الاغنية لك وما قصتها؟
    ** هذا صحيح فأغنية (الطير المهاجر) من الاغاني المهمة في رحلتي الفنية وقد غنيتها قبل ان التقي بشاعرها صلاح احمد ابراهيم بعد ان قرأت قصيدته في احدى المجلات واستوقفتني كثيرا فلم اتردد في تلحينها لتبدأ بعد ذلك علاقتي بشاعرها صلاح احمد ابراهيم واعتقد ان هذه الاغنية اضافة الى عمقها الشعري ادخلت روحا جديدة على صعيد المفردة الموسيقية واللحنية وربما ايضا على مساحة الاداء نفسها وبذات الاهمية لاغنية (الطير المهاجر) لا بد من الاشارة الى اغنية (الود) التي احدثت بدورها نقلة نوعية في مسيرتي فقد راهنت كثيرا على قيمة هذه الاغنية وعندما التقيت بالموسيقار والملحن اليوناني المعروف (اندريه رايتر) في القاهرة عام 1968 عرضت عليه لحن هذه الاغنية حتى يقوم بتوزيعها موسيقيا فأعجبه لحني وتعجب اكثر لمعرفتي العميقة بالتوزيع الموسيقي رغم ان دراسة الموسيقى بشكل منهجي لم تكن متاحة في ذلك الوقت قبل انشاء معهد الموسيقى والمسرح بالسودان وهذه المشاعر نقلها (اندريه رايتر) للموسيقار محمد عبدالوهاب الذي بدوره حين استمع الى اغنية (الود) ابدى سعادته البالغة باللحن وبالتوزيع الموسيقي الذي رغم اسهام (اندريه رايتر) فيه لكنه ظل دائما يقول ان محمد وردي هو الذي ابدع هذه الموسيقى بعد ان وجدني ملما بفن التوزيع ولي اقتراحاتي الخاصة في العمل الموسيقى بمجمله.
    الزمن الجميل
    * (الطير المهاجر) و(الود) وغيرها الكثير من الاغنيات المحفورة في ذاكرة الغناء السوداني تدعونا لسؤال محمد وردي عن كيفية انتقائه لهذه الاغنيات وما هي المعايير التي يرى انها ضرورية لتقديم اغنية تبقى وتخلد؟!
    ** اختيار الاغنية ليس بالمسألة السهلة.. فالاختيار يعكس فكر وثقافة الفنان ويرصد حقيقة احاسيسه ومشاعره، وهو اختيار لابد ان يقوم على اسس سليمة تراعي العناصر المتكاملة للاغنية بدءا من الكلمات ومرورا باللحن والتوزيع الموسيقى ثم الاداء، لان ضعف اي عنصر من هذه العناصر يؤدي الى فشل الاغنية، وكلما كانت هذه العناصر قائمة على قواعد صحيحة وملتزمة بشروطها ومحدداتها ومنسجمة فيما بينها كلما تحققت للاغنية عوامل النجاح والبقاء.. هناك اغاني كفاقاعات الماء سرعان ما تتلاشى وينساها الناس لانها اخلت ببعض هذه العناصر او كلها، وتجربتي مع الغناء اكدت لي بأن هناك وعيا كبيرا لدى متذوقي الغناء يؤهلهم لمعرفة الجيد من الردئ في الاغاني التي يستمع اليها حتى ولو طفت على السطح بعض الاغاني الرديئة الى حين، فسرعان ما تصبح مجرد سلعة منتهية الصلاحية، بينما يبقى الغناء الجميل والاصيل، وهذا امر يؤكده تتبع المشهد الغنائي الماثل الآن ليس في السودان فحسب وانما في المشهد الغنائي العربي عموما حيث مازالت الذائقة الفنية السليمة تنحاز لزمن الغناء الرائع برواده ورموزه، وهذا لا يعني ان الزمن الغنائي توقف عند ذلك الحد فقط، حيث مازال هناك تواصل لاشكال الابداع الغنائي المميز رغم قلته ربما بسبب ايقاع العصر نفسه ودخول عوامل طارئة عديدة على مفهوم انتشار الفنان اصبحت وسائل التقنية الحديثة تتحكم فيها بشكل واسع لكنها في نهاية الامر لن تكون مفصلية في الحكم على اصالة الفن وابداع الفنان، صحيح ان علينا المواكبة ومجاراة روح العصر ولكن ضمن مساحة تحفظ للاغنية هويتها وطابعها المميز، وهذا ما احاول دائما تحقيق معادلته الصعبة عبر اشتغالي الدائم على تقديم الجديد.
    اصوات شابة
    * هذه الرؤية العميقة للمشهد الغنائي الماثل الآن تقودنا للتساؤل عن وجهة نظر الفنان محمد وردي في الاصوات السودانية الشابة التي انتشرت بشكل واسع وبدأت تطرح تصورات جديدة لشكل الاغنية السودانية؟
    ** مع تقدير للجهود الغنائية الشابة في هذا المجال، لكن في الواقع لدي العديد من الملاحظات حول هذه التصورات المطروحة الآن، فمعظمها يقوم على اعادة التجارب الغنائية السابقة ضمن تنويعات موسيقية جديدة وكان الاجدي ان يقدم هؤلاء الشباب تجاربهم الخاصة بهم التي تعكس مواهبهم وقدراتهم بدلا من الاتكاء على اغنيات من سبقوهم، كما ان التعامل مع الارث الغنائي السوداني لابد ان يكون حذرا وقائما على اسس علمية سليمة حتى لا يحدث له اي تشويه، ومحاولات استنطاق الموروث الغنائي وجعله مواكبا لروح العصر ليست بالمهمة السهلة ولابد ان يكون القائمون عليها على درجة عالية من الخبرة والوعي، صحيح ان هناك بعضهم يتعامل مع هذه التجارب بجدية ولديهم حصيلة اكاديمية تؤهلهم لخوض هذه التجارب، لكن هناك البعض الآخر الذي لا يعنيه من المسألة سوى استثمار نجاح السابقين حتى لو ادى ذلك الى الاخلال بجوهر هذه الاغاني وهنا تكمن الخطورة.
    مركز ثقافي
    * وماذا عن دوركم في هذا الاتجاه.. وهل من رؤية ما تعتقدوه انها كفيلة بالحفاظ على الموروث الغنائي السوداني؟!
    ** هذه القضية في الواقع تتداخل فيها مجموعة من العوامل فهذا الموروث حين نضعه تحت المجهر نجد له امتدادات زمنية موغلة في القدم والمسألة الثانية تتصل بالتنوع اللافت لهذا الموروث وهو تنوع ناتج عن طبيعة التكوين الاجتماعي السوداني نفسه وبالتالي لابد اولا من العمل على توثيق هذا التراث ثم تحقيقه ومعالجته بشكل علمي مدروس يراعي خصوصيته وتنوعه ويحفظه من الاندثار والضياع واعتقد ان كلية الموسيقى والدراما والمؤسسات الفنية الاخرى في السودان معنية بهذا الدور ومطالبة بأن توليه عناية فائقة وهناك جهود تبذل بالفعل من قبل بعض المتخصصين والمهتمين لكنها مازالت بحاجة الى تفعيل وتضافر للجهود كما ان الاشتغال غير المؤسس من قبل البعض يفرز نتائج سلبية ويضعف من الجهود الايجابية المبذولة في هذا الاتجاه.. ومن ناحيتي فقد تقدمت بمشروع كبير تمت الموافقة عليه يتمثل في انشاء مركز ثقافي متكامل في السودان من مهامه الاساسية الحفاظ على هذا الموروث الغنائي والعمل على تطويره بالشكل الذي لا يجعله عرضة للتشويه، وهذا المركز سيضم مختلف الانساق الثقافية التي تعبر عن فنون وابداعات السودان بما فيها المسرح الذي يشكل فضاء موازيا للموسيقى واعتقد انه بحاجة ايضا الى التفعيل حتى يتمكن من القيام برسالته في هذا المجال.
    خارج الحدود
    * اقترابا من واقع الاغنية السودانية نلاحظ انها مازالت تفتقد للانتشار خارج حدودها.. ولكم كما هو معروف اسهامات مقدرة في اتجاه التعريف بالاغنية السودانية ووصلتم في ذلك الى آفاق واسعة اوصلت هذه الاغنية الى معظم دول الجوار الافريقية اضافة الى اميركا واوروبا.. كيف يمكن لهذه الاغنية ان تنتشر اكثر من وجهة نظركم؟!
    ** منذ ان بدأنا الغناء ونحن مشغولون بهذا الهدف، والمحصلة ان التعريف بالاغنية السودانية ظل محصورا في مجهودات فردية يقوم بها كل فنان على حدة وقد نجح بعضنا في ايصال صوت الاغنية السودانية خارج حدودها ولكن هذه المجهودات الفردية لا يمكن ان تبلور الطموح الذي تستحقه هذه الاغنية.. وقد لاحظت اهتمام واعجاب كبيرين باغنيتنا السودانية في كل الامكنة التي قدمت فيها نماذج من ابداعي الغنائي بل وصفها نقاد معروفون بأنها تمتلك خصائص متميزة ومقومات فريدة، وبالطبع كان للسلم الخماسي دوره المهم في جذب الانتباه للاغنية السودانية وهو سلم موسيقى فريد من نوعه ويملك القدرة على تحريك مشاعر الاوروبيين والافارقة على حد سواء، وعلى الصعيد العربي نجد ذات هذا الاحتفاء بالاغنية السودانية، ولكن تظل المشكلة تكمن في ضعف الاعلام الذي يستطيع ان يضع هذه الاغنية في الاطار المناسب الذي يجعلها اكثر قبولا وتواصلا مع الآخرين.. وربما اسهم وجود الفضائية السودانية وقناة النيل الازرق الى حد كبير في التعريف بهذه الاغنية ولكن يظل هذا احد الروافد فقط لانتشارها.. فيما يمكن المراهنة ايضا على المشاركة في المهرجانات والحفلات الخارجية وايضا دعوة الفنانين والمثقفين من مختلف انحاء العالم لزيارة السودان وتعريفهم بفنوننا وثقافاتنا، كما للفنانين وشركات الانتاج الفني دورهم ايضا في هذه المسألة اذ عليهم ان يطوروا من ابداعهم وعلى الشركات ان تطور من آلياتها وتستقطب التقنيات الحديثة التي تمكنهم من ابراز ابداع الفنان السوداني.. وهناك (الفيديو كليب) الذي لو تعاملنا معه بشفافية ابداعية خاصة ومتعمقة يمكن ان يسهم في نشر الاغنية السودانية دون الوقوع في فخ التقليد الفني الاعمى.. وكل هذه المسائل تحتاج في الواقع الى دراسات مستفيضة ودعم مادي ومعنوي من قبل المعنيين بأمر تطوير الاغنية السودانية.
    موسيقى تصويرية
    * المتأمل لموسيقى الفنان محمد وردي يشعر ببعد درامي عميق في التوزيع.. وهذا الاعتناء بمفاصل الاغنية في جانبها الموسيقى الا يغري محمد وردي للاسهام فيما يعرف بالموسيقى التصويرية، خاصة وان الدراما السودانية بدأت تهتم بهذا الجانب وهناك محاولات ناجحة في هذا الاتجاه؟!
    ** ما تابعته من محاولات في هذا الجانب جدير بالاهتمام خاصة وان من قدموا هذه التجارب من الدارسين والمتخصصين في الموسيقى وانا لي شغف بالدراما عموما واتمنى ان تتطور وتتقدم، وولعي بالموسيقى يدفعني بدوره لارتياد كل آفاقها ومنها الموسيقى التصويرية التي اشعر بالفعل ان لدي رؤية خاصة حولها ولكن وبكل صراحة الدراما السودانية مازالت حتى الآن بحاجة لجهود جادة للاخذ بيدها ودفعها للامام وحين اشعر بأن ما تقدمه وصل الى المرحلة المأمولة من النضج في طرح قضايا الناس ومعالجة مشاكلهم فحينها لن اتردد في الاسهام موسيقيا وربما اجدني بانتظار السيناريو الذي يمكن من خلاله تحقيق مثل هذه التجارب الهامة.. فالموسيقى التصويرية ليست مسألة سهلة كما قد يعتقد البعض بل تقوم على اسس وقواعد ولابد ان تكون معبرة بعمق عن مضمون العمل الدرامي ومنسجمة مع اجوائه وممتلكة للجذب والاستقطاب للمشاهد حيث ان الموسيقى التصويرية هي المفتاح الاول للدخول الى فضاء العمل الدرامي وكثيرا ما تكون من اهم اسباب نجاح او فشل اي عمل ولذلك البارعون فيها قلة فقط ولهم تقدير خاص في الاوساط الفنية وينظر اليهم كمبدعين لهم مواصفات فنية خاصة.
    تعزيز السلام
    * في ظل التفاؤل الكبير بتحقيق السلام في السودان.. ربما ينتظر المبدعون بما فيهم الموسيقيين ادوارا كبيرة في المرحلة المقبلة على صعيد تعزيز اطروحات السلام وتكريس مفهوم الوحدة الوطنية.. هل انتم جاهزون لهذه المهام الوطنية؟!
    ** انا شخصيا لم انتظر مرحلة معينة حتى اقوم بهذا الدور، والمستقرئ لتجربتي يجد فيها انشغالي الدائم بقضية السلام والوحدة واذا كنت من المعروفين في السودان بتطوير الاغنية الوطنية فقد شهد هذا التطوير مراحل متتالية استطعت ان اصل في نهايتها الى شكل فلسفي عميق يتغنى بالوطن دون مباشرة او تقريرية وكان الهدف هو تعزيز الروح الوطنية وترسيخ مبدأ الوحدة، والمتأمل لهذه الاغنيات يجدها تختص بموضوع التنوع الثقافي ولذلك فهي تطرح نفسها ضمن موروثات متعددة من حيث القصائد وشعرائها وطريقة التوزيع الموسيقى لكل واحدة منها وهذا في الواقع وحد الوجدان السوداني، وبالنسبة لمرحلة السلام الذي نأمل ان يتحقق بشكل دائم فهي بالفعل مرحلة تحتاج الى اسهامات المثقفين والمبدعين باعتبارهم يقدمون خطابا معرفيا وتنويريا وقادرون على استلهام الخزين التراثي الذي يحفظ هوية واصالة السودان ومؤهلون لاقتراح المستقبل الافضل القائم على احترام التعدد العرقي والثقافي الذي يثري الحياة السودانية ويوحد مجتمعاتها باختلاف مناطقهم، كما ان جنوب السودان في ظل ما سيشهده من تنمية واستقرار سيكون رافدا جديدا مهما للابداع السوداني لانه يمتلك موروثا فنيا ضخما ولهم رقصات وايقاعات وآلات لو تم توظيفها ستضفي بعدا جديدا للغناء في السودان وهذا دور المبدعين جميعا سواء في الشمال او الجنوب، وانا شخصيا مغرم جدا بالموروث الفني الجنوبي وواثق من قدرة الانسان الجنوبي على تفعيل هذا الموروث لانه انسان محب للطبيعة والفن والابداع وقابل للتعلم والمعرفة ومنحاز بفطرته للسلام والاستقرار.
    الجديد القادم
    * وماذا يقول اخيرا الفنان محمد وردي عن جديده القادم؟!
    ** هناك الكثير الذي اعد جمهوري به خاصة وانني ورغم الظروف الصحية التي مررت بها لكني لم اتوقف عن الغناء لحظة واحدة لانني اجد فيه شفاء للروح واراهن عليه كقضية ورسالة في زمن نحن احوج ما نكون فيه الى التوازن الوجداني والتصالح مع ذواتنا، وسأستمر في مشواري بذات الحماس مرتادا فضاءات جديدة باحثا عن المختلف والمميز وقد قدمت مؤخرا بعض الاغنيات الجديدة وهناك في الطريق العديد من الاغنيات ستجد طريقها الى الجمهور اضافة الى البرامج الطموحة التي سندشنها عبر مركز محمد وردي الثقافي والذي اعتبره تحديا كبيرا على خارطة الثقافة السودانية ونضع فيه أملا كبيرا على صعيد تطوير الاغنية والتعريف بثقافاتنا وفنوننا وايصال ابداعاتنا الى ابعد مدى ممكن في زمن يكتسب فيه الحوار الحضاري قيمه كبيرة، وكلي امل ان يتضافر المبدعون والمثقفون السودانيون لتحقيق الاهداف الوطنية لمرحلة السلام في السودان وبما يحقق الاستقرار وينعش المد الثقافي على اختلاف منابعه وروافده.


    ---

    www.alwatan.com/dailyhtml/culture.html#2








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de