هل العولمة نهاية تاريخ الرأسمالية ؟ .. الجزء الثاني

الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-15-2025, 03:53 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-17-2004, 10:49 AM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل العولمة نهاية تاريخ الرأسمالية ؟ .. الجزء الثاني

    أمـــداء
    هــــــل العولمـــــة نهــــــاية تــــــــاريخ الرأسمــــــــالية ؟ (2-3)
    نشرت بالصحافة عدد اليوم الثلاثاء


    ان فكرة تطعيم الجسد الرأسمالي بجرعات القيم الاشتراكية الصرف ، ليست جديدة ، ولكنها اتخذت زخما وجدية بعد الخطوة الاكثر جرأة التي اتخذها في السابق المفكر الرأسمالي المعروف ( جون كينز ) حينما انقذ الاقتصاد الرأسمالي من الانهيار المحتوم ، وذلك من خلال أدخال الرقابة المالية وعنصر ( التخطيط ) ضمن آلياته 0 وكما نعلم فان التخطيط الاقتصادي كان باستمرار شأنا مرتبطا بالاقتصاد الاشتراكي حتى تلك اللحظة ، بل كان من أهم علاماته الفارقة 0 وما ترتب على حقن ذلك الجسد بهذه المادة الاشتراكية هو انتفاء احد الشروط التي دعت مفكر الاشتراكية العلمية الى اطلاق مقولة : الرأسمالية تنطوي على بذور فنائها ، على اساس ان التخطيط وحده القادر على درء معظم الآثار الكارثية لظاهرة التقلبات والأزمات الاقتصادية التي يصعب التكهن بها والتي ظلت تهدد الرأسمالية كل حين، وعبقرية كينز هذا ، تجلت في الواقع عبر جرأته التي ابداها عقب وقوع الازمة الاقتصادية العظيمة عام 1929 وبالذات في الولايات المتحدة حينما قال ( قد يبدو لأي كاتب سياسي من القرن التاسع عشر أو أي رجل أعمال أمريكي من القطاع المالي اليوم أن في توسع وظائف الدولة الذي حتمته ضرورة الملاءمة بين الاقبال على الاستهلاك والترغيب في الاستثمار خرقا فظيعا للمبادئ الفردانية 0 الا أننا نعتبر هذا التوسع ، على العكس من ذلك ، الوسيلة الوحيدة للحيلولة دون ( التحلل ) الكامل للمؤسسات الاقتصادية الحالية والشرط لكي تقوم المبادرة الفردية بدور مثمر 00 ترى ما الذي يقصده بعبارة ( التحلل الكامل ) ؟ وهل ذلك بعيد عن فكرة انهيار الرأسمالية ؟ وهل يمكن اعتبار خطوة توسيع وظائف الدولة الرأسمالية سوى خطوة اشتراكية جريئة ؟ 0
    أما اذا كان علينا البحث عن هذا التوجه الأشتراكي لدى مفكر ليبرالي محدث ، فسنبادر الى أكثرهم حداثة وهو الفرنسي جاك ديريدا ، صاحب نظرية "التفكيكية " التي اعتبرت نقيضا للماركسية أو ردا عليها ، والذي سيقول لنا رأيه الجديد في ظل العولمة التي هي موضوعنا والتي نعتقد أنها كسرت الحاجز النفسي داخل المجتمع الرأسمالي ازاء تمثل القيم الاشتراكية بشكل أكبر 0 هاهو ديريدا يدعو في محاضرات القاها في جامعات الولايات المتحدة ، قبل سنتين ، الى عدم التنكر الكلي لفكر ماركس ، والى استلهام جانب معين محدد منه هو : روح النقد الأجتماعي - النقد الراديكالي ) ولم يلبث أن طور محاضرته وأصدرها في كتاب بعنوان ( اطياف ماركس ) الذي فيه يطالب بحق الفكر في التفحص والتمحيص ، ووضع كل المعتقدات والاحكام المطالبة بالحرية موضع تساؤل ، لماذا ؟ 00 لأنه يريد مواجهة النظام الدولي الجديد الذي يرى فيه تهديدا للديمقراطية ، وغولا بعشرة رؤوس هي : البطالة ، النفي والتشريد ، الحروب الاقتصادية ، صناعة وتجارة السلاح ، انتشار الاسلحة النووية ، الحروب الاثنية ، سلطان دول الظل ( المافيا والعصابات) ، الحالة الراهنة للقانون الدولي ومؤسساته 0 وان أكثر ما يلفت النظر في طرح ديريدا ازاء ازمة الرأسمالية الراهنة هو لجوؤه الى التراث الغربي كوسيلة للخلاص ، وأكثر من ذلك أنه يعتبر كارل ماركس جزءا مهما من هذا التراث 0
    ونحن اذ نعتقد أن نظرية ماركس قد ساهمت تاريخيا في تكييف نسق رأسمالي قوي أكثر من مساهمتها في هدمه عبر ما قدمته من نصائح نقدية راديكالية في هذا الاتجاه ، نبهت الرأسماليين الليبراليين الى مواطن العلل داخل بنية النظام ، فاجتهدوا في ايجاد الوسائل التي اجهضت مفعول الميكانيزمات المدمرة له ، فانما نعتقد ذلك ضمن وعينا بضرورة مافعله صاحب كتاب ( رأس المال ) لصالح حركة التاريخ الى الامام ، وهو بالضبط ، ما بشر به هيغل ، من ضرورة استبعاد العناصر غير الفعالة في الفكرة الاولى - وهي هنا علل الرأسمالية - لكي يتقدم الجدل خطوة الى الامام ، فماركس لم يخدم النسق الرأسمالي لذاته ، وانما خدم الجدل تلبية لنداء (روح الوجود) 0
    الا اننا نعتقد في الوقت نفسه بوجود درس مهم يمكن استخلاصه من تجربة ماركس التحليلية المميزة ، فيما يخص ولادة المجتمع الاشتراكي من صميم الرأسمالية ، حيث نكتشف انه قفز على نظرية هيجل التي أسس عليها نظريته المتعلقة بالجدل المادي ، ففي حين يرى هيغل أن الفكرة تولد بالضرورة نشاطا نقديا ضدها ، هو النقيض ، وأن الفكرة البديلة انما تنشأ فقط بنشوء نقيض النقيض ، نجد أنه - أي ماركس -مضى ، مختزلا ، الى اثباب كون الاشتراكية هي بديل الرأسمالية مباشرة ، قبل أن يتحقق نقيض النقيض ، باصطراع الفكرتين الاوليين واندماجهما 0
    ومسعانا الآن ، الذي يحاول اعادة الاعتبار لمنطق هيغل الدياليكتيكي ، هو أن ثمة حلقة مستبعدة ، في سياق هذا الجدل المادي الماركسي ، وهي نقيض النقيض ، الذي يتمثل في رأسمالية خالية من العلل التى وجه على اساسها النقد من جانب الاشتراكية العلمية ، وهذا لن يتحقق الا بتمثل الرأسمالية للقيم الاشتراكية التي تنقصها ، وفي هذه الحالة فقط ، نحصل على ولادة الفكرة البديلة ، المنبعثة من الفكرة الاصل ونقيضها ، نعني الرأسمالية الاشتراكية 0
    وأكثر ما يبرر تحفظنا على رأي ماركس ، حول حتمية انهيار الرأسمالية ، هو تصاعد نموها ، عبر قدرتها على التكيف ، وتوسيعها لرأس المال ، في ظل تطبيق الاشتراكية على نطاق واسع في العالم ، دون ان تنسفها لاحقتها وتستبعدها من التاريخ ، بل على العكس ، فالاشتراكية هي التي انهارت على صعيد الدولة ، جراء الصراع ، لجملة من الاسباب ، اهمها افتقار النموذج الى بعض عناصر دفع لا غنى عنها متوفرة في الرأسمالية ، ولو كانت تنطوي عليها لاستمرت ، ولكن في شكل جديد هو ( الاشتراكية الرأسمالية ) لأنها الفكرة المخصبة بمزايا سابقتيها معا ، وفق سياق الجدل ، وسنفصل ذلك لاحقا0
    ومن ناحية أخرى فقد جاء لينين بعده ليؤكد على عدم صحة حتمية سقوط الرأسمالية على نحو ما كان يرى ماركس ، حيث كرر للأشتراكيين يومها قوله ( ان انهيار الرأسمالية ليس حتميا ، بل رهين الصراع الطبقي.
    المفكر الاقتصادي سمير أمين ، في مقدمته لكتاب ( الجدل حول الامبريالية ) لمؤلفه الهادي التيموني ، يلاحظ قصورا آخر في الخطاب النقدي الفكري الاشتراكي ، يقول ( ان هذا النقد الاشتراكي ، بما في ذلك الماركسية التاريخية ، بقي محدود التبلور نسبيا ، فيما يتعلق بالبعد الآخر للرأسمالية ، وهو انتشارها بصفتها نسقا عالميا ، وان هذا الاستقطاب العالمي ، هو مرادف لتوسع رأس المال 0
    وفي الحقيقة فان قاعدة الصراع الطبقي الماركسية ، اذا اعملناها في هذه الناحية ، أي باعتبار أن البنية الامبريالية الراسمالية برمتها طبقة (تمثل رب العمل ) ومن الجانب الآخر شعوب المستعمرات طبقة دنيا ومغبونة ( توازي البلوريتاريا ) ، فاننا سنجد أن هذا الصراع قد نجح ، نسبيا ، في اتخاذ مساره الطبيعي والفعال تاريخيا أكثر مما تحقق على صعيد مصانع لانكشير ، لكنه كان باستمرار نجاحا شديد القابلية للارتكاس ، كما أنه لم يكن مؤهلا لهدم تلك البنية الطبقية لنسق عالمي ، لا بالحتمية ولا بالصراع الاجتماعي ، لماذا ؟ لأن النقيض لا ينسف الفكرة بقدما ينقدها فيخصبها ، وآلية نقيض النقيض وحدها البديل عن الفكرتين معا ، هذا اذا اردنا أن نفهم هيغل على حقيقته0
    وما حدث تاريخيا هو أن العلاقة الصراعية بين الدول الامبريالية وشعوب المستعمرات اتسمت بمرونة سمحت لهذه الشعوب بالتعبير عن نفسها وبتحقيق مكاسب حقيقية اغنتها عن الاستمرار في الاحتجاج والثورة ، منها مكسب التحرر الوطني والسيطرة على مواردها ، من حيث الشكل على الاقل0
    اما ازاء منطق الدياليكتيك نفسه ، وقيام ماركس بتعديله ، فان التاريخ بنفسه قد حسم الخلاف ، فاذا كان المحيط المادي هو الذي يشحذ تفكيرنا السياسي والاقتصادي ، حسب رأي ماركس المناقض لهيغل ، فكيف نفسر نشوء مجتمعات اشتراكية ماركسية بمؤسساتها ، خارج المراتع المثلى لذلك الصراع الطبقي ، أي الدول الرأسمالية الصناعية ؟ ان الارادة الثورية والوعي هما مبعث قيام تلك المجتمعات الاشتراكية التي انتظمت جزء كبيرا من العالم بالصورة ذاتها ، خلال سبعين سنة تقريبا 0 ان هذه المجتمعات الاشتراكية نشأت وفق شرط آخر سنتقصاه لاحقا هنا.









                  

02-17-2004, 04:16 PM

Imad El amin

تاريخ التسجيل: 10-17-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل العولمة نهاية تاريخ الرأسمالية ؟ .. الجزء الثاني (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    لتعم الفائدة ويتواصل النقاش انقل ادناه الجزء الاول وبعض النقاشات

    أمـــداء
    هل العولمة نهاية تاريخ الرأسمالية؟ (1-3)
    نشرت امس بالصحافة

    إن أول تحول جوهري حدث لحضارة الانسان على الأرض وقع في اللحظة التي استأنس فيها لأول مرة، حيواناً متوحشاً، أولاً لأن ذلك تطلب شجاعة عالية، هدفت للسلم وليس للحرب، كما انه نقل تفكير البشرية الى عتبة جديدة من التحضر والى افق جديد هو افق السياسة والتدبير الدقيق الذي لا يخلو من المخاطرة.. أي كيفية تحويل العدو الافتراضي الى صديق مأمون الجانب ومن ثم الاستفادة منه. منذ تلك اللحظة بدأ مشوار الاستئناس الطويل: الكلب والصيد، شق القنوات وتدجين الأنهار، استئناس الصخور للعمارة واستئناس البشر ومحاولة التحكم فيهم.. كل ذلك ظل ممكناً عبر التاريخ، ولكن الى الآن، بقيت الرأسمالية الوحش الوحيد الذي فشل الإنسان في ترويضه نهائياً، رغم كل المحاولات الجادة والمتكررة في هذا الاتجاه، بل ورغم أنه وحش مريض -بالمعنى العلمي وليس الاخلاقي- وفق تشخيص مختصين بينهم رأسماليون.. كيف؟
    المعروف ان الاساس الذي تقوم عليه نظرية علم الإقتصاد هو افتراض رسوخ حقيقة أن موارد الطبيعة وثرواتها، مهما اتسعت، تعتبر محدودة وقاصرة عن الوفاء بكل حاجات الانسان التي هي في المقابل لامحدودة، لذلك يسعى هذا العلم الى استخدامها بكفاءة عالية، بغية الحصول على اقصى منفعة ممكنة من تلك الموارد المتاحة عن طريق قوانين محددة، لصالح الإنسان، وكل ذلك باتجاه سعادته غير المضمونة!
    من ذلك يمكننا أن نستنبط أن الهدف هو ايقاف الاستهلاك عند حدوده الإنسانية التي تحقق الرفاه وتمنع في الوقت ذاته التبذير والهدر، أي انه لابد من المواءمة بين موارد المجتمع وحاجاته المتجددة.
    إن الرأسمالية التي اكتمل شكلها (التاريخي) المقصود هنا، منذ بداية القرن التاسع عشر (الثورة الصناعية)، اخذ التناقض الاجتماعي الملازم لنمط انتاجها يقود الى ميل دائم نحو الانتاج أكثر من ما يمكن استهلاكه، وبالتالي فان خطر الركود هو المرض المزمن والأهم الذي ظل يرافق هذا النسق. حيث انه خلق تخمة فريدة للاهثين وراء تكديس مزيد من الثروات والإفراط في الموائد مقابل حرمانات لا حدود لها يواجهها السواد الأعظم من بني الإنسان، حتى داخل المجتمعات الرأسمالية ذاتها. عليه فان هذا الواقع يبدو مضاداً باستمرار للهدف السامي الذي عليه تأسس علم الإقتصاد، كعلم هدفه خدمة الإنسان عبر توظيف موارده أحسن توظيف، وليس استنزافها من خلال هذا التوسع المريع في الانتاج وشحذ طرق استهلاكه على نطاق العالم بتوسيع السوق من جهة والخضوع لقوانينه من جهة ثانية. نقصد وهم المفهوم الرأسمالي القائل بأن: الاسواق قادرة على تضبيط ذاتها بذاتها، وعلى انتاج التوازن الطبيعي العام والتوازن الإجتماعي الأقصى. أي أن قوانين العرض والطلب هي التي تحدد مصير الإنسان وتُلهمه منطق تكييف حياته وتفكيره الاجتماعي. والغريب أن هذه الخلاصة الأخيرة تنسجم، بشكل آخر، مع منطق كارل ماركس، المعاكس لمنطق هيغل، حيث يرى ماركس أن قوانين المادة هي التي تحدد وعينا وبالتالي تفرض علينا التكيف مع شروطها عبر ما نجترحه لأنفسنا من سلوك انتاجي واجتماعي وغير ذلك. ومهما يكن فان استيعاب (القيم) كلها على أنها قيم تجارية ليس فساداً يضرب النظام الرأسمالي بل هو جوهره، وعليه فحينما تسود روح البحث عن الربح الأكبر عند الموظف والجندي والقاضي ورجل الدين والفنان ينهار المجتمع برمته ويضرب الفساد الرأسمالية، ويستشهد روجيه غارودي في كتابه الذي يحاكم فيه المجتمع الرأسمالي بعنوان (حفارو القبور) بأن عدد القضاة الذين حوكموا في الولايات المتحدة بتهمة الغش المالي خلال الفترة من 1980 - 1990 م أكثر ارتفاعاً من العدد الذي سجلته السنوات المائة والتسعون الأولى من تاريخ هذا البلد، وهذا يدلنا على أنه بقدر ما تتعاظم سطوة الرأسمالية بقدر ما يضربها الفساد من الداخل.
    لقد كبرت الهوة بين الأمريكيين الأغنياء والفقراء خلال الثمانينات لدرجة أن الأثرياء الذين يشكلون مليونين ونصف المليون يحصلون - في العام 1990 م المداخيل نفسها التي يحصل عليها المائة مليون شخص الموجودون في اسفل السلم.
    ومن شأن هذا التعارض بين ترف البعض وحرمان البعض الآخر أن يولد عنفاً متصاعداً، فحسب احصاءات الشرطة في نيويورك يسجل معدل اغتيال شخص كل اربع ساعات وحالة اغتصاب كل ثلاث ساعات، واعتداء كل ثلاثين ثانية، ومع ذلك تجئ نيويورك - التي تزخر بهذا كله- في المرتبة العاشرة في تسلسل المدن الأمريكية حسب الإجرام.
    انها نتيجة اقتصاد السوق الهمجي، حيث يسود على حد ما كتب (هوبسون) في فجر الرأسمالية (حرب الجميع ضد الجميع). فمنطق السوق الخالية من العوائق مع المنافسة بين افرادها والجماعات التي لا تهدف إلا لتحقيق مصلحتها الخاصة هو منطق حرب.
    ومن جانب آخر فانه اذا كانت الرأسمالية التاريخية تقوم اساسا على قانون (القيمة) فان هذا القانون بات آيلاً للسقوط كما لاحظ ذلك د. سمير أمين، فالتناقض الذي نجده في كل مراحل التطور الرأسمالي منذ نشأته، يتسع في الرأسمالية المعاصرة لأسباب رئيسية ثلاثة على الأقل، الأول هو نتاج الإنتقال من المنافسة المشتتة الى المنافسة الإحتكارية. فالإحتكار يؤدي الى انحراف في الأسعار بالمقارنة مع اسعار التحويل التي ترافق معدلات الربح، ويبرز هذا الانحراف أكثر فأكثر بسبب عمليات دمج سلاسل الانتاج الطويلة والمعقدة التي تجريها الإحتكارات، ويفقد قسم كبير من الأسعار -التي كانت في السابق معايير للعقلانية تتلازم مع فعل قانون القيمة- يفقد هذه الدلالة ويصبح مجرد اسعار معيارية داخلية في حسابات المؤسسة. وأما السبب الثاني فيرجع الى تعمق العولمة الرأسمالية، فقانون القيمة الذي يضبط الرأسمالية المعولمة اليوم ليس هو قانون القيمة الذي يمكن استخلاصه من نمط الانتاج الرأسمالي المجرد، فلقد ظهر قانون القيمة المعولم. هذا القانون يحدث انحرافاً دائماً، ومنهجياً، اذ مقابل انتاجية متساوية، تتدنى اجور العمال في اطراف النظام عما هي عليه في المراكز. ثالثاً هنالك وجه جديد للقيمة ناتج عن انتشار الروبوت الذي يؤدي الى خفض هائل في العمل المباشر، في صالح العمل غير المباشر الذي يتجسد في انتاج الآلات، ولكن اذا افترضنا -من الناحية النظرية الممكنة مع التقدم التقني- أن هذه الآلات هي التي تنتج مثيلاتها، فسيبدو وكأن العمل قد اختفى من لوحة الانتاج المادي، فهل يعني هذا الإختفاء أن القيمة وقانون القيمة الرأسمالية قد انمحيا؟.. نواصل
                  

02-17-2004, 04:18 PM

Imad El amin

تاريخ التسجيل: 10-17-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل العولمة نهاية تاريخ الرأسمالية ؟ .. الجزء الثاني (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    ادناه مساهمة الاخ/خالد الحاج ورد الاخ/سبيل
    الأخ سبيل ..
    أحييك علي موضوع جيد غير مطروق..
    لا تعدم الرأسمالية الحيلة في تجاوز المعايير الأخلاقية للسوق ورغم أهمية اليد العاملة
    كأحد أضلاع الإنتاج نجد أن الطامة الكبري ليس في دخول (الربوت) ليحل محل عدد من العمال ويسهم في تفشي العطالة أخر ما تفتقت عنه الذهنية الرأسمالية هي تحويل الصناعات إلي أماكن خارج نطاق
    الدول الغنية حيث تتوفر الأيدي العاملة الرخيصة والمواد الخام فيتم التصنيع بتكلفة إنتاجية منخفضة ثم يشحن للمناطق الغنية(أوروبا وأميركا) ويعاد تصديره بعد إضافة العلامة صنع في ...
    وتباع بأسعار مرتفعة حسب تكلفة الإنتاج في الأخيرة وقد أدي هذا إلي تراكم رؤوس الأموال وذيادة الفوارق الكبيرة بين الدول الغنية وتلك التي تقبع تحت خط الفقر.

    واصل فالموضوع شيق ولي عودة

    صديقي خالد
    مرحبتين حبابك

    ان الفرضية التي يقوم عليها هذا البحث المتواضع هي ان قانون الجدل صحيح حسب هيغل وان قلبه بواسطة كارل هينرخ ماركس ليس مقنعا بدليل استمرار وحش الرأسمالية وتزايد نفوذها لتصل الى اقصى تجلياتها اليوم : العولمة والشركات متعددة الجنسيات والشركات العملاقة المندمجة وتزايد ظاهرة توسيع اصحاب رأس المال ( حملة الآسهم ) في شركات المساهمة العامة
    وبالتالي فان الاحداث تثبت شيئا فشيئا بأن الرأسمالية التي افرزت الاشتراكية ( النقيض) واستدعتها واننا الآن بصدد الدخول في في الفكرة الجديدة نقيض النقيض وذلك بامتزاج العناصر الصحيحة من الرأسمالية مع قيم الاشتراكية التي تنقصها لنصل الى ما سأطلق عليه لاحقا هنا الرأسمالية الاشتراكية أو الرأسمالية الشعبية !!
                  

02-17-2004, 04:24 PM

Imad El amin

تاريخ التسجيل: 10-17-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل العولمة نهاية تاريخ الرأسمالية ؟ .. الجزء الثاني (Re: محمد عبدالقادر سبيل)

    واخيرا ملاحظاتي
    واعتذر للاخ/سبيل ففي اثناء انزالها حدث تشويه للبوست السابق وليتواصل النقاش فالموضوع شيق
    العزيز سبيل
    في انتظار بقية الدراسة حتي تعم الاستفادة ويكون طرح الاسئلة والملاحظات فحتي الان سؤال العنوان مازال جاذبا لمتابعة
    لكن ورد في ردك اعلاه مايستوجب الوقوف لبرهة .لاعتبارها فرضية البحث التي تسعي لاثباتها , لكن يجب ان اذكر ان ملاحظات ادناه تصنف ضمن البحث عن مزيد من التوضيح من اجل قارئ وليس متخصص



    Quote: ان قانون الجدل صحيح حسب هيغل وان قلبه بواسطة كارل هينرخ ماركس ليس مقنعا بدليل استمرار وحش الرأسمالية وتزايد نفوذها لتصل الى اقصى تجلياتها اليوم : العولمة والشركات متعددة الجنسيات والشركات العملاقة المندمجة وتزايد ظاهرة توسيع اصحاب رأس المال ( حملة الآسهم ) في شركات المساهمة العامة



    واعتقد انك تشير الي الاختلاف بين ديالكتيك هيغل (مكتشف الديالكتيك) وديالكتيك ماركس (مستعدل الدالكتيك) فلقد كتب ماركس

    Quote: وكتب ماركس ايضا: "يرى هيغل ان حركة الفكر, هذه الحركة التي يشخصها و يطلق عليها اسم الفكرة, هي الاله (الخالق, الصانع)... اما انا فاني ارى العكس : ان حركة الفكر ليست الا انعكاسا لحركة المادة منقولة الى دماغ الانسان و متحولة فيه"("راس المال" المجلد الاول. توضيح في اخر الطبعة الثانية)



    وفي رواية اخري/ترجمة اخري


    Quote: ماركس معرفاً منهجه أو طريقته، مقارنة بطريقة هيغل: "إن طريقتي الديالكتيكية من حيث أساسها لا تختلف عن طريقة هيغل وحسب، بل وتناقضها بصورة مباشرة. وبالنسبة إلى هيغل فإن عملية التفكير التي يحولها تحت اسم الفكرة إلى ذات مستقلة هي ديميورغ ( خالق مبدع ) الواقع الذي لا يشكل سوى مجرد مظهر لتجليها الخارجي. أما عندي فعلى العكس، فالمثالي ما هو إلا مادي منقول إلى رأس الإنسان ومحول فيه ". / رأس المال ك1 ج1 ص28 /



    فلقد سعي ماركس لرد الاعتبار للواقع الموضوعي/المادي ,نجد ان قانون وحدةوصراع الاضداد هو قانون ديالكتيكي يوجد لدي ماركس وهيغل لكن يكمن الاختلاف في اولوية الفكرة ام الواقع الذي انتجها متحولة في اذهاننا مع التشديد علي متحولة /وليست انعكاسا ميكانيكا
    عند ماركس الواقع يخلق الفكر،كل واقع محدد تاريخياً يخلق فكره. والفكر أيضاً في علاقته الجدلية بالواقع يسهم في تغير الواقع بل يخلقه أيضاً.الأفكار تتحول إلى قوة مادية بوساطة العمل أولاً وعندما تستحوذ على اهتمام الناس بها ثانياً .وهذه من القطيعة المعرفية التي احدثتها الماركسية عندما قال ماركس ان الفلاسفة كانوا يكتفون بمعرفة العالم بينما الهدف هو تغييره واعتبر ان الجدل حول هذا الامر
    is more than lips services

    QUOTE]إن معرفة ما إذا كان التفكير الإنساني له حقيقة واقعية ليست مطلقا قضية نظرية , إنما هي قضية عملية ؛ ففي النشاط العملي ينبغي على الإنسان أن يثبت الحقيقة , أي واقعية و قوة تفكيره و وجود هذا التفكير في عالمنا هذا . و النقاش حول واقعية أو عدم واقعية التفكير المنعزل عن النشاط العملي إنما هو قضية كلامية بحتة.

    ولعل ماورد اعلاه يخالف فمهمك للديالكتيك الماركسي في اشارتك الي مكانيكية فرض الواقع لنمط التفكير وسلبية ولاارادية الانسان في انتاج الافكار في اشارتك ادناه


    Quote: مع منطق كارل ماركس، المعاكس لمنطق هيغل، حيث يرى ماركس أن قوانين المادة هي التي تحدد وعينا وبالتالي تفرض علينا التكيف مع شروطها عبر ما نجترحه لأنفسنا من سلوك انتاجي واجتماعي وغير ذلك



    اما اشارتك فشل الاشراكية كنقيض للراسمالية كتدليل علي خطأ عملية استعدال الماركسية للديالكتيك كماتقول

    فان الاحداث تثبت شيئا فشيئا بأن الرأسمالية التي افرزت الاشتراكية ( النقيض) واستدعتها بدليل استمرار وحش الرأسمالية وتزايد نفوذها لتصل الى اقصى تجلياتها اليوم : العولمة والشركات متعددة الجنسيات والشركات العملاقة المندمجة وتزايد ظاهرة توسيع اصحاب رأس المال ( حملة الآسهم ) في شركات المساهمة العامة
    Quote:
    فيمكننا وضع هذه الملاحظات لمزيد من النقاش

    1/ حقا اثبت التاريخ فشل العديد من تنبؤات ماركس حول سيرورة الصراع الطبقي و لا مجال للمكابرة في ذلك الا انه من الخطا الفادح رمي مجمل الديالكتيك بالخطا وخصوصا ووفقا لمنطق الديالكتيك نفسه ان تلك التنبوات هي ليست سوي اعمال لهذا المنهج في لحظة تاريخية محددة بما توافر من ظروف في مجال بالغ الخصوصية /واعني دراسة المجتمع

    2/هل ماحدث لراسمالية من تطور هو خارج قدرة الديالكتيك وقوانينه لدراسته ؟ اعتقد ان جزء من دراستك اعلاه هو اعمال لهذا المنهج لكن وجب علينا القول ان المنهج تعرض للعديد من الانتكاسات التي حدت من قدرته علي الاستفادة من مجمل منجزات العقل البشري وذلك حديث اخر

    3/ حاول بعد ماركس لينين ايضا في استخدام المنهج وخاض غمار التنبؤ بمألات الراسمالية /الامبريالية اخر مراحل الراسمالية/وايضا لم تصدق , هذه امثلة لتاكيد ان الظاهرة جديرة بالدراسة المتانية لما ظلت تفرزه من قدرات علي التطور وامتصاص الازمات الي داخلها فهي مازلت نمط انتاج يسعي الي الانتشار /الحقيقي في كل العالم ويقدم التنازلات هنا انحناءة للعواصف ويتمدد هنالك في هوامش المراكز الراسمالية باسواء اشاكلها فتلاحقها البشرية للتخفيف من وطاته وهكذا كل يوم هي شان والنضال مستمر

    اختم بالمقولة التالية في انتظار البقية


    Quote: بخلق السوق العالمية, تكون الصناعات الكبرى قد جعلت كل شعوب الأرض, خاصة الشعوب المتحضرة/كلام قرن تاسع عشر ,لكن مايحدث الان يشابه كثيرا الملاحظة مني/ , في علاقات قريبة فيما بينها مما لا يمكّّن إحداها من أن تكون مستقلة عما يجري للأخرى.

    انجلز مبادي الشيوعية

    الاقتباسات اعلاه من النت
    وفي انتظار نقاشك فهنالك بعض الاستفسارات والملاحظات حول سؤال العنوان
    معليش للاطالة واي اخطاء ان وجدت البورد ده عندي فيهو استاذ
                  

02-19-2004, 11:00 AM

محمد عبدالقادر سبيل
<aمحمد عبدالقادر سبيل
تاريخ التسجيل: 09-30-2003
مجموع المشاركات: 4595

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل العولمة نهاية تاريخ الرأسمالية ؟ .. الجزء الثاني (Re: Imad El amin)

    أخي عماد الامين
    السلام عليكم ورحمة الله

    اولا لا تبتئس لما حدث في البوست الماضي
    وثانيا اشكرك على تكرمك بنقل الحلقة الاولى الى هنا ففي ذلك تعميم للفائدة
    ثم لابد من ان اوضح لك أنني مضطر لتأخير نشر الجزء الاخير من ( المستلة ) وليس من الدراسة كلها فالدراسة طويلة بعض الشئ ..
    والسبب في التأجيل هو ارتباطي مع جريدة ( الصحافة ) التي يفترض ان تنشر المادة أولا قبل اعادة نشرها هنا .. فزاويتي الاسبوعية لديهم كل ثلاثاء بعنوان امداء.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de