الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
يخيط جلباباً يسع الشتاء
|
يخيط جلباباً يسع الشتاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هذيان وحيد في الركن المعتم من خلوة العراء بشوك متناثر في وبر الخراف يخيط جلباباً يسع الشتاء يعركُ رأسه بقلق عاجل تحت وطأة الشّهوات الطارئة بينما امرأة ضالّة مثله تمرّر ضفائرها بنزوة طائشة عبرَت كبرقٍ فاشلٍ في مراوغة المطر .
أول الوقت
من زجاج النافذة يستدرج الكائنات إلى ظلال الضحى ثرثرة عابرة ولقاح يمجّد الصوت يلوذ بالوقت من عزلته الواسعة في الليل يكشط قمراً واحدً ليضئ بأحجاره دخان المسافة يسهر مع كأس واحدة من نبيذ الحدائق تحت أجراس تعزف الأناشيد صوت موسيقى يتسرب هادئاً من حناجر المراهقات في ثيابهن الزرقاء .
أسوار
يُرهقُ الكائن غياب الروح في شرك الوحشة تلملم أحزان المغنين خلف الستائر من عزلة الحواس يشرد في الفراغ الطويل هنالك خيمة تطرق الصّحراء بأشواق تطارد القادمين بالرهبة نفسها من أهوال البيوت العالية .
آخر الصمت
يحدث أن يصرخ الصمت بشهوة الكلام يفتح الصوت في رياح الآلهة حينما يعلو الضجيج في ذاكرة الشوارع ويصعد الغبار إلى جنة الكون بينما الأصوات الفارغة تواري ظلال شهوتها لبرهة قبل أن يعود الصدى باهتاً يتسلق نهايات الصراخ .
نهاية
الجحيم حديقة مهيأة لسكانٍ غائبين زرعوا السّؤال لعنةً لعنةً في بوار الذاكرة لتقطع مسامير غربتها و تمشي في برزخ الضوء ترافق الصباح الذي كان هنالك أيضاً يتصيّد الليل بشمس وحيدة تبدأ الطواف بعد قليل لو أخطأت مرة لن يعود الصباح إلى غوايته المعتادة .
هلوسة
يفترس الشرير قبعة الحارس بلعبة خائبة من خرائط النوم يغذي وحشة المكان بهلوسة تعلق عزلة الليل داخل الروح مثل غابة تعيِّن موتاها في عرس الوحوش تقطع الأشجار و أعواد الأبنوس تتلاشى في الحرائق كدم يُهندس الموت في غابات الكائن .
معبد
ناسكٌ يتلذذّّ بأصواتهِ وهي تتسرّب من مسبحة الصندل حفر شرفةً في الجبل صارت كهفاً تظلِّله العنكبوت بسياج العتمة و أوراق الشّجر تعبره الشمس دون أن يصرخ برغبةٍ عالية في الصعود إلى قمة الجبل شاهقٌ ضلال المحبة يسرق الكائن من دوائر النور إلى قبر العزلة الطويل .
أصدقاء
في الرمال الصفراء شجر متوحش يكتفي برطوبة القاع البعيد مثل جسدٍ جفّفته الغربة في مدن الصّفيح له في الظل ذاكرة ضئيلة تسعفه لنسيان الظهيرة في هذيان الليل يحتاج لأغنيات تمرّر أشواقه لنسر جريح كان يشاركه الوحشة في سراب الصحراء .
ضباب
سحابة الدخان حزينة هذا المساء تركتها الرياح تعبر طريقاً ضيّقاً وهربت تتسلق المناخ في درجٍ خامل يصنع الغبار .
الطين
تقف اللعنة على الباب مثل فزّاعة تهش الطيور في الصباح الباكر وأزهار الجحيم تذبل قبل أن يقطفها الصبيان وهم على شفاه الهاوية يحفرون مسارب الصعود كثير من الطين لم يعبث به رعاة التماثيل .
شقاوة
العابر ساحل المنفى يتلكأ في البوابة كثيرون قبله تركوا أرواحهم في المحيط وخرجت أجسادهم مثل خرق دُلِقَت عليها ماء النار مزّقتها شهية الحوت الذي يتسكع يوميا ليغمر البحر بلحوم نادرة .
حالة سفر
هكذا أمزجة المسافرين قهوة تشرّد الدخان في زوايا الشوارع أوراق شفافة تصلح للتبغ والسعال والكتابة أسمال ممزقة وأحذية تتخفى تحت الرأس المنهك كل هذا وهم يقترحون المقاهي أندية للنوم الرخيص .
ممرات أخيرة
المشاوير التي قالتها الحكيمة ذات صباح تعثرت أخيراً في الباب المفضي إلى قبة صنعتها شهوات الطاعة قرباناً لأصنام الأساطير قبل أن يخرج الطريق إلى وعورته الأكيدة إذن ربما تحتاج السماء إلى قادم سحبته الريح من تخثرِ الهذيان له في الغربة نعل شاخ من عذاب المنفى .
الوردة الغائبة
البناتُ – النباتات يعبرنَ بالرائحة نفسها لبرزخِ الجالس يتأملُ يدهُ وهي لا تمسك أنيسة واحدة من كائنات القلب لهذا كله ظل يفتح شبابيك القيامة بعربات العزلة ليرمي في غيبها كل اللافتات التي لا تشير إلى البنات .
|
|

|
|
|
|
|
|
Re: يخيط جلباباً يسع الشتاء (Re: THE RAIN)
|
الأخ نصار الحاج كل سنة و إنت طيب مع الأسرة الكريمة و الأهل
لقد قمنا بقياس الجلباب فوجدناه وهيطا يسع كل الفصول سلمت يد الذي خاط هذه الحروف المنسوجة من حرير الروح
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: يخيط جلباباً يسع الشتاء (Re: nassar elhaj)
|
نعم يا صديقي فتحي ورفيق الكثير من الدروب والمحطات والأماكن والشوارع و..... و .... و.....
غربة الداخل لا تقل فداحة عن غربة الخارج والكارثة في اي مكان تحدث شرخا على أقل الاحتمالات وكانت " شرفات " من أكبر هواجسها غربة الداخل وحصار الداخل والشروط الغير عادلة والغير منصفة التي قادت للغربتين وقادت لغربة الوطن كاملا .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: يخيط جلباباً يسع الشتاء (Re: ودقاسم)
|
نصار الحاج
الى الصحو نعبر الهذيان فى أول الوقت .. لنتجاوز الأسوار حتى آخر الصمت .. فى نهاية هلوسة المعبد الضبابي .. انهم أصدقاء ليسوا فى حالة ضبابية .. بل هم فى حالة سفر .. عبر الممرات الآخيرة .. الى حيث الوردة الغائبة ثم اليك يا نصار .. انه جلبابك الشتائي .. يسعنا جميعا فى دفء لذيذ .. معطر بصندل كلماتك الراقية..
تجدنا دوما فى حاجة لهذا الجلباب مع تحياتي وكل سنة وانت طيب
صـلاح / شتات
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: يخيط جلباباً يسع الشتاء (Re: ودقاسم)
|
صديقي محمد عبدالباقي ( ود قاسم ) وانت الناشط بحيوية عالية في العديد من انماط الفعل الابداعي والحوارات والنفاذ بدراية للعديد من الصور شكرا لك / لكلماتك وتحريضك .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: يخيط جلباباً يسع الشتاء (Re: nassar elhaj)
|
.. .. هل – حقاً – أصبح قدر ( الأصدقاء ) أن يتناثروا كدقيقٍ/كرمالٍ صفراء .. لم تترك لهم سوى ( ذاكرة ضئيلة ) تدمن ( الهذيان ) وما من صديقٍ/غريبٍ إلا واعتكف في ( ركنٍ معتمٍ ) ووقت مترهلٍ يكفي لنسج ( جلباب/أسمالٍ ) لا تقيه غزو ( الشتاء ) ..
فيا لهذا ( الضباب ) المقفر ، كيف نميز ( أول الوقت من نهايته ) فنظل في ( حالة سفر ) مرهق تصفّدنا ( أسوار ) عنيدة كشياطين داهمهم شهر نمسك فيه .. من فجره حتى منتهاه ، فنظل ( تحت وطأة الشهوات الطارئة ) .. فأيّ ( ممرات ) تضع نهاية لهذا ( السفر/الرحيل ) .. فنكمم أفواهنا في ( صمتٍ ) دون صراخ .. نكاية في رهق هذى ( الأصوات الفارغة ) قبل (أن يعود الصدى ) بشهوة الكلام .. الجحيم ..
رحمابي
| |

|
|
|
|
|
|
Re: يخيط جلباباً يسع الشتاء (Re: nassar elhaj)
|
الحبيب نصار
شكراً لأنك تعطينا دفئاً .. يمنحنا عافية الشوق .. لقراءة إبداعاتك .. وكلنا ثقة ويقين أنك تحيك وتخيط .. ما يجعلنا لا نشعر ببرودة الفراق وآلامه .. لك خالص تحياتي ومودتي ..
معتصم دفع الله
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: يخيط جلباباً يسع الشتاء (Re: AlRa7mabi)
|
شكرا لك ايها المبدع رحمابي وانت تنسج هذه القراءة / الترصد البالغ الدلالات والامساك بالكثير من المؤشرات هذيان / قلق / عزلة / سفر / عصيان / خروج / تمرد / عصف بكل الشروط المهادنة ... رغبات كثييييرة ربما لا اقولها اناانت قلتهاوامسكت بها جيدا . لك التحية والمحبة .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: يخيط جلباباً يسع الشتاء (Re: خالد الحاج)
|
صديقي خالد يا سيد الغنا والرصد الجميل والمتابعة العالية لما يلامس ارواحنا اسمك دائما يعني بالنسبة لي، هنا بوست ومكان جميل أدخل ، طالما خالد دخل وبالمناسبة دي وين صاحبنا الرائع الاخر تمبس عساه بخير - عمل مصيبة في العيد ده واختفى ولا ايه، هو الاخر رائع جدا .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: يخيط جلباباً يسع الشتاء (Re: nassar elhaj)
|
الصديق نصار
هذه نماذج ساطعة لقصيدة النثر السودانية ارجو ان تنضم الينا في بوست الصادق الرضي حول الوزن والموسيقى الشعرية ونرجو ان تحكي لنا عن علاقتك بالموسيقى الشعرية
لك القرنفل
المشاء
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: يخيط جلباباً يسع الشتاء (Re: جورج بنيوتي)
|
صديقتي الشاعرة والكاتبة البارعة سولارا قرأت هذه الاضاءة المليئة بالاشارات والمفاتيح الهامة والقدرة العالية على تتبع هذه النصوص وغيرها من تجربتي في الكتابة وقدرتك العالية على اقتناص اللحظات الهامة في النص بكل هذا الثراء الواسع في ادواتك وقدراتك الابداعية وايضا هذه البوابات الواسعة التي اشرت لها، ما يؤكد حرية القراءة وحرية التأويل للنص
شكرا لك وشكرا لما تحملينه من جمال تجاه هذا النص / النصوص .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: يخيط جلباباً يسع الشتاء (Re: nassar elhaj)
|
الصديق والشاعر المبدع والمشارك بفعالية في الحوار الثقافي اسامة الخواض، شكرا لهذا الرأي الناصع وشكرا لتنبيهك لي للحوار الدائر في " اغنيات .. لحافظ خير واخرين" وساعود اليه بالمشاركة حتما وبالطبع لا شئ يقودناالى معرفة مضيئة وتجارب حية سوى الحوار ومساءلة ممارستنا وادائنا الابداعي والنظر لتجاربنا بعين فاحصة . ولك التحايا.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: يخيط جلباباً يسع الشتاء (Re: Solara_sabah)
|
سلامات نصار الحاج يشهد الله قد ارهقتني يارجل اوليس لنبعك هذا نهاية ام اننا دوما ضحايا الانتظار اوليس للجمال عندك حدود حيث اني ابحث عن اخر مافي جراب جمالك وابدا ماوجدت شيئا شكرا سهلا ..ممراحا..طيبا لك ولكلماتك العذبة الحنينة فبينها تجول مدائن من الدهشة وارتالا من المشاهد النبيلة ماتكتبه انت احتشاد قوافل من الحوار الرصين تقود المرء منا دون عناء الي عالم قد اسقطته ذاكرتنا الحزينة شكرا ماهلا ..هادءا...شريفا لك ياذا الحروف اليانعة شكرا اكثر من ما تتصور ودا حميما يامهذب الانفعال مرتب الحضور مهندم الكلام شكرا وكفي
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: يخيط جلباباً يسع الشتاء (Re: nassar elhaj)
|
صديقتي الرائعة سولارا
ما أجمل هذا وكم هو فاتن رؤية كل هذا يخرج من جهتك ودعيني أشكرك على الملأ الواسع وأقول لهم أنك من أرهقت نفسها لتصمم لي تلك الصفحة الشخصية الجميلة وألتقطتي لها الكثير من نصوصي من مواقع أخرى كي تقدميها بهذا البهاء وترصدي فيها اكبر مجموعة من قصائدي بها شكرا لك ايتها الصديقة والانسانة المجيدة .
| |

|
|
|
|
|
|
Re: يخيط جلباباً يسع الشتاء (Re: الجندرية)
|
صديقي الجميل / عبدالرحيم ( ودرملية ) افتقدناك بحق لكنه كان غيابا جميلاً حينما علت الزغاريد هنا بخطواتك الواثقة نحو عرس وزواج مبارك، أهنئك مع كل الامنيات بتوفيق زكمان التهاني للعروسة المظوظة. و.. شكرا لهذا الضوء الذي تركته لي هنا لهذه الكلمات التي دعت صديقنا ( المشغول هذه الايام )الروائي والقاص احمد الملك ليقول لك : يقينا أنك شاعر يا عبدالرحيم، فلا تخبئ ما تكتب شكرا لهذه اللغة الراقية شكرا لهذا الكلام الجميل .
| |

|
|
|
|
|
|
|