|
هدى طفلة خطفها* تجار الرقيق* وباعوها في اسواق جدة
|
مقدمة حكاية هدى المسترقة، داخل قصر والد الاميرة سلطانة، لم تاتى مكتملة بكل تفاصيلها، انما تطرقت الاميرة لتفاصيل وضع العبيد نسبة لمحاولتها نقل الصورة الصارمة والمرهقة لحياة الاميرات تحت سلطة الدولة والقانون والمجتمع وسلطة الاب، وهذة الحياة تقاطعت في احيان من الحياة مع وجود الخدم والعبيد، وبروز تفاصيل هدى السودانية المسترقة جاء في معرض تناول ( سلطانة) مخاوف الاميرات من كابوس الزواج، والطلاق، وهو من اهم وسائل قهر النساء في بلدها، تتعرض له حتى صاحبات السلطة المنتميات للاسرة المالكة، والمصير من الزواج من رجل كبير السن له اكثر من زوجة، حيث لم يكن لهن الخيار في اختيار الزوج او نوع الحياة الراغبات فيها وفي مثل تلك اللحظات، والبحث عن اجابة عما يستره الغيب لهن، تدخل علينا هدى مصحوبة بفصل صغير من حياتها ، عندما تصبح مرجعهم الوحيد في مثل تلك الحياة المكممة والمعتمة، هدى كانت تتلبس امامهم بمعرفتها للسحر الاسود ومقدرتها في قراءة الغيب، لذلك احتاجت (سلطانة) أن تلقي بعض الضوء الخافت عن حياة (هدى) لنتعرف عليها، وقد يكون السبب الذي لم تنل فيه هدى واسرتها من الرقيق، التناول الكافي، قد يكون لتركيز( سلطانة) ومن خلفها كاتبة الكتاب، على اظهار حياة الاميرة لعكس وضع السعودية المظلم في اعلى تمثلاته، معاناة النساء صاحبات السلطة.
Princess A true Story of life Behind the Veil in Saudi Arabia (Chapter ten Huda)
والى تفاصيل حكاية هدى ذات الثمانين خريفا ( 1899- 1972) تاريخ خطفها، الى اليوم الذي حكت فيه سلطانة عنها: يتبع.........
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هدى طفلة خطفها* تجار الرقيق* وباعوها في اسواق جدة (Re: maryoud ali)
|
(هدى) على ظهر السفينة التي اقلتها من السودان، الى السعودية:
وتستمر (هدى)، ذات الثمانين عاما، في تمثيل بقية احداث الرحلة:
تقفز (هدى) فوق طاولة القهوة وعبر نافذة غرفة الجلوس، تحدق بعيدا (كأنها تنظر من على نافذة السفينة المتجه الى صحراء العرب) وتبدأ في وصف مياه البحر الاحمر التى راتها في ذلك اليوم، وتلاطم الامواج على جنبات السفينة، تسترجع، ما احست به تجاه المنظر الرهيب والغريب، بعيدا عن اهلها وامها في عرض بحر ممتد وممتد، وتعود هدى الى داخل غرفة الجلوس، وتفتح عينيها واسعتين، لتكسو وجهها ملامح الشراسة والوحشية، لتمثل، معركة داخل السفينة، مع اللصوص، لحظة صراع، للفوز بالطعام، وكيف انها هجمت لتنزع لنفسها قبضة من اناء الفواكه، من بين الايادي المتزاحمة، وتضع كل ما فازت به داخل فمها ، وبشراهة الجائع، تحشره وتلوكه ولا تبقى الاّ مالا يصلح للاكل، هدى في شوارع جدة: ثم تسير بخطوات بطيئة داخل الغرفة، ويداها خلف ظهرها( تحكي هنا كيف انزلوها من السفينة في ميناء جدة،) تقاد تجاه سوق الرقيق وهي تتضرع الى الله تطلب منه الخلاص والنجاة، . في هذا السوق تم بيعها لواحد من عشيرة ( رشيد) المقيمين بمنطقة( الرياض)، دفع هذا الشخص قطعة سلاح(بندقية)، كسعر، مقابل امتلاكه للطفلة (هدى).
وتسير في شوارع (جدة) تتعثر خطواتها، المثقلة بالقيد ، وهي تسير بخطوات بطيئة، طفلة تعبر سكة لا تراها من الغبار الذي يسد عليها ويحجبها من الرؤية، وهي تمضي مع هذة العشيرة نحو قلعة ( مسماك)حامية عشيرة( رشيد)، في المدينة العاصمة.
هدى تعيد تمثيل معركة انتزاع الحكم من عشيرة (رشيد) وتأسيس مملكة السعودية:
تقول سلطانة * وهنا تتنقل( هدى) بين قطع الاساس في داخل الغرفة، وهي تمثل جو المعركة، ونكاد ننفجر من الضحك ونحن نتابع حركتها، وهي تقفز في ارجاء الغرفة، كانها تحمي نفسها من الرصاص، من اسلحة (اسلافنا) عبد العزيز ورجاله ساعة هجومهم على حامية عشيرة (رشيد) من اجل استعادة حكم البلاد لصالح آل سعود، وهزيمتهم لهذة العشيرة، وكيف انها اختبأت لحظة ان كان فرسان عبد العزيز يقطعون رقاب اعدائهم، وتختم كل هذة التمثيلية، بعرفانها لعبد العزيز (الجد) الذي انقذها من عشيرة (رشيد)، ثم تهجم لتعانق اقرب واحدة من اخواتي وتقبّل يدها بتكرار، وهي تقسم بالله انها قد قبّلت (جدنا) كذلك، عندما انقذها، وهذة هي حكاية( هدى) وكيف جاءت وعاشت مع اسرتنا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدى طفلة خطفها* تجار الرقيق* وباعوها في اسواق جدة (Re: maryoud ali)
|
الحبيب مريود فوق دربك، اوخليك واطي الجمرة الجمرة! صدقني، مسألة وقت، قبل مايجي اليوم او كلام ذي ده يكون في كتب المطالعة كمقرر لي اطفالنا "الجايين".
لانو من دون مانعرف احنا جايين من وين، ماحنعرف احنا الليلة وين؟
او لو الواحد ما عارف هو وين، قطع شك ما حيعرف هو ماشي علي وين! او ده حالنا بالضبط!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدى طفلة خطفها* تجار الرقيق* وباعوها في اسواق جدة (Re: Bashasha)
|
أحيك يا "مريود" على اختيارك لهذا الموضوع الهام ..
تألمت بشدة لقصة "هدى". ان الاحساس العميق بمعاناة المسترق هى أقوى وصفات العلاج من العنصرية. و نشر هكذا قصص هى السبيل الأجدى للوصول لهذه الغاية النبيلة. و الآن يدرك المرء لماذا حتى هذه اللحظة "السعوديون" يسبون "السودانى" بكل ثقة بلفظة "عبد", اذ مازالوا مسترقين فى قصور حاكميهم.
Quote: هدى المراةالمسترقة، السودانية، العجوز، التى كانت تملأ اسماعنا ومنذ ان كنا اطفال في اوائل اعمارنا بقصص السحر الاسود، والآن وحين تحلقنا حولها بآذان صاغية، لتقرا لنا الغيب، كم تسعد هدى بمثل هذة اللحظات، حين تصبح مركز الاهتمام ومحط الانظار، |
هنا "هدى" اختلقت معرفتها بالسحر, فقد أسترقت طفلة. و لكن لاعتقاد العرب بأن الأفارقة ضليعين فيما يعرف بالسحر "الأسود", فانهم يدفعون باعتقادهم الراسخ هذا الأفريقى للقيام بهذا الدور حتى لو كان لا يعلم. و لم تجد "هدى" ضررا من ذلك اذا كان يسمح لها بلحظات سيادة و كذلك استخدامه كحماية لها من من يحاول ايذائها, فهى تملك وسيلة الدفاع الناجعة "السحر الأسود".
Quote: اما حكاية هدى، حكاية قبضها واسرها، فهى المفضلة عندها وعندما كنا في عمر الشباب كان الاطفال ، اطفال القصر يستمتعون للانصات ومتابعة احداثها، |
تأمل .. الفرصة الوحيدة التى تشعر فيها "هدى" بالحرية و امتلاك زمام الأمور هى قصة استرقاقها.
يا الهى .. لكم تألمت لقصة "هدى" ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدى طفلة خطفها* تجار الرقيق* وباعوها في اسواق جدة (Re: Tanash)
|
العزيز بشاشة اتمنى معك ان تكون مسألة وقت، لنرى قصصنا الحقيقية، في كتب المطالعة، لان نومتنا تقيلة جدا وغايبين عن الوعي ، غمرانيين عديل، اتمنى ان ارى كتبنا المدرسية فيها قصة كافور وسليم اغا، بدلا عن قصص الامير الشجاع و كلب عبد الجليل، وده ذاتو اصبح تاريخ، انا متأكد انو الجبهة ما قصرت، في اضافة، احاجي الامير العادل معاوية بن سفيان، والحجاج الذي كان يحج كل عام. والمفارقة العجيبة انه وفي الفترة ما بين 1970-1973 وكنا في السودان تتحكم فينا مصر و ليبيا والعراق في تحديد من يحكمنا من الاشتراكيين او القوميين العرب او الشيوعية المحضة، في تلك الفترة كان السوداني ضحية للاسترقاق في قصور الخليج العربي، عرب من فوق وعرب من تحت، ونتكلم عن الهوية، ما هي هويتنا ولا ما هي حقيقتنا؟؟؟ حتى هذة اللحظة هناك من يدافع عن ان السود الموجوديين في جدة ، حجاج رفضوا الرجوع لبلادهم؟؟ وما هي قصة الاثيوبيين خدم الكعبة المقيمين في مكة؟؟ حتى تاريخ اليوم؟؟؟ واجزم انه لازاال هنالك رقيق سوداني او افريقي في هذة القصور؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدى طفلة خطفها* تجار الرقيق* وباعوها في اسواق جدة (Re: maryoud ali)
|
شكرا يا مريود، "المريود بحق" على القصة المأساوية.. وبالمناسبة فإن كثيرا من المسترقات في سن "هدى" عشن في القرى والمدن السودانية.. وكما قال طناش:
Quote: ان الاحساس العميق بمعاناة المسترق هى أقوى وصفات العلاج من العنصرية. |
وكما قال "الشاب" بشاشا "صاحب الدم الحامي" ["بمعنى الحار" يا بشاشا، وليس نسبة لسيدنا حام ابن نوح فقط] فإن مثل هذه القصص لمسترقات، ومسترقين، عاشوا وعشن في السودان وفي غير السودان، لا بد أن تجد طريقها لكتب المطالعة ويتعلمها الشباب، ليس فقط في السودان وإنما في كل العالم.. ولا زلت أذكر كيف كان مسلسل الجذور لـ "أليكس هيلي" ذا أثر كبير على الكثيرين من جيلنا.. وقد حرصت هنا في ألمانيا أن يشاهده أبناؤنا، وهو بالطبع مدبلج باللغة الألمانية ويقع في ثلاثة أشرطة فيديو يمكن استلافها من مكتبة المدينة.. ولا أستطيع أن أصف تأثير هذا الفيلم عليهم، فقد زاد وعيهم بصورة عجيبة..
لقد وجدت في الشبكة العنكبوتية قصة تكوين دولة ليبريا من أناس تحرروا من العبودية وبعضهم ولدوا أحرارا من آباء وأمهات ذوي أصول أفريقية.. أعتقد أن الوصلة تفيد قراء هذا البوست ولذا أقوم بوضعها.. http://personal.denison.edu/~waite/liberia/history/acs.htm
وأرجو المواصلة يا مريود وطناش في فصول التعليم التي أرى أنها أحد وسائل هدم العنصرية والتعالي من العقول والقلوب.. فإن خير الأعمال هي "نصرة المظلوم"..
ولكم جميعا الشكر ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدى طفلة خطفها* تجار الرقيق* وباعوها في اسواق جدة (Re: Yasir Elsharif)
|
العزيز طناش تشجعيك ومؤازرتك، سند انساني حقيقي اعتز به جدا وحقيقة ان السعودي وغيره من العرب تعني عندهم كلمة عبد هذا السوداني الذي مازال يؤدي نفس المهمة في هذة القصور لان هؤلاء العرب الاخرون عملوا في القصور ايضا لكن في مهن اخرى، غير شؤون العبيد ومنهم من عاصر وشاهد الرقيق السوداني في قصور السادة الامراء والملوك، لذلك صحيح ان صفة عبد عندما ينادوننا بها فهم يعنون ذلك لفظا ومعنى.
هدى وغيرها ضحايا ، لامبراطورية الاسلام والتي عندما توسعت، في بلاد الهند وايران، اصبحت تجمع الرقيق و النساء من الاسرى و ما فاتهم الرق الرخيص الذي يمكن ان يحصلوا عليه من بلاد النوبة. و اظن انه لم يفت عليك استخدام (السحر الاسود) حتى السحر له لون لازم يكون لون غير محبوب. وكذلك جاء في النص الانجليزي( خطفها تجار الرقيق العرب) وهي في الاصل شهادة هدى بعد ان وعت ان الاسياد عرب ومسلمين و استخدمت الشائع عند اهلها في ان (الجلابة عرب ومسلمين ،) هذة الكذبة الطويلة المؤسسة على الزيف والجهل، وهدى كضحية قد يكون لها الف عذز ولكن من يعذر هؤلاء ؟؟؟ في ان الحقيقة ان تجار الرقيق سودانين مسلمين يسترقون سودانيين مسلمين وغير مسلمين. ولك الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدى طفلة خطفها* تجار الرقيق* وباعوها في اسواق جدة (Re: maryoud ali)
|
سلامات دكتور ياسر الشريف والوصلة جميلة جدا وطبعا في المكان المناسب، اطلعت عليها وهي جديرة بذلك اعتز جدا بتشجيعك ومؤازرتك دايما اتفكر في مجهودك الكبير الذي تبذله في موقع الفكرة الجمهورية والحفاظ على استمراريته، ولا اخفي عليك سرا ، عندما تناقل الكثيرون من المقيمين في الخليج خبر موقع الفكرة، كنت حينها في الخليج، وكيف تبادلنا الخبر بيننا وكيف استمتاعنا بتنزيل المدائح والندوات، ونحن نستذكر ذلك الزمان الاغر حين كنا نتجول في الاسواق ونرى منظر الجمهوريين والجمهوريات يعرضون الكتب، ويقيمون حلقات النقاش، وهم يواجهون البسطاء والمساكين و يجاوبون على الاسئلة. هذا المجهود الذي تقوم به، انه عمل تاريخي، تطل عبره الفكرة وتبقى حرة، عمل سوداني اصيل نفخربه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هدى طفلة خطفها* تجار الرقيق* وباعوها في اسواق جدة (Re: maryoud ali)
|
الأخ مريود، شكرا لهذا البوست المؤثر، أحاول هذه الأيام أن أتعرف على و سائل التعبير عند من عاشوا الطريق مابين مكان الأختطاف الى مكان البيع (المدل باسدج) سفن أو جمال، فهذه الرحله ما أرهبها، و أن تعامل معها بعض الضحايا ب(مسرحيه) فى وصفها...ياريت يرفع أحد الأخوان صور لخرائط هذه السفن، و كيف يرص البنى آدميين فيها (كالسردين)...
أهديك مسرحية أميرى باركا، (سفينة العبيد)
Amiri Baraka http://www.enotes.com/slave-ship/10227 وشكرا لك ثانية فوراء اى ضحيه حكايه طويله جدا.
| |
|
|
|
|
|
|
|