قراءات2: "الإرهاب" في رؤية ما بعد حداثية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 07:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-17-2004, 02:04 PM

bushra suleiman
<abushra suleiman
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 2627

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءات2: "الإرهاب" في رؤية ما بعد حداثية

    المستقبل - الثلاثاء 17 شباط 2004 - العدد 1524
    رضوان جودت زيادة
    كانت رؤية جان بودريار ما بعد الحداثية لحرب الخليج مفاجئة بل صاعقة، فالحرب التي لم تقع بالنسبة لنا على حد تعبيره كانت حرباً، لامية بامتياز، غير أن موقفه لحدث 11 أيلول كان أكثر فجائية وصدماً لعقول الكثير من المثقفين والمفكرين.
    يرى بودريار أنه من الصحيح أن "الإرهابيين" هم الذين ارتكبوا الفعلة، غير أننا نحن الذين أردناها كما أن الأمر يتعدى بكثير مجرد الحقد على قوة عالمية مسيطرة يبديه المحرومون والمستغلون، ان هذه الرغبة الخبيثة كامنة حتى في ألباب الذين يشاركون في منافع هذا النظام العالمي. ذلك أن الحساسية حيال كل نظام نهائي، حيال كل قوة نهائية، هي لحسن الحظ شمولية. وكان البرجان التوأمان لمركز التجارة العالمي يجسدان، أكمل تجسيد، ولأنهما توأمان بالذات، هذا النظام النهائي.
    فعندما انهار البرجان تولد شعور بأنهما يردان على انتحار الطائرتين الانتحاريتين بانتحارهما الخاص، قيل: "الله نفسه لا يسعه إعلان الحرب على نفسه" فليكن معلوماً، انه، بل، يستطيع.
    فالغرب الذي تصرّف كما لو أنه في موقع الله (ذي القدرة الإلهية الكليّة والشرعية الأخلاقية المطلقة) يغدو انتحارياً ويعلن الحرب على نفسه.
    فالعولمة المنتصرة تخوض صراعاً مع ذاتها، وفي هذا المعنى يمكننا الحديث عن حرب عالمية، ليست ثالثة، بل الرابعة وهي الوحيدة العالمية حقاً، لأن رهانها هو العولمة بالذات. الحربان العالميتان الأوليان كانتا مطابقتين لصورة الحرب الكلاسيكية. الأولى أنها تفوق أوروبا والعهد الكولونيالي. الثانية أنهت النازية. الثالثة، التي جرت بالفعل، تحت ستار حرب باردة حرب رادعة، أنهت الشيوعية، ومن حرب الى أخرى كنا نتقدم، كل مرة، خطوات أبعد في الطريق الى نظام عالمي وحيد. وها ان هذا الأخير وقد بلغ اليوم، منتهاه، يخوض صراعات مع القوى المضادة المنتشرة حيثما كان وفي قلب العالم نفسه، فالحرب العالمية الرابعة تجري في مكان آخر، إنها ما يُقلق كل نظام عالمي، وكل سيطرة هيمنية ـ فلو كان الإسلام مسيطراً على العالم لنشط الإرهاب ضد الإسلام ـ ذلك أن العالم هو نفسه الذي يقاوم العولمة.
    فالإرهاب لاأخلاقي. وحدث المركز العالمي للتجارة، هذا التحدي الرمزي، هو لاأخلاقي، ويرد على عولمة هي الأخرى لاأخلاقية. إذاً فلنكن نحن أيضاً لاأخلاقيين، وإذا أردنا أن نفهم شيئاً فلنذهب قليلاً الى ما وراء الخير والشر، ذلك أن أحداً لم يدرك أن الخير والشر يرتقيان بالقوة في الوقت نفسه ووفق الحركة نفسها، وانتصار أحدهما لا يؤدي الى زوال الآخر، بل بالعكس تماماً، فالخير لا يقلل من حجم الشر، والشر لا يقلل من حجم الخير، إن أحدهما لا يختزل الآخر، وصلتهما لا فكاك منها، ففي الجوهر لا يقدر الخير أن يحبط الشر إلا بتخلّيه عن كونه خيراً، لأنه، باستئثاره بالحكر العالمي للقوة إنما يتسبب بشرارة لإشعال "عنف مواز". فالإرهابيون قد كفوا عن الانتحار سُدى، ذلك أنهم يراهنون بموتهم الخاص على نحو هجومي وفاعل، وفق حدس استراتيجي هو، ببساطة، الحدس بهشاشة الخصم الهائلة، وهشاشة نظام بلغ كماله، وهو لذلك معرّض للأذى من أي شرارة. لقد استطاعوا أن يجعلوا موتهم سلاحاً مطلقاً ضد نظام يحيا من استبعاده الموت، ومثاله هو "صفر من القتلى"، كل نظام يقوم على صفر من الموتى، هو نظام حصيلته عدم، وكل وسائل الردع والدمار لن تكون مجدية ضد عدو سبق له أن جعل موته سلاحاً هجومياً مضاداً. "ما همنا من القصف الأميركي! إن رجالنا يتوقون للموت بقدر ما يتوق الأميركيون للحياة" ومن هنا معادلة الثلاثة آلاف قتيل الذين تكبدهم، دفعة واحدة، نظام "صفر من القتلى" وإذا كان الإرهاب الانتحاري إرهاب فقراء، فإن هذا هو إرهاب أثرياء، وهذا ما يخيفنا بنحو خاص: هو أنهم أصبحوا أثرياء (يمتلكون كل الوسائل) ولم يتخلّوا عن رغبتهم في هلاكنا، إنهم يخرقون قواعد اللعبة عندما يصبح الموت هو رهان اللعبة، وبذلك فالقواعد الجديدة للعبة ليست ملكنا.
    إننا نسعى الى أن نحمّل الإرهاب أي معنى، وأن نعثر له على أي تأويل، لكنه خلو من المعنى، ووحدها جذرية المشهد، ووحدها قساوة المشهد هي المبتكرة، والمتعذر تبسيطها. إن مشهد الإرهاب يفرض إرهاب المشهد، وحيال هذا الافتتان اللاأخلاقي لا يملك النظام السياسي أن يفعل شيئاً، فسيستام القيم وأيديولوجيا الحرية التي طالما كانت مفخرة العالم الغربي والتي تسلّح بها هذا العالم لممارسة هيمنته على الأرجاء المتبقية من العالم، لقد بدأت فكرة الحرية بالاختفاء من العادات والضمائر، وبدأت العولمة الليبرالية بالتحقق في شكل معاكس بالحرف: في شكل عولمة بوليسية ومراقبة كلية، وترهيب أمني. إن الانفلات ينتهي الى حد أقصى من ضوابط القسر، والتقييد يساوي ضوابط المجتمع الأصولي.
    وأمام منطق بودريار المغاير والمختلف هذا بدأت تتوالى الردود التقليدية للمثقفين من جهة تأييد الفلاسفة تاريخياً للاستبداد على حد تعبير جيرار هوبير، أو أن بودريار يدافع عن الإرهاب وأنه شخصية تعبّر عن عجز الأنتلجنسيا الفرنسية العريق عن الإقرار بوجود سلم للقيم وأن الرجوع الى مبدأ أخلاقي ما ليس عيباً. ان مقولات بودريار حسب آلان مينك تكرار للنزعة المضادة للإنسانية، حيث لا شيء يستحق عناء شيء، فحقوق الفرد خديعة والعنف الإرهابي هو لازمة الكليّانية المؤسسية. غير أن ما خفي على هذه الردود هو أن رؤية بودريار لا تنشئ قولها من الواقع بقدر ما تنحته من الصورة وما وراءها، فإذا كان الإرهاب قد شوهد شخصياً في الإرهابيين وعيانياً في تدمير البرجين، فإن ما وراء هذه الصورة هو الإرهاب الذي تمارسه "العولمة" بحق الملايين من الفقراء الذين يزدادون فقراً، وما يخفي عنهم هم أولئك المرضى الذين لا يحصلون على دوائهم على الرغم من وفرته لا لفقرهم فقط، وإنما ـ لسبب بسيط ـ لأن أمرهم لا يعني من يتحكم بصنع القرار السياسي والاقتصادي في العالم.
    الإرهاب هو الوجه الآخر للعولمة كما يقرر دريدا، وعنف العولمة الذي يتحدث به بودريار مراراً هو إرهاب يرفض الكثيرون الاعتراف به، فإذا كانت الحركة المناهضة للعولمة لا تستطيع سوى كبح سياق الاختلال على الرغم من تأثيرها السياسي الكبير، فإن الإرهاب بتأثيره الرمزي هو الذي يتيح للعالم أن يتخطى نظام العولمة وأن يتجاوزها ليس الى بدائل إيجابية وإنما الى أشكال من التفرّد ليست إيجابية ولا سلبية، لكنه التفرّد الذي يثأر لكل الثقافات المتفرّدة التي كان زوالها ثمناً لقيام هذه القوة العالمية الوحيدة.
    الكتاب: ذهنية الإرهاب لماذا يقاتلون بموتهم!
    المؤلف: جان بودريار وجاك دريدا وغيرهما
    الترجمة: بسام حجار، بيروت: المركز الثقافي العربي، 2003








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de