حكاية من احداث دارفور الاليمة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 08:41 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-13-2004, 10:32 PM

Mohamed Bang

تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 138

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حكاية من احداث دارفور الاليمة

    حكاية من احداث دارفور الاليمة


    عبدالرحمن صديق أبوحبو [email protected]


    حين بزغ الفجر هذا اليوم كانت القرية كعادتها بدأت تمارس نشاطها المعتاد، لم يكن هنالك امر غير عادي، لقد ألف الناس حياتهم الهادئة تلك. الخريف يشغل الناس، يزرعون ويكسبون مما يبيعونه. تكثر الزيجات وافراح الختان بعد موسم الحصاد. ولكن خريف هذا العام كان مغايرا ، السماء كانت صافية، فالسحب لم تهطل هذا العام الا مرتين، ظلت الارض مغبرة، وقنط الناس من البذور التي دفنوها في الارض. الطيور تعبث بالحفر لتقتات حبيبات الذرة المدفونة. يمر حاج أبكر بين الناس مواسيا " يا بـخـت الطير والنمل، كلنا رزقنا على الله". كانت القطاطي متقاربة وكانت احاديث الناس لبعضهم تجوب الفضاء. تكاد لا توجد اسرار. يحيون بعضهم بتلقائية رجالا ونساء. بدأت اشعة الشمس تغمر المكان ووقتها كان حامدين يسرج حماره، اراد ان يزور والدة زوجته المريضة في قرية خور مرفعين التي لا تبعد كثيرا عنهم. زوجته واطفالها قد سبقوه الاسبوع الماضى وهاهو الآن يسرج حماره ليلحق بهم. ربط الكيس الكبير على جانب السرج، لقد استدان من حاج عبدالقادر ثوبا لزوجته وآخر لامها وبلحا وحلوى، الاطفال يحبون الحلوى، اراد ان يسعدهم برؤيته. وعد ان يرد لحاج عبدالقادر امواله بعد ان يبيع بعض خرافه الاسبوع القادم. حاج عبدالقادر يقول له مطمئنا ( كل شيء باذن الله)

    شق القرية في طريقه للبلدة الاخرى وهو يلقي التحية ويرد على السائلين بانه يريد ان يزور خالته المريضة. سار بين الشجيرات الصغيرة المتباعدة وابتعد عن القرية، وفجأة وجد نفسه امام مجموعة من الرجال يركبون خيلا
    السلام عليكم
    بادرهم بالتحية ولكن لم يرد عليه احد، توجس خيفة، جال ببصره فلمح الشر يتطاير من عيونهم
    تقدم اليه احدهم وهو يغطي وجهه بعمامة صفراء ولم تبرز سوى عينيه وسأله
    - وين الثوار
    - ثوار شنو؟
    - البحاربو الحكومة
    - حلتنا دي ما فيها ثوار. كلهم ناس مساكين
    - انتو ناس المشاكل كلها، لازم تورينا محل الثوار والقاعد يدربهم منو
    ثم اردف سؤالا
    المتمردين ناس قرنق معاكم هنا؟

    أقسم حامدين بأنه لم يرى اي شخص غريب وان اهل قريته كلهم لا يعرفون عن هذا الامر شيئا ، حاول ان يكون هادئا ورابط الجأش. ثم واتته الشجاعة ان يسأل
    - انتو منو؟
    جاءه الرد جافا من زعيم الجماعة
    - احنا كلاب الحكومة
    مرت لحظة صمت ثم سأله زعيمهم صاحب العمامة الصفراء: وين حلتكم؟
    أشار حامدين الى اتجاه قريته
    سأله مرة أخرى: الحلة التانية القريبة منكم اسمها شنو؟
    رد حامدين: حلة ناس بشارة ود جبرين ورفع يده مشيرا الى اتجاهها
    ثم اضاف: كلنا مع الحكومة. الانتخابات الفاتت كلنا صوتنا للرئيس البشير
    تمنى لو ان هذه العبارة تزيح كآبة الموقف ولكن لا زالت العيون ترمقه بكراهية

    ارتفع صوت صاحب العمامة الصفراء مناديا: يا ود الشيخة

    ترجل شاب صغير عن حصانه ومد اللجام الى احد الواقفين بقربه ثم مد سلاحه ايضا، وتوجه نحو حامدين، كان يعرف المهمة التي نودي من اجلها. رائحة المريسة تفوح من كل بقعة من جسده، تحسس الكيس المربوط. ثم فتحه. وجد تمرا وحلوى وثوبين نسائيين . قذف بالكيس لاحد رفاقه ثم امر حامدين ان ينزل عن حماره. دس يده في جيوب الرجل فوجد بضع مئات من الجنيهات ، ناولها لزعيم المجموعة. الحمار ادرك الورطة التي دخلها سيده فاحنى رأسه الى الارض وبدأ راكضا باتجاه القرية، لو رآه الناس عائدا لوحده لادركوا ان مكروها وقع لسيده، ولخرجوا للبحث عنه، لعل الحمار اراد ان يسابق الحدث، ولكن بضع طلقات اردته صريعا، ذهل الرجل، جحظت عيناه وارتفعت دقات قلبه واحس بان حلقه صار جافا، لم يجد ريقا ليبلعه، ماذا لو قتلوه الآن؟ تذكر اطفاله وامهم. وتذكر ثمن الاشياء التي استدانها من اجلهم، هل سيسدد اهله ثمنها الى حاج عبدالقادر ام تبقى في ذمته الى يوم القيامة؟

    مرة اخرى ارتفع صوت صاحب العمامة الصفراء مناديا: جاموس

    فرد صوت اجش: ايوه يا زعيم

    قال صاحب العمامة الصفراء: الجدادة

    فتقدم رجل ضخم الجثة، محمر العيون، رائحة الخمر والعرق زكمت انف حامدين قبل ان يصل اليه، كان يلف جسده كله باحزمة من طلقات، استل من تحت ابطه سكينا كبيرا يلمع نصلها

    صاح حامدين مضطربا : انا عملت ليكم شنو. يا جماعة الخير انا سويت ليكم شنو. لا اله الا الله محمد رسول الله
    ظل يردد الشهادة حتى بعد ان امسك به رجلان وبسرعة خاطفة كانت السكين قد جزت رأسه عن عنقه وانبثق الدم في كل الاتجاهات. امتلأت ملابسهم واطرافهم بدم الرجل. القوا بالجثة والرأس كمن يلقى باعقاب سجائر.. وهمهم بعضهم الله اكبر الله اكبر

    انطلقت الخيل باتجاه القرية وما هي الا بضع دقائق وقد احاطوا بالقرية من كل اتجاه واطلقوا وابلا من الرصاص بلا رحمة على اهلها. واختلط صراخ الناس باصوات الحيوانات والدجاج. خرج الناس مذهولين يحاولون ادراك ما يحدث، اما كلتومه وعيالها الخمسة فقد انحشروا تحت السرير وقد تملكهم الرعب، كانت فرائصهم ترتعد. ظلت الجماعة تطلق النار على اي جسد يتحرك، قطا كان ام معزة بلا تمييز، وحين هدأت حركة القرية الا من صياح الدجاج المرعوب، اشعلوا اكواما من القش والقوها على قطاطي القرية، فارتفع لهيب النار عاليا. لم تحتمل كلتومه وعيالها لفح النيران فخرجوا من تحت السرير بحثا عن نجاة، خطفت أصغرهم، ابن الاعوام الاربع، ووضعته على كتفها، وأمرت الاخرين ان يركضوا خلفها، ولم يكن حظهم باحسن من غيرهم فقد كانوا وجها لوجه مع زخات من رصاص اردتهم. في هذه اللحظة تعالت صرخات حبوبة خديجة العميانة تطلب المساعدة من اهل المروءة، لا تعرف كيف تخرج من قطيتها حتى التهمتها النيران

    عند منتصف نهار ذلك اليوم تحولت تلك القرية الهادئة الى كومة من رماد تتناثر فيها الجثث ويئن فيها الجرحى

    تجمع الخيالة ، واصطفوا خلف قائدهم الذي اشار اليهم باتجاه قرية بشارة ود جبرين وهو يقول : ما داير يطلع منها نفاخ نار

    بعد بضع ليال نشرت احدى الصحف ان مسئولا كبيرا قال ( ان الجماعات التي سلحتها الحكومة لفرض هيبة الدولة في دارفور قد خرجت عن السيطرة. وان الحكومة الآن غير مسئولة عن اعمالها الطائشة) واضاف نفس المسئول الكبير (ان الدولة قد وفرت الاحتياجات الاساسية لكل المتضررين في مناطق الاحداث) انتهى الخبر. ولا زال الناس يدفعون من حر مالهم ليطالعوا مثل هذا الخبر

    عبدالرحمن صديق أبوحبو / السعودية
    [email protected]








                  

03-14-2004, 08:51 PM

Mohamed Bang

تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 138

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حكاية من احداث دارفور الاليمة (Re: Mohamed Bang)

    ثلاثُ ساعاتٍ من الحبس لدى عناصر من إحدى الحركات المسلحة في دار فور
    الطيب محمد عبد الرسول
    [email protected]

    عقب الأحداث الأليمة التي وقعت في قرانا في دار فور عزمت على استقطاع جزء من إجازتي السنوية لزيارة أهلي في (الملم وكيلا شرق جبل مرة) وذلك للوقوف على أحوال الأهل وتهدئة خواطرهم وتقديم واجب العزاء فيمن فقدناهم في تلك الأحداث .

    حددتُ موعد سفري من الخرطوم ليكون في يوم الخميس الحادي عشر من ديسمبر 2003 م ، ولدواعي الأمن والسلامة فقد تشاورت مع اِبن عمى ( الدكتور أحمد أبو القاسم ) الذي ترافقنا معاً في الرحلة إلي الفاشر حيث مقر عمله في الجامعة ، تشاورت معه حول تحديد يوم وموعد السفر من ( الفاشر ) إلي القرية ونصحني بتفادي الأيام التى تسبق أو تصادف انعقاد الأسواق في ( الملم ) أو المناطق التي سَنَمُر عبرها ، وقد درج الناس هذه الأيام ولدواعي أمنهم وسلامتهم لا يعلنون عن مواعيد سفرهم بل صاروا يموّهون ويُوّرون بغير الوجهة التى يقصدونها ، لذا فقد اخترنا أن نسافر إلي ( الملم ) في صبيحة يوم الأحد 14 / 12 /2003 .

    كانت في رفقتي في هذه الزيارة الزوجة والصغيران سهيل ( ثلاثة أعوام ) وتماضر ( عشرة أشهر ) . وصلنا إلي الفاشر وكنا في ضيافة أخي ( د. أحمد ) وقد احتفى بنا الأهل كثيراً , وكدأبهم فقد تقاطروا علينا شيباً وشباباً ، نساء اً ورجالاً يغمروننا بشوق دفّاق وعاطفة صادقة فلهم منّا خالص التحايا والتقدير ولأخي ( د. أحمد ) والسيدة الفضلى حرمه جزيل الشكر على كرم الضيافة والحفاوة التى أحاطونا بها وبالفعل فقد تحركنا في الموعد المضروب تمام الساعة السابعة والنصف صباحاً على عربة (بوكس هايلوكس ) يملكها أحد أبناء منطقتنا هو الأخ( مُضَوِّى آدم مُضَوِّى ) وقد جرت العادة أن نستأجرها في كل مرة نزور فيها الأهل ، وقد رافقنا في الرحلة إلي الملم خالنا الأمير ( عبد الله ضوالبيت المُلَقَّبْ بدبكة ) والأخ ( زكريا آدم على ) علاوة على الأخ ( مُضَوِّى ) ومساعده .

    ولشدة حرصنا للتحرك مبكراً وعدم التحرك داخل المدينة خوفاً من الفضوليين ممن قد تساورهم الأطماع ، فقد طلبنا من المرافقين أن نبيت معاً حيث نحن نقيم في محيط

    2/9

    جامعة الفاشر. وما كنّا ندرى أنّ كل تلك المحاذير لا تجدى نفعاً مع القدر المكتوب ، لكنّها حيل الإنسان أن يعقلها ويتوكل ، ( قل لو كنتُ أعلم الغيب لاستكثرتُ من الخير وما مسنى ّ السوء ) .ولكن هيهات انطلقت بنا السيارة وكنّا نجلس ومعي الأخ ( زكريا ) والأخ ( قمر ) وقد أسندنا ظهورنا على الخلفية الخارجية ( لقُمرة ) القيادة ووجوهنا في الاتجاه المعاكس لحركة السيارة.سلكنا طريق ( الردمية ) المؤدى إلي ( نيالا ) كي نحيد عنه في قرية ( شنقل طوباية ) إلي الاتجاه الجنوبي الغربي في الطريق إلي ( الملم ) . سلكنا هذا الطريق لِقصَره والتزمناه رغم أن معظم السيارات باتت تتجّنبه في القطاع الموازى لـ( قوز أبو زريقة ) لعدم صلاحيته ، لذلك لا تجد فيه أثراً كبيراً لحركة السيارات .مررنا عبر بوّابة المدينة ولم نتوقف عندها طويلاً , على جنبات الطريق خارج المدينة تسير الحياة طبيعية فترى من بين أعواد القصب والتى تغلب عليها الكثافة أحياناً ، ترى الناس هنا وهناك في مزارعهم يكملون أعمال الحصاد ، أما أنا ورفيقَي فقد كنا نتجاذب أطراف الحديث وقد مرت بنا السيارة على ( قرية زمزم ) ، ومن بعدها (قرية تابت) ولم نتوقف في المحطتين تحاشياً للفضوليين ، حيث بات الناس لا يأمنون أحداً ولا يقفون في الطريق لأَحد . وهكذا فقد بكت المروءة أهلها في دار فور حيث كان الراكب يقطعها من أقصاها إلي أقصاها لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه ، أما اليوم فالراكب لا تقلقه الذئاب والسباع بقدر ما يقلقه أن يرى في طريقه أثراً لبشر ، نسأل الله اللطف.

    في تمام الساعة العاشرة والثلث وصلنا ( قرية تنقرارا ) وهى قرية تقع شرق الطريق بمحاذاة سلسلةٍ جبلية تقع على بعد اثنين كيلو إلي الغرب من الطريق وتمتد غرباً باتجاه ( قرى تارنى ودوبو ) وصولاً إلي جبل مرة . تجاوزنا هذه القرية بقليل وعبرنا مجرىً صغير ( مزلقان ) وعلى بُعد أمتار من هذا المجرى أبطأت السيارة سيرها في طريقها إلي التوقف غير أننا لم نعرف السبب . في الوهلة الأولى ظننا أنها ربما تريد التوقف لإصلاح شىءٍ فيها على نحو ما جرى في مرة سابقة , ولكن سرعان ما تبين لنا أنّ حابساً آخر قد حبسها . ولأنّ جِلستنا على السيّارة فرضت علينا أن ننظر على الدوام في الاتجاه المعاكس لوجهة السيارة فقد رأينا شخصين ملّثمين حتى لا تكاد ترى من



    3/9

    أحدهما إلا سواد عينيه يلبسان زيّاً عسكرياً , رأيناهما يخرجان من بين أعواد القصب يحملان مدفعين ويتقدمان مسرعين تجاهنا ويشير لنا أحدهما ( تبيّن لاحقاً أنّه قائد المجموعة ) بالتوقف. عندها قال لي الأخ زكريا : ( خلى بالك ديل الجماعة ) ، قلت في نفسي : من الجماعة ؟ – مضت علىّ بضع ثوان وكأنني في حلم فلم أكد أستوعب ما يجرى . اِلْتَفَتُّ إلي اليسار فإذا بآخر في نفس الهيئة ويحمل قذيفة على كتفه يسير في اتجاهنا ووراءه صبى في الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة من عمره ، ( أبنوسىّ ) اللون ، رفيع الجسم ، قصير القامة ، يتدّلى شعره المضفر ( على نسق البوب ) والمرصع ببعض حبيبات الخرز تحت قُبّعة واقية وضعها على رأسه ويحمل مدفعا تراه ينوء بحمله أحياناً ربما من شدة الرهق الذي ألمَّ بهم إذ إِنَّهم ( وكما أفصح أحدهم لاحقاً ) قد مكثوا يومين في المكان يقتاتون حبوب الذرة من المزارع حولهم وتمراً كانوا قد تزّودوا به . ذلك الصبي أظنّه من جنوبنا الحبيب ولربما جمعته بهؤلاء غايةٌ ما .

    وهكذا فقط أحاطوا بنا وطلبوا منّا أن نَتَرَّجل جميعاً . بعدها تقدم إلينا قائد المجموعة يكسو صدره صفوف من التمائم ( الحجبات ) وابتدر الحديث قائلاً : إلي أين وجهتكم ومن أي القبائل أنتم ؟ قال له الأخ ( مُضَوِّى ) : أما وجهتنا فإلي ( الملم وكيلا ) ، وأما قبائلنا فَمِنَّا ( المنصورى ، والفوراوى ، والكروباتى .... ) ونحن جميعاً أقرباء بعض وفى الطريق لزيارة الأهل وتفقد أحوالهم . بعدها طلب من الأخ ( مُضَوِّى ) إدارة السيارة إلي غور رملي في طرف الطريق وطلب مَِّنا التحرك ناحية الغور حيث أجلسنا في ظلٍ خفيف صنعته مجموعة من ( شجيرات العُشر ) المتشابكة يحيطها كمٌّ من أعشاب ( الحسكنيت ) ، وقال لرفيقه الصغير : ( يا ولد خلى بالك وأي واحد منهم يعمل كِده ولا كِده أملاه نار ) . يعنى يأمره أن يُسكتْ إلي الأبد أيّاً منَّا يريد الاعتراض أو يفكر في المقاومة ، فنصب الصبي مدفعه أمامنا وبقى في الحراسة . تبين لنا ونحن جلوس في هذا الموضع أنّ هناك عنصرين آخرين مختبئين داخل أعواد القصب وعلى مقربةٍ مَِّنا وقد ذهب إليهما قائد المجموعة في ذلك الموضع وجرى الحديث بينهم حوالي خمس دقائق استنتجت ُ لاحقاً أنه قد أصدر لهم التوجيهات بالانسحاب وبدا لي كذلك أنه قد تشاور معهم مبدئياً بشأننا ، وكان ذلك دأبهم في كل ما



    4/9

    تعلق بنا بعد ذلك . سأل قائد المجموعة الأخ ( مُضَوِّى ) ما إذا كانت السيارة حكومية أم خاصة ؟ فقال له : ألم تر أنها مكتوب عليها للأجرة . عندها طلب من الأخ ( مُضَوِّى ) أن يدير العربة وقد ركب عليها ثلاثة منهم من بينهم حارسنا الصغير والذي لم أره بعد ذلك ربما لتكليفه بمهمة ما في ناحية أخرى خلال الساعات التى قضيناها . أما بقية المجموعة فقد اكتشفنا لاحقاً أنهم قد انسحبوا جميعاً من الموقع وتركونا لوحدنا.

    في الدقائق الأولى بعد أن تمّ إيقافنا ساورني القلق من أن تكون المجموعة عصابة نهب مسلح أو قطّاع طرق وشُذّاذ آفاق خرجوا من تلك النواحي وبالتالي سرعان ما نتعرض للنهب والسلب والإذلال وامتهان الكرامة ، الإ أن ذلك لم يقع في حينه مما جعلني أعتقد أنهم ربما عناصر إحدى الحركات المسلحة .ولكن بعد أن أخذوا السيارة وانطلقوا بها ساورني الشك مرةً أخرى فقلت : ربما أنهم قُطَّاعُ طرق ويخشون وُجُودَهم هكذا في الطريق ولذلك فضلوا الابتعاد بالسيارة ليجدوا الوقت الكافي لنهب محتوياتها ، وحتى لو لم يكونوا من قُطَّاع الطرق فإنهم سيعيثون في العربة كسراً للحقائب وتشتيتاً لمحتوياتها بحثاً عن ضالتهم ، هكذا قلت في نفسي . ولذلك قلتُ : لو أنّى قابلتهم فإنّ قمة ما أتمناه وأسأل عنه هو أن يردّوا لي جواز سفري الذي وضعته في إحدى الحقائب .

    قطعت ُ ذلك الخاطر وقلتُ لرفاقي بعد أن أجلسونا ، علينا جميعاً أن نلجأ إلي الله ونستغيثه بقولنا ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) ، وقد التزمنا تلك الاستغاثة وكنت أذّكرهم

    بها بين الفينة والأخرى . جالت بخاطري مرة ً أخرى صورٌ كثيرة ومعانٍ أَكثر فتذكرت الحديث الشريف ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء ) . وتذكرت الحديث ( كان فيمن كان قبلكم ثلاثة نفر آواهم المبيت إلي غار فدخلوه فأنسد عليهم الغار ، فقالوا : لا ينجيكم اليوم من هذه إلا أن تسألوا الله بصالح أعمالكم ) ، فسالتُ الله في نفسي : اللهم نجّنى ورفاقي بصالح الأعمال التى تعرفها عنى .

    بعد أن اكتشفنا انسحاب جميع عناصر المجموعة من الموقع قال لنا الأخ ( قمر ): ها هو الطريق فلماذا لا نقف عليه ونلتمس إحدى العربات ، وفات عليه أن السيارات لا تمر عبر هذا القطاع من الطريق إلا في ساعات متقطعة ثم أننا قد فقدنا كل أمتعتنا ولم



    5/9

    نعرف مصيرها ، فقلت : لا يستقيم هذا وعلينا أن ننتظر في المكان لدواعي أمننا وسلامتنا ولنرى ما تؤول إليه الأمور ، ووافقني الجميع على ذلك الرأي . لم ينقضِ على ذلك النقاش أكثر من ربع ساعة حتى قدم إلينا قائد المجموعة وقد أماط اللثام عن وجهه ( ربما أيقن أن لا أحد مِنَّا يعرفه ) ، جاء يرافقه أحد زملائه ووقفوا أمامنا وطلب مَِّنا القيام . وعلى خلفية معلومات استقوها من الأخ مضوى فقد سألنا قائلاً : من منكم قَِدم من خارج البلاد ؟ قلت له أنا . وهذه عائلتك ؟ قلت له نعم . ثم قال : عرّفنا بنفسك ومن أي قبيلة أنت ؟ قلت له : أما قبيلتي فأنا فوراوى وأبى من كيلا وذكرتُ له الاسم كاملاً فأطرق إلي الأرض وهمهم بما يفيد الاكتفاء بذلك . أما الاستنتاج الذي خرجتُ به من هذه الأسئلة كونها وُجهت لي تحديداً فهو ، ربما أنَّهم يخافون تسلل الجواسيس والمتاجرين في الذمم .

    بعد الفراغ من ذلك الاستجواب القصير قال قائد المجموعة لصاحبه : خذهم إلي مكان الجماعة . تقدمنا تحت حراسة ذلك العنصر وقطعنا مسافة حوالي اِثنين كيلو للوصول إلي ذلك المكان ، مررنا خلالها عبر المزارع حيث رأينا الناس وجلّهم من النساء هنا وهناك يعملن في إكمال أعمال الحصاد . وبالرغم من أن المشهد يبدوغريباً في نظرنا إلا أنه لم يُثِر فضول أولئك النسوة كثيراً ، فقد ترى إحداهن تنتبه للمشهد وتنظر إلينا لثوانٍ معدودات ولكن سرعان ما تَصْرِفُ النظر منهمكةً في عملها . لا أدرى هل لأنّهن لم يرين العسكري الذي يتبعنا من الخلف ؟! أم أنّهن يعتقدن أنّنا من المسافرين وقد نزلنا على الطريق نقصد إحدى القرى المنتشرة في المنطقة ؟! أم أنّ حركة ونشاط هذه العناصر بات أمراً مألوفاً في تلك النواحي من قلب دار فور بينما وُلاتنا في الإقليم يُمَّنون المركز بسيطرةٍ لا وجود لها على أرض الواقع ؟!

    على كل حال فقد قطعنا ذلك المشوار وكنّا نتناوب في حمل طفلينا ( لم يبد أكبرهما أي امتعاضٍ خلال كل هذه الفترة ربما لأنّ المشهد يبدو عاديّاً بالنسبة له بفعل ما يرى على شاشات التلفاز ، طالما لم يسمع صوتاً لأعيرةٍ تطلق ) ، وقد حملنا على أثوابنا كمّاً وافراً من ( الحسكنيت ) ظللنا نعانى لسعاته لعدة أيام . في الطريق إلي المكان قال لنا حارسنا: نريد أن تذهبوا معنا لنعطيكم أمتعتكم ، واما العربة فنحن نريدها . قلت في



    6/9

    نفسي ، ربما أنّها حيلة يريد أن يأمن بها جانبنا كي لا نسّبب له متاعبَ لنصل إلي المكان بهدوء . سألناه : أين المكان بالضبط ؟ فأشار إلي ناحية قريبة من بداية السلسلة الجبلية وقد كان بالفعل هناك ، فقد وصلناه ووجدنا العربة وقد أُدخلت مقدمتها في ظلٍ خفيف لشُجيرةٍ صغيرة وجلس على ناحية من العربة عنصران يستظلان بظّلها. أما صاحبنا ( مُضَوِّى فقد كان تحت مظّلة ظليلةٍ صنعتها مجموعة من الشجيرات المتشابكة عبر غور رملي وعلى بعد أمتار قليلة من موقع العربة الأ أن أحداً منّا لم يره ولم نحس بوجوده إلا بعد أن طلب أحد الأطفال الماء فتكلم ليرشدنا في هذا الخصوص وكنّا قد قلقنا عليه . أما محتويات السيارة فوجدناها كما هي ولم تُمس الأمتعة التي عليها سوى أنهم قاموا بإنزال ( جركان ) ماء على ناحية من العربة .

    جلسنا في ظل تلك الشجيرة ، وبدا لنا أنّ المكان يمثل نقطة ارتكاز لعملياتهم في صباح ذلك اليوم ، فعلى قمة أول جبل تبدأ به السلسلة ويبعد عن موقعنا حوالي أربعمائة متر تقريباً رأينا عنصرين وقد نصبا مدفعاً ويتناوبان في استعمال المنظار للكشف على الطريق الرئيس وعلى المناطق حولهم ، وفى كل اتجاه كنا نرى وعلى مسافة ، واحد أو اثنين يؤَّمِنون الموقع . بقينا على تلك الحال حوالي ثلاثة أرباع الساعة ، سمعنا خلالها إطلاقاً لأعيرةٍ نارية على مسافة . وكذلك خلال فترة الانتظار تلك قَدَِمتْ امرأة تمشى في الطريق إلي زرعها وبدا أنّها لم تر كل تلك العناصر( الُمتمترسة ) حول المكان ولا حتى العنصرين القابعين على ناحية العربة ، فسلّمَتْ علينا ورددنا لها السلام . ثم سألتنا وبلهجةِ إشفاقٍ ( دارفورية ) تَنُّمُّ عن عمق البراءة والطيبة في أهلنا ( وأترك للقارئ من دار فور أن يتخيّلَها ويحاول محاكاتها ) ، سألتنا مستفسرةً ما إذا كنّا قد سلكنا الطريق خطأً فانتهى بنا إلي هذا المكان ، وظنّت أنّ عربتنا قد أعاقتها الرمال عن السير فقالت بما معناه : لم لا تذهبوا إلي أُولئِكَ النسوة هناك في تلك المزرعة فتأخذوا منهن ( جِلموي ) وهى ( آلة يدوية للحفر تُستخدم في أعمال الزراعة ) لتساعدكم في إخراج العربة . فلها التحية من كل قلبي ، وأسأل الله لها السلامة والإسلام والأمن والأمان في دارها وأهلها وقريتها بل ولكل أهلنا في دار فور الجريحة .

    7/9

    بعد طول انتظار قدم علينا قائد المجموعة وعلى التَّو طلب منى أن أُنزل أمتعتي من العربة . قلت له أنّ الأمتعة كلها لي . فقال : ( طيب ، أنزلوها جميعاً ) ، ففعلنا . بعدها طلب منى أن أفتح الحقائب سائلاً إياي : هل معك مبالغ نقدية ؟ وكم هي ؟ قلت له : نعم ، معي مبالغ نقدية وهى في حدود المليونين تخصني وحوالي نصف المليون أمانات وبادرتُ بفتح الحقيبة التي بداخلها المبالغ النقدية وأريتهم إيّاها . بعدها قال لي : (خلاص ، خلاص اقفل الشنطة ) واكتفى بذلك ،وقال لنا : يا جماعة هل أشياؤُكم مكتملة ؟ ، هل فقدتم شيئاً من أشيائكم ؟ هل أخذنا منكم شيئاً ؟ فكنا نجيبه بلا ثم قال نحن SPLA من جبل مرة وأن التعليمات الصادرة لنا تأمرنا بعدم أخذ ممتلكات المواطنين ثم سأل الأخ ( مُضَوِّى ) قائلاً : هل أنت مع الثورة أم لا ؟ وطبعاً لا يملك إلا أن يجبه بالإيجاب ، فقال له بلهجة أهلنا في دار فور: ( وَلْدَبَه نحن معاكم ) . ثم قال : خذوا أشياءكم واذهبوا أما العربة فنحن نأخذها وعليك صاحبها أن تتابع مع الحركة لتستردها مستقبلاً . قلتُ في نفسي : ولكن العربة هي الأخرى ملك لمواطن بسيط مغلوب ولا يملك من متاع الدنيا إلا هذه العربة يتّكسب بها قوت عياله ، فكيف أجازوا أخذها ، أم أنّها من قبيل الضرورات تُبيح المحظورات ؟! وقبل ذلك استوقفني اسم الحركة التي ذكر أنهم ينتمون إليها فحركة تحرير السودان هي التي سمعنا عنها في دار فور ، أما SPLA ( الجيش الشعبي لتحرير السودان ) فهو المُسّمى الذي نعرفه للحركة في جنوب البلاد . فقلت : ربما إنني لم أسمعه جيداً ونويتُ التحقق ، غير أنّ الأخ ( زكريا ) سبقني قائلاً : SPLA ؟! فقال القائد : نعم SPLA . فقلتُ ربما هناك نوعٌ من الخلط لا أدري . انقطعت خواطري هذه على صوت الخال ( دبكة ) قائلاً : ( لكن يا ولدى في هذا الخلاء ، لا يوجد جمل ولا حمار يمكن أن نحمل عليه أمتعتنا ، فالله يرضى عليكم أوصلونا إلي طرف الطريق ثم خذوا السيارة ) . فقال له قائد المجموعة: ( ما أنت قلت الناس هنا كلهم أهلكم وتعرفوهم ) ،على خلفية أن الخال ( دبكة ) ذكر ذلك في وقت سابق . وبالطبع فقد رفض الطلب وكنت على قناعة بأنه لن يقبل به لدواعي ترتيباتهم الأمنية . بعدها قال قائد المجموعة للأخ ( مُضَوِّى ) أخرج لنا العربة عبر الغور واذهب مع جماعتك . وبالفعل أدار العربة ليخرجها إلا أنّ



    8/9

    الرمال الكثيفة في ذلك الغور أعاقت حركتها وبقينا نحاول إخراجها حوالي نصف الساعة وكان ( مُضَوِّى يضغط على العربة أحياناً أثناء تلك المحاولات فظنّوا أنّه يماطل ويتعمد إعطاب السيارة فقال له قائد المجموعة : ( يا أخوي ما تتلف سيارتك عشان ترجع ليك سليمة ) .

    فجأةً وأثناء تلك المحاولات سمعنا صوتاً لشاحنة كبيرة تتقدم باتجاهنا غير أننا لا نَرَهَا ، ولذا سرعان ما انفضوا وأخذوا مواقع لهم في الطريق الذي سلكته الشاحنة تحسباً أن تكون ثمة عناصر حكومية تلاحقهم ولكن سرعان ما ظهرت الشاحنة وعليها زملاؤهم ، وما أن ظهرت الشاحنة حتى صاح فينا قائد المجموعة قائلاً : خلاص ، خذوا سيارتكم واذهبوا . وقال آخر ممن كان حولنا وهو فرحاً : هذه هي العربات التي نريدها . أما هذا الصيد السمين الذي فرحوا به كثيراً فكانت شاحنة ماركة ( ZY ) تتبع ( لمصلحة الطيران المدني ) وقد كانت تقوم هي وشاحنة أخرى من نفس الماركة في ذلك اليوم بنقل نوعية من الخرسانة من منطقة جديد السيل قرب الفاشر إلي مطار ( نيالا ) حسب ما علمنا لاحقاً وقد كانت الأعيرة النارية التي سمعناها قد أطلقت لإيقافهما فأفرغوا حمولة إحداهما ، أما الأخرى فنجت بسبب عُطْبً في جهازها الرافع فلم يتمكنوا من إفراغ حمولتها ولذلك تركوها وتركوا السائقين معاً وقادوا الشاحنة إلي موقعنا لتكون سبباً بحول الله لخلاصنا . أُوقفت الشاحنة بالقرب منّا وترّجل منها بعضهم وقَدِمُوا إلينا فتكلم أحدهم مستنكراً ؟! من أتى بهؤلاء الناس إلي هنا ؟ . لو كنتُ موجوداً لما حصل ذلك . ثم قال : هل أخذوا منكم شيئاً ؟ فقلنا لا . فجاء هو وجاء غيره يحاولون مساعدتنا لإخراج العربة ، إلا أننا شعرنا أنّهم جميعاً على عجلةٍ من أمرهم ، ثم إن وجودهم معنا ينطوي عليه قدرٌ من المخاطرة ، فقلنا لهم الحقوا بجماعتكم وسوف نقوم نحن بإخراج عربتنا . والذي أثار استغرابي هو أنّ معظم من كان بالقرب منّا جاء ليصافحنا ويودِّعنا ويقول السماح ومن كان على البعد لوّح لنا بيده مُوَدِّعاً ، فقلتُ في نفسي : ربما إنِّه نوعٌ من الشعور بالذنب . أما العربة فقد أفلحنا بعد ذلك بقليل من إخراجها وكانت الساعة تمام الواحدة والنصف ظهراً فصّلينا وحمدنا الله

    9/9

    ثمّ واصلنا السير إلى الطريق الرئيس في وجهتنا إلي ( الملم ) عبر محطة ( شنقل طوباية ) . ونحن في الطريق فقد أعدتُ شريط هذا الحدث وتأملت تحديداً في الجزء الأخير منه فقلت في نفسي : سألوني عن المبالغ النقدية وعن حجمها ، فرَأَوْها ولم يستولوا عليها كما كنت أعتقد ! فقلتُ : لقد صَدقتْ سريرتي في أنّ الذي يريد أن ينهب قد لا يسأل عن الكَمِّ بدءاً. ثُمّ قلت في نفسي : إذن فلم السؤال عنها وعن حجمها : قلتُ : ربما أنّهم تعّرفوا على أهلنا ويخشون أن يخرج من بيننا من يدعى أنّه قد سُلب شئٌ من أشيائه خاصةً وأنّ قائد المجموعة قد ركّز على هذه النقطة بسؤاله لنامرتين للتأكيد على استلامنا لكامل أشيائنا . قلتُ في نفسي : ورغم قساوة تجربتي معهم إلا إنّهم ليسوا لصوصاً لأنّ اللص لا يضيره ولا يعيبه أن يسرق قومه وأهله وبدا لي أنّ للقوم قضية فما المانع أن يُستَمع إليها بعقولٍ وقلوبٍ مفتوحة واليوم قبل الغد لقطع الطريق أمام المتربصين بدلاً عن كيل الشتائم والتي لا تغير شيئاً من حقيقة الأوضاع في دارفور الجريحة.

    أغرقتني الخواطر فلم أحس بالوقت ، فوصلنا ( شنقل طوباية ) ومكثنا فيها نصف الساعة ثم واصلنا المسير إلي ( الملم ) التي وصلناها مع غروب الشمس فوجدنا الأهل قد تجمعوا أمام المنزل ويتقدمهم والدي ذو التسعين عاماً ( بارك الله في عمره ) وقد سالت دموعه فرحاً وإشفاقاً حين رآنا فقد علم الأهل إننا قد خرجنا من الفاشر في الصباح الباكر كي نصل ظهراً على أسوء الفروض . فلما تأخرنا أيقنوا أنّ مكروهاً قد ألم بنا ووجدناهم يدّبرون أمرهم لتعقب أثرنا . فأسأل الله أن يحفظ بلادنا وأن يعيد دارفور إلي سالف عهدها من الأمن والاستقرار.

    الطيب محمد عبد الرسول

    3 / 3 / 2004
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de