الحاج وراق يروي قصته مع الحزب الشيوعي السوداني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 03:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-16-2004, 07:44 PM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحاج وراق يروي قصته مع الحزب الشيوعي السوداني

    مقال أعجبني للاستاذ الجاح وراق و تجربته أثناء التحولات الفكرية التي مر بها:


    الحاج وراق يروي قصته مع الحزب الشيوعي السوداني

    التحاقي باليسار ارتبط بواقعة حدثت في شهر يناير 1982م اذ خرجت تظاهرة طلابية من جامعة الخرطوم مناهضة لزيادات سعر السكر، وكنت حينها ادرس بالجامعة ويقلقني سؤال ملح مطروح لدى الاخوان الجمهوريين عن علاقة التدين بالمعاصرة وكيف يكون الانسان متديناً ومعاصراً. في تلك الفترة كان صديقي ابوبكر الامين يدرس في السنة الخامسة بالكلية وكنت بالسنة الاولى طرح علىَّ كتابين الاول لروجيه جارودي (النظرية المادية للمعرفة) وكتاباً للينين (الاقتصاد السياسي) قرأتهما وداومت في مكتبة كلية الاقتصاد على القراءة في الماركسية وكانت لدىَّ تحفظات ولم يكن بيني وبينها انسجام فلسفي الى ان حدثت تلك التظاهرة الطلابية وسد شارع الجامعة عند صينية الاتحاد الاشتراكي قبالة مقر الحزب الحاكم ذاته وواجهت قوات الشرطة تلك التظاهرة بعنف وتشتت المتظاهرون وشاهدت وسمعت احدى الطالبات ترتدي ثوباً ابيض وتنادي في المتظاهرين بألا ترجعوا ولا تجروا وفي ذات الحين هي تتقدم صوب قوات الشرطة المدججة بالسلاح تلك الطالبة عرفت اسمها فيما بعد وهي «آمال جبر» وهي الآن طبيبة في بريطانيا.. ذلك المشهد هزني وجعلني في منعطف مفارق وصرت متسائلاً ما هو الذي ألهم تلك الفتاة هذا التصميم والكفاحية الذي جعل هذه الطالبة لا ترتعب من قمع الشرطة.. لابد من ان وراء هذا التصميم شيئاً واناساً بمثل هذه المواقف جديرون بالوقوف معهم.. وحدث لي توحيد في اللا شعور بين صور هذه البنت الطالبة وبين الام والدتي في حياتي شخصية الام المضحية في سبيل ابنائها وامي كافحت في تربيتنا وكابدت وعانت شظفا في العيش، وصار في خاطري ووعيي كأنما ذاك التنظيم المنضوية له تلك البنت يعبر لحد ما عن خصائص الام.. الام التي خبرها وعايشها المرء في حياته.. كما اني عشت طفولتي في غربة والذي يعيش في غربة دائما ما يحاول تعويض احساسه هذا بالانتماء الى جماعة او تنظيم.. وهذا مبعث الجذور النفسية للانتماء للمنظمات السياسية انضويت الى الحزب الشيوعي للحقيقة سياسياً وبعد دخولي اعيد تكويني الفلسفي وتحولت الى ماركسي تماما.. كنت اصلي كل الصلوات الى ان تقدمت بطلبي لسكرتارية الجبهة الديمقراطية للحزب الشيوعي في هذا الخصوص.
    التأمل الكبير
    استمررت ناشطاً في خلايا الحزب الى ان حان التوجه نحو الاختفاء والاختباء في منتصف التسعينات وكانت فترة ثرة بالاطلاع والتأمل وسد الفراغات المعرفية والاجابة على الاسئلة التي كانت مهمشة في الذهن وكانت عندي شواغل واسئلة فلسفية لا اجابات لها او اجاباتها ناقصة لذا ركزت في القراءات الفلسفية في فترة الاختفاء والتي اكتشفت فيها انه ليس من مفكر عظيم -الا استثناءً- اعتقد ان الكون غير منظم حتى كارل ماركس نفسه يعتقد وجود قوانين ديالكتيكية حاكمة للكون والمجتمع والمعرفة وان كل الظواهر تنتقل من البسيط الى المعقد وتوجد قوانين ناظمة لها والكون في اعتقاد ماركس غير عشوائي.. والا استثناء هؤلاء الى حد ما مثل راسل وسارتر.
    بعد رحلة تأمل كبير ولأبعاد متعلقة بالجذور النفسية لي ولكون فترة الاختفاء فترة حصر ومخاطر تقربت فيها للقوى المهيمنة او القوى الضابطة للكون.. وحياة الاختفاء والعمل السري تقوم على المخاطر وتدعك في حالة ضعف وتنتفي فيها دواعي الغطرسة والادعاء وما شابهها من تصرفات وسلوكيات.
    الهجرة الى موسكو
    كنت محظوظاً جداً ان سافرت الى الاتحاد السوفيتي عام 1988م فترة البروسترويكا حيث كانت المناقشات الحية والحادة وكان مبعث سفري مدرسة كادر حزبي غادر الخرطوم في ديسمبر 1988م وفي الاتحاد السوفيتي وجدت نقاشاً جاداً حول الماركسية والتجربة الاشتراكية وما هي مبررات ثورة 1917م ان كان تاريخياً او عملياً او اخلاقياً ًًسافرنا ككل ماركسي لينيني شيوعي الى الاتحاد السوفيتي باعتباره نموذج التجربة الاشتراكية.
    وصراحة لفترات طويلة وانا في تلك البلاد ما كنت انام الى الصباح وكانت تعتصرني حسرة عميقة ولأيام وليال كنت ابكي واذرف الدمع وسط استفهامات تشنقني أهذا هو المجتمع والتجربة التي كنا نجهد فيها لشعبنا احسست بمرارة وقسوة واحباط إزاء الانهيار الذي حدث لهذا صرت استطيع ببساطة اقدر واتصور الازمة التي يعانيها الاشخاص والمجموعات اذا ما انهارت وانكسرت احلام نماذجهم الحاكمة.
    في فترة وجودي في تلك البلاد احتككت بعدد من المواقف صغيرة في مبناها ولكنها ذات طابع نوعي تكشف لك كامل التجربة. فقد تفاجأنا بان جزءاً من الكورس وبرنامجاً اساسياً لك وانت قادم للاتحاد السوفيتي ان تزور ضريح لينين.. رفضت ومعي زميل سوداني ان نذهب لضريح لينين فصدمنا بان هذا الرفض اثار ضجة كبرى وصارت قضية عظمى في مدرسة الكادر ان اثنين رفضاً زيارة الضريح. وموقف آخر اننا وجدنا من الرائج ان تقود بأبسط المغريات إن كانت قارورة عطر او زجاجة شمبانيا او بنطال جينز أية فتاة للدعارة وتساءلت بإشمئزاز اهذا هو نموذج مجتمع وتجربة (70) عاماً حط من كرامة الانسان بان يبيع روحه وجسده لقاء زجاجة شمبانيا.
    وموقف ثالث اكتشفت ان كتابات «تروتسكي» مخزونة في مكتبة العمل السري في ذات مدرسة الكادر.. حتى تحصل على تلك الكتابات تطرق شباكاً خاصاً تدخل بطاقتك فان اذن لك بعد المراجعة بالدخول تجد عدداً محدوداً من الذين هم جزء من كورس كادر العمل السري يحق لهم استخدام تلك المكتبة فقد اكتشفت بذلك الموقف ان كتابات تروتسكي مصنفة باعتبارها وثائق سرية، وايضا مجلة «النيوزويك» الاميركية لا تقرأ الا في مكتبة العمل السري.
    وموقف رابع نقلنا لحضور انتخابات مجلس السوفيت الاعلى في مدينة لينينغراد ومعناها مترجم واحدى النساء الكبيرات سألتها لمن ادليت بصوتك؟ ولك ان تتخيل مدى الذعر الذي اصابها جحظت بعينها من هول السؤال وعرفت انه في لينينغراد قرروا اسقاط عضو المكتب السياسي الشيوعي لصالح شيوعي آخر ليس في المكتب السياسي وفي هذا تعبير عن رفض النظام لذا كان الخوف من ان يعلنوا أنهم صوتوا للمرشح الشيوعي الآخر.
    وازيد ان احدى النساء الروسيات حكت لي في جلسة خاصة ان جدتها قالت لها لا تصدقوا البروسترويكا هي مجرد كذبة يقصد بها الشيوعيون معرفة الذين ضدهم حتى يذبحوهم في مذابح مثلما التي شهدتها في الثلاثينات.. تطهير وذبح واعدامات فظيعة هذه الموافق ومواقف اخرى لم ولن اوردها أثرت فيَّ تأثيرا بالغا وانتظمت في ذهني وتراكمت وانا ادرها فيه مع استنتاجات نظرية وصادف ان عاصرت مفكرا سوريا اسمه دكتور توفيق سلوم كان مستقرا في موسكو ومتزوجا من روسية. وكنا كثيرا نجلس سويا وكان يعبر لي عن بالغ استيائه عن مجريات الاحوال والانكسار الذي حصل وكان من درجة استيائه يستفرغ عمليا.. مرة التقينا في منزله وشاهدنا احداث «تبلسي» في جورجيا تظاهرات سلمية طبيعية جدا تنادي بمنح الجورجيين حقوقهم القومية خرجت عليهم الدبابات وقصفتهم واستخدمت ضدهم الغازات الكيمائية وليس غازات تسييل الدموع سقط مئات بل آلاف الضحايا. توقف صديقي توفيق عن الحديث او التعليق وما انفك، يستفرغ ويتقيأ بكثرة حتى خشيت عليه من الهلاك ولحظتها ادركت فعلا وفهمت مقولة المفكر هيجل «جراح المعرفة لا تندمل الا بمزيد من المعرفة».
    الرجوع من موسكو
    رجعت من الاتحاد السوفيتي وانا ادرك لماذا امثال الجنيد علي عمر وغيره عادوا بعد ان زاروا دولاً شمولية الى السودان وهم يعانون من اضطرابات نفسية برغم ان الاتحاد السوفيتي وقتها كان تجربة مقدسة، القدح فيها او نقدها تصنفك بالهرطوقي والزنزديق.. رجعت احمل آراءً سالبة جدا تجاه التجربة، ومرارات كثيرة جدا لم اجهر بآرائي خوفا من الرأي العام الموجود في الحزب والمشاعر المكبوتة تجاه الاتحاد السوفيتي العظيم.
    ولما عدت عانيت من تناقض فظيع كلما سألني شيوعي عن مشاهداتي ومعايشتي في الاتحاد السوفيتي. هل تصارحه برأيك وتقول له قولا تكسر به نموذجه وحلمه الذي يرتجيه كما انكسر عندك ام تحبس عنه الحقائق والمرارات ام تشبك في ذهنه الاستنتاجات وتدعه وشأنه وكنت محظوظا ايضا اني ابلغ حد الاضطرابات النفسية غير جراحات كبيرة وعميقة وبعد مجيئنا كان مرجواً منا ان نباشر عملنا الحزبي الذي لأجله سافرنا كلفت من زميل كان يعاني من ذات معاناتي ومشاعري وطلب مني ان احاضر ندوة المدرسة أي لجنة الحزب الشيوعي في العاصمة القومية الخرطوم واذكر تماما انني حاضرت الندوة.
    وتجرأت فيها على قول ما كان الشيوعيون يهربون من طرحه. وقلت إنه حان ان يكون في المجتمع الاشتراكي والدول الاشتراكية تعددية؟؟ فكان ردهم أن الاشتراكية تعبر عن سلطة الطبقة العاملة وليس هنالك حاجة لفتح الباب لمزيد من الاحزاب الطبقية واحزاب اقتصاد الظل والحرامية والسماسرة واللصوص؟ وكان وقتها أي حديث عن تعددية في ظل الاشتراكية على حد قول «لينين» هو خروج عن النص وتغريد خارج السرب. وطبيعي جداً عن انهيار التجربة بياناً بالعمل وجدنا انفسنا كحزبيين في موضع اسئلة اكثر اذ انه كان لدينا اصلاً تشككات ومراجعات ونقد محتفظ به من بعد تلك الندوة انفرط عقد الحزب الى تيارين تيار نادى بالتجديد بأشكاله المختلفة وبزوايا نظر مختلفة وتيار نادى بالترميم واصفاً الذي حدث في الاتحاد السوفيتي بالخطأ في الممارسة وظل التياران في صراع محتدم حتى انحسم الامر بخروجنا من الحزب في ديسمبر 1995م.
    الصعود الى الهرم
    من حظي انني صعدت الى قيادات الحزب في سن مبكرة جداً ومنذ فترة التكوين الاولى للحزب الشيوعي لا اظن ان اشخاصاً في مثل سننا دخلوا قيادة الحزب. واذكر انني في رسالة الى الاستاذ محمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي قلت له اننا كنا نعتقد ان السكرتارية المركزية «قبة تحتها فكي» ولكننا دخلنا اليها بتلك القداسة التي يراها الشيوعي العادي هذه الصورة انكسرت عندنا لاننا نظرنا من الداخل..
    صعدت الى قيادة الحزب لاسباب موضوعية واخرى ذاتية فالموضوعية ان الحزب واجه حصاراً واعتقالات كبيرة فقد جراءها كوادر عديدة، وصارت الحاجة الى كوادر جديدة لسد النقص في الجبهات المختلفة.. وعلى صعيد آخر كنت قد تفرغت للعمل الحزبي واصبحت في الجهاز الحزبي «متفرغاً» والمتفرغون في الاحزاب العقائدية وفي الحزب الشيوعي تحديدا فرصتهم في الصعود الى أعلى اكبر من غير المتفرغين وتاريخ تفرغي كان عام 1987م وساعد في صعودي انهم في الحزب كانوا يحتاجون الينا في كتابة البيانات وقيادة العمل السياسي، اذ كلما زادت حركتك في العمل القيادي اثناء الاختفاء تكون معرضاً للضربات الامنية.
    لذلك وصلت الى السكرتارية المركزية للحزب الشيوعي وهي أعلى هيئة قيادية في الحزب الشيوعي ومكثت فيها تسعة وعشرين شهراً أي عامين وخمسة أشهر.

    نقلا عن سودانايل








                  

01-16-2004, 11:25 PM

Isam Widaa
<aIsam Widaa
تاريخ التسجيل: 08-02-2003
مجموع المشاركات: 317

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق يروي قصته مع الحزب الشيوعي السوداني (Re: Elawad)

    انا ايضا اعجبني المقال جدا و لا اخفي اعجابي
    بشخصية الحاج وراق
    لكن المدهش انه من خريجي الثمانينات
    و كنت اظنه اكبر من ذلك بكثير
                  

01-18-2004, 08:42 AM

Elawad
<aElawad
تاريخ التسجيل: 01-20-2003
مجموع المشاركات: 7226

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق يروي قصته مع الحزب الشيوعي السوداني (Re: Elawad)

    ***
                  

01-18-2004, 03:00 PM

bunbun
<abunbun
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 1974

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحاج وراق يروي قصته مع الحزب الشيوعي السوداني (Re: Elawad)
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de