الجنجويد – حكاية من احداث دارفور الاليمة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 09:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-27-2003, 02:52 AM

aosman
<aaosman
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 3443

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الجنجويد – حكاية من احداث دارفور الاليمة




    أبوحبو / الدمام – السعودية

    حين بزغ الفجر هذا اليوم كانت القرية كعادتها بدأت تمارس نشاطها المعتاد، لم يكن هنالك امر غير عادي، لقد ألف الناس حياتهم الهادئة تلك. الخريف يشغل الناس، يزرعون ويكسبون مما يبيعونه. تكثر الزيجات وافراح الختان بعد موسم الحصاد. ولكن خريف هذا العام كان مغايرا ، السماء كانت صافية، فالسحب لم تهطل هذا العام الا مرتين، ظلت الارض مغبرة، وقنط الناس من البذور التي دفنوها في الارض. الطيور تعبث بالحفر لتقتات حبيبات الذرة المدفونة. يمر حاج أبكر بين الناس مواسيا " يا بخت الطير والنمل، كلنا رزقنا على الله". كانت القطاطي متقاربة وكانت احاديث الناس لبعضهم تجوب الفضاء. تكاد لا توجد اسرار. يحيون بعضهم بتلقائية رجالا ونساء. بدأت اشعة الشمس تغمر المكان ووقتها كان حامدين يسرج حماره، اراد ان يزور والدة زوجته المريضة في قرية خور مرفعين التي لا تبعد كثيرا عنهم. زوجته واطفالها قد سبقوه الاسبوع الماضى وهاهو الآن يسرج حماره ليلحق بهم. ربط الكيس الكبير على جانب السرج، لقد استدان من حاج عبدالقادر ثوبا لزوجته وآخر لامها وبلحا وحلوى، الاطفال يحبون الحلوى، اراد ان يسعدهم برؤيته. وعد ان يرد لحاج عبدالقادر امواله بعد ان يبيع بعض خرافه الاسبوع القادم. حاج عبدالقادر يقول له مطمئنا ( كل شيء باذن الله).

    شق القرية في طريقه للبلدة الاخرى وهو يلقي التحية ويرد على السائلين بانه يريد ان يزور خالته المريضة. سار بين الشجيرات الصغيرة المتباعدة وابتعد عن القرية، وفجأة وجد نفسه امام مجموعة من الرجال يركبون خيلا
    السلام عليكم
    بادرهم بالتحية ولكن لم يرد عليه احد، توجس خيفة، جال ببصره فلمح الشر يتطاير من عيونهم
    تقدم اليه احدهم وهو يغطي وجهه بعمامة صفراء ولم تبرز سوى عينيه وسأله
    - وين الثوار
    - ثوار شنو؟
    - البحاربو الحكومة
    - حلتنا دي ما فيها ثوار. كلهم ناس مساكين
    - انتو ناس المشاكل كلها، لازم تورينا محل الثوار والقاعد يدربهم منو.
    ثم اردف سؤالا:
    المتمردين ناس قرنق معاكم هنا؟

    أقسم حامدين بأنه لم يرى اي شخص غريب وان اهل قريته كلهم لا يعرفون عن هذا الامر شيئا ، حاول ان يكون هادئا ورابط الجأش. ثم واتته الشجاعة ان يسأل:
    - انتو منو؟
    جاءه الرد جافا من زعيم الجماعة
    - احنا كلاب الحكومة
    مرت لحظة صمت ثم سأله زعيمهم صاحب العمامة الصفراء: وين حلتكم؟
    أشار حامدين الى اتجاه قريته
    سأله مرة أخرى: الحلة التانية القريبة منكم اسمها شنو؟
    رد حامدين: حلة ناس بشارة ود جبرين ورفع يده مشيرا الى اتجاهها
    ثم اضاف: كلنا مع الحكومة. الانتخابات الفاتت كلنا صوتنا للرئيس البشير
    تمنى لو ان هذه العبارة تزيح كآبة الموقف ولكن ظلت العيون ترمقه بكراهية

    ارتفع صوت صاحب العمامة الصفراء مناديا: يا ود الشيخة
    ترجل شاب صغير عن حصانه ومد اللجام الى احد الواقفين بقربه ثم مد سلاحه ايضا، وتوجه نحو حامدين، كان يعرف المهمة التي نودي من اجلها. رائحة المريسة تفوح من كل بقعة من جسده، تحسس الكيس المربوط. ثم فتحه. وجد تمرا وحلوى وثوبين نسائيين . قذف بالكيس لاحد رفاقه ثم امر حامدين ان ينزل عن حماره. دس يده في جيوب الرجل فوجد بضع آلاف من الجنيهات ، ناولها لزعيم المجموعة. الحمار ادرك الورطة التي دخلها سيده فاحنى رأسه الى الارض وبدأ راكضا باتجاه القرية، لو رآه الناس عائدا لوحده لادركوا ان مكروها وقع لسيده، ولخرجوا للبحث عنه، لعل الحمار اراد ان يسابق الحدث، ولكن بضع طلقات اردته صريعا، ذهل الرجل، جحظت عيناه وارتفعت دقات قلبه واحس بان حلقه صار جافا، لم يجد ريقا ليبلعه، ماذا لو قتلوه الآن؟ تذكر اطفاله وامهم. وتذكر ثمن الاشياء التي استدانها من اجلهم، هل سيسدد اهله ثمنها الى حاج عبدالقادر ام تبقى في ذمته الى يوم القيامة؟

    مرة اخرى ارتفع صوت صاحب العمامة الصفراء مناديا: جاموس
    فرد صوت اجش: ايوه يا زعيم
    قال صاحب العمامة الصفراء: الجدادة
    فتقدم رجل ضخم الجثة، محمر العيون، رائحة الخمر والعرق زكمت انف حامدين قبل ان يصل اليه، كان يلف جسده كله باحزمة من طلقات، استل من تحت ابطه سكينا كبيرا يلمع نصلها.
    صاح حامدين مضطربا : انا عملت ليكم شنو. يا جماعة الخير انا سويت ليكم شنو. لا اله الا الله محمد رسول الله.
    ظل يردد الشهادة حتى بعد ان امسك به رجلان وبسرعة خاطفة كانت السكين قد جزت رأسه عن عنقه وانبثق الدم في كل الاتجاهات. امتلأت ملابسهم واطرافهم بدم الرجل. القوا بالجثة والرأس كمن يلقى باعقاب سجائر.. وهمهم بعضهم الله اكبر الله اكبر.

    انطلقت الخيل باتجاه القرية وما هي الا بضع دقائق وقد احاطوا بالقرية من كل اتجاه واطلقوا وابلا من الرصاص بلا رحمة على اهلها. واختلط صراخ الناس باصوات الحيوانات والدجاج. خرج الناس مذهولين يحاولون ادراك ما يحدث، اما كلتومه وعيالها الخمسة فقد انحشروا تحت السرير وقد تملكهم الرعب، كانت فرائصهم ترتعد. ظلت الجماعة تطلق النار على اي جسد يتحرك، قطا كان ام معزة بلا تمييز، وحين هدأت حركة القرية الا من صياح الدجاج المرعوب، اشعلوا اكواما من القش والقوها على قطاطي القرية، فارتفع لهيب النار عاليا. لم تحتمل كلتومه وعيالها لفح النيران فخرجوا من تحت السرير بحثا عن نجاة، خطفت أصغرهم، ابن الاعوام الاربع، ووضعته على كتفها، وأمرت الاخرين ان يركضوا خلفها، ولم يكن حظهم باحسن من غيرهم فقد كانوا وجها لوجه مع زخات من رصاص اردتهم. في هذه اللحظة تعالت صرخات حبوبة خديجة العميانة تطلب المساعدة من اهل المروءة، حاصرها اللهب، لا تعرف كيف تخرج من قطيتها حتى التهمتها النيران.

    عند منتصف نهار ذلك اليوم تحولت تلك القرية الهادئة الى كومة من رماد تتناثر فيها الجثث ويئن فيها الجرحى.

    تجمع الخيالة ، واصطفوا خلف قائدهم الذي اشار اليهم باتجاه قرية بشارة ود جبرين وهو يقول : ما داير يطلع منها نفاخ نار.

    بعد بضع ليال نشرت احدى الصحف ان مسئولا كبيرا قال ( ان الجماعات التي سلحتها الحكومة لفرض هيبة الدولة في دارفور قد خرجت عن السيطرة. وان الحكومة الآن غير مسئولة عن اعمالها الطائشة) واضاف نفس المسئول الكبير (ان الدولة قد وفرت الاحتياجات الاساسية لكل المتضررين في مناطق الاحداث) انتهى الخبر. ولا زال الناس يدفعون من حر مالهم ليطالعوا مثل هذا الخبر.











                  

02-28-2004, 03:20 AM

Rawia
<aRawia
تاريخ التسجيل: 11-23-2002
مجموع المشاركات: 8396

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنجويد – حكاية من احداث دارفور الاليمة (Re: aosman)


    من اجل اهلنا فى دارفور
                  

02-28-2004, 06:55 PM

hanouf56
<ahanouf56
تاريخ التسجيل: 06-02-2002
مجموع المشاركات: 1776

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنجويد – حكاية من احداث دارفور الاليمة (Re: Rawia)

    اضعف الايمان

    رفع البوستات الخاصة بالاسبوع

    محمد
                  

02-29-2004, 01:47 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنجويد – حكاية من احداث دارفور الاليمة (Re: aosman)

    Up
                  

02-29-2004, 04:30 PM

Raja
<aRaja
تاريخ التسجيل: 05-19-2002
مجموع المشاركات: 16054

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الجنجويد – حكاية من احداث دارفور الاليمة (Re: aosman)


    من اجل اهلنا فى دارفور
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de