|
Re: اتفاق على عدم تطبيق الشريعة في منطقتين من المناطق الثلاث المهمشة (Re: elsharief)
|
اختراق جديد في محادثات السلام السودانية اتفاق لصالح الشمال حول جبال النوبة والانقسنا
توصلت الحكومة السودانية والحركة الشعبية الى اتفاق بشان منطقتى جبال النوبة وجنوب النيل الازرق «الانقسنا» بمنحهما حكما ذاتيا مع اعطاء المجالس التشريعية سلطة سن القوانين وتكوين هيئة تشاورية شعبية. وحضر الاجتماع الذى عقد بضاحية نيفاشا الكينية نائب الرئيس السودانى علي عثمان طه وزعيم الحركة الشعبية جون قرنق.
واوضح الناطق الرسمى باسم الحركة الشعبية ياسر عرمان فى تصريحات نقلتها بعض الصحف الصادرة في الخرطوم أمس ان الطرفين اتفقا على طى ملف المنطقتين الا انهما لم يوقعا اتفاقا بانتظار اكتمال التفاوض حول منطقة «ابيي».
وذكر ان طه وقرنق كلفا لجنة مصغرة من الجانبين باعداد مسودة اتفاق نهائى حول منطقتى جبال النوبة والانقسنا من المتوقع ان تعرض على الفور مضيفا انه تم الاتفاق ايضا على القضايا الامنية بعد ان قدم الطرفان تنازلات لم يذكرها.
وما توفر حتى الآن من معلومات عن تفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل اليه حول منطقتي جبال النوبة الواقعة في جنوب كردفان والانقسنا بجنوب شرق البلاد لا يصب في محصلته النهائية لمصلحة الحركة الشعبية وسيؤدي إذا ما طبق بدقة وبدون عوائق أو عراقيل لمصلحة الشمال عموماً ويتسق مع ما تم الاتفاق عليه في مشاكوس العام الماضي خصوصاً .
والذي حدد أن حدود الجنوب هي تلك التي تقررت عام 56 عند الاستقلال وبالتالي فإن مناطق جبال النوبة والانقسنا تصبح خارج نطاق الجنوب ويبقى تفاوض الحركة من اجلهما مجرد التزام اخلاقي تجاه الذين ناصروها في ساعات العسرة خاصة ابناء الجبال من المسيحيين الذين شكلوا عصب الجنود المحاربين.
فلقد نص الاتفاق على استطلاع أراء المواطنين لمعرفة موقفهم من قبول أو عدم قبول الاتفاق الذي توصلت اليه الحكومة والحركة حول المنطقة. ويعني ذلك معرفة رايهم في قيام حكم ذاتي في هاتين المنطقتين وفقاً لما نص عليه الاتفاق وسيتم استطلاع اراء المواطنين عبر المجالس التشريعية المنتخبة في المنطقتين بعد أربع سنوات من قيامها وهذا يعني ان انتخاب المجالس التشريعية سيتم في فترة لا تتجاوز المرحلة ما قبل الانتقالية.
والحكومة هي الاقدر الآن الى جانب الأحزاب النوبية والشمالية كالامة الناشطة في المنطقتين على خوض غمار انتخابات تشريعية والدفع باعضاء يتبنون لاحقاً أو يرفضون ما تقبله أو ترفضه الحكومة الحالية او الاحزاب الشمالية. أما الحركة الشعبية ذات الخبرات الضعيفة في عمليات الانتخابات والمناورات فلن تتمكن من دفع مؤيدين لها الى داخل هذه المجالس التشريعية وأن تمكنت في أفضل الاحوال فان مؤيديها سيشكلون أقلية لا يأبه لها.
ووفقاً للمعلومات الواردة من نيفاشا فإن هذه المقترحات التي تقدم بها الوسطاء للطرفين بعد ان وصلا الى طريق مسدود اسست لحل مؤقت وليس نهائياً فهو يقول في احد بنوده إذا وافق مواطنو هذه المناطق وأمنوا على الاتفاق النهائي واكدوا ان هذا الاتفاق جاء وفقاً لرغباتهم فأن الاتفاق سيمثل الحل النهائي للصراع في هذه الولاية أما إذا ابدى المواطنون.
رأيهم بأن هذا الاتفاق لا يلبي رغباتهم فإن المجالس التشريعية لهذه الولايات ستدخل في حوار مع الحكومة القومية التي ستضم الحركة الشعبية لمراجعة الاتفاق بغرض اصلاح اي خلل دستوري أو سياسي او إداري لهذا الاتفاق.
ومن الواضح ان الوفد الحكومي قبل بحكم ذاتي في هذه المناطق رغم معارضته له في البداية لانه نظام مؤقت يتوقف استمراره من عدمه على أراء المواطنين ومما لا شك فيه أن منطقتي جبال النوبة والانقسنا يسكنها مواطنون لا يتعاطفون في غالبهم مع الحركة الشعبية.
ويسكن جبال النوبة على سبيل المثال أثنية النوبة ويغلب عليهم الدين الاسلامي خاصة الاتجاه السلفي وتنقسم الاسرة الواحدة الى مسلمين ومسيحيين (ووثنيين وهم أقلية)، ويرفض المسلمون اطروحات الحركة الشعبية وقد عاد الى الخرطوم قبل (5) أعوام القلة من المسلمين التي انتمت سياسياً وليس عسكرياً للحركة الشعبية.
ومما يدل على انحسار المؤيدين من أبناء النوبة للحركة الشعبية فشلها في تعيين قائد من أبناء المنطقة بديلاً للقائد يوسف كوة الذي توفي العام الماضي وعينت بدلاً عنه عبد العزيز آدم حلو وهو من أمٍ مسلاتية من غرب دارفور وأبٍ من المسيرية.
ويسكن المنطقة ايضاً قبائل من الاثنية العربية وهؤلاء يعتبرون الحركة الشعبية بامتدادتها القبلية عدواً لدوداً وانخرط عدد كبير منهم في قوات الدفاع الشعبي التي حاربت الحركة.
وبالتالي فأن الحكومة والقوى الشمالية تبدو مطمئنة من واقع هذا الاتفاق من ان منطقة جبال النوبة وهي الاكبر مساحة بين المناطق الثلاث (النيل الازرق وابيي) ستظل في أي ترتيب قادم ضمن حدود الشمال اما منطقة الانقسنا فأن عامل الخدمات والمال سيلعبان الدور الاكبر في تركيبة المجلس التشريعي والحكومة لا شك لديها خبرات وقدرات لا تبارى في هذا المجال.
ولم يعرف عن المنطقة أنها ساهمت بالجنود في قوات الحركة الشعبية وجاء انضمام مالك عقار الذي يمثل المنطقة في الحركة في وقت متأخر من منتصف التسعينات ونظراً للتخلف الشديد في المنطقة فأن الحركة فشلت تماماً في استقطاب المواطنين منها لصفوفها.
وواضح ان الوسطاء الذين عولت عليهم الحركة في الضغط استناداً على تعاطف بعض المسيحيين في الغرب مع سكان جبال النوبة اتسقوا مع انفسهم والتزموا بما ورد في الاتفاق الاطاري بمشاكوس والذي اوضح بجلاء ان حدود الجنوب هي تلك الموروثة من عهد الاستعمار ولم يأبهوا كثيراً لاحتجاجات من اوساط الحركة ترفض الحدود الحالية.
الخرطوم ـ «البيان»:
| |
|
|
|
|