الشعب لا يهمه كثيرا ً إظهــــار القوة واستعراض العضلات !!
قالوا نحن يوم ( 14 الجاري ) سوف نثبت للعالم بأننا قوة لا تستهان بها في الساحة السودانية .. ولتحقيق ذلك الهدف الكبير سوف نعمل أقصى درجات الاستنفار والحراك الشعبي في البلاد .. حتى هنا وتلك الغايات والأهداف واضحة أمام الشعب السوداني .. ولا تسحق الكثير من التساؤلات في الأذهان .. ولكن السؤال الهام الذي يشغل أذهان الأغلبية البريئة لأبناء هذه الأمة هو : ما الجدوى من ذلك الحراك المجرب لأكثر من ثلاثين عاماُ .. ففي وقت من الأوقات كان تسعون في المائة من أبناء الشعب السوداني لا يعادون ذلك النظام .. حتى ولو كانوا لا يوالونه بدرجة الخضوع والعبادة ؟؟ .. وكان ذلك الشعب المغلوب على أمره لا يبخل بالتصفيق والهتافات ،، ثم ذلك التكبير والتهليل وذلك الرقص مع القائد في الحلبات .. وكل ذلك كان يحدث من جانب الشعب السوداني من منطلق وعود كان وعد بها النظام لإنقاذ البلاد في بداية الخطوات .. ولكن مع الأسف الشديد فإن تلك الوعود قد خابت مائة في المائة في نهاية الخطوات وفي نهاية المطاف !!.
الشعب السوداني اليوم يؤمن جازماُ بأن تجربة الإنقاذ قد فشلت فشلاُ تاماُ ولا يقبل ذلك النقاش والحوار .. كما أنه لا يقبل ذلك الأخذ والرد بأي حال من الأحوال .. وظروف الناس في نهاية سنوات الإنقاذ والتي مازالت سائدة ومستمرة في البلاد حتى هذه اللحظات هي لوحدها تكفي في إثبات فشل ذلك النظام .. ومن العجيب والغريب أن يجتهد هؤلاء الموالين للنظام ليقنعوا الشعب السوداني بمحاسن ذلك النظام البائد !! .. وهو نظام لا يملك مثقال ذرة من تلك المحاسن !! .. وهل الغلاء والبلاء والفساد والنهب والسلب والسرقات أمور تشرف ذلك النظام ؟؟ ., وهؤلاء الذين يجتهدون اليوم في تجنيد الملايين للخروج لإظهار العضلات يعرفون جيداُ أن كيلو اللحمة الذي كان بمبلغ 10 جنيهات في بداية حكم الإنقاذ قد أصبح سعره بمبلغ 600 جنيه في نهاية حكم الإنقاذ ,, وأن سعر كيلو الموز الذي كان بمبلغ عشرة قروش في بداية حكم الإنقاذ قد أصبح بمبلغ 50 جنيهاُ في نهاية حكم نظام الإنقاذ .. وأن جوال السكر ( 50 كيلوا ) الذي كان بمبلغ 50 جنيهاُ في بداية حكم الإنقاذ أصبح سعر الكيلو الواحد من السكر بمبلغ 50 جنيهاُ في نهاية حكم نظام الإنقاذ !!.. بجانب ذلك الفساد الكبير في الأخلاق وفي الأموال والأملاك والأراضي والأصول والمؤسسات ثم ذلك النهب والسرقات .. ثم تلك الاحتكارات المجحفة لكل ضروريات الحياة .. وبالمحصلة فأن التردي في الأحوال بين بدايات نظام الإنقاذ ونهايات نظام الإنقاذ أمر لا تصدقه العقول !!.. ولا يمكن أن يحدث مثل ذلك التردي في أية دولة من دول العالم .. ولا يتوقع أن يقع من نظام من النظم في أي مكان فوق وجه الأرض .. فتجربة الإنقاذ بالسودان كانت تجربة بمنتهى الفشل والخيبة .. ورغم كل ذلك نجد اليوم من لا يستحي من هؤلاء ليجتهد بالحراك والاستنفار !!.. ونقول لهؤلاء فليكن ذلك الحراك ،، وليكن ذلك الاستنفار ،، فلتكن تلك الملايين والملايين من المؤيدين والمساندين ،، ثم ماذا بعد ؟؟؟؟ .. وما هي تلك الفوائد التي سوف يجنيها الشعب السوداني من ذلك الاستنفار ومن ذلك التحشيد ؟؟؟؟ .. وهل على الشعب السوداني أن يدخل في تجربة جديدة مع الإنقاذ لثلاثين عاماُ أخرى ؟؟؟ .. وهل يعقل أن يدخل الشعب السوداني مرة أخرى في تجربة فاشلة مازالت آثارها سائدة حتى هذه اللحظات ؟؟ .. وهل يعقل أن يواكب الناس مرة أخرى تلك الفرية والكذبة بإنقاذ البلاد !!.. وهل يعد هؤلاء جازماُ بأن سعر كيلو اللحمة سوف يعود إلى مبلغ 10 جنيهات كما كان في بداية الإنقاذ ؟؟ .. أم سيرتفع سعر كيلو اللحمة ليكون مبلغ ألف جنيه إذا عاد الإنقاذ للساحة مرة أخرى ؟؟؟؟ .
لماذا لا يعترف هؤلاء بفشلهم ذلك القاتل الفظيع ؟؟ .. ولماذا لا يحكمون عقولهم لمصلحة البلاد وليس لمصلحة المناكفات ؟؟ .. وبأي وجه يجتهدون لإعادة تلك السيرة التي تبكي وتعكر النفوس من جديد ؟؟ .. والسواد الأعظم من الشعب السوداني اليوم لا يهتم كثيراُ بتلك النزاعات الفكرية والعقائدية بقدر ما يهتم بالظروف المعيشية التي أصبحت صعبة ومستحيلة .. وهو ذلك الشعب الذي لا يملك الأوقات لإهدارها في تلك الخلافات والاختلافات العقيمة .. وفي هذه الأيام العصيبة يهمه فقط أن يواكب الشمس من الصباح للمساء بقدر يخلو من النكد والعذاب والمهانة وظلم الظالمين في الساحات .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست