نحن أمة مسلمة قد نختلف في الكثير من القضايا ولكننا لا نختلف إطلاقاُ في جوهر الإسلام !!
تستطيع أن تقول ما تشاء فيمن تشاء .. وتستطيع أن تؤلف ملايين الكتب عن الفساد وعن المفسدين في هذا البلد .. وتستطيع أن تمدح وترشح كل من تعتقد أنه قدم شيئاُ للسودان .. كما تستطيع أن تدين وتهاجم كل من تعتقد أنه أجرم في حق السودان ولم يقدم شيئاُ .. وتستطيع أن تحاجج عن تلك المظالم الوفيرة التي لحقت بالكثير والكثير من مناطق السودان .. وتستطيع أن تخوض كما تشاء في تلك المسائل التي كانت السبب الأساسي في عدم تقدم السودان نحو الأمام .. وتستطيع أن تقول ما تشاء في هؤلاء الذين عطلوا المشاريع التنموية بالبلاد .. وتستطيع أن تقول ما تشاء في هؤلاء الذين تجردوا من ألوان الوطنية وأهملوا مشروع الجزيرة .. وتستطيع أن تقول ما تشاء في هؤلاء الذين نافقوا وتآمروا ثم باعوا الخطوط الجوية السودانية .. وتستطيع أن تقول ما تشاء في هؤلاء الذين مكروا وتبالدوا وباعوا الخطوط البحرية السودانية .. وتستطيع أن تقول ما تشاء في هؤلاء الذين أخفقوا ببلادة تليق بعقولهم تلك الصغيرة ثم باعوا معظم مؤسسات الدولة الإنتاجية .. وتستطيع أن تقول ما تشاء في هؤلاء الذين سقطوا في معارك الرجال حين تخاذلوا وركعوا تحت أقدام الآخرين بمنتهى الخسة والدناءة حتى تمزق السودان إلى شمال وجنوب !..وتستطيع أن تدين بشدة هؤلاء الذين اتخذوا الدين ستاراُ وحجاباُ لتحقيق تلك المآرب والمصالح الشخصية الذاتية .. وتستطيع أن تصول وتجول كيف تشاء في هؤلاء الذين نهبوا وسرقوا أصول وأموال وأراضي دولة السودان جهاراُ ونهاراُ وتحت مشهد العالم .. وقد خانوا الأمانة بطريقة مؤسفة ومخزية لا تليق بكل من يدعي أنه مسلم ومؤمن .. وتستطيع أن تصول وتجول بمنتهى الراحة في سرد تلك الكبائر والفظائع التي ارتكبتها الأحزاب السودانية في حق السودان وفي حق الشعب السوداني منذ استقلال البلاد .. كما تستطيع أن تصول وتجول بمنتهى الصراحة والجرأة في تلك الكبائر والجرائم التي ارتكبها الجيش السوداني بسطوة الانقلابات العسكرية في البلاد منذ الاستقلال .. كما تستطيع أن تقول ما تشاء في تلك الفئات المتمردة في بعض جهات السودان .. والتي أهلكت السودان وأهلكت شعب السودان .. وهي تلك الفئات المتمردة التي كانت السبب الأساسي في عدم تقدم السودان .
في كل تلك المسائل سوف تجد تلك الآذان الصاغية التي تستمع .. وسوف تجد ذلك البعض الذي يساند ويعاضد .. وسوف تجد من يقول ويشتكي ويماثلك في الأحوال .. وسوف تجد من يوافقك في الخطوات والرأي ويسير معك في الدروب وهو يحمل الرايات في المقدمة .. ولكن هنالك أمر واحد في هذا السودان لا يقبل التلاعب والمساومة .. ولا يقبل مجرد المساس والخوض في السيرة بالقدر الذي يجرح .. وكل من يجتهد ويحاول أن ينال من ذلك الأمر يجد نفسه منبوذاُ ومرفوضاُ من قبل الشعب السوداني .. كما يجد نفسه مكروهاُ من قبل الناس بذلك القدر الكبير .. وقد ينفرد كانفراد البعير المجرب ثم لا يتواجد في قلوب الشعب السوداني .. وذلك الأمر الخطير هو مسألة ( الدين الإسلامي ) .. وهو الأمر الوحيد الذي يتفق حوله معظم أفراد الشعب السوداني .. وقد يختلف أبناء السودان في الكثير والكثير من المواقف والقضايا ,, ولكنهم يلتقون جميعاُ في بوتقة واحدة حين يتعلق الأمر بالدين الإسلامي .. فنجد الصغار يتمسكون بذلك الدين قبل الكبار .. كما نجد النساء يتمسكن بذلك الدين قبل الرجال .. والساحات السودانية قد تقبل كل ألوان الجدال في تلك المسائل الهامشية المتعلقة بأمور الحياة وبأمور السياسة والحكام .. ولكنها لا تقبل إطلاقاُ ذلك الجدال الذي يحاول أن يمس الدين الإسلامي من بعيد أو من قريب .. ومسألة الدين الإسلامي هي المسألة الوحيدة التي كانت تجمع الشعب السوداني في بوتقة الوحدة عند المحك عبر التاريخ .. وتلك هي مرحلة ( المهدية ) التي واجهت الأعداء بقوة لا مثيل لها تحت راية الإسلام .. ومن قبل تلك المرحلة كانت معارك السودان لا تنجح إلا تحت راية الإسلام .. وعابث جاهل كل من يجتهد ليباعد بين الشعب السوداني وبين الدين الإسلامي .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة