خط الاستواء استدار الزمان كهيئته يوم ظهر الحسيب النسيب في قفاطينه..و كهيئته يوم صعد الإمام مآذنه..!نحن الآن في عهد الحسن الثاني "الميرغني"، وعبد الرحمن الثاني " المهدوي"، أو بالأحرى، عبد الرحمن "الدّاخِّل" إلى قصر الغرادِنة بناءاً على رؤيا منامية، تشبه الى حد كبير منشور "الشّعرة"، الذي صدّره التعايشي ،عليه السلام..!يا له من زمانٍ عجيب..!أن يشُق عصا الطاعة على أبوهاشم ،رجل في قامة أبوسبيب، الأمين العام لهيئة الختمية..فلكأن السماء ابتلعت ماءها..! أن يكون ضمن الانقلابيين ضد الختِم، السيد محمد سر الختِم ، فلكأن الأرض أقلعت..!لسنوات طويلة جمّد أبو هاشم/ الختِم، الحراك السياسي داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي دون أن تساءله القاعدة أو مجلس الاحزاب..وفي ظل ذاك السكون ،طافت على الحسن الثاني الظنون،بأن دخوله ،سيتيح له حرية المناورة، ناسياً أنه دخل في اطار لعبة التوازن، وأن النظام آوى به الى ركن بعيد داخل القصر ، ليتفرّج ويتسلى..!تلك الظنون الغضّة ألّبت عليه "المُنكِرين"، الذين أجمعوا أمرهم في أُم دوم، دون استناد لجماهير الكيان الذي يتحدثون بإسمه..فالكيان ـــ أصلاً وفرعاً ـــ لا وجود له، والمكتب القيادي للاتحادي، ثلثه غاب ـــ البقاء لله ـــ وثلثه ذاب في النظام، وكل الأحزاب ــ إن شئت الدِّقة ــ أوضاعها استثنائية في هذه المرحلة، إذ لم تعد تهتم بالخارجين والداخلين والمنشقين، طالما أن "أولاد سيدي" مرتاحين في الحكومة، وآبائهم مرتاحين في المعارضة...!المشهد من هذه الزاوية، يشبه أحجار الدومينو،التي تتساقط بعضها على بعض..وماحدث في أم دوم،ربما كان غضبة خُلفاء، لا شأن لها بمخاطبة قضايا الجماهير..إنّها صرخة لأجل الخلاص من الديناصورات الكبرى والصغرى ـــ الحسيب والإمام ومن بعدهما الحسن الثاني وعبد الرحمن الثاني ــ ولأنها خطوة تبدو في عِداد المستحيل ، فقد برر من فات عليه الفوات ،ازاحة الميرغني بـ "عامل السن،وظروفه الصحية"..!هكذا دون خوض في أيّة تفاصيل "ديمقراطية" قد تقنع الاشقاء، حزب يمين الوسط، ولا جديد في الأمر إذ نصّبت الغضبة عواجيزاً أُخَر، من مجلس السوفيات الأعلى..!مع ذلك لا يمكنك الاستهانة بتلك الخطوة، فهي انقلاب قد يزيح زعامة الميرغني الثقيلة على الحزب، لكن من شبه المستحيل، إزاحته وأحفاده عن الزعامة الروحية..ووجه الغرابة في الانقلاب أن يقوده رجل ختمي مثل أبو سبيب..!لكن الصراع بين ملوك الطوائف ليس غريباً في السودان..فقد بادر إليه الصادق ضد عمه الهادي، ويفعلها اليوم مبارك الفاضل ضد الصادق، وهكذا لن يتوقف الصراع، بل ربما يندلع غداً بين الحسن الثاني وأخوته، وبعد غدٍ بين عبد الرحمن الدّاخِل وأخواته... إلخ .. ما يهم قوى التغيير هنا، هو النظر بحصافة الى الدور ــ أو الفائدة ــ التي تجنيها السلطة من ذلك الصراع ، فهي قطعاً ليست بعيدة، من هواية التلاعب بهذه الاحجار الكريمة..! لقد دخل الحسن الثاني الى القصر بتكتيك من والده، وكذلك دخل عبد الرحمن الثاني...السلطة تعلم أنهم "يتكتكون". فإن فقد أحدهما أو كليهما، أهليته للوراثة، فإن السلطة ستمُد رجليها أكثر على السجادتين، مستفيدة من نقاط الخلاف..!ودون الخوض في التفاصيل، هناك أسماء مهدوية وميرغنية أخرى..خذ مثلاً من جانب الضريح،السيد إبراهيم الميرغني، فهو أكتر حنكة، ويمكن التعويل عليه في نسخة جديدة داخل الإتحادي الديمقراطي . ومن جانب القُبة "خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأولى"، فإنّها مريم..!الشاهد،أن الطائفتان تتكالبان للإنضمام الى ركب السابقين، من مسار ونهار، وشيخ الدقير والشيخة إشرافة..!ومن ورائهم جحافل تحرص على الولاء للسيد، أملاً في تعييناته، بعد التغيير المرتقب.. ولمّا طال الليل،أحس الحيران بالسأم من دكتاتورية، داخلها دكتاتورية..وتحت هذه الغُمّة، ياما ستنشأ انقلابات، بدعاوى مخالفة الدستور..!فلا تستغرب يا صديقي إن رأيت القيادات التى وقع الانقلاب عليها تتحول ناحية المُنقلبين،إذ الإنقاذ نفسها لن تتأخر في مباركة كل ذلك ، وإلا لما غازلت السيدين، في شخص "آل ثاني"..!وشيلو الفاتحة..! أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة