|
اكتُوبر ...سُطور من ذاكرة التأريخ. بقلم عوض فلسطيني
|
06:31 PM October, 21 2017 سودانيز اون لاين عوض فلسطيني-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر أشواق وأشواك. [email protected] 21 شُروقُ شمس اليوم السبت ٢١ اكتوبر من عام ٢٠١٧م، يأذن بحلول الذكرى الثالثةُ والخمسون لأعظم ثورة عرِفها السودان, هي ثورة اكتوبر ١٩٦٤م, ولأهميتها السياسية تُعتبر واحدة من اهم المحطات السياسية في التاريخ ,إذا ما وضعناها كثالث اهم الاحداث في السودان من بعد الثورة المهدية , وإستقلال السودان في العام ٥٦م. اكتوبر لم تكُن مجرد خروج على نظام العسكر وإرجاعه لثكناتهُ, إنما كانت مدرسة تحرُر من القيود التي ورِثها السودان من العُهود البائّدة؟ ثورةٌ كان للشعب فيها كلمته عرف كيف يخرج على العسكر ،وبذات الطريقة عرف كيف يحمي ثورته عندما تربص بها ذات العسكر ليجهضها ويعيد الحياة الى ما كانت عليه قبل الثورة.؟ لم تكن اكتوبر وليدة لحظتها, بل كانت نتيجة تراكم جملة من العوامل الخارجية والداخلية, فروَح التحرُر في ادغالِ افريقيا وتمرد الكثير من الحركات الوطنية على المستعمر ، ونيلها إستقلالها من بين فكي بريطانيا وفرنسا في نهاية الخمسينات و بداية الستينات ,فضلاً عن هزيمة النفوذ الامريكي،المتطلع للعب ادوار مبكرة ًفي القارة الافريقية، وموقع السودان الاستراتيجي وخيراته الوفيرة, كذلك قاد تساهُل حكومة السيدين وما صاحبها من هشاشة، وبوادر إرتهان للغرب المتمثل في امريكا، وموقف قواعد الشعب السوداني من صفقة المعونة الامريكية بغرض الحفاظ على السيادة والكرامة من دون تدخل سافر او لي لذراع الشعب السوداني. كذلك لم تكن وحدة السودان وسلامته ببعيدة عن اجندة الثورة، والمحفزات التي ألهبت حماس الثُوار, فكانت الندوة الشهيرة التي تحدث فيها نخبة من الساسة من بينهم الدكتور الراحل حسن الترابي،وتناوله لموضوع الجنوب, هذا الجزء الذي كانت تشتعل فيه المعارك ،ورغم ان العسكر كانت له مبرراته, لكن كان للساسة رأى اخر في ان القضية لم تُنظر في طاولة تفاوض بصورة تعجّل من تسويتها،وتجعل تلاحم الوطن هو الغاية, وهنا تمثل الهدف الثاني من الاهداف النبيلة وهو وحدة السودان وسلامتهُ. توالت من بعد ذلك الاحداث الداخلية، جميعها جعلت الثورة على فتيل ينتظر نزع (التيلة) لتنفجر الاحداث, وكانت المطالبة بحماية الحرم الجامعي وقداسته وعدم تدخل السلطات فيه وإنتهاك حرمة الحياة الطالبية هدفاً حاضرا،ً شكل سبباً اساسياً عندما اعتدى النظام على الطلاب وسقط اول شهيد للثورة وهو الشهيد احمد القرشي, فبإنتهاك حرمة الطلاب وقتلهم اكتمل الانفجار وإنطلق قطار الثورة.. من مكاسب ثورة اكتوبر، انه بها اكتمل النضوج السياسي، وبداية الوعي، وابرزت للساحة السياسية قادة المستقبل،وهي ثورة لم تنهزم قط مقارنة برصيفاتها, حرست نفسها بِنفِسها حتى حققت اغراضها، وبذلك جعلت الشعب السوداني في مقدمة الشعوب التي عرِفت النضال في افريقيا والوطن العربي قاطبة. مع مرور السنين وتقلب الاحوال السياسية في البلاد، بدخولها في ديمومة بين الانقلابات العسكرية والعهود الديمقراطية الهشة و سرعان ما إنقضّت عليها القوة العسكرية واعادت الامور لصالحها، ليصبح كعب العسكر هو الاعلى في الحياة السياسية السودانية ,لكنه بتواطؤ سياسي، ليجعلنا نبحث عن الاجابة لسؤال كبير ظل عالقا في الاذهان، عن ارتباط العسكر بالساسة اوالعكس , من يستغل من ولصالح من؟؟ اليوم نستعرض الذكرى لأجيال لم تعد على إستعداد للتنقيب في سيرة الامس, لان كل التفاصيل من حولها لم تعد تحفزها، لكن تاتي المقاربة من اجل الاستفادة من الدروس والعِبر ،ويبدو ان التجارب المعاشة اليوم لم تعد اكتوبر درساً مستفاداً منه, لان شريط الاحداث التي جعلت من اكتوبر ثورة مجيدة، ظل يمُر امامنا كل لحظة، ولم تعد التجارب الماضية تلهم, اهتزت سيادة الوطن في حِقب ما بعد اكتوبر فإنحنى الجميع للعاصفة حتى تمُر بسلام؟؟! تصاعدت الاحداث في الجنوب العزيز ومرت بمراحل عِدة حتى وصلت مرحلة الانفصال،فلوحنا لوداعه بشوق يحدونا الى عودة الوحدة قريباً , قُتِل ارتالاً من الطلاب شهداء في الجامعات، وانتُهِكت حرُماتها حتى كادت ان تتبع الجامعات لوزراة الداخلية, وتأسفنا على العنف الطلابي الذي اصبح ظاهرة مزعجة؟؟ الأشواق ان تظل مكاسب اكتوبر حية تسعى بيننا، مع ذِكراها التي تمُر كل عام , وأن لا تبقيها أشواك الانظمة السياسية المتعاقبة على مدى التاريخ مجرد ذكرى عابرة وإن سمح بها البعض وحنطها الاخر في متاحف التاريخ؟؟.
الوان
|
|
|
|
|
|