​ما هو البديل عن الإنقاذ؟؟ بقلم د. محمد محمد الأمين عبد الرازق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 05:14 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-07-2019, 07:38 PM

د. محمد محمد الأمين عبد الرازق
<aد. محمد محمد الأمين عبد الرازق
تاريخ التسجيل: 01-07-2019
مجموع المشاركات: 35

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
​ما هو البديل عن الإنقاذ؟؟ بقلم د. محمد محمد الأمين عبد الرازق

    06:38 PM January, 07 2019

    سودانيز اون لاين
    د. محمد محمد الأمين عبد الرازق-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    لقد اندلعت المظاهرات الجارية اليوم منذ التاسع عشر من ديسمبر الجاري، تتجدد ولا تنتهي، في كل مدن السودان على خلفية التدهور الاقتصادي المستمر الذي انتهى بالمواطن إلى غلاء مدهش تصعب معه تحت وطأته المعيشة في أدنى مستوياتها.. وهذا هو السبب الذي جعل المظاهرات مستمرة، وقد فقد الشعب الأمل في أن يجد حلا من السلطة، ومن ثمّ، صار الشعار هو إسقاط النظام.. والسلطة اعترفت بالمشكلة ولكنها دمغت التظاهرات بأن وسطها مندسين هدفهم التخريب وحرق الممتلكات العامة للكسب السياسي، فاتجهت للقمع واستخدمت الغاز المسيل للدموع، والرصاص الحي لقمع المظاهرات وحسمها، فزادت المظاهرات اشتعالا وتوسعت، وذلك لأن أسبابها إنما هي أسباب حقيقية ماثلة لا يختلف حولها اثنان، وهي: المعاناة..
    أما السيد رئيس الجمهورية، فقد وعد بالحل، ولكنه اتجه للزج بالدين لاستغلاله لتبرير القمع، بصورة محزنة، فقال إن الرصاص استخدم من الشرطة (للقصاص)، ممن هددوا الأمن، والقصد من نوع هذا الكلام إيهام المواطن البسيط المحب للدين بأن السلطة بقمعها هذا إنما تطبق (الشريعة)، والهدف هو إضعاف الرغبة في الاحتجاج واقتلاع فكرة التغيير من جذورها في نفوس المتدينين بالارهاب الديني.. فالقصاص قانون أ​​صيل في الدين مكمل للتربية وليس هناك ما يربط بينه وبين قتل المتظاهرين من أجل حقوقهم المهدرة.. ثم ردد _ أعني السيد الرئيس _ في هذا الاتجاه، في لقاءاته بالجزيرة بأن الضائقة الاقتصادية سببها المقاطعة الغربية، والمقاطعة نتجت من إصرار الإنقاذ على (ألا تركع إلا لله) على حد تعبيره.. ومسألة ادّعاء تطبيق شرع الله، في الحقيقة لازمت الإنقاذ منذ قيامها تحت قيادة د. حسن الترابي، وكانت عضوية الحركة الإسلامية عامة تتوهم أن مجرد إعلان الشريعة من السلطة، فإن جميع مشاكل البلاد ستحل فورا.. هذه الفكرة الخاطئة هي السبب وراء جميع مشاكل السودان، وسنبين بالتفصيل سند هذا الزعم في هذا المقال..
    ولكن السيد رئيس الجمهورية في خطابه الأول في 30/6/19898م لخص أسباب قيامه بالانقلاب هكذا:
    (مواطنيّ الشرفاء:
    لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية!! وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف هذا التدهور، ناهيك عن تحقيق أي قدر من التنمية، فازدادت حدة التضخم!! وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل!! واستحال على المواطنين الحصول على ضرورياتهم، إما لانعدامها أو لارتفاع أسعارها مما جعل كثيرا من أبناء الوطن يعيشون على حافة المجاعة!! وقد أدّى هذا التدهور الاقتصادي إلى خراب المؤسسات العامة، وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطل الانتاج!!
    وبعد أن كنا نطمح أن تكون بلادنا سلة غذاء العالم، أصبحنا أمة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود!! وانشغل المسئولون بجمع المال الحرام حتى عمّ الفساد كل مرافق الدولة!! وكل هذا مع استشراء الفساد، والتهريب، والسوق الأسود مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراء يوما بعد يوم، بسبب فساد المسئولين وتهاونهم في ضبط الحياة والنظام!!
    أيها المواطنين الشرفاء:
    لقد امتدت يد الحزبية والفساد السياسي إلى الشرفاء فشردتهم تحت مظلة الصالح العام مما أدى إلى انهيار الخدمة المدنية!! وقد أصبح الولاء الحزبي والمحسوبية والفساد سببا في تقدم الفاشلين في قيادة الخدمة المدنية!! فأفسدوا العمل الإداري وضاعت على أيديهم هيبة الحكم، وسلطات الدولة، ومصالح القطاع العام..)!!
    نكتفي بهذا القدر من الخطاب الأول وهو كما هو واضح مرافعة بليغة ضد الإنقاذ، ويمكن أن ترفع اليوم في وجه قائدها بدون أي إضافة، وهي كافية لإقناعه هو بالحجة ليتنحى عن السلطة، حسب منطقه هو، من أجل إنقاذ البلاد!! أليس كذلك!!؟؟
    أحب أن أركز على أصل الداء، وهو الفهم الخاطيء للإسلام، فالسيد رئيس الجمهورية وقع في خطأ فادح عندما اتخذ من أفكار الحركة الإسلامية هداية لحكمه، فظن أنه تحت قيادتهم إنما يطبق شرع الله (الشريعة).. وعندما طرد د. حسن الترابي زعيم الحركة من السلطة قال عن نفسه أنه عضو في الحركة الإسلامية منذ زمن حسن البنا، في مسابقة للترابي لكي لا يضعف سلطته بعزله عن الحركة.. وفيما بعد قاد هو ومن تبقى معه من الحركة الإسلامية فصل الجنوب، على اتفاقية نيفاشا، .. والحركة أصلا في فكرتها منذ تأسيسها ليس للجنوب خيار أن يستمر في وحدة مع السودان إلا إذا خضع للشمال عسكريا وذلك لأنه دار حرب حسب (الشريعة)!!
    ولذلك اتخذوا من الفترة الانتقالية 2005 ـ 2011م مسرحا لكل ما يمكن أن يجعل الوحدة خيارا غير جاذب للجنوبيين، وهكذا انفصل الجنوب.. وصرح السيد رئيس الجمهورية حينها بالقضارف بأن البلاد بعد أن ذهب الجنوب باتت مهيئة لتطبيق الشريعة كاملة، وانتهى عهد الشريعة (المدغمسة)!!
    لقد ظل السيد عمر البشير يبرر التدهور الاقتصادي بأن سببه انفصال الجنوب لأن معظم بترول السودان ذهب إلى الجنوب، والجنوب انفصل بسبب الفهم الخاطيء للدين، الذي لا يعطي حقوقا متساوية للمواطنين في البلد الواحد، ففي الشريعة السلفية المرأة لا تساوي الرجل، والكتابي لا يساوي المسلم أما اللاديني فليس له حقوق مطلقا وخياره الوحيد هو الدخول في الإسلام، وإلا فمصيره القتل.. وهذه الشريعة كانت حكيمة كل الحكمة في القرن السابع، فهي لم تفصل أصلا لمجتمع العالم المعاصر فالعيب ليس فيها هي وإنما في العقول التي تقحمها في واقع اليوم.. ولقد انتهى المجتمع البشري في تطوره بالصراع الاجتماعي إلى تأسيس الحقوق المتساوية لجميع الناس على قدم المساواة، وتحققت هذه الثمرة بعد تجارب مريرة في الحروب، فصارت أساسا لمواثيق الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، فكأن من يرفع راية الشريعة السلفية بدون تطوير يضع الإسلام، بفهمه الخاطيء هذا، في موضع دون قامة العصر في ناحية الحقوق الدستورية.. 
    إن البديل لفكر الإنقاذ السلفي، هو الرسالة الثانية من الإسلام التي تدعو إلى بعث (السنة) بمعنى عمل النبي الكريم في خاصة نفسه بدل (الشريعة) وذلك لإعادة تربية الأفراد، ولتنظيم المجتمع.. والسنة عمدتها الآيات المكية التي نسخت في القرن السابع بالآيات المدنية لحاجة الناس إلى الشريعة حينها، وفي القرآن المكي نجد الحقوق الدستورية في المساواة مؤسسة بأرقى مما تحقق للبشرية عبر صراعها الطويل، وقد عاشها النبي الكريم على مدى ثلاثة عشر عاماً في مكة قبل أن تنسخ بالشريعة في المدينة نزولا لواقع الناس.. فالبشارة النبوية حددت أن الإسلام سيبعث بالسنة: (بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ.. فطوبى للغرباء!! قالوا: من الغرباء يا رسول الله!؟ قال: الذين يحيون سنتي بعد اندثارها).. قال يحيون (سنتي) ولم يقل يحيون الشريعة!! ويمكن للقراء الاطلاع على فكرة البعث الإسلامي هذه في مؤلفات الأستاذ محمود محمد طه وأحاديثه بتفصيل وافي.. 
    إذن الدستور والحقوق الأساسية مؤسسة في القرآن المكي وهو الأصل، في حين إن الشريعة فرع، وليس هناك أي حق لأحد يرفع الشريعة كبرنامج ثم يتحدث عن الدستور والحقوق المتساوية، فالشريعة السلفية ليست مصدرا للدستور لأنها مرحلة وصاية الفرد الرشيد على القصر ليرشدهم نحو فهم الدستور في مقبل تطورهم، وفي سبيل ذلك استخدم الإسلام السيف بعد أن نسخ آيات الاسماح والحجة التي كانت هي المنهج في مكة.. انظر إلى هذا التناقض في قول الرئيس البشير "صحيفة ألوان 8/7/20012م":
    (إن دستور البلاد القادم سيكون اسلاميا 100%، بحيث لا مجال للعلمانية أو الشيوعية أو العمالة.. وأشار إلى أن هناك لجنة قومية ستكون من كافة الأحزاب والمؤسسات والطوائف الدينية لوضع دستور إسلامي نموذج.. وقال ايضا: نقول لغير المسلمين إن الشريعة فيها كل العدل.. وانتهى في حديثه إلى أن أعداء السودان يحاربونه لأنه رفع راية "لا إله إلا الله").. انتهى.. 
    وواضح الخلط في هذا التصريح، فالدستور يمكن أن يؤسس من التوحيد في "لا إله إلا الله" ببعث السنة كما أسلفنا، ولكن قولا واحدا يستحيل أن تكون الشريعة مصدرا له..
    هذا وقد حذر الأستاذ محمود كثيرا، ومنذ عقود من الزمن، من خطورة الأفكار الخاطئة في الدعوة إلى الإسلام، ففي كلمة نشرت بجريدة ( أنباء السودان ) يوم 6/12/1958م جاء ما يلي:
    (دعاة الفكرة الإسلامية في هذا البلد كثيرون، ولكنهم غير جادين، فهم لا يعكفون على الدرس والفكر، وإنما ينصرفون إلى الجماهير، يلهبون حماسهم، ويستغلون عواطفهم، ويجمعونهم حولهم بغية السير بهم، إلى ما يظنونه جهلا دستورا إسلاميا.. وهم إنما ينصرفون عن الدرس والفكر، ظنا منهم أن الفكرة الإسلامية موجودة ومبوبة ومفصلة، لا تحتاج إلى عمل مستأنف، ولا إلى رأي جديد.. فلست أريد أن أشق على أحد من دعاة الفكرة الإسلامية، فإن أكثرهم أصدقائي، ولكن لا بد أقرر أن في عملهم خطرا عظيما على الإسلام وعلى سلامة هذا البلد.. 
    ثم يجب أن نعرف جيدا أن الإسلام بقدر ما هو قوة خلاقة خيرة إذا ما انبعث من معينه الصافي، واتصل بالعقول الحرة وأشعل فيها ثورته وانطلاقه، بقدر ما هو قوة هدامة اذا ما انبعث من كدورة النفوس الغثة، وأثار فيها سخائم التعصب والهوس.. فإذا ما قدر لدعاة الإسلام الذين أعرفهم جيدا، أن يطبقوا الدستور الاسلامى الذى يعرفونه هم، ويظنونه إسلاميا، لرجعوا بهذه البلاد خطوات عديدات إلى الوراء، ولأفقدوها حتى هذا التقدم البسيط، الذي حصلت عليه في عهود الاستعمار، ولبدا الإسلام على يديهم، كأنه حدود، وعقوبات، على نحو ما هو مطبق فى بعض البلاد الاسلامية ، ولكانوا بذلك نكبة على هذه البلاد، وعلى الدعوة الاسلامية أيضا ) .. انتهى..
    هل عرفتم ما هو أصل الداء!!؟؟ 
    ورد عن المسيح قوله: (وضع الفأس على أصل الشجرة، فكل شجرة لا تثمر تقطع وتلقى في النار)، فالبديل للإنقاذ من الدين هو بعث السنة، لا الشريعة.. فالإسلام أساسا لم يدخل السودان بالشريعة والجهاد بالسيف، وإنما ترسخت التربية النبوية في أغلبية الشعب السوداني على نهج السنة على أيدي قادة الطرق الصوفية بالنموذج المنضبط، بالاسماح واحترام الآخر وتقديس حقوقه.. فنحن نقول للبشير:
    (إن أفكار الحركة الإسلامية التي سيطرت على البلاد طيلة حكم الإنقاذ، في حقيقتها ليست سودانية وإنما هي مستوردة من الخارج، شأنها شأن الشيوعية والعلمانية!!) ونقول للعلمانيين:
    (إن حب الدين متعمق في الشعب السوداني، وهو لن يترك دينه الذي ينتظر به صلاح دنياه وأخراه، ويستبدله بالأفكار العلمانية.. ولذلك فكأن من يدعوه للعلمانية قد تركه فريسة سهلة للهوس الديني لينتج الأزمة من جديد، وفي هذا خيانة للشعب وهروب من ميدان الدين..)
    إذن كل الفتن التي تعرض لها الشعب ولا يزال، مثل تفتيت وحدته بانفصال الجنوب، وإفساد الدولة، والضائقة الاقتصادية، والمقاطعات الدولية......الخ السبب الأساسي خلفها جميعها، هو الفهم الخاطيء للدين.. ولذلك وجب التصحيح لعامة السودانيين بمن فيهم، الحركة الإسلامية عضوية وقادة، وفي مقدمتهم السيد عمر البشير نفسه، فالدعوة إلى اصول الإسلام لا تستثني أحدا حتى نقتلع الهوس الديني من جذوره في النفوس..
    ختاما أهدي لعامة السودانيين عبارة الأستاذ محمود في كتابه "تطوير شريعة الأحوال الشخصية":
    (هل تريدون الحق!؟ إذن فاسمعوا!!
    لا كرامة لمطلق حي على هذا الكوكب إلا ببعث أصول الإسلام.. إلا ببعث آيات الأصول التي كانت منسوخة، ونسخ آيات الفروع التي كانت ناسخة في القرن السابع.. فليستيقن هذا رجال المسلمين ونساؤهم..(..

    7 يناير 2019























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de