​سقوطُ الوصَاية الدينية المُزيَّفة!! بقلم د. محمد محمد الأمين عبد الرازق

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 01:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-16-2019, 05:05 PM

د. محمد محمد الأمين عبد الرازق
<aد. محمد محمد الأمين عبد الرازق
تاريخ التسجيل: 01-07-2019
مجموع المشاركات: 35

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
​سقوطُ الوصَاية الدينية المُزيَّفة!! بقلم د. محمد محمد الأمين عبد الرازق

    05:05 PM April, 16 2019

    سودانيز اون لاين
    د. محمد محمد الأمين عبد الرازق-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    بسم الله الرحمن الرحيم
    )فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ . لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ(
    صدق الله العظيم

    يشهد السودان تحولا مفصليا بثورة شعبه القائمة اليوم ضد الإنقاذ، ذلك بأن سلطة الإنقاذ ليست سلطة عادية استولت على الحكم بانقلاب عسكري، وإنما وراءها عمل منظم في خداع الناس بانتحال السلطة الروحية، فكأن شرعيتها حسب فهم قادتها من الأخوان المسلمين وأذيالهم من السلفيين، إنما تستمد من الدين وليس من الشعب، وهذا هو السبب الذي لا يجعلهم يأبهون بحقوق الآخر، حتى إن زعيمهم عمر البشير كان يردد انه: (لن يسلم السلطة، لا للحركة الإسلامية ولا للقوات المسلحة ولا لأي جهة، ثم يتلو الآية: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)!! وقد كان همهم في كل حركتهم تحت مختلف الأسماء من الأخوان المسلمين، جبهة الميثاق الإسلامي، الجبهة الإسلامية القومية ثم المؤتمر الوطني، أن يتمكنوا من السلطة والمال.. ومن ثم، يوظفون كل ذلك لإذلال المواطنين حتى يستكينوا ويستسلموا لهم، فتستمر (المنظومة الخالفة) أو (التوالي السياسي) تحت تحكم الحركة الإسلامية، بمعنى أن التغيير من حكومة إلى أخرى لن يكون فكريا وإنما هو شكليا فقط، وهكذا يظل الأساس العقائدي المتمكن بالمال ثابتا يمنع التغيير الجذري بالفكر..
    نحن الآن في ثورة ضد الفساد، ومن أجل تغيير جذري​​ لأفكار الحركة الإسلامية العقائدية التي أشرنا إليها، لأنها مؤسسة على وصاية دينية زائفة، أساءت إلى الإسلام وأظهرته بمظهر الإرهابي الذي لا يرعى للإنسان حرمة.. فهم باعتراف قادتهم يعتبرون أن مال الدولة هو مال الحركة الإسلامية يتصرفون فيه بما يمكنهم أكثر، في السلطة والمال من أجل تأديب الشعب وإخضاعه.. فهم ليس في فكرهم حقوق مواطنة ولا أي حقوق دستورية لمن يخالفونهم الرأي والفكرة، ولذلك وضع زعيمهم د. الترابي مادة الردة في القانون الجنائي لتكون سيفا مسلطا على كل من ينتقد سلطتهم.. وبوحي من هذا الفهم المتخلف اعتبروا الجنوب دار حرب، فأعلنوا الجهاد باسم الإسلام لإخضاعه بالسلاح، واتجهوا للقبض على الشباب من الشوارع ليكونوا وقودا للحرب.. ولما عجزوا عن إخضاعه بالسلاح، وتحت الضغط الدولي جنحوا للحل السياسي، ولكنهم لم يكونوا يهدفون إلى الوحدة، وإنما إلى الانفصال ولذلك كانت ممارساتهم خلال الفترة الانتقالية محشودة بكل ما يجعل الوحدة خيارا غير جاذب..
    السبب في كل هذا الفساد، هو الفهم الخاطيء للإسلام، فالدين سلاح ذو حدين، إن استخدمته بالفهم الصحيح فإنه يحل جميع مشاكلك.. لكن ان استخدمته بفهم عقيم فإنه يرتد عليك ويفرز من الفتن ما يفوق تصور المضللين به أنفسهم.. فدعوة الأخوان المسلمين أقصت التربية الروحية، واعتبرت أن جميع المشاكل ستحل فورا، بمجرد استلام السلطة والتمكين بالمال تحت شعار تحكيم الشريعة.. ويمكن أن ترى هشاشة الأساس الذي تربت عليه هذه الجماعة من توجيهات مؤسس دعوتهم حسن البنا: (نحن أيها الناس ولا فخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحملة رايته من بعده، ورافعوا لوائه كما رفعوه، وناشروا لوائه كما نشروه، وحافظوا قرآنه كما حفظوه، والمبشرون بدعوته كما بشروا، ورحمة الله للعالمين.. "ولتعلمنّ نبأه بعد حين".. 
    أيها الأخوان المسلمون: هذه منزلتكم، فلا تصغروا من أنفسكم، فتقيسوا أنفسكم بغيركم!!)!! انتهى..
    هكذا يضع الشيخ حسن البنا أعضاء تنظيمه في منزلة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، رضوان الله عليهم!! فهو بدلا من أن يدعوهم إلى النظر إلى دخيلتهم لإصلاح عيوب السلوك يشغلهم بادّعاء مقامات الصحابة، وبالفضيلة على كل أحد خارج تنظيمهم!! وسوء التربية هذا هو الذي جعل الأخ المسلم مثالا صارخا للتعصب، والتشنّج، والميل إلى العنف، والإرهاب والاستخفاف بالآخرين والاستهانة بحقوقهم، في جميع الأوساط.. أكثر من ذلك فهم - أعني تنظيم الحركة الإسلامية – ترتفع درجة العضو عندهم بما يقوم به من عمل خارجي في اتجاه العنف والغدر، أكثر من اهتمامه بالتربية الدينية في التقوى والورع، فكأن (الخساسة) عندهم هي التربية!! وهذا الرأي العام المفسد للفرد دفع العضوية ليكون على درجة عالية من الحماسة والجرأة في التعدي على حقوق من يخالفونه الرأي.. ولذلك عندما تبحث في تاريخ قادة الإنقاذ تجدهم أوسخ العضوية سلوكا، وأبعدها عن روح الدين عبر تاريخهم!! 
    إذا كانت تجربة الإنقاذ منطلقة من عمق ديني بهذا الحجم من مخالفات لروح الدين، فإن إزالة سلطتهم، بالثورة الحالية التي تمت تحت ضغط كراهية الفساد، تحتاج إلى أن تشفع بالتصحيح الديني الذي يقيم الصلاح مكان الفساد، فالرغبة في التغيير وحدها لا تكفي ما لم تشفع بالمعرفة بفكرة التغيير.. وأحب أن أحدد نقاط أساسية في معالجة خطأ الفهم الديني:
    أولا: الإسلام عندما نزل على النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، في مكة، لم يفرض وصاية على الناس، وإنما دعاهم بالحوار الموضوعي لاحترام حق الفرد في الحياة والحرية، مسلما كان أو غير مسلم.. ووضع المنهاج التربوي في التوحيد والعبادة الذي يعين الفرد على عدم التعدي على الآخر، فإذا تعدى يعاقب بالقانون الدستوري الذي يحمي الجميع.. والقرآن المكي أسس هذا الفهم بكثير من الآيات، مثل: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وغيرها كثر في نفس المعنى.. وهذه هي الحقوق الدستورية التي صارت ثقافة عامة في عصرنا هذا، وصارت متعلق كل شعوب الأرض، حتى صار قادة الإنقاذ في أخريات أيامهم يتحدثون عنها ليخدعوا المجتمع الدولي للخروج من قائمة الدول الراعية للارهاب، وهم أبعد الناس عن معانيها..
    ثانيا: لم يستجب المجتمع الجاهلي للدعوة النبوية المكية، واتجهوا لإيذاء النبي وأصحابه وإذلالهم لكي يتخلوا عن دعوتهم.. أسوأ من ذلك، دبروا مكيدة لقتل النبي الكريم للتخلص منه ومن دعوته، فهاجر النبي الكريم إلى المدينة وبات واضحا أن هؤلاء المشركين غير مسئولين، ومحتاجون إلى وصاية ترشدهم نحو معاني الحقوق الدستورية مستقبلا، فهم قرروا التعدي على حق النبي الكريم نفسه، وهو النموذج في الأخلاق الفاضلة حتى إن أماناتهم كانت في بيته، إلى يوم الهجرة..
    وهكذا نسخت جميع الآيات المكية التي أسست الحقوق الدستورية والاسماح، ونزلت بدلا عنها آيات الوصاية، وصار الدخول في الإسلام اجباريا، ولذلك قال حاج الماحي: (الدين جابو قهرا مو حناسة)، (فالحناسة) بمعنى الحوار، لم تنجح في استئصال أمراض انتهاك الحقوق الدستورية، فقد كان المشركون يئدون البنت حية خوف العار والفقر، وكان قانونهم الاجتماعي قانون الغابة (من غلب سلب).. وبهذه الوصاية الحكيمة أمكن تأسيس قدر من الحقوق للضعفاء من الأطفال والنساء والرجال بالقانون، ما كان من الممكن انتزاعها إلا بالسيف، ولذلك يمكننا أن نقول إن هذه الوصاية ليست أصلا في الإسلام وإنما هي فرع تنزل من الأصل لضرورة حكم الوقت.. فالإسلام استخدم السيف كمبضع الطبيب لا كمدية الجزار.. والسبب الذي جعل هذه الوصاية فعّالة، وصاعدة بالفرد والمجتمع إلى الأمام، هو أنها وصاية الفرد الرشيد على القصر!! 
    ثالثا: لقد تطورت الحياة البشرية، على الأرض بالصراع الاجتماعي في مرحلة (فترة) بعد أن انتهى عهد الخلفاء الراشدين وهو كان مرحلة (بعثة)، فالمجتمع البشري يتطور بالعقل في (الفترة) فتنمو أعراف وعادات حميدة وخبيثة، وعندما تبرز (بعثة) نبوية، فإنها تعمل لتثبيت الحميد منها، وتجتث الخبيث.. فالإسلام مثلا وجد عادة إكرام الضيف فثبتها وهذبها، ووجد عادة وأد البنات فاجتثاها من جذورها.. ولقد انتهى الصراع العنيف في الحرب العالمية الثانية، وهي مرحلة (فترة) بالبشرية المعاصرة إلى أن تجنح نحو السلام، وتأسست مواثيق حقوق الإنسان لحماية الحقوق الدستورية، وهي حق الحياة وحق الحرية، وجاء في مستهل ميثاق الأمم المتحدة: نحن شعوب الأرض: (قد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال القادمة من ويلات الحروب)!! وبهذا الاستقراء يمكننا أن نقول ان المجتمع البشري في جملته قد ارتفع نحو الحقوق الدستورية، التي أسسها الإسلام في أصوله قبل ألف وأربعمائة عام!! 
    فالدعوة إلى الإسلام اليوم، يجب أن تنطلق من القرآن المكي لتثبيت الحقوق الدستورية، بدعمها بالتربية النبوية (السنة)، وتوجيهها روحيا.. ولا يمكن أن تؤسس دعوة الإسلام على الوصاية التي قامت عليها الشريعة السلفية في القرن السابع الميلادي كما فعلت ولا تزال، دعوة الأخوان المسلمين!! فالوصاية الرشيدة قد خدمت غرضها حتى استنفدته، ونحن الآن نستشرف عهد المسئولية.. 
    نحن – السودانيين - في عهدنا الجديد في السودان، عهد ما بعد الإنقاذ، يجب ألا نتردد في إرساء حكم مدني بمعنى غير عسكري، قائم على أصول القرآن المكية التي تعطي حق المواطنة الكامل لجميع الناس لا فرق بين مسلم وغير مسلم، أو بين رجل وامرأة.. هذا الأساس الديني لا يمكن تجاوزه في السودان، فهو السبيل الوحيد لاقتلاع هوس الأخوان المسلمين من جذوره في بلادنا، وإن لم نفعل فسنكون أعطينا الهوس الديني عمرا جديدا بالرغم من يأس دعاته بسبب ما شاهدوه من كراهية لسلطتهم أثناء الثورة.. 
    رابعا: يجب أن يكون واضحا، أن دولتنا المدنية ليست نقلا لتجربة الغرب في الدولة المدنية بتاريخها المعروف في إقصاء الدين، وسيادة العلمانية السافرة التي لا تعطي الاعتبار للحياة الأخرى، حياة ما بعد الموت كموجه لسلوك البشر روحيا.. هذه النقطة في غاية الأهمية، وما ينبغي أن نذهل عنها بنشوة النصر بالثورة، فقادة الإنقاذ ظلوا خلال عهدهم يدمغون كل من ينتقدهم بأنه شيوعي، علماني، مرتد!! وينذرون المواطنين بأن هؤلاء المعارضين يريدون أن يفتحوا البارات ودور البغاء.....الخ هذا الكلام الفارغ المغرض!! إذن ما ينبغي أن نبعد عن السند القرآني لدولتنا المدنية، دولة حقوق المواطنة المتساوية، فالدين ليس ملكا للمهووسين!!
    ختاما، هذه معالم ثورة التغيير من أجل الحكم الصالح، وأرجو أن تُفتح قنوات الإعلام الرسمية بالتحديد، لإدارة حوار حولها يرسخ ضرورة التربية النبوية في التغيير، فهي صمام الأمان ضد الانتكاسات.. فتلك الأجهزة لا تزال قابعة في العهد البائد، وذلك لأن القائمين على أمرها تدربوا بالسنين على إقصاء الأفكار التي تخالف فكر الحركة الإسلامية السلفي والسخرية منها إلى أن وقع الفأس فوق الرأس..

    الثلاثاء 16 أبريل 2019























                  

04-16-2019, 10:00 PM

شوقي ابراهيم عثمان


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ​سقوطُ الوصَاية الدينية المُزيَّفة!! بقل� (Re: د. محمد محمد الأمين عبد الرازق)

    Quote: ذلك بأن سلطة الإنقاذ ليست سلطة عادية استولت على الحكم بانقلاب عسكري، وإنما وراءها عمل منظم في خداع الناس بانتحال السلطة الروحية، فكأن شرعيتها حسب فهم قادتها من الأخوان المسلمين وأذيالهم من السلفيين، إنما تستمد من الدين وليس من الشعب، وهذا هو السبب الذي لا يجعلهم يأبهون بحقوق الآخر، حتى إن زعيمهم عمر البشير كان يردد انه: (لن يسلم السلطة، لا للحركة الإسلامية ولا للقوات المسلحة ولا لأي جهة، ثم يتلو الآية: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)!!


    في هذا النص.. واضح أن الإسلام علماني... (علماني secular)

    شرعيتها هي بيت القصيد. فهل كان معاوية أو عمر البشير من الأنبياء (مثل سيدنا محمد أو سيدنا داؤود عليهما السلام) مصطفين بإختيار الله أن يحكما باسم الله!!؟ فما الآية التي يذكرها عمر البشير، وفهمها بسطحية متناهية، سوى أنها تحمل المعنى "وما تشاءون إلا أن يشاء الله". وبالمجموع، يصير المعنى .. أنكم أيها البشر مخيرين غير مجبرين، أحرار، ولكن كل هذا لا يخرج من سلطان الله. وهنا يتأتى معنى الشورى "الأمر شورى بينهم" رغم أن اللفظة القرآنية "شورى" لا تدخل في معنى الحاكمية. وإنما "بيعة" كافة الناس هي الأصل والشرعية للحاكم، وغيب الجبابرة هذه النقطة وأزلامهم من شيوخ البلاط على أنها خالصة "لأهل الحل والعقد". ثم قالوا في شرعيتها تجوز بالستة - نسبة للجنة الستة العمرية، وقالو شرعيتها تجوز بالواحد حين بايع عمر ابابكر - ثم أنتهت شرعيتها إلى "الحكم لمن غلب بالسيف!!". تجد كل هذه السفاسف في كتابين بعنوان واحد: الأحكام السلطانية، للماوردي وثم لإبن أبي يعلي الفراء.. ثم زاد الترابي الخبال خبالا.. فألف بنفس العنوان الذي سجن نفسه برغبته كي يتفرغ له: الأحكام السلطانية.

    لنأخذ إيران مثالا... الشيعة (وهم نصف صحابة رسول الله ص) لا تعترف إلا بخلافة الإمام علي من حيث الشرعية الظاهرة.. فهي قد تمت ببيعة ناصعة البياض، أنكب الناس عليه كالسيل العرمرم مصرين على بيعته!! ولاحظ أن عبد الرجمن بن عوف مات قبل عثمان وإلا كانت الخلافة دُحرجت إليه - وهذا ما عزموا عليه في لجنة الستة، أحدهم يدحرجها للثاني كما رأينا كيف لعبها أو الكيزان بإبن عوف!! وحين أختار ابن عوف بتمثيلية عرجاء عثمان وأخرج منها علي، قال فيهم الإمام: دق الله بينكما عطر منشم!! وأستجاب الله لدعوة العبد الصالح .. فأختصم عثمان وابن عوف خصاما مرا في حياتهما وتشاتما وأخذ كل منهما يفضح الآخر إلى أن مات ابن عوف!!

    قُتِل عُثمان، ولم يكن ثمة فرصة لتعيين من يقوم بعده بالخلافة، فلا سقيفة ولا شورى! فكان من حقِّ الجماهير، ولأوَّل مرَّة في تأريخها، أن تطلق صوتها وترجع إلى رشدها. فنهضت الجماهير عطشى تتسابق سباق الإبل إلى الماء، جاءوا دار الإمام عليٍّ عليه السلام حيث اعتزل قبل هلاك عُثمان، ولم يخرج من بيته، يطالبون أن يخرج إليهم ليبايعوه.. حتى وصف أمير المؤمنين عليه السلام هذا السيل العارم وإصرارهم على البيعة بقوله: « فما راعني من الناس الا وهم رسلٌ إلي كعُرف الضبع، يسألونني أن أُبايعهم، وانثالوا عليَّ حتى لقد وُطئ الحسنان، وشُقَّ عطفاي». ومضى يصف في خطبته هذه موقفه من الخلافة: « أما والذي فلق الحبَّة وبرأ النسمة، لولا حضور الحاضر ولزوم الحجَّة بوجود الناصر، وما أخذ الله على أولياء الأمر الا يقرُّوا على كظَّة ظالم أو سغب مظلومٍ، لألقيت حبلها على غاربها، ولسقيت آخرها بكأس أوَّلها، ولألفوا دنياهم أزهد عندي من عفطة عنزٍ » نهج البلاغة) . وتمَّت بيعته في الخلافة في يوم الجمعة الخامس والعشرين من ذي الحجة عام 35هـ.، وقال عليه السلام يصف ذلك الأمر : « وبسطتهم يدي فكففتها، ومددتموها فقبضتها، ثُمَّ تداككتم عليَّ تداكَّ الإبل الهيم على حياضها يوم وردها، حتى انقطعت النعل وسقط الرداء ووُطئ الضعيف.. ». (منقول بتصرف)

    هذا من حيث الشرع الظاهر.. أي ألا تقوم للحاكم قيامة إلا ببيعة من الشعب لا غبار عليها!!! وهذه هي العلمانية.. secular - فهل يظن الكيزان أشباه الخوارج وأسلافهم أن يُنزل الله ملكا لكي يختار للمسلمين حاكما.. كما أدعوا في اعتصام رابعة أن جبريل صلى معهم!! ولكن هنالك بعد آخر في شخصية الإمام علي.. عليه السلام.. وهي أن الله قدَّر أن يفتن العرب بالإمام علي.. ويختبر إيمانهم.. فأختاره الله ورسوله .. كوصي، ولكل نبي وصي، وثم أن الإمام علي هو مولى المسلمين بعد رسول الله ص، وهو خليفتهم بعده.. فرفضوه، وكرهوا خلافته بغضا فيه، وكان حالهم حال الآية: "ذلك بأنهم قوم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم". فإلى اليوم -منذ سقوط الدولة العباسية- العرب ملعوب بهم!! محكومين لا حاكمين، تلعب بهم الأمم!! هذا الإختيار الرباني للإمام علي لن يتكرر، ولم يتبقى للسنة الأشعرية سوى البيعة الجامعة، الإنتخاب الشعبي للحاكم.

    ماذا عن الشيعة، وماذا عن إيران؟ منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.. وأئمة آل البيت وشيعتهم يقاطعون حكام السوء الظلمة ولا يصلون خلفهم، إلا القليل منهم كعمر بن عبد العزيز يترضون عليه ويحترمونه، فأفتقروا بحرمانهم من بيت المسلمين، وقتلوا، وسحلوا ودفنوا أحياء، وتفرقوا بنورهم إلى كافة البلدان حرصا على دمائهم. بإختصار كانوا المعارضة الدينية والسياسية في كل العصور. ولم تك لهم دولة قائمة إلا الدولة الفاطمية، ودمرها صلاح الدين الأيوبي. ثم الدولة الإيرانية الحالية - في الأصل كان الإيرانيون سنة وتحولوا إلى التشيع مرة واحدة لحكمة إلهية- وكما ذكر القرآن في العرب: (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ( سورة محمد، آية 38). وسأل الصحابة رسول ص، من هؤلاء القوم؟ فضرب فخذ سلمان الفارسي، وقال: هم قوم هذا!!

    وكما هو معروف، كان جمهور الشيعة ينتظر المهدي المنتظر عليه السلام لقرون ليخلصها من الجبت والطاغوت - أي الحكام الظلمة، وهنا تدخل آية الله (وهو أسمه الحقيقي) الخميني بأطروحته، ألا يكون الشيعة في موقع الإنتظار السلبي، بل يمهدوا الطريق للمهدي المنتظر عليه السلام بإقامة الدولة العادلة ومحاربة الإستكبار. وبالرغم أن الجمهورية الإسلامية الأيرانية من أهدافها الإستراتيجية إقامة الدولة العادلة، وتوصف بالدولة الدينية، ستصاب بالذهول حين تدخل الويكيبيديا الإنجليزية وتقرأ بالتفصيل الدقيق كيف تقوم أعمدة الدولة الإيرانية، كلها تقوم بالإنتخاب الشعبي .. من المرشد وحتى عضو برلمان. والمدهش أن بعض مؤسسات الدولة السيادية -رسمت كي تراقب بعضها البعض عبر فصل الإختصاصات على مثال فصل السلطات الثلاثة حتى لا تتوغل سلطة على أخري أو تفسد- لا ينال فيها العضو راتبا لا شهريا ولا سنويا، لا استحضرها الآن.

    إذن حتى في الدولة الإيرانية الشيعية المعاصرة.. كل شيء فيها بالإنتخاب الشعبي.. رغم أنها دولة دينية وإستراتيجيتها ممتدة مع مقولة المهدي المنظر الغائب وسيظهر لإقامة العدل وفي سياق واحد معه. بينما السنة الأشعرية ليس في وعيها الحاضر الإمام المهدي المنتظر لا يتبقى لها سوى الإنتخاب الشعبي، (وقطعا محمد أحمد المهدي السوداني ليس هو المنتظر بينما يقول الصادق المهدي إنه هو- لذا تجد الصادق المهدي يبغض الشيعة ولا يضيقها) . وتجد حسن الترابي في جلساته الخاصة الألمعية - يقول لسامعيه بأهمية الرسالة .. ودون أهمية محمد بعد وفاته، أي أنه ناقل وأنتهت وظيفته بعد موته. وهو نفس رأي ابن تيمية في التفريق ما بين حياة محمدا ومماته صلى الله عليه وآله. بل أيضا يقول حسن الترابي أن الإمام الغائب.. مات وهو طفلا، ويعني أن الشيعة تعيش وتحيا في وهم!!

    Quote: خلاصة هذه المداخلة هي أن الإسلام علماني secular!! وسنواصل مداخلاتنا لنفس المقالة.....
                  

04-16-2019, 11:29 PM

عاطف ود عمر


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ​سقوطُ الوصَاية الدينية المُزيَّفة!! بقل� (Re: شوقي ابراهيم عثمان)

    الشيعي أبو عنجرة..وتأليف القرآن:

    Quote: وكان حالهم حال الآية: "ذلك بأنهم قوم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم"


    ​سقوطُ الوصَاية الدينية المُزيَّفة!! بقلم د. محمد محمد الأمين عبد الرازق​سقوطُ الوصَاية الدينية المُزيَّفة!! بقلم د. محمد محمد الأمين عبد الرازق

    !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    أها يا الشيعي أبو عنجرة
    دا قرآن (شيعتك)؟؟
    ولا قرآن الجمهوريين..فرع النور حمد!!؟؟
    هههههههههههههههههههههههههههههه
    فضايح تتعالى وتتوالى
    مع الشيعي (العنجري)!!!
                  

04-16-2019, 11:17 PM

شوقي ابراهيم عثمان


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ​سقوطُ الوصَاية الدينية المُزيَّفة!! بقل� (Re: د. محمد محمد الأمين عبد الرازق)

    Quote: وقد كان همهم في كل حركتهم تحت مختلف الأسماء من الأخوان المسلمين، جبهة الميثاق الإسلامي، الجبهة الإسلامية القومية ثم المؤتمر الوطني، أن يتمكنوا من السلطة والمال.. ومن ثم، يوظفون كل ذلك لإذلال المواطنين حتى يستكينوا ويستسلموا لهم، فتستمر (المنظومة الخالفة) أو (التوالي السياسي) تحت تحكم الحركة الإسلامية، بمعنى أن التغيير من حكومة إلى أخرى لن يكون فكريا وإنما هو شكليا فقط، وهكذا يظل الأساس العقائدي المتمكن بالمال ثابتا يمنع التغيير الجذري بالفكر..


    (المنظومة الخالفة) هي موضوع مداخلتنا...!!

    لم يفهم الدكتور محمد (المنظومة الخالفة) على حقيقتها كما يفهمها حسن الترابي..ورسمها في رأسه.!! لقد تصول حسن الترابي بعد أن دمر "دولة السودان القديمة"، لبناء دولته الإسلامية، وتمكن، وعزل وأقصى أية معارضة أية كان نوعها، بالحيلة والكذب، واللجوء للعلوم النفسية الاجتماعية، وبالسحل والتصفية الجسدية.. الخ توصل إلى نفس ما توصل إليه فلادمير بوتين، الذي كان يحذر حزبه تحذيرا شديدا، ألا يضعفوا المعارضة... حتى لا تتعفن الدولة!! وهذا ما حصل للكيزان.. أقصوا الجميع وأستحوذوا على كل شيء.. فكانت دولتهم المعفنة التي وصلت ريحتها المنتنة كافة الدول وأروقة الأمم المتحدة!!

    وكان سقوط مرسي قاصمة ظهر حسن الترابي...!! كان الترابي يحلم قبل سقوط مرسي بأسبوعين قيام دولة إسلامية بوحدة مصر وليبيا والسودان.. يتم أثاؤها توحيد المؤتمرين الشعبي والوطني وإنهاء المفاصلة المسرحية.. وأن يأتوا بالصادق المهدي بحق وحقيق - تذكر احتفال خطاب الوثبة- 27 يناير 1914م- ولإحتفال العظيم. كتب هذا الخطاب الترابي بنفسه، وعجز البشير في فراته أو حتى فهمه. علي يمينه الصادق المهدي، وعلى شماله غازي صلاح الدين.. والبشير يخطب!! هذه هي كانت المفاجأة.

    النظام الخالف هو ما بين كتلتين، ومستقبلا ما بين حزبين.. على الطريقة الأمريكية ذات الحزبين، في كفة يجلس كل الإسلاميين باطيافهم وهم الداعون لدولة إسلامية قحة، وبدستور إسلامي (بتغيير اسم كتابه: الأحكام السلطانية - إلى دستور السودان ... هههههه)، وفي الكفة الأخرى الصادق المهدي وحزبه... ومعروف أن الصادق مو بيحب يتردف، أعطوه كفة وازنة..وهي الكفة المقابلة وهو من المحبين إنو مو يتردف، لكنه مغرم بحالة الجلوس في مقعد "العلمانوية/الإسلاموية" على حسب وصف أعدائه له!! وفي نفس كفة الصادق المهدي سيجلس ما يسمونهم بالعلمانيين، وأنصاف العلمانيين، وسيفترسهم الصادق المهدي وسيقربهم أو سيجرهم بأسلوبه المميز لأطروحة الدولة الإسلامية.. فالصادق المهدي أيضا لديه "الصحوة الإسلامية". وسبق أن تحالف مع الكيزان عام 1966م و1867م.. تحالفا إنتخابيا واستراتيجيا في صالح الدستور الإسلامي!! والصادق هو من تقاعص في إزالة قوانين سبتمبر بدءا من عام 1986م.. بل هنالك من أتهمه.. من حزبه إدريس البنا .. بأن الصادق ساهم في إنقلاب يونيو 1989م... وصمت الصادق .. وبلع لسانه وكان يكذب على أحمد منصور..!!

    هذه هي فكرة الترابي...!! إذا جلس المواطن في كفة الإسلاميين الأقحاح.. أو حزبهم العريض، أو جبهتهم.. سهل لهم الأمر.. وإذا جلس المواطن في كوم الصادق المهدي.. سيجرهم "عميلهم" خطوة نحو الدولة الإسلامية، على طريقة "يدخل عصا، ويخرج عصا.." وسيرث الصادق أولاده بنفس التكتيك .. والعرق دساس كما يقول نبينا..!!

    هذا هو النظام الخالف.. والمقصود بالخالف.. النظام ما بعد حقبة "المؤتمر الوطني، ويتطلب دمج الشعبي والوطني.. وتغيير أسميهما.. وسيمارسون طقوس التيمم من آثامهم السابقة.. وسيفتحون جبهة جديدة بجناحين يؤلان في المستقبل إلى حزبين متنافسين، منافسة حقيقية.. وهكذا تخيل أن يزيل الترابي العفن الذي ألتصق باسمه وبدولته... وليس المقصود بالنظام الخالف حكومة تخلف حكومة على طريقة المؤتمر الوطني.. حزاب فكة..وعلى سنة خج الصناديق..التي اشتهر بها!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de