يسأل الناس : ما هذا يا صاحب المخبز فيجيبهم ساخراُ : ( إن عجبــكم ) !!
يقف الناس في صفوف الأفران لساعات وساعات طويلة .. وفي نهاية المطاف يحصلون على مهزلة تسمى ( الرغيفة ) .. وهي قطعة صغيرة دائرية بحجم ( الريال المجيدي ) في أزمان الحكم الثنائي !! .. ويظن البعض في الوهلة الأولى أن تلك الدائرة الصغيرة هي حبة دواء للعلاج .. ورغم ذلك فإن قيمتها هي واحد جنيه سوداني .. وذلك في غياب الرقابة والمحاسبة من قبل الجهات الرسمية وفي غياب الرقابة والمحاسبة من تلك الجهة التي تدعي حماية المستهلك السوداني .. وتلك هي السمة السائدة في معظم المخابز بالعاصمة السودانية !.. يتعجب الناس من ضآلة الحجم مع ثبات القيمة !.. فيسألون صاحب المخبز في حيرة شديدة : ( ما هذا يا صاحب المخبز ؟؟ ) .. فيجيبهم في عنجهية شديدة ( إن عجبكم يا هؤلاء !!! ) .. فيصمتون على مضض لأن الجدال مع صاحب المخبز قد يحرمهم حتى من تلك ( الفتات ) .. ولسان حال الجميع يقول في الأعماق : ( يا صاحب المخبز إذا أغرتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك ) .. وهو صاحب المخبز ذلك الجشع الذي قد لا يخشى إطلاقاُ من غضب ذلك ( الحمدوك ) .. كما أنه قد لا يخشى من غضب تلك الجهات الزائفة التي تدعي حماية المستهلك السوداني .. ولكن كان عليه أن يخشى وأن يخاف من عقاب الله .. والتجار في كل بلاد العالم قد يساومون في الأسعار ولكنهم لا يتلاعبون إطلاقاُ في الأوزان والأحجام .. لأن تلك الأوزان والأحجام هي من الحقوق الثابتة والمكفولة للمستهلك .. ولكن نحن في السودان ذلك البلد الذي يمارس فيه الحرام دون خشية من الله !.
ويقول الناس لأصحاب تلك المخابز الذين ينقصون الأحجام والأوزان كيف ستواجهون ذلك اليوم الرهيب العصيب ؟؟ .. ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ؟؟ .. وأنت يا صاحب المخبز قد ترغم الآخرين على الرضوخ لظلمك في هذه الدنيا .. ولكن كيف سترغم هؤلاء خزنة جهنم ليتقبلوا مقولة ( إن عجبكم ؟؟؟ ) فهؤلاء لا تعجبهم إلا أوامر الله ؟؟. وتلك الآيات القرآنية واضحة وصريحة في ذلك الشأن :
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة