صُدمت منطقة واشنطن الكبرى الاسبوع الماضي وخيم عليها حزن عميق لوفاة أحد أبنائها البررة، الأخ والصديق عثمان الحبوب، لما للرجل من مكانة وأفضال على الكثير من قاطنيها. كان عثمان ودوداً ومتسامحاً ولطيفاً، حسن المعشر وبشوشاً على الدوام. وكان صاحب قلب عامر بالمحبة لكل الناس، دائماً ما ينسج ثوباً من المودة والمحبة والتسامح مع كل أهله وكل أصدقائه ومعارفه. كان الحبوب من ذلك النوع النادر من البشر الذين ما أن تلتقي الواحد منهم حتى يخيل إليك أنك تعرفه منذ عشرات السنين، . وما أن تقترب منه يصبح لك صديقاً صدوقاً، يتسرب إلى حياتك دون إستئذان، فيمتزج عالمك بعالمه. كما كان الراحل المقيم من نوعية البشر الذين تمتد علاقاتهم عبر كل الأعراق والديانات والأجناس، حيث اتصف عثمان بالبراءة والطيبة، وظل أكبر من أن يميز بين الناس على أساس الدين أو العرق أو الجنس فأحب كل من عرفوه وبادلوه حباً بحب أكبر.. كان صديقنا الراحل شديد الحرص على مواصلة الأرحام، ومعاودة المرضى، لم تمنعه الظروف ومشاغل الحياة يوماً عن تفقد أحوال الأهل والأصدقاء على كثرتهم، ولم يمسك يده تحت أي ظرف عن عون لملهوف أو صاحب حاجة. يتفق كل من عرف الحبوب على أنه كان ملح جلسات الأصدقاء، يطلق النكات ويدخل البهجة إلى نفوسنا جميعاً فننسى همومنا ونبادله الضحكات. أكاد لا أصدق أن هذا الانسان الفريد لم يعد موجوداً بيننا. والفراغ الذي تركه عثمان في حياتنا لن يمتلئ وخسارتنا فيه لن تعوض ولكنها إرادة الله ولا راد لإرادة الله.. اللهم أرحم عبدك عثمان وأغفر له بقدر ما قدم لأهله وأصدقائه، وتقبله قبولاً حسناً في جناتك مع الصديقين والشهداء. اللهم ألهم رفيقة دربه خديجة وأبنائها طارق وأحمد وأشقائه وشقيقاته وأصدقائه ومعارفه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة