لم أدهش للمانشيت الأحمر الذي صاغته جريدة (الأخبار) أمس بعناية فائقة لتستفز في الشعب السوداني (الضكران) رجولته المُنتقَصة بأفعال بعض المتمردين على قيمه وخلقه القويم وتقاليده السمحاء.
ضبط الفنان صاحب الرقص الشاذ على (برش الدخان)!
ذلك كان مانشيت الصحيفة أما تفاصيله الصادمة فأرجو أن تصبروا عليها، ذلك أن الفنان المخنّث المقبوض عليه لم يكُن وحده، فقد اعتقلت شرطة أمن المجتمع معه ثلاثة من زملائه بينهم فنانة! بعد أن ظهروا في مقطع فيديو يرقصون فيه بصورة فاضحة ومبتذلة على برش دخان تستخدمه النساء!
معلوم أن ذلك الفيديو انتشر بكثافة في مواقع التواصل الاجتماعي ووجد استهجاناً وسخطاً وهجوماً ضارياً من مختلف فئات المجتمع، فالحمد لله أن مجتمعنا السوداني لا يزال في مُجمله بخير .
أود أن أذكّركم أعزائي بأن هذه ليست المرة الأولى التي يقبض فيها على أحد الفنانين الشواذ في حفرة دخان، فقد حدث ذلك قبل نحو ثلاث سنوات في بحري التي داهمت شرطة النظام العام فيها إحدى الشقق التي تتوسط إحدى غرفها حفرة دخان وقبضت على بعض الشباب الذين كان بعضهم يرتدون ملابس نسائية!
قبل أيام قليلة دوت الأسافير بخبر القبض على إحدى الفتيات اللائي ظهرن في مقطع فيديو وهن يمارسن الرقص الخليع والماجن في شارع النيل مع أشباه رجال من الشباب ثم تواردت الأخبار بعد القبض عليهم أنهم ظلوا يفعلون ذلك منذ زمن بعد أن اعتنقوا ديناً جديداً يعبدون فيه الشمس التي ينتظرون طلوعها ثم ينصرفون بعد أن يعكفوا على أشعتها قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم تقرّباً إليها زلفى!
هل تذكرون القصة التي أوردتها قبل فترة عن معرض مضبوطات شرطة النظام العام والتي عُرضت فيها صور لزواج مثليين سودانيين وظهر فيها رجلان سودانيان تزوّجا - لا تندهشوا قرائي الكرام .. نعم تزوّجا (عديل كده) من بعضهما، ارتدى أحدهما زياً نسائياً وحقَن صدره وأردافه بهرمونات طبية حتى يظهر كامرأة كما عرضت صور لفتيات لابسات (من غير هدوم) في أماكن عامة؟!
بالله عليكم هل من رجل أو امرأة سودانيين - غير أولئك التافهين - يرضى ذلك السلوك المشين أو يُطالب بإلغاء (النظام العام) أو إلغاء مادة الزي والممارسات الفاضحة أو يعترض على القبض على أولئك الشواذ تحصيناً لمجتمعنا من أن يغرق في مستنقع الرذيلة والانهيار الأخلاقي الذي يُمكن أن ينزل علينا ذلك العقاب الرباني الذي حلَّ بقوم لوط فجعل عاليها سافلها ودمَّرهم تدميرا؟!
بالرغم من ذلك فإني أدعو إلى تعديل تلك المادة في القانون الجنائي بحيث يُحدّد الزي الفاضح بصورة تمنع التضارُب بين القضاء والنيابة، فقد أطلق قاضي النظام العام كمال الزاكي سراح فتاة قبضت عليها النيابة، وقال إن ما ترتديه من ملابس يوجد أبشع منه في الأسواق!
لكن هل يكفي القانون لمعالجة تلك الظواهر الشاذة أم إن هناك تقصيراً من أسر هؤلاء الشواذ بل من مجتمعات فرض الكفاية وفروض العين الأخرى مثل العلماء الذين يجلس المصلون أمامهم بالملايين كل جمعة يتلقون منهم النصح والإرشاد أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر؟
ثم أين أنت أيها الخطيب المفوّه والعالِم النحرير د. أحمد الكاروري ولماذا لا يُصار إلى خطب نموذجية توزّع على أئمة الجمعة حول تلك القضايا؟
لقد جرّب الخطبة النموذحية د. عصام البشير إذ كان وزيرًا للإرشاد والأوقاف وجمع الأئمة في إحدى القاعات وكنتُ شاهداً على ذلك وأرشدهم ووزّعت عليهم خطبة حول أمر عام ولم يلزموا بالتقيد بها نصاً فهناك، من التزم بها، وهناك من عبّر عن مضامينها.
والله العظيم، إن منهج التربية الإسلامية يحتاج إلى إعادة نظر، فقد اطلعت عليه من خلال أطفالي في مرحلة الأساس والثانوي ولا أرى أن يصوب الهدف الأول نحو حفظ القرآن الكريم بترتيب السور على منهج (الحمار يحمل أسفارا) إنما الأفضل منهج (بناء القناعات) باختيار السور والآيات وقصص الأنبياء وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام وليت الكاروري اطّلع على ما يُدرس لأطفالنا بنفسه فلربما درس أولئك الشواذ ذلك المنهج وما زادهم إلا نفورًا وتمرّداً.
أخاطب كذلك اتحاد الفنانين الذين ينبغي أن يكون لهم دور في حماية أخلاق شعبنا من الدخلاء عليهم والدخيلات، فهلا فعلتم شيئاً أخي د. عبد القادر سالم وأخي حمد الريح وأخي صلاح مصطفى؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الطيب مصطفى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست