لم يكن متوقعاً أن تتحول زيارة سعد الحريري لأسرته المقيمة بالرياض بالسعودية إلى خبر عاجل في شاشات القنوات الفضائية.. الحريري أعلن من تلفزيون الرياض الرسمي استقالته من رئاسة مجلس وزراء لبنان.. بعد أيام صرح الرئيس اللبناني أن مواطنه سعد محتجز في الرياض.. وقد تزامن ذاك الادعاء باحتجاز السلطات السعودية لعدد كبير من الأمراء النافذين ورجال الأعمال السعوديين.. فرنسا أخذت الأمر على محمل الجد، فزار الرئيس مكرون المملكة، والتقى بولي العهد.. بدأ لغز الحريري في الانفراج حينما أعلن الرجل عن زيارة لفرنسا.. بعد أن هبط الحريري مطار بيروت خاطب شعبه "هذه لحظات لا تُمحى من الذاكرة".. بعدها أعلن عن سحب استقالته استجابة لرغبة الرئيس ميشيل عون.. لكن ما زال السؤال قائماً عن تفاصيل ما حدث في الرياض. أمس الأول صرح مصدر من الحزب الاتحادي الديمقراطي أن مولانا الميرغني يؤيد ترشيح البشير لفترة رئاسية جديدة من أجل تحقيق الإجماع الوطني.. وأضاف ذات المصدر حسب صحيفة التحرير أن مولانا أيّد مواقف السودان الداعمة للتقارب مع السعودية.. كما عبّر مولانا حسب المصدر المجهول في رغبته في التوسط من أجل تحسين العلاقة مع مصر.. لم يبق إلا أن يعلن مولانا عن تعاطفه مع مصر في نزاعها مع أثيوبيا في سد النهضة.. أو رغبة حزب الاستقلال في الاندماج مع الحزب الحاكم . البداية لماذا يفضّل مولانا الميرغني البقاء بعيداً عن مؤيديه.. وكيف يتسنى له إدارة حزب كبير ومفعم بالمشاكل عبر (الريموت كنترول).. قبل سنوات زرتُ لندن مع عد من الزملاء الصحفيين.. حدثتني نفسي بأن أزور السيد، فأنا من أسرة جذورها اتحادية.. أشار لي أحد السودانيين من قاطني لندن أن آخر مرة شاهدوا فيها مولانا كانت صلاة العيد الجامعة.. بعدها توقفت مع مرافقي في المجمع الذي يسكن فيه مولانا والذي لم يكن سوى شقة سكنية متسعة.. حينما هبط مولانا مصر ظننا أن السيد في طريقه للخرطوم، ولكن ذلك لم يحدث. مواقف مولانا لا تتّسق مع حزب كبير مثل الحزب الاتحادي الديمقراطي .. عند الاستقلال تمكّن السيد إسماعيل الأزهري من الفوز في الانتخابات وتكوين حكومة دون الحاجة لإئتلاف.. حتى انقلاب أكتوبر كان الحزب الاتحادي حاضراً بقوة في المشهد السياسي.. بعد انتفاضة أبريل ١٩٨٥ تمكن ذات الحزب من إحراز المركز الثاني رغم تعدّد مرشحيه في عدد من الدوائر.. مولانا نفسه وبعد انقلاب الإنقاذ أسس التجمع الوطني ورفع شعار (سلّم تسلم).. في انتخابات العام ٢٠١٠ كان مولانا حريصاً على المشاركة وسمّى حاتم السر مرشحاً لرئاسة الجمهورية قبل أن يعود ويسحبه من السباق. في تقديري أن مولانا مغيّب من المشهد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة