* إنتفخت القربة العسكرية.. أنزلوها بصخب على سطح نهر السياسة المحضة و دارت متوجهة، بعناد، عكس تيار الثورة.. و عبثا تحاول الاستمرار في المضي عكس التيار.. و تسجل عجزا بَيِّنا في كل محاولة، لكنها تنجح، كل مرة، في عرقلة انسياب تيار الثورة، بعض الشيئ..
* و وسائل الإعلام القومية تنفخ في قربة العسكر، و ترَوَّجَ لها على مدار الساعة.. و تشجع العسكر على عدم التراجع عن المضي عكس تيار الثورة العنيد..
* و للتلفزيون القومي القِدْحُ المعلى في الترويج لنجاعة ما يصبو إليه المجلس العسكري لخلق دكتاتورية عسكرية جديدة تتَزَيَّا بثياب مدنية!
* مدنياااااااو! كانت هتافات أبنائنا المعتصمين أمام القيادة العامة.. و قام المجلس العسكري بفض الاعتصام بوحشية فظيعة ألف سفاحو الجنجويد ارتكاب أمثالها في دارفور و جنوب كردفان.. * شاهدت مشهدا لا يندي له جبين الجنجويد السادِيَّين مصاصي الدماء.. و في المشهد بعض الجنجويد يستعرضون عضلاتهم على الثوار العُزَّلٌ، في أواخر ساعات مجزرة القيادة العامة، يضربون ضحاياهم و يسألونهم، في استفزاز:- مدنية و الا عسكرية؟ و يضربون مرة أخرى كل من أثر على كلمة مدنية..
* كاد الغيظ من أولئك الجنجويد الدمويين أن يقتلني، كما يكاد الغيظ أن يقتلني يومياً بسبب الإعلاميين الحربائيين الذين يمجدون الجنجويد و يرفعون من قدر كبيرهم حميدتي أعلى ما أمكنهم النفاق أن يرفعوه.. و يلمعونه مقدار ما بوسعهم أن يلمعوه..
* أقسم بالله العظيم أنني لا أستحي أن أصفع إعلامي الإذاعة و التلفزيون القوميين و هم يتقلبون من الضد إلى الضد مع إتجاه رياح الاتفاق و الاختلاف بين قوى الحرية و التغيير و بين المجلس العسكري.. ارتفاعا و انخفاضا..
* و لن أستحي أن أصفع الفلول و الأرزقية الذين لا يستحون البتة إذ أسسوا تحالفا باسم (تنسيقية القوى الوطني)، و ألقوا بثقلهم في حضن عسكر المجلس العسكري.. يجتمعون كلما عَنَّ لهم أن يجتمعوا.. و كلما اجتمعوا بالعسكر، كلما تشدد العسكر في مواقفهم ضد الثورة و أهدافها، بالرغم من زعمهم بالشراكة (الأصيلة) في الثورة مع الثوار..
* قال شركاء في الثورة قال!
* و يزعم العسكر أن إجتماعاتهم مع تنسيقية الفلول تتسق مع أهداف الثورة في البحث عن إيجاد حلول ناجعة لمشكلة الحكم في السودان؟!
* كيف يتأتى حل مشكلة الحكم في السودان من التعاطي مع قيادات الفلول من أمثال د علي الحاج، و د.التيجاني السيسي و السادة أبو قردة و محمد علي الجزولي و عبدالحي يوسف.. و كلهم، كلهم، أصل المشكلة؟ و جميعهم يخططون لتعقيد المشكلة أكثر مما هي معقدة.. و أحلامهم ب(عودتها إلى سيرتها الأولى) تشير إلى أيام الانقلاب الأولى لنصرة الشريعة التي ضلت طريقها، كما يفترون..
* إننا ضد شريعة المتأسلمين بأي صورة أرادوا لها أن تكون، و هناك قضية مرفوعة ضد من شاركوا في إنقلاب المتأسلمين في الثلاثين من يونيو ١٩٨٩.. و معظم رؤساء ما تسمى تنسيقية القوى الوطنية من المشاركين في ذلك الانقلاب بصورة أو أخرى.. و من الانقلابيين أولئك من شارك في مذكرة العشرة التي أطاحت بالترابي و أجلست البشير مكانه في رئاسة حزب المؤتمر الوطني.. و بعض من أعضاء تنسيقية القوى الوطنية لم يشاركوا في الإنقلاب لكنهم قفزوا إلى مركب النظام بإسم أحزاب بلا قواعد تذكر و لا مقار، و هي، في مجملها، أحزاب لا قيمة لها و لذلك أسماها الشارع السوداني (أحزاب الفكة)..
* و مهما كان أمر هؤلاء و أولئك، فعلى قوى الحرية و التغيير أن تفكر جديا في موضوع إلغاء الحصانة عن أي دستوري متهم بالمشاركة في إنقلاب ٣٠/٦/١٩٨٩، و أي دستوري آخر يتم تعيينه في الفترة الانتقالية إذا تم اتهامه بالضلوع في مجزرتي الثامن و التاسع و العشرين من رمضان، أو في أي جريمة أخرى تخل بالأمانة و الشرف.. حتى تتاح الفرصة للقانون كي يقول كلمته دون تعقيدات.. فالشعب السوداني يطالب ب(لعدالة أولا) و القصاص من قتلة الثوار قبل أي خطوة.. و هذا ما خرج من أجله في مليونية اليوم ١٣/٧/٢٠١٩.. * نعم، خرج الشعب السوداني في مظاهرات مليونية تكاد تقول: رأس المجلس العسكري مطلب شعبي!
🌳 الدولة العميقة الحقيقية وأكذوبة مثلث حمدي ،،، يجد المتابع للشأن السوداني بحصافةٍ وعمقٍ وروية أن هناك قبائل من جهة محددة تسيطر على مفاصل الدولة السودانية منذ العام 1900م، أي بُعَيد سقوط الدولة المهدية السودانية. وحتى نكون أكثر وضوحاً وبعيداً عن (الغتغتة) نجد أن قبائل الجعليين والشايقية والبديرية والرباطاب ونوبة شمال السودان، ببساطة كل القبائل التي توجد تاريخياً شمال منطقة الجيلي هي الممسكة بتلابيب الدولة السودانية لسببٍ بسيط أن لهذه القبائل مقاتلين إنضموا لجيش كتشنر وحتى لا نطلق الكلام على عواهنه بإمكان القارئ مراجعة كتاب حرب النهر لونستون تشرشل الذي كان مرافقاً لذلك الجيش ليعلم عدد المقاتلين الذين رافقوهم وقاتلوا معهم الدولة السودانية من تلك القبائل. ومن المعروف أن إستقلال السودان تم دون إراقة قطرة دمٍ واحدة ولعلك تؤقن أن الإنجليز ليسو بالغباء الذي يجعلهم يخرجون هكذا دون خليفةٍ يؤمن لهم مصالحهم في هذه البلاد الثرية بخيراتها في باطن الأرض وخارجها وموقعها الإستراتيجي، وهل سيجدون خليفةً لهم أفضل ممن شاركهم القتال ضد الدولة المهدية التي كانت تمثل كل السودان؟. قد يقول قائل أن الخليفة عبد الله فتك بهذه القبائل لذا حاربته رفقة المستعمر ، لكن الخليفة وللحقيقة لم تسلم من بطشه كل القبائل التي وقفت ضده حتى في موطنه دارفور وفي غيرها من مناطق السودان ، ودونكم ما حدث لقبائل الفور والماهرية والكبابيش والبطاحين من بطش حيث عُلِّقت جثثهم بأمدرمان حتى تناولتها الطيور وتيبست لكن لم نجد رجلاً واحداً من هذه القبائل قاتل مع جيش كتشنر ضد بني وطنه. هذه السيطرة التي أرساها المستعمر الإنجليزي إستمرت في كل المناصب السياسية والمؤسسات الحكومية والعسكرية والشرطية حيث لم يتسنم رئاسة هذه المؤسسات أحد أبداً من غير هذه القبائل وطبعاً القانون يتطلب توصية وتذكية من المديرين حتى يتم التدرج ليحلوا مكان من يترك المنصب منهم بعامل السن وهذه التذكية والتوصية هي ما يعمق قبضة الدولة الجهوية العميقة فلن تكون لناس (قريعتي راحت) من جهات قبائل السودان الأخرى الذين يحصلون فقط على 10% من الوظائف الدنيا عبر منافسة حقيقية بينهم ، وحتى لا ننخدع فهذا الأمر لم يبدأه الكيزان في العام 1989م بل منذ العام 1900م وأصبح جلياً وواضحاً وظاهراً بعد العام 1956م. فهناك دولة عميقة جهوية وقبلية وليست هناك دولة أيدلوجية وفكرية فالوظائف والمناصب والترقي تخضع لمعايير قبلية صارمة فنسبة 90% من المناصب تتم لها المعاينات بصورة رمزية فقط لذر الرماد على العيون فهناك من يكون قد تم توظيفهم فعلاً قبل أن تبدأ المعاينات بل ربما قبل أن يُعْلَن عنها -هذا إن لم يتم التعيين (أم غُمُتي) بلا إعلان لإعتبارات جهوية وقبلية ، وكلٌ منا له تجارب أو قصص له أو لبعض معارفه في مهازل الوظائف، وأنت بسهولة يمكن أن تدرك أن زميل دراستك ومدير المؤسسة التي تم تعيينه فيها دون معاينة كلاهما من شمال السودان ، وأكرر أن هذا الأمر ظل يحدث منذ العام 1956م حتى لا نستبدل سيطرة جهوية بسيطرة من ذات الجهة تحت شعاراتٍ جديدة. عن نفسي فقد ألقت بأهلي ظروف المعيشة من دارفور إلى قلب الجزيرة حيث مثلث حمدي المزعوم، - عبارة يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور لن تنطلي على أحد فتهميش دارفور وغيرها لم يبدأ في 1989م- المهم في موطني بالجزيرة لم أجد تهميشاً أكثر مما هو واقع على أهل الجزيرة وأبناء الوسط عموماً فأهلنا في دارفور وبعض مناطق الهامش قد يحصلون على فتات المناصب ترضيةً لهم في محاولة من أهل الشمال للتأكيد على عدم وجود تهميش عليهم ، وهذا ديدنهم مع كل من يحمل في وجههم السلاح مثلما كانوا يفعلون مع الجنوبيين من قبل، لكن أهل الوسط بعد أن أُستُنْفِذَت مشاريعهم الزراعية وأُسْتهلِكت تُركوا يعانون الجوع والفقر والمسغبة والتهميش، ولم يتمردوا لأنه ليس لديهم غابةً تحميهم ولا جبلٍ يأويهم ،وبحكم مهنتي قرأت تقريراً لمنظمة عالمية زارت السودان إبان إنتخابات 2010م أن عدد الأسِرّة (جمع سرير) بالمستشفيات نسبة لعدد السكان بولايتي نهر النيل والشمالية هو مماثل لما هو موجود بالعالم الأول بأوروبا. فليس لأهل الوسط من التنمية نصيب وليس لهم من الأمر شيء في إدارة الدولة السودانية والقلة التي شاركت في المواقع القيادية الحقيقية هي من إصول شمالية ينحدرون من القبائل المسيطرة كالمحجوب وسر الختم الخليفة والجزولي دفع الله والترابي ونقد والأزهري وسوار الدهب فهؤلاء جميعاً من قبائل شمال الجيلي وإستفادوا من أيدلوجية الدولة العميقة الجهوية لسيطرة أبناء قبائل الشمال على مفاصل الدولة، منذ دخول الإنجليز الذين عملوا على تمكين أذيالهم هنا فأصبحت بيدهم القيادة المناصب والإدارة والتوصيات لتسنم قيادة المؤسسات ويملكون دنيا المال والأعمال إذ هُم من يديرون الإقتصاد ويملكون الإعلام فبإمكانهم أن يجعلون منك مناضلاً إن كنت تدعم خط سيطرتهم أو خائناً إن إستقللت برأيك بل بإمكانهم أن ينزعوا عنك حتى الجنسية السودانية كما يحدث لحميدتي الآن. وأنظر لإغتيال الشخصية الممنهج لمن أسهموا في تفجير هذه الثورة وإكتووا بنارها مثل أبناء كردفان أولاد الضي بشارة وإبن النيل الأبيض ذو النون حين رفضوا أن يكونوا ضمن القطيع مطيةً يستغلها أبناء الشمال لمناصبهم، ما وضعهم الآن حين حلموا بالقيادة مثل أبناء الشمال، أصبحوا منبوذين ومكروهين بسبب الآلة الإعلامية الشمالية الشرسة والفتاكة والمؤذية. وأنظر مَن يفاوض مَن بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير فهم يفاوضون بعضهم بعضاً ونحن نتبعهم بسذاجة مفرطة وغباء مستحكم وليس لنا في الأمر ناقةً ولا جمل ولا رأي ولا كياسة ولا رئاسة ، فهم يكيلون الشتم والسب لحميدتي والكباشي وقالوا فيهم ما لم يقله مالك في الخمر، إذ كيف لهما أن يتدخلا في الشأن العام وهما ليسا من قبائل الأسياد إذ عليهما أن يكونا من الأتباع شأن قبائلهم ، فأهل الشمال يريدون أن يفاوضوا بعضهم بعضاً لإقتسام المناصب ونحن يجب أن نلعب وببلاهة دور الكومبارس في كل فصل من فصول ملهاة الحكم السودانية ويؤيدهم بعض السذج قاصري النظر منا حتى يستمروا في حكمنا ليوم البعث سواءً كانت المسرحية ديمقراطية أو عسكرية أو دينية أو مدنية. إن نشأ حزب ديني فعليك أن تكون تابعاً لهم لأنهم سيقولون لك لدينا نبي من الإقليم الشمالي ، وإن أصبحت من عبدة الشيطان سيقولون لك أتبعنا فالشيطان الأكبر منا وإن هربت من إستعبادهم وأنشأت حزباً جديداً سيقزمونه ويسخرون منه ودونكم مقولة (أحزاب الفكة) يجب أن تتبعهم بخنوع وإلا سيسلطون عليك مالهم وإعلامهم وتصبح مسخرةً بين الناس. فهم من تولوا زعامة كافة أحزاب السودان من أقصى اليمين لأقصى اليسار والعنصرية والجهوية مطبقة في رئاسة هذه الأحزاب جميعاً فهي ليست لكل من هب ودب مثلنا. هل ترَكُز السلطة والمال والإعلام لديهم تم صدفةً أم بتدبير فاعل أم أُعطوا وحدهم دون أهل السودان جميعاً الذكاء والحكمة وفصل الخطاب؟. بل حتى نوبة الشمال الذين هم خليط من العرب والنوبة والأتراك والأرمن والأغاريق والمجريين فالمنطقة ملتقى هجرات ، هؤلاء سرقوا إسم النوبة ولغتهم رغم ألوانهم الفاتحة وتركوا نوبة الجبال الذين هاجروا بدينهم وثقافتهم وسحناتهم ولغاتهم وجيناتهم تحت مد الهجرات الكثيرة تركوهم مهمشين منزوعين من هويتهم التاريخية بعد أن سرقها منهم هؤلاء المواليد ، فنوبة الجبال هم أحفاد بعانخي وتهارقا وفيهم شبهه وسحنته ودمه وجيناته فهم أحفاد الفراعنة السود كما يعرفهم كل مؤرخ في العالم وهم بناة الأهرامات لكن مواليد الشمال سيطروا على أحزاب ومسميات وثقافة وتاريخ النوبة، وهذا يذكرني بسرقة الإمبراطور هيلاسلاسي إمبراطور الحبشة لهم الذي نصحه بعض الإيطاليين أن يتبنى إسم أثيوبيا بدلاً عن الحبشة ،حيث للأثيوبيين- تعني أصحاب الوجوه السوداء المحروقة- ذكر وأثر عظيم في التاريخ. من هم أصحاب الوجوه السوداء المحروقة اليوم الحبش أم مواليد الشمال ؟. ألم تكفكم سرقة أرضهم حتى سرقتم تاريخهم، ماذا فعلوا لكم حتى إستحقوا كل هذا الإذلال والظلم؟. نحن في قبائل الهامش بدارفور والشرق وجنوب كردفان والنيل الأزرق نوسع قاعدة العداء والتسلط بوصفنا للقبائل العربية جميعاً بأنهم مسيطرون على مناصب البلاد ومن ثم مواردها ، وهذا خطأ بواحٌ ، فهناك قبائل أكثر تهميشاً منا نضُمها للحلف الآخر بعدم تمحيصٍ وتدبر وقراءة منا للواقع فهم معنا في التهميش وفي صفنا ضد إستبداد قبائل الإقليم الشمالي ، فنضيف لحلفهم جهلاً منا قبائل عظيمة كالحَمَر والمجانين والكبابيش والشويحات والجوامعة والجِمِع والماجدية والقريات والكرتان والشنابلة والبذعة ودار حامد وبني جرار والهواوير واللحويين والضباينة أهل الكرم الفريد والجعافرة وكنانة وسليم ودار محارب والخوالدة وقبيلة الشانخاب التي رعت الدولة المهدية في مهدها عبر زعيمها علي ود حلو لكنك الآن وفي ظل التهميش تكاد لا تسمع لهم ذكرا ، بل حتى قبيلة الجموعية التي تعتبر ولاية الخرطوم ضمن أرضها التاريخية هي مهمشة في قيادة الدولة مثلها مثل قبيلة الكواهلة أكبر قبائل السودان قاطبة وهناك قبيلة رفاعة الضخمة التي لها الباع الأكبر رفقة الفونج في تشكيل حاضر السودان بأدوارهما التاريخية الكبيرة بالإضافة لقبائل الشكرية والبطاحين والمسلمية والمغاربة ،كل هذه القبائل العظيمة مهمشة ويُمارس عليها التسلط من أبناء قبائل الشمال تماماً مثلما هو ممارس على قبائل دارفور والشرق وجبال النوبة والنيل الأزرق وهؤلاء جميعاً يستحقون تمييزاً إيجابياً في المرحلة القادمة تعويضاً عما عانوه من ظلمٍ وتهميش طيلة الستة عقود الماضية. لهذا الظلم وجد الحزب الأهلي المكون من هذه القبائل حديثاً، تجاوباً كبيراً من أبناء هذه القبائل حتى يخرجوا من حالة التهميش المقيت والظلم البائن الواقع عليهم من قبائل الشمال ، الذين أحسوا بخطورته على دولتهم العميقة بسبب قلة عددهم بالنسبة للعدد الضخم لهذه القبائل المهمشة فصاروا يصفونه بالتخلف والردة والرجعية.
حين نذكر تهميش قبائلنا يذكروننا أن ندع القبلية فهي منتنة لكن حين يتم التوظيف لأبنائهم وتولي المناصب القيادية لهم عبر تذكيتهم لبعضهم بعضاً لا يتذكرون أنها منتنة بل يرونها طيبة جميلة ، فقط يذكروننا بها حين نتحدث عن ظلمهم لنا إمعاناً منهم في التسلط والإذلال، فهذه عادتهم يخدعوننا بالشعارات البراقة والأكاذيب الظاهرة وحين يفشلون يغيرون القناع فقط ويأتوننا بأوجه جديدة وشعارات جديدة مبهرجة، وكل مرة يبشروننا أن هذا عهد جديد مختلف تسود فيه العدالة والمساواة تذاكياً وكذباً علينا ونحن للأسف دوماً نصدقهم بحماس غير مُرَشَّد - والخطب محفوظة بنصوصها منذ الأستقلال المذعوم حين إستبدلنا سادتنا الإنجليز بسادتنا الجُدد في سوق النخاسة السياسية والمصالح - لكن بعد أن يصعد حاكم جديد منهم عسكرياً أو مدنياً حالما تعود القبلية والجهوية ويجلس بعض أبناء هذه القبائل لتقاسم كعكة السلطة بين قبائلهم مع إلقاء بعض الفتات لنا، لتأكيد هذه العنصرية راجع مدراء المؤسسات القومية منذ الإستقلال الجيش والشرطة والمواصلات والبريد والبرق والسكة حديد والمواصلات والغزل والنسيج والكهرباء والمياه ومصانع الأسمنت والسكر حيث لا تنتج مناطقهم رطلاً والنفط إذ لا تنتج مناطقهم جالوناً واحداً منه وحتى شركة الصمغ العربي الذي بالكاد يعرفونه والمطار ومدراء البنوك حيث يكرسون لراسمالييهم بقروضهم المحصورة والميسرة والإذاعة والتلفزيون والصحف الحكومية منذ الإستقلال - أُكرر منذ الإستقلال حتى لا يوهموننا بأنها ثورة لتصحيح واقع خلقه الكيزان -أُكرر مرة ثالثة منذ الإستقلال - وراجع قادة الأحزاب بكافة توجهاتها ستجدهم جميعاً من هناك، هل تم الأمر صدفة؟. وبإمكانك أن تتفرس في وجوه المفاوضين الآن من الجهتين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير وراجع قبائل وإثنيات من يفاوضون فإن تمعنت فالكيزان هم أبناء الشمال لا سواهم والأحزاب هم لا سواهم ومايو هم لا سواهم وحكام الديموقراطية هم لا سواهم وقادة الإنقلابات هم لا سواهم وعلماء السلطان هم لا سواهم أنظر لمن تولوا منصب الإفتاء منذ سقوط الدولة المهدية حتماً لن يعين الإنجليز مفتياً لصالح الدولة المهدية السودانية الإسلامية بل عينوا من يضمنون ولاءهم ، حيث يجيرون الدين دوماً لسيطرة الحكام الإنجليز ومن بعدهم أبناء قبائل الإقليم الشمالي لذا يجب ألا نأخذ ديننا منهم ولا نستفتيهم بعد اليوم ، وكل المدراء والقادة والحكام هم لا سواهم فنحن فقط المروؤسين والمهمشين ونحن للعجب أكثر صراخاً وموتاً ووقوفاً في الشمس والمتاريس، ليذهبوا هم لمناصبهم المرموقة ثمناً لدمائنا التي يتاجرون بها فقط للوصول لمناصبهم بعد أن يموت بعضنا في معسكري الحكومة والمعارضة دوماً فهم يملكون القرار والمال والإعلام العام والخاص بعد أن يكونوا قد جيشونا لقضاياهم ومصالحهم في مواجهة بعضنا في الحروب التي يختلقونها أو في المظاهرات التي يدعون لها. أنظر لقائمة رؤساء القضاء منذ 1956م كلهم جميعاً من العصبة ذات القوى الحاكمة والمسيطرة من أبناء الإقليم الشمالي. فحتى من تغرب منا يرى هذه العنصرية منهم في جمعياتهم وملتقياتهم ومناسباتهم تجدهم لوحدهم كأنهم ليسو سودانيين مثلنا بل من كوكبٍ آخر، لا يشعرونك بأنكم أبناء وطن واحد إلا حين يحتاجون لفصيلة دمٍ نادرة، ولا أعلم حينها إن كانوا يحسون بالغذارة تسري في شرايينهم أم لا.
كل هذا ربما تجد من يحدثك بكل قوة عين وبلا ذرة حياء عن تهميش الشمال وعن نضالاتهم المزعومة، لكن حقاً إن لم تستحي فأفعل ما تشاء. في 7/7/ 1977م تصالح الدنقلاويان الصادق المهدي والنميري ودماء أهلنا لم تجف من الجزيرة أبا بعد، لكن الصادق وحده قبض ثمن هذه الدماء منصباً ومال، أتى وهو يردد بيت الشعر المشهور متغنياً بقرابته مع نميري: (إحتربت فسالت دماؤها * تذكرت القربى فسالت دموعها). ومن عجبٍ سموا هذه المصالحة العائلية بإعترافهم بقرابتهم (المصالحة الوطنية)، فالوطن مختزل فيهم ، وهذا أشبه بمقولة نابليون حين قال تكبراً وتجبراً وتضخيماً 😞 أنا الدولة).
أنا أؤيد حميدتي ليس إعجاباً بأفكاره بل لصدقه ووضوحه كما أرى أن جهوده تمثل محاولة جادة للعدالة والمساواة بتفكيك الدولة الجهوية العميقة وما تعيين إبن كردفان السيد/ عادل بشائر الرجل الكفؤ والمؤهل أول مدير عام لقوات الشرطة من غير أبناء الإقليم الشمالي إلا غيض من فيض لتشكيل دولة المواطنة والمنافسة الحقيقية. نرجو من قادة الحركات المسلحة ومن أبناء الهامش عموماً بمن فيهم الوسط الإلتفاف حول القائد حميدتي فهو كوة الضوء الوحيدة للحرية والباب الوحيد لإخراجهم من العبودية الحديثة والإسترقاق الناعم من أدنى المناصب لأعلاها من قِبل أبناء الشمال منذ ما يزيد عن 60 سنة، إن سقط برهان سيأتوننا ببرهان آخر فكلما سقط طاغية سيأتوننا بطاغية شمالي جديد منهم بشعارات جديدة وأكاذيب جديدة وخدع جديدة ، لكن إن سقط حميدتي والكباشي الذين وضعتهما الصدفة المحضة في موقع إتخاذ قرار حقيقي فلن يجد الهامش أبداً إنعتاقاً من رِق أهل الشمال، حيث أصبح حميدتي كما يقول دكتور تجاني سيسي أول شخص من دارفور منذ 63 عاماً يصل لهذا المنصب ، ويكون في موقع إتخاذ قرار حقيقي وليس منصباً وهمياً ، ونضيف أنه أول شخص يصل لهذا المنصب من غير أبناء شمال الجيلي حيث لم يسبقه إلا الراحل جون قرنق بعد حروب مريرة وطويلة ضد أبناء الشمال الحاكمين - وللعجب العساكر دوماً من الهامش والقادة الكبااااار من الإقليم الشمالي- نجد أن قرنق كان يدرك هذا التهميش حيث كان حلمه أن يشرب قهوة في المتمة ، فهو لم بطلب شربها في الخرطوم العاصمة بل يعرف موقع الدولة العميييييق في الشمال ولم يطلبها في بورتسودان ولا ود مدني ولا الجنينة حيث كان سيُستقبل على الرحب والسعة في هذه المناطق إذ يعانون جميعاً من التهميش مثله في كل حقب الحكم المسمى حكماً وطنياً . المهم نريد عبر حميدتي دولة المساواة الحقيقية بحيث يمكن لكل سوداني أن يحصل على أي وظيفة وأي منصب في الدولة حتى الرئاسة وفقاً لكفاءته فقط لا غير، ليس كرئاسة أوباما حيث ظل البيض مسيطرون كما كانوا، بل نريد تغييراً حقيقياً وفعلياً فالسودان بوضعه الحالي لا يصلح للعيش لنا معاً فليتقسم لدويلات حرة أو ليفصلوا إقليمهما في دولةٍ لوحدهم ونسأل الله تعالى لهم التقدم والنمو، مع رجاء منهم بالبعد عن الفتن والدسائس وأن لا يتم غزو بلادنا عبرهم ويكونون بوابة وسنداً للعدو الغازي كما فعلوا رفقة كتشنر.
نرجو من رفاقنا وإخوتنا أبناء الإقليم الشمالي عموماً الإعتراف بفشلهم في إدارة الدولة السودانية تحت كافة الشعارات واللافتات الدينية والمدنية والشيوعية والوسطية وغيرها، وكل هذا الواقع هو نتاج جهودهم والتي نحسبها صادقة في التنمية والتقدم لكنها إصطدمت بدستور دولتهم العميقة وسيطرتهم الجهوية فلهذه الدساتير غير المكتوبة ڤيتو على كل قانون ، فليتنحوا جانباً ويفسحوا المجال لأبناء قبائل الشرق والوسط والغرب ليأخذوا دورهم في إدارة الدولة عسى يصادفون نجاحاً فقد فشلتم أكثر من 60 عاماً في إدارة الدولة وإستهلكتم كافة الشعارات والأفكار والخطب ولم نحصد منكم غير الدمار والفقر والحروب، وكل حكومات السودان ما هي إلا صراع بين قبائل شمال منطقة الجيلي على الحكم بما فيها الحراك الحالي وتظل غيرهم من قبائل السودان الكبيرة والكثيرة دوماً على الهامش في التنمية وفي الحكم وفي المناصب وفي المال وفي الإعلام. وهم بتذاكي منهم أوهمونا بمسطلح (النخبة النيلية) بإعتبارها الفئة المسيطرة حتى لا يقال أن أبناء الإقليم الشمالي وحدهم هم الدولة العميقة الحاكمة ، فأهل النيلين الأزرق والأبيض ومنذ دخولهما السودان وحتى منطقة الجيلي لا يعرفون من السلطة إلا إسمها ولا من التنمية إلا وصفهما فهؤلاء مثلهم مثل بقية قبائل السودان مهمشون مهمشون مهمشون. حصدت حكومات أبناء الإقليم الشمالي عشرات الآلاف من الجنوبيين منذ 1955م لكنهم لم يسقطوا حكومة واحدة حتى آثروا الإنفصال ، قُتِل عشرات الآلاف من ثوار دارفور حفظة القرآن لكنهم لم يهزون شعرة من حكومات السادة. أُستشهد -أقول أُستشهد حتى لا نتهم بالتحامل- قل ألفاً حسب قول المكثرين فسقطت الحكومات مثنىً وثلاث ورباع حتى بانت بينونة كبرى ، فقد أحجمت بنادقهم عن لمس بعض لحمهم الحي، أقول بعضهم لأن كثير ممن فقدوا أرواحهم هم من الهامش المغيب والمستقطب والمخدوع بذات خدع أهل الشمال التي خدعوا بها أجدادنا وآبائنا وهاهم أحفادهم يخادعوننا بها ومن عجبٍ بعضنا ينخدع لهم ويلدغ من ذات جحر الشمال مراتٍ عدة. ،،،، ولأنهم يسيطرون على الإعلام بما في ذلك صفحات الفيس بوك المشهورة ،سيجد مقالي هذا الضاج بالحقائق التي يؤكدها التاريخ والواقع ونكأت فيه بعض المسكوت عنه في الدولة السودانية سيجد التجاهل بحيث لن يتم تداوله أو التعليق عليه حتى من أبناء الهامش خوفاً من سطوة إعلام الدولة العميقة وإتهامهم بالعنصرية والرجعية وربما التقليل والتكذيب والتقزيم من شأنه أو يحاولون تفنيد بعض الجزئيات لكن هذا لن يغطي عورة عنصريتهم ، سيفعلون كل ذلك فقط لأنه تحدث عن واقع معاش يحس بمرارته وعلقمه أبناء كل القبائل المذكورة والهامش عموماً، وقد ينقدونها مدعين أنهم ليسو شماليين وربما يسوقون معهم في ذات الإتجاه بعض أبناء الهامش مدعي المثالية الطيبين السذج البسطاء، لكن أحسب أن بضاعتهم المزجاة كذباً ونفاقاً وخداع كسدت لدينا فالشعارات الباهرة لم تعد تجارتها رائجة لدى أبناء الهامش العريض فلم نعد أغبياء تقودوننا كيف شئتم وأينما شئتم مطية لما تريدون. قد تقولون أن الثورة قامت لتصحيح هذا الوضع، نقول يجب أن يُصحح الوضع منذ 1956م وليس من 89م، وليتكم تمارسون العزل السياسي على أنفسكم 50 عاماً إختيارياً أو فلتُجْبَروا عليه. قد تحدثوننا عن الفتنة النائمة لكنكم غذيتم غول الفتنة 63 عاماً فأصبحنا لا نطيق التعايش معه.
🖊دكتور/ بشارة أبكر.
* صورة في بريد القائد حميدتي حفظه الله أتمنى أن تصله رسالتي ويعلم حجم الآمال التي يعلقها عليه 80% من الشعب ولا بنخدع بمناورات أهل الشمال. * صورة لقادة الحركات المسلحة (الحلو، مني ، عقار، جبريل ، عبد الواحد وغيرهم) أعلم أن لكم إرتباطات تنظيمية وحتماً ستكون مع أبناء الإقليم الشمالي المسيطرون ، هذه فرصتكم الأخيرة للإنعتاق من رقهم ومعكم 80% من أبناء السودان المهمشون شرقاً ووسطاً وغرباً ولن نجدون سبباً لرفع السلاح بعد اليوم إذا إغتنمتم فرصة العدالة والمساواة المتاحة اليوم. *صورة في بريد المهمشون في الأرض أبناء قبائل الإقليم الشرقي والأوسط والغربي لكل من يجد هذا المقال لا يوهمونك أن هذا ليس وقته وأنه يمثل شقاً للصف إن نظرت للمفاوضات فقد أجتمعوا على تقاسم المناصب كإجتماع الأكلة على قصعتها ، كن عاقلاً وأعرف الواقع والتاريخ وأنشر على أوسع نطاق، لتنور معارفك فستعمل دولة السادة العميقة على عدم نشره ونقاشه بعقل وموضوعية وواقعية. * صورة لسادتنا وقادتنا أبناء قبائل الإقليم الشمالي، كفانا 63 عاماً من المكر والخداع ، شكراً إنتهى الدرس يا ذكي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عثمان محمد حسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست