تمر بلادنا في هذا الظرف الدقيق من تاريخها باوضاع استثنائية بالغة التعقيد في ظرف زماني حرج تشهد فيه الساحتان الاقليمية والدولية حراكا كبيرا واعادة تشكل واعادة رسم خارطة المنطقة الجيو - سياسية ولعل لبلدنا الحبيب السودان النصيب الاكبر من هذا الحراك ومرد ذلك لحالة استقطاب حادة ذات ابعاد مركبة منها ماهو خارجي طمعا في ثروات وامكانيات وطننا ومنها ماهو داخلي حالة الاستقطاب والتنافر والتناحر التي تعيش البلاد هذه الحالة السالبة من الاستقطاب بالاضافة لاخطاء كارثية وفادحة في التوافق علي وسائل راشدة في ادارة شؤون بلادنا السياسية والاقتصادية وانعكاس كل ذلك علي النسيج الاجتماعي الفريد والمتميز للشعب السوداني أفرزت واقعا مأساويا ووضعتنا كأمة في مفترق طرق وبين خيارين اما ان نتحلي بالمسؤولية والتجرد ونكران الذات الضيقة سواء كانت حزبية او عقائدية او قبلية او جهوية ونتعامل بتجرد واخلاص ومسؤولية واما ان ننزلق جميعا الي مصير مجهول في واقع محلي هش واقليمي طامع وعالمي متآمر
في هذه المقالات احاول ان اورد ما اعتقد انه يشكل مخرجا من واقع مأزوم يزداد سوء كل يوم ويتجه بنا جميعا لنفق نري مدخله ولكن لا ندري ما بداخله او مخرجه وكمدخل احاول ان استعرض في نقاط المشهد السياسي بواقعية قدمت في مقالي الاول قراءة واقعية لمكونات المشهد السياسي في بلادنا وما يحيط به من تقاطعات اقليمية ودولية وخلصت لضرورة ان تبادر مكونات حكومة الوفاق الوطني بما فيها المؤتمر الوطني الحالية لتقديم استقالات جماعية علي كافة المستويات ومنح رئيس الجمهورية تفويضا لتبني حلولا اشمل واوسع تستوعب جميع الفرقاء السودانيين وتقدم حلولا اكثر جراءة وتقوص في اعماق الازمة السودانية المزمنة وحلحلتها في مقالي الثاني ذكرت مطلوبات ضرورية يجب توفرها قبل الشروع في تكوين حكومة برنامج خلاص وطني ذات برنامج محدد ومواصفات عالية واهمها استقلال القضاء وقومية وحيادية القوات النظامية ومحاربة الفساد وشن حربا شعواء علي المافيا السوداء التي اختطفت الدولة السودانية حتي من حكومة المؤتمر الوطني والمقالين موجودين في وسائل التواصل لمن اراد الرجوع لهما اذا اردنا ان نحدد ما الذي اوصلنا لهذا الدرك وما الذي حدث لنا كبلاد تتمتع بكل المقومات التي تجعلنا في ريادة الامم ولكن الواقع اننا نتذيل العالم بجدارة ونرى بام اعيننا محيطنا الافريقي ينهض ويسبقنا بمسافات وسنوات من التقدم والتطور واذا ابعدنا عنا هذه النرجسية الكاذبة وتعالجنا من داء تضخيم الذات سيري قادة العمل السياسي وهذه النخب الفاشلة اي جب خرب وضعتنا فيه الان علي هذه النخب ان تتواضع وتعترف بفشلها وترعي تحولا وانتقالا سلسا للسلطة لاجيال جديدة تتمتع بالكفاءة والوعي والعصرانية والتغيير والتحول لكل ذي بصر وبصيرة قادم لا محالة فقط الاختلاف في الاثمان التي يمكن دفعها اذا ارادت نخب ما بعد الاستقلال اكمال دورها الهدام في خراب الوطن واثخانه بمزيد من الجراح او عمل حسنة تمحو سيئات ما عملوا تشفع لهم امام الاجيال المعاصرة وتخفف عنهم سيئاتهم يوم يعرضون علي مليك مقتدر لذلك اري ان يتم اليوم قبل الغد ما يلي :- اولا :- تتقدم كل الاحزاب والحركات والكيانات المكونة لحكومة الوفاق الوطني باستقالاتها من كافة مستويات الحكم وتفويض الرئيس بتشكيل حكومة كفاءات وطنية مدتها حتي موعد الاستحقاق الدستوري في 2020 مع التزامها بدعم الحكومة الجديدة حتي نفتح كوة في هذا النفق لمخرج آمن للوطن من الازماته الحالية ثانيا:- التزام قاطع من رئيس الجمهورية بعدم خوض الانتخابات في 2020 والتزامه بالدستور وتعهده بقيام انتخابات حرة نزهة باشراف دولي تحت ادارة مفوضية انتخابات متفق عليها ممن كل مكونات المجتمع السوداني علي ان يتمتع اعضاءها بالاستقلالية والكفاءة تكون مهمتها انتخاب جمعية تأسيسية تضع دستور دائم للبلاد يطرح في استفتاء شعبي باشراف دولي واقليمي ثالثا :- تكون اولي مهام الحكومة الجديدة اعلان انهاء الحرب في السودان والانخراط الفوري في عملية سلمية شاملة تنهي حالة الاحتراب والاقتتال الداخلي مع عقد مؤتمر جامع لكل اطياف المجتمع السوداني ينهي حالة الانقسام والاستقطاب الحاد التي نعيشها ويضع اسسا لواقع سوداني يقوم علي مبادئ العدالة والمساوة والشفافية والاستقامة وانهاء حالة الاقصاء والهيمنة والفساد والفشل الذي لازم التجربة السودانية لعقود وكذلك تعمل علي عودة سريعة وعادلة للنازحين واللاجئين لقراهم وتوفير الامن و الاستقرار لهم رابعا :- تضطلع الحكومة المرتقبة بانقاذ الاقتصاد السوداني من الانهيار وذلك باستعادة الدولة السودلنية والاقتصاد السوداني من المافيا السوداء التي اختطفته وعاثت فيه فسادا وتخريبا من الشركات المحمية وتجار العملة والسوق السوداء من المرابين واصحاب الولاء الكاذب ولعل مهمة حكومة الكفاءات ستكون صعبة وعسيرة في مكافحة الفساد الذي اصبح فسادا بنيويا ضاربا بجذوره في اعماق الدولة خامسا :- يجب ان تنتهج حكومة الكفاءات سياسة خارجية تراعي مصالح السودان و تبتعد عن التمحور والادلجة وتعلي مصلحة الوطن علي المصالح الايدلوجية وتسعي لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب وتسعي لاعفاء الديون وعودة السودان لموقعه الطبيعي في المجتمع الدولي هذه النقاط اري انها اهم ما يمكن ان تقوم به حكومة كفاءات وطنية متفق عليها تباركها القوي السودانية حكومة ومعارضة بما فيها قادة الحراك الحالي من مهنيين ونقابات وان نبتعد عن الاقصاء والتخوين وان ندير حوارا حقيقيا للمصارحة والمصالحة كما ذكرت سابقا علي قرار ما تم في جنوب افريقيا وان نطبق قانونا رادعا علي المفسدين والقتله كما تم في رواندا وان نقيم دولة الشفافية والعدالة والديمقراطية كما حدث ويحدث في جارتنا اثيوبيا ختاما هذا الطرح لا يصلح لزمن طويل بمعني اراه اليوم صالحا ومخرجا لكنه ليس كذلك غدا لان جرح الوطن نازف واذا لم نبادر لوقفه ربما احتاج لجراحات اعمق هذه الرؤية اتمني لها ان تري النور وان نبحر جميعا بسفينة الوطن لشواطئ الامان وان لا يغرقنا الطوفان لاعماق المجهول
*والله ولي التوفيق........* * **المهندس / مصطفي مكي العوض* عضو المجلس الوطني**
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
مصطفي مكي العوض
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست