موسيقى الراي - قصة قصيرة بقلم د.أمل الكردفاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 03:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-18-2018, 04:48 PM

أمل الكردفاني
<aأمل الكردفاني
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 2507

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
موسيقى الراي - قصة قصيرة بقلم د.أمل الكردفاني

    04:48 PM September, 18 2018

    سودانيز اون لاين
    أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر







    15 فبراير 1989م

    "أرتال المدرعات السوفيتية تخرج من كابول ؛ والاتحاد السوفيتي يعلن انسحابا نهائيا من افغانستان."

    شاب او من ينادونه شاب ؛ صاح وهو داخل المسجد مكبرا ومهللا ؛ مسجد طائفته ازدحم في ذلك اليوم بشكل مكثف ، حيث تبادل الجميع التهاني وشعور بالفخر والابتهاج يشفي صدورهم...
    - الله أكبر انتصرنا يا شاب.
    - سقط الإلحاد الشيوعي في غضبة أنصار الحق.
    ولم تكد افراح شاب تتشبث بفمه بابتسامة واسعة استمرت شهورا حتى تحقق انتصار آخر ، فقد وصل الحزب في ذات السنة للسلطة عبر انقلاب عسكري.
    شاب انخرط مباشرة وبروح مفعمة بأمل تشكلت في الوانه دولة الخلافة كأكبر رقعة اقليمية لمواجهة الغرب ، انخرط في العمل العام ، ثم الجهاد لتحرير أرض الله من الدنس ، وحين أصيب في ذراعه برصاصة ، ربطها وظل ممسكا بالدوشكا ليقاوم تقدم الأعداء... هذا العقد منذ بدايته وحتى نهايته كان عبارة عن انتصارات لا مثيل لها ، الثورة الخمينية وحتى فرار الجيش السوفيتي من افغانستان وانتهاء بوصول حزبه للسلطة...
    -إن الله ينصر عباده الصالحين يا شيخنا..
    هز شيخه رأسه ايجابا وقال:
    - الجهاد الحق يا شاب يتجلى في التراقي الى عوالم النور ... هناك حيث تبسط حكمة الله في عقلك بنور فيكون نورا على نور...وهو جهاد له مستحقاته المادية أيضا كالقتال في سبيل الله ... وتمكين اخوتك من مفاصل الحكم لتحقيق العدل والعدل كل العدل في خطاب الله تعالى .. فبدونه يكون لغوا .. ومن بنى عليه فقد بنى على شفا جرف هار.
    شاب ؛ المخلص لم يتوانى عن حمل سلاحه والدخول الى الأحراش ، السافنا الغنية امتصت اوكسجين الهواء كله ليلا وزفرته نهارا ، والموت على درب الميل أربعين شهادة كبرى.
    - إما النصر أو الشهادة يا شاب...
    وحين كان زملاؤه يتساقطون كالجراد من حوله صرعى ، كان ينتشي برائحة دمائهم ، دماؤهم التي تأتيه حاملة رائحة المسك. هكذا قال قائدهم: قال إن دماءهم معطرة بمسك الجنة ، ومنذ أن قال ذاك وهم يشمون هذا العطر على نحو متكرر...
    ***
    شاب بعد عشرين عاما لم يعد شابا ؛ صار يجلس أمام باب منزله يسترجع الماضي الذي يملكه ، وحين سألته:
    - لماذا تركتهم؟
    أجابني:
    بعد ذلك الشقاق ، ذهبت الى الشيخ في منزله ، سألته لماذا خان الثقة؟ وقد اكفهر وجهه وبان السوء فيه ، لكن تاريخي الناصع والخالص كالذهب قد كفل لي حماية كافية ؛ المنافقون الذين كانوا يحيطون به كانوا يتملقونه ولم أك كذلك.... قلت له:
    - ألا ترى هذا الافساد يا شيخنا .. ومن أين لك ولهم كل هذا...
    نظر لي وقال:
    - اسمع يا شاب... يا بني المخلص... انت لا تعرف اسرار تنظيمنا هذا ... ما يحدث أكبر من ان تعيه انت ، وشرحه لك يعني أحد احتمالين ؛ أما ان انتحر أو اقتلك بعد ذلك.
    لقد نهضت جزعا مما قال ؛ ما قاله لي أخافني ؛ أخافني لأن جهادنا لم يبنى على الأسرار بل بني على الاخلاص والشفافية... شفافية ارواحنا التي بذلناها من أجل ذلك الفهم... لقد روعني أن يكون ما عشت على حسه مجرد كذب ، ومن دربي ذاك اتجهت الى قيادي آخر ؛ سألته نفس السؤال فنظر لي ذات النظرة وسألني:
    - وماذا قال لك شيخنا؟
    قلت: قال كذا وكذا يا شيخنا...
    قال: فاتبعه دون جدال.
    ثم نهض وكبر لصلاة العشاء رغم أن ميقاتها لم يكن قد حان بعد.
    فأدركت انه يطردني بأدب.
    لف شاب سجارته بمهارة عالية ؛ سجارة قصيرة ومدببة المقدمة ، ودخانها ذو رائعة كريهة ، قال:
    - قبل اسبوعين اتصلوا بي .. لا زالوا يرهبون جانبي...ولا زالوا يحنون الى طهارة تسربت من قلوبهم واستبدلوها بنجاستهم.
    استنشق دخانه فسألته:
    - ماذا قالوا لك؟
    أجابني:
    - قالوا بأنهم يعلمون حالتي المادية المتردية ... منزل الايجار الطيني هذا وانعدام الماء والكهرباء وعدم قدرتي على علاج اطفالي وزوجتي ، لقد كانوا يعلمون كل شيء عني... قالوا بأنهم لا زالوا يحافظون على الود القديم وأنهم لذلك سيمنحوني منصبا مريحا اوفر به مبلغا محترما من المال فأنقذ أسرتي من الانهيار.
    سألته:
    - وهل قبلت؟
    نظر الى الأفق وقال:
    - إن لم اتعلم من الماضي فهذا يعني أنني أحمل دماغ بغل .
    - هل سيكون ذلك المال حلالا كما تعتقد.
    نظر لي وقال:
    - يا صديقي .. لقد قال يسوع المسيح .. اعطو ما لله لله وما لقيصر لقيصر...
    نهض ورمى سجارة البنقو ودهسها بنعله القديم المخاط في مقدمته بسلك معدني.
    قال:
    - إن كان لابد وان تعيش مع الخنازير.... فعليك أن تتعلم السباحة في بركتها...
    قلت بأسف:
    - والميل اربعين؟
    اكفهر وجهه وبان السوء فيه ، فغمغمت:
    - لقد اصبحت نظرتك مثل نظرتهم...
    دخل الى منزله الطيني البائس دون أن ينبس ببنت شفه.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de