|
|
 من منكم بلا متاعب فليرمي الحركة الشعبية لتحرير السودان بحجر
|
10/02/04
من منكم بلا متاعب فليرمي الحركة الشعبية لتحرير السودان بحجر
دندرا علي دندرا
نشكر وسائل الإعلام علي موقفها الإيجابي بنقل أخبار الحركة الشعبية لتحرير السودان رغم تركيز البعض منها علي الجانب السلبي فقط وتجاهل الجانب الإيجابي. رغم الانتقائية التي ينتهجها الإعلام نري انه موقف جميل ومحمود وبداية طيبة أن يفرد الإعلام مساحة يتعرف فيها الناس علي المشاكل والمصاعب التي تواجهها الحركة الشعبية لتحرير السودان وتعطي للإداريين في الحركة الشعبية فرصة لمراجعة الأخطاء والبحث عن سبل معالجتها.
عندما نعيب السلوك الإعلامي الانتقائي في التعامل مع الحركة الشعبية لأننا ندرك تماماً إن الإعلام هو الآلية المثلي لتحقيق الوعي الجمعي السوداني حتى يعمل الناس بإحساس جماعي واقعي لوضع تصور لحسم قضايا كبيرة (الهوية، العدالة، المساواة، والتقدم، الوحدة)
علمتنا الحركة الشعبية لتحرير السودان أن نجاح الإدارة دائماً يقوم علي تقسيم العمل وتحديد المسؤوليات حتى تسهل المحاسبة، عليه فهي تري ان الإعلام هو السلطة الرابعة في السودان الجديد وتقع عليه مسئولية كاملة في خلق رأي عام سوداني موحد مشترك في القضايا آنفة الذكر وهو محاسب علي أي تقصير في هذا الاتجاه.
الحديث عن المكاتب والإدارة يعني الحديث عن التقيد بقوانين العمل و اللوائح الداخلية المنظمة له والكل في هذا متساوي وملزم بالتقيد بما يتفق عليه الناس من قوانين ولوائح. فاحترام القوانين يعني احترام للمجتمع .
تناولت وسائل الإعلام المشاكل السطحية للحركة الشعبية لتحرير السودان في إدارة الجنوب دون الغوص في الأعماق لذا سوف أوضح هنا بعض أسباب تلك المشاكل والحلول المقترح لها
أولاً:- لقد حارب الجنوبيين جميع أنواع الاستعمار بالفطرة لم يتبعوا في ذلك نظريات أو أيديولوجيات سياسية لان الكل متفق أن الاستعمار مهانة أحسن منها الموت. أما إدارة الجنوب وقتها قد ترك للسلاطين وقد توفق معظم السلاطين في إدارة مناطق الجنوب وابسط مثال لذلك القرار المصيري الذي اتخذه مجموعة من السلاطين بضم الجنوب كله للشمال في مؤتمر جوبا وتقيد الجنوبيين بهذا القرار رغم عدم تقيد الشمال به مما قاد إلي صراع دموي مرير. مثال آخر لنجاح السلاطين في حسم المشاكل الكبيرة هو الحرب الذي دار بين لونجانق وأقار في منطقة رمبيك حلها وحسمها نهائياً مجموعة سلاطين من أويل وقوقريال وفي مقدمتهم عبد الباقي أيي ولم تتكرر تلك المشكلة، هذا يدل علي وحدة شعب الجنوب والوعي بالمشاكل الكبيرة التي لا تقبل المساومة والاستهتار.
يتحدث النظام في الخرطوم باستمرار عن الحوار الجنوبي الجنوبي وكأن هناك خلافات جنوبية يجب حلها.
ان الحركة الشعبية قد نجحت من خلال الحرب في تلبية رغبات وطموحات الجنوبيين وفي إدارتهم أيضاً بالطرق الحديثة بخلق مؤسسات المجتمع المدني في الأراضي المحررة وما يتراءى للخرطوم والإعلام انه خلاف جنوبي جنوبي هو بروز مدرستان جنوبيتان حول مسببات المشكلة والأبعاد السياسية والحلول المناسبة لها.المدرسة الأولي هي
المدرسة الواقعية:-
تضم هذه المدرسة مجموعة من المثقفين الجنوبيين الذين قرؤوا مشكلة السودان جيداً وشخصوا أزمته بترجمتها إلي مشكلة فكرية وعلاقات بين الذات والفكر والحقيقة، هم رجال فهموا مشكلة السودان وخبروه جيداً فأصبح فهمهم للمشكلة مشكلة بحد ذاتها لآخرين. رجال قادرون علي صنع الحدث وتغيير الواقع عبر واقعية أفكارهم التي تقول يجب ان نعترف بالحقيقة لكي نحسن صنع حقيقتنا.
إن رجالات هذه المدرسة يؤمنون بان مشكلة جنوب السودان نزاع سياسي تعود جذوره إلي الخلافات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بين الشمال والجنوب، ويجب ان تحل في ظل وحدة السودان، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة تغيير نهج ومسار العلاقات السياسية والاجتماعية بين الجنوب والشمال، لتتناسب مع مستوي التغييرات التي حدثت في البلاد منذ الاستقلال. ولا تؤمن هذه المدرسة بتغيير نظام الحكم في البلاد فحسب بل والهوية السياسية في السودان برمته. ويعتبر مناصروا هذه المدرسة ان هذا التغيير يجب ان يكتمل بتأسيس الدولة السودانية الجديدة بهوية جديدة لا تميز بين السودانيين.
مدرسة التقليدين المحافظين
وهي مدرسة جنوبية ثانية تتفق مع المدرسة الواقعية في تشخيص عمق المشكلة وجذورها التاريخية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية ولكنها تري ان الساسة الشماليين الذين اخذوا بزمام الأمور أو السلطة والحكم من المستعمر البريطاني فشلوا في حكم البلاد وإيجاد الحلول المناسبة والعادلة لمشكلة الجنوب ويري مناصروا هذه المدرسة ان الحل بعد فشل كل الحلول الوقتية التي جربت، هو انفصال الجنوب عن الشمال.
حتى تكون الوحدة حقيقة بين الشمال والجنوب وكل السودان:-
الوحدة حقيقة تصنع وتخلق، وصيرورة يعاد بناؤها وتشكيلها بإستمرار بخلق إمكانيات للتواصل الحر أو مناخات للتبادل المثمر. ومجرد التعامل مع شعارات مثل العدل، المساواة، التقدم، الوحدة، كمصطلحات ثابتة، ومطلقات تتعالي علي الممارسات التاريخية، أو ككليات مجردة عن المتعايشات اليومية. تكون النتيجة، العجز عن تغيير الواقع، والانكفاء إلى المربع الأول وهو الحرب.
الحركة الشعبية ثورة قامت ليس بهدف الدفاع عن افريقية السودان الإفريقي أو مسيحيته التي أكدتها في القدم دنقلا العجوز و البجراوية إنما من اجل تحول تراث وخصوصية السودان إلي ارض أفكار لاستنبات الأفكار الخصبة والمفاهيم الخارقة.
وهي تؤمن أيضاً بأن الجنوبيين يتغيرون بقدر ما تتغير أدوات فهمهم وطرق التعامل معهم. أي يتغيروا بقدر ما نقيم معهم من صلات جيدة بتغيير أدوات التفكير والممارسات الفكرية الإقصائية. الوحدة في نظر الجنوبيون ليست مجرد تعلق خرافي بإسم من الأسماء ولا هي مجرد مماهاة مع اصل من الأصول.
الوحدة تعني الاشتغال علي الاختلاف، بعد الاعتراف بحقيقته وذلك بقصد تحويله علي نحو يجعل الفرد يغاير ذاته مغايرة ما لكي يلتقي بغيره من الناس بهذا المعني ليست الوحدة فكرة تطبق أو حقيقة تسبق التجربة والستة سنين ما قبل الاستفتاء فترة كافية للتجربة والاختبار وتشكك الشماليين في نوايا الجنوبيين تقع في دائرة التجربة وأيضاً مشكلة جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق وأبيي تجربة حقيقية لنوايا الشمال.
عاش كفاح شعبنا البطل
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست