الملاحظة الأولى : من المعلوم ان الغرض من اي مؤتمر صحفي هو توضيح الحقائق لأجهزة الإعلام عن حدث او امر ما من جهة ما، وعادة يتم ذلك من خلال بيان مدون مختصر يحتوي على نقاط او محاور حول القضايا التي يريد توضيحها يتم تلاوته من الشخص الذي يتحدث باسم الجهة التي تريد أن توضح هذه الحقائق على الصحفيين ثم يترك جل الزمن للأسئلة لاستجلاء مزيد من الحقائق، لكن في هذا المؤتمر الذي عقده عضوا المجلس العسكري في مساء الثالث عشر من يونيو ٢٠١٩ كان الأمر مختلفا، فقد كان الفريق الكباشي الناطق باسم المجلس العسكري يتحدث مرتجلا، وكان الحديث لا جديد فيه، ولم يتطرق للقضايا التي تشغل الساحة السياسية في الداخل والمجتمع الدولي والاقليمي. الملاحظة الثانية : الاسهاب و التطويل جعل كل من في قاعة المؤتمر يشعر بالملل، وكان معظم حديثه عن أحداث قديمة اخذت حظها من قبل في أجهزة الإعلام، ولم يتطرق للموضوعات والأحداث الساخنة التي تنتظرها اجهزة الإعلام الا لماما الملاحظة الثالثة : تحاشي الحديث عن أحداث فض الاعتصام والمذبحة التي صاحبته والتي ارتكبتها القوات التي هاجمت الاعتصام ، وبدلا عن ذلك تحدث عن أحداث فض تجمع منطقة كولومبيا التي مر عليها ما يقارب الأسبوعين، وكان معروفا ما جري فيها، وخلط بين الحادثين. الملاحظة الرابعة : تجاهل تعليق الاتحاد الإفريقي عضوية السودان في الاتحاد، والحديث عن الوساطة الاثيوبية باقتضاب رغم أهميتها بالنسبة للمشهد ككل، إذ يعتمد عليها ويترتب عليها تحريك الموقف السياسي الراكد بعودة المفاوضات المتوقفة بين المجلس العسكري وقوي اعلان الحرية والتغيير ، الملاحظة الخامسة : اغفال الحديث عن زيارة المبعوث الأمريكي رغم أهميتها والتي تعول عليها القوي السياسية كثيرا، الا بعد سؤال احد الصحفيين. الملاحظة السادسة : احداث فض الاعتصام التي ألقت بظلالها على المشهد السياسي والتي احتلت وتصدرت نشرات الاخبار في القنوات العالمية، لم يقدم عنها معلومات تشفي غليل من كان بالقاعة من ممثلي أجهزة الإعلام والشارع السوداني والمجتمع الدولي. الملاحظة السابعة: تجاهل الناطق الرسمي للمجلس العسكري لهذه الأحداث يعني ببساطة الهروب من الاعتراف بالمسئولية عن فض الاعتصام الذي انتهى بمذبحة استشهد فيها اكثر من مائة نفس حسب مصادر لجنة الاطباء، والتي اعتبرها زميله الفريق العطا انها غير صحيحة مؤكدا على احصائية وزارة الصحة والتي قدرت العدد القتلى بستين حالة. الملاحظة الثامنة : في محاولة لتبرير ما حدث ربط المتحدث باسم المجلس العسكري فض الاعتصام من أمام القيادة العامة بفض تجمعات ما عرف بمنطقة كولومبيا التي بينها وساحة الاعتصام في القيادة العامة مسافة والحدثان بينهما فترة زمنية، وارجعه الي تجاوزات من القوات التي قامت بفص الاعتصام الملاحظة التاسعة : ما ذكره بعد ذلك يناقض قوله السابق ويؤكد ان الامر كان مخططا له، إذ قال انه قبيل فض الاعتصام اجتمع المجلس العسكري بقادة الجيش والشرطة والامن والدعم السريع ورئيس القضاء والنائب العام، هذا الاجتماع نفهم منه كان لاقرار هذا الأمر الخطير الممثل في خوض معركة مع مواطنين عزل الملاحظة العاشرة : حضور رئيس القضاء والنائب العام لهذا الاجتماع امر يوجب التوقف عنده مليا، فمحاولة إيجاد غطاء قانوني للواقعة باستدعاء قيادات جهاز العدالة فيه دلالة ان المجلس العسكري وراء أصدار الأمر بفض الاعتصام، وهذا الأمر فيه تجاوز لأبسط قواعد العدالة إذ انه افقد جهاز العدالة استقلاليته ومصداقيته، وسيلقي بظلاله على اي تحقيق يتم بواسطة هذه الأجهزة ، وبالتالي فإن التحقيق المستقل من قبل المنظمات الحقوقية المستقلة او الأمم المتحدة او الاتحاد الإفريقي في ظل هذا الوضع الدقيق هو الذي سيرضي ذوي الشهداء المجتمع والثوار. الملاحظة الأخيرة : بدا الفريق الكباشي متوترا وعدائيا في حديثه بينما زميله الفريق العطا كان هادئا وأقل عدائية، وكان غالبا ما يعيد ما قاله زميله مع بعض الإضافات احيانا. خلاصة : الصدى الذي تركه المؤتمر الصحفي كان سلبيا، إذ وجهت له انتقادات من قطاع واسع من المواطنين والعاملين في الصحافة المحلية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
د.الصادق محمد سلمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست