لا شك أن تجاوب حكومة الأمر الواقع لإدراج مسارات ( الشمال والأوسط) التي خلقت في عمليات التفاوض هي من الأمور العبثية بشأن السلام لأن الدور الذي لعبته تلك المسارات من حيث الإسهامات ضد ثورات التحرير كانت هي الأسوأ .. في تفويج المجاهدين والتعبئة السالبة بالجهيزات فيما سمي بالمجهود الحربي للقضاء علي التمرد حسب قولهم... فمن الذي أتى بمسارات الشمال والوسط الذي حقق مكاسب وإتفاقيات يصعب تحقيقها حتى للمناضلين الذين ناضلوا لأكثر من٣٠ عاما في الغابات ؟.. وماذا يمكن أن نسمي ما يحدث في هذا الشأن ؟ هناك الكثيرون من المهتمين بقضايا السلام يحملون الحلو تعقيد عملية التفاوض للوصول إلى سلام عادل ودائم بفرضه علمانية الدولة كشرط لتحقيق السلام وإلا فإن حق تقرير المصير هو الحل لكي تتعايش مناطق النزاع المهمشة مع تلك الدولة الإسلامية والعروبية .. فهل يا ترى ماذهب إليه الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو هو الصواب ام هم مخطئون في ذلك؟ وما هي المبررات الموضوعية لمواقفهم هذه؟ .... في إعتقادنا هنا ضرورة ملحة لإبعاد الدين عن السياسة لما في ذلك من تعقيدات يستغلها تجار الدين وقيادات الإسلام السياسي في السودان لتحقيق مآربهم وهو ما ظهر في ممارساتهم وسلوكهم من قتل وتشريد ... فساد وإفساد. ولكن من حيث المبدأ نرى بأنه من الضروري الدخول للتفاوض والتفاوض حول هذا المبدأ تحديدا أي العلمانية نفسها بمعنى آخر يجب عدم وضعها كشرط للدخول في عملية التفاوض.. لان أمر علمانية الدولة أمر عام يفترض التفاوض حولها كإحدى بنود عملية التفاوض لإقناع الآخرين وبخاصه شركاء التفاوض لقطع الطريق ضد من يستخدمون الدين لأغراضهم الخاصة ونعني هنا قيادات الإسلام السياسي الذين إستمرأو قهر الإنسان السوداني بإسم الدين ... ففي رأينا المفاوضات يجب أن تستمر خاصة مع جناح الحلو هو الفصيل الأساسي رضي الناس أم ابو ومهما يكن من إتفاقيات فإن مشاركتهم مع مجموعة عبدالواحد محمد نور سيشكل الأساس لإستكمال السلام في السودان وبدونهم لا يوجد سلام ولا إستقرار ولا حتى مجال لتطبيق ما يتم الإتفاق عليه مع الفصائل الأخري.... ولطالما كانت أولويات حكومة الأمر الواقع الإنتقالية هي السلام كأساس للإستقرار ستظل كل الآمال معقودة على إشراك كل الحركات المسلحة كأصحاب المصلحة وأساسيين لا أن يأتو بمن لا علاقة مباشره لهم بالنضال ضد الظلم طيلة الثلاثين سنة من حكم البشير ويتم مساعدتهم الآن في تحقيق مكاسب يصعب الحصول عليها واقعيا حتى للمناضلين الحقيقيين من الثوار الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل الحرية والحقوق المسلوبة فأي عدالة هذه التي تحدث من الحكومة الانتقالية؟ .. على الرفيق عقار ومجموعته المضي قدما في مسارهم التفاوضي وتحديد مواقفهم حسب برامجهم بمعني آخر أن لا يبنوا أطروحاتهم وبرامجهم على انتقاد ما ذهب إليه الحلو من علمانية الدولة وحق تقرير المصير ... وهو ما شكل موقفهم التفاوضي طيلة جولات التفاوض الذي وصل عددها لأكثر من ٢٠ جولة بقيادة الأمين العام المكلف آنذاك الرفيق ياسر سعيد عرمان عندما كانوا معا في تنظيم واحد أثناء فترة التكليف قبل استقالة الحلو والمفارقة ... وماذا حدث لكي يتازلوا من مبادئهم... ويدخلوا في صراع من نوع آخر مع الحلو بعد أن تم فزر الكيمان ... وما نريد تأكيده أيها الرفاق هو أننا ما زلنا في صراعنا السياسي ضد ظلم المركز رغم الإطاحة بالبشر .. ونعتقد بأنه هناك مساحة كبيرة للاتفاق من جديد إن لم يكن حاليا ففي فترة الإنتخابات سنكونوا مجبرين للتحالفات وهي ما ستجمع هذه الأطراف التي توجه سهامها لبعضها وتنقض بعضها البعض في سابقة هي الأخطر من نوعها .. وهو ما لم يحدث إلا في التسعينات من القرن الماضي أي فترة الإنشقاقات التي حدثت من مجموعة الناصر ومن بعدهم ووليم نون وكاربينو الذين تحالفوا مع العدو في الخرطوم ضد رفاقهم حينها قاتلوا الرفاقهم في حروبات سالبة وهو بالضبط ما يحدث الآن لكن في القالب السياسي آخر من مجموعة عقار فرغم تحقيقهم لمكاسب كبيرة في التفاوض مع الحكومة إلا أن نهجهم تجاه أطروحات الحلو أصبح محسوب عليهم .. وهو ما خلق الشد والجذب بين الرفاق يرجى إعادة تحالفهم من جديد ولو بعد حين ... على الحلو ومجوعته في الحركة الشعبية شمال إعادة النظر في تحالفاتهم فبدلا من التحالف مع الحزب الاتحادي الديمقراطي لتقوية مواقفهم عليهم ترتيب أوضاعهم الداخلية وتقويتها وذلك بالنظر في وضع القائد تلفون كوكو ومجموعته لمعالجتها وهو الأفضل قبل التحالفات الخارجية التي يلهثون وراءها دون فهم إستراتيجي. أي تحالفات في الوضع الحالي مهم في رأينا خاصة مع قوى الهامش وما يقوم به مجموعة الحلو مهم رغم الانتقادات اللاذعة لهم ولكن التحالف يجب ات يتم مع من يتفق معهم في الرؤية والبرنامج السياسي وهو الأهم والأفضل ونحن نشيد بقرار إعادة مجموعة الضباط الإصلاحيين ولكن هذه الخطوة ناقصة يجب إستكمالها بخطوات إيجابية أخرى... حتى مجموعة عقار مهمة ولها أدوار بعد السلام إن لم يكن الآن ولا خيار لنا إلا الوحدة وترتيب الأوضاع السياسية قبل فوات الآوان. وإلى الإمام والكفاح الثوري مستمر والنصر أكيد بإذن الله.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
صديق منصور الناير
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست