مساعى وحدة الحركة لأتحادية الماضى والحاضر وآفاق أعادة بناء الحزب لأحادى الديمقراطى بقلم يروفيسور/ م

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 02:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-21-2019, 05:03 AM

محمد زين العابدين عثمان
<aمحمد زين العابدين عثمان
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 88

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مساعى وحدة الحركة لأتحادية الماضى والحاضر وآفاق أعادة بناء الحزب لأحادى الديمقراطى بقلم يروفيسور/ م

    05:03 AM October, 20 2019

    سودانيز اون لاين
    محمد زين العابدين عثمان -الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    – جامعة الزعيم الأزهرى
    مقدمة:
    الحركة الأتحادية ى مبتدأها هى حركة المثقفين السودانيين فى تجمعاتهم الأدبية والثقافية ذات الهدف المبطن بالكفاح ضد الأستعمار الذى جثم على صدر الشعب السودانى منذ عام 1898م. وعند قيام مؤتمر الخريجين فى عام 1938م كانت الأستراتيجية الأولى هى زيادة الوعى والتعليم بين ابناء الشعب السودانى ليكون التعليم هو الرافد والمغذى لمؤتمر الخريجين توسيعاً لقاعدة القوى الفاعلة فى أحداث التغيير وقيادة الكفاح ضد المستعمر. وفى مسارها الطويل أنقسمت حركة الخريجين فى مؤتمرهم العام الى تيارين، تيار ينادى بالوحدة مع الشقيقة مصر والتيار الآخر ينادى بالأستلال والأرتباط التاج البريطانى. ومن هذين التيارين دون الدخول فى تفاصيل تكونت الأحزاب الأتحادية وعلى رأسها حزب الأشقاء بقيادة السيد أسماعيل الأزهرى وحزب الأمة تحت قيادة طايفة الأنصار. ولقد كانت معظم قيادات الحركة الأتحادية مع السيد عبد الرحمن المهدى أمام الأنصار وقت ذاك ولكنهم عندما رأوا أن الأنعتاق من الأستعمار البريطانى المهيمن على مصر والسودان لن يتم ولا يتأتى ألا بالتحالف مع مصرأحدى دولتى الأحتلال، فقد تم الفراق بينهم وين السيد عبد الرحمن المهدى وتبنوا طرد الأنجليز والأتحاد مع مصر. وهنا قد وجدوا تأييد وأحتضان أكبر طايف سياسية فى السودان وهى طايفة الختمية التى كانت فى عراك شديد مع حقبة المهدية فأعطاهم السيد على الميرغنى زعيم الختمية ومرشدهم التأييد الكامل ودعمه التام.
    على مستوى النخبة المتعلمة والمتقفة فقد أنقسمت الحركة الأتحادية الى تيارات وأحزاب مختلفة حسب مفهوم كل تيار وحزب لطبيعة الوحدة مع مصر. فمنهم مدبرى الوحدة الأندماجية تحت التاج المصرى ومنهم من نظر الى الوحدة نظرة تكاملية ومنهم من تكلم عن الوحدة الأقتصادية لا الوحدة السياسية ومنهم من نظر للوحدة كوحدة ندية ترتكز على نظام حكم وكونفدرالى أو فيدرالى بين مصر والسودان. فكان حزب الأشقاء وحزب وحدة وادى النيل وحزب الأتحاديين الأحرار .. وهلم جرا. هذا هو مكون الحركة الأتحادية على مستوى النخبة المتعلمة والمثقفة كتيارات يلتقون حول جبهة البحث عن الوحدة مع مصر كمبدأ ويختلفون فى طبيعة هذه الوحدة ووسايلها.
    أما على مستوى المكون التقليدى فالأضافة الى تأييد ودعم طايفة الختمية للحركة الأتحادية، فقد وجدت الحركة الأتحادية دعم وتأييد معظم الطرق الصوفية والقبايل التى أستعداها حكم المهدىة فى عهد الخليفة عبد الله التعايشي والذين ذاقوا الأمرين وألوان وصنوف العذاب من المهدية. وأيضاً كان دافعهم القوى لتأييد الحركة الأتحادية هوما رشح خلال الأربعينات أن الأنجليز يريدون أن ينصبوا السيد عبد الرحمن المهدى ملكاً على السودان تحت التاج البريطانى فخافوا أن تتكرر عليهم تجربة الحكم المهدوى فى عهد الخليفة عبد الله التعايشى وكثير من هذه القبايل والطرق الصوفية أستقبلت الغزو الأنجليزى المصرى بقيادة كتشنر بالزغاريد لما ذاقوه من العذاب والتنكيل والمجاعات فى عهد الخليفة عبد الله التعايشى.
    بهذا التكوين وعندما توحدت الحركة الأتحادية فى الحزب الوطنى الأتحادى لمجهود من قيادة النظام المصرى الجديد بعد ثورة يوليو 1952م تحت قيادة اللواء محمد نجيب وتكون الحزب الوطنى الأتحادى عام 1953م كبوتقة او جبهة لكل التيارات الأتحادية وليحافظ ويرعى مصالح المجتمع المدنى التقليدى الذى ينتمى اليه طرق صوفية وقبايل. ولقد كان لهذا الولاء التقليدى الدور الفاعل فى أن يحقق الرعيل الأول فى الحركة الأتحادية الستقلال ولولاه لما استطاعت النخبة المتعلمة والمثقفة لوحدها من تحقيق الستقلال وأعلانه قد تم برغم التوافق من الغلبية البرلمانية للحركة الأتحادية والتى كان جل نوابها من زعماء القبايل وممثلى الطرق الصوفية.وكا للدعم الأكبر من الطريقة الختمية أذ هى الطريقة الوحيدة التى خاضت المعترك السياسي أبان حقبة حكم المهدية وما زالت معارك الهواوير مع المهدية ماثلة للأجيال ويتحدث عنها التاريخ. بل أن معظم المثقفين الذين دخلوا برلمان الأستقلال كان وراءهم الولاء التقليدى بكل زخمهمن طرق صوفية وقبايل.
    ومن عبقرية الرعيل الأول ورواد الحكة الأتحادية الوطنية بقيادة الزعيم الشهيداسماعيل الأزهرى أنها أستطاعت أن تحفظ التوازن بين تطلعات وأمانى ورغبات النخبة المتعلمة بطرح الرؤى والبرامج السياسية للنهوض بالوطن وبين رغبات ومصالح الولاء التقليدى دونما عراك مع تقاليده وموروثاته وهيكله وممارساته القابضة والمحافظة Conservative وكان يقينهم أن الولاء التقليدى سيكون فى تناقص بمرور الزمن وأزدياد الوعى والتعليم والتثقيف السياسي وأن عملية بناء الوعى السياسي بالفكر والطرح والبرنامج عملية شاقة وطويلة وتحتاج الى صبر ونفس طويل فى خلق التحول تدريجياً لتفهمهم الكامل للواقع السودانى الذى تشكل فيه الأمية رقماً معتبراً والأرتباطات الصوفية والقبلية وثقافة الأب وشيخ القبيلة والراعى مرتكزاً راسخاً بين مؤسسات المجتمع المدنى التقليدى. ولذلك فقد أستطاعوا أستصحاب هذا الولاء التقليدى بكل مكوناته ومصالحه دونما صراع معه لتبديد الجهد. وحتى عندما حاول بعض هؤلاء القيادات فى الحركة الأتحادية من النخبة المتعلمة باستعداء الولاء التقليدى ممثلاً فى زعامة الطايفة والطرق الصوفية لم يحقق نجاحاً، وما ذلك ألا لأصطدامهم بالواقع الذى لم يحاولوا فهمه وسبر غوره للتعامل معه ورجعت تبحث عن رضايهم عند المحكات الدقيقة فى تاريخ الحركة الوطنية والحزب. وما أدل على هذا الرجوع ألا قول أحد القيادات الت ىكانت أكثر أستعداءاً لشخ الطايفة " أن السيد على الشجرة التى نرميها بالحجار فتعود وتلقى علينا بالثمار".
    كما قلت أن الحزب الوطنى الأتحادى كبوتقة أو جبهة للحركة الأتحادية قد تكون من سبعة احزاب أتحادية هى أصلاً أنقسمت من حزب الأشقاء نتيجة أختلافاتهم فى ماهية الوحدة مع الشقيقة مصر. هذا الأختلاف ى مناظيرهم للوحدة أدى لأن ينقسم حزب الأشقاء الى أكثر من خمسة أحزاب أتحادية تم جمعها ى حزب واحد بمجهود القيادة المصرية فى الحزب الوطنى الأتحادى عام 1953م على الوحدة مع مصر تحت التاج المصرى وتحالف مع حكومة صاحبة الجلالة ملكة المملكة المتحدة. وقد دعمت حكومة الثورة المصرية التيار الأتحادى ممثلاً فى الحزب الوطنى الأتحادى دعماص كاملاً معنوياً ومادياً لخوض الأنتخابات النيابية عام 1954م ليكتسح الحزب تلك الأنتخابات محققاً الغلبية المطلقة التى مكنته من تشكيل حكومة الأنتقال لوحده قبل الأستفتاء على تقرير المصير وقامت بتحقيق السودنة على أكمل وجه. بل أستطاعت حكومة الأزهرى الأولى أن تحقق الأستقلال من داخل البرلمان متخطية لبند تقرير المصير عن طريق الأستفتاء وذلك بجمع كل أرادة الأمة الممثلة فى البرلمان على أعلان الأستقلال الكامل من داخل البرلمان.
    وكان لأعلان الأستقلال بواسطة الحزب الوطنى الأتحادى الذى خاض الأنتخابات وفاز فيها بالأغلبية تحت شعار وحدة وادى النيل الأشرارة الأولى فى أنقسامات الحركة الأتحادية اللاحقة فخرج من الحزب من يعرفون بالفرسان الثلاثة ميرغن حمزة، وخلف الله خالد و وأحمد جلى ومن بعدها أنشق أحد قيادات حزب الأشقاء هو الشيخ على عبد الرحمن الأمين الضرير ومعه مجموعة من النواب والقيادات ليكونوا حزب الشعب الديمقراطى والذى وجد التأييد من قيادة الختمية ليتحالف هذا الحزب المنشق الجديد مع حزب الأمة واسقاط حكومة الوطنى الأتحادى من داخل البرلمان وتكونت ما تعرف بحكومة السيدين كناية عن رعاية السيدين عبد الرحمن المهدى والسيد على الميرغنى للحزبين المؤتلفين. ولكن تناقضات وما بين الطايفتين من مرارات لم يكن متاحاً لهذه الحكومة أن تسير قدماً فى تحقيق تطلعات الشعب السودانى. وعندما شعر حزب الشعب الديمقراطى بحاجته للحزب الذى خرج منه وبدأت بوادر توحد الحزبين وطرح الثقة فى الحكومة قام رييس الوزراء السيد عبد الله خليلبتسليم السلطة للجيش بقيادة الفريق أبراهيم عبود وأستمر الحزبان منقسمان طوال الحقبة العسكرية الأولى بقيادة الفريق أبراهيم عبود. وشكل الحزب الوطنى الأتحادى بتحالف مع حزب الأمة بقيادة السيد الصديق عبد الرحمن المهدى بعد أزاحة عبد الله خليل عن رياسة الحزب جبهة المعارضة فى الجبهة الوطنية الأولى وكان لصمود الزعيم اسماعيل الأزهرى فى معارضته لنظام عبود هو الجذوة المشتعلة لأذكاء روح المعارضة للنظام العسكرى بين جماهير الشعب السودانى ومنظمات مجتمعه المدنى الحديثة من نقابات وأتحادات الى أن سقط بثورى فى 21 أكتوبر 1964م.
    ثم كانت ثورة أكتوبر وما أحدثته من تغيير وأنتهت الفترة الأنتقالية التى كانت مدتها عاماً واحداً وأجريت أنتخابات عامة بالبلاد خاضها الحزب الوطنى الأتحادى لوحده عام 1965م وقاطعها حزب الشعب الديمقراطى بحجة عدم ملايمة الظروف لأنتخابات عامة وهنالك حرب فى جنوب السودان تدور رحاها وقد فاقمها الكم العسكرى فى أواخر أيامه، وأن مؤتمر المايدة المستديرة ولجنة الأثنى عشر لم يصلا الى حلول لتضع الحرب أوزارها وأجريت الأنتخابات دون مناطق الحرب بالجنوب. وقد أحرز فيها الحزب الوطنى الأتحادى لوحدة أكثر من 60 دايرة وحزب الأمة قرابة الماية دايرة لتشكل حكومة أيتلافية بين حزبى الأمة والوطنى الأتحادى ومن بعدها أنشق حزب الأمة الى جناحين واحد بقيادة الأمام الشهيد الهادى المهدى والثانى السيد الصادق الصديق المهدى.
    قام السيد أحمد الميرغنى والسيد محمد الحسن عبد الله يس بمجهودات مضنية وقيادة حوارات مكوكية بين قيادة الحزب الوطنى الأتحادى وحزب الشعب الديمقراطى الى أن تحققت الوحدة فى عام 1968م بأندماج الحزبين فى حزب واحد بأسم الحزب الأتحادى الديمقراطى آخذاً كلمة الأتحادى من أسم الحزب الوطنى الأتحادى وكلمة الديمقراطى من أسم حزب الشعب الديمقراطى ليعلن السيدان على الميرغنى والسيد أسماعيل الأزهرى طيب الله ثراهما أن حزبا الوطنى الأتحادى والشعب الديمقراطى قد قبرا الى الأبد. وبالحماس العاطفى فقد كانت الوحدة فوقية ولكن أرتضتها كل جماهير الحركة الأتحادية فى القاعدة وتكون الحزب الأتحادى الديمقراطى بدمج لجنتى الحزبين على مستوى المركز وعلى مستوى الدواير بأن تكون اللجنتين لجنة واحدة يكون ريس الوطنى الأتحادى هو رييس اللجنة الموحدة ورييس لجنة حزب الشعب الديمقراطى هو نايب الرييس وسكرتير لجنة الشعب الديمقراطى سكرتير اللجنة الموحدة وسكرتير لجنة الوطنى الأتحادى نايب سكرتير اللجنة الموحدة وهكذا دوليك قسمت مناصب اللجنة الموحدة للحزب الأتحادى الديمقراطى على هذا النمط من المحاصصة ولم يعقد مؤتمر لأنتخاب أجهزة الحزب المندمج الجديد. وبذلك صار السيد أسماعيل الأزهرى رييساً والشيخ على عبد الرحمن نايباً للرييس وأحمد السيد حمد سكرتيراً عاماً وهكذا. ولم يعقد الحزب الجديد الأتحادى الديمقراطى مؤتمراً عاماً لأنتخاب قياداته وخاض الحزب بهذا التشكيل وهذه الوحدة الهشة الأنتخابات التى أجريت عام 1968م محرزاً 105 دايرة على مستوى القطر مشكلاً لحكومة أيتلافية مع حزب الأمة جناح الأمام الهادى. ومن ثم أنفض الأيتلاف مع جناح الأمام الهادى ويعود الأيتلاف مرة أخرى مع جناح الصادق المهدى لينفض ويعود للأيتلاف مرة أخرى مع جناح الأمام الهادى المهدى الى أن فاجأ أنقلاب العقيد جعفر محمد نميرى فى 25 مايو 1969م الجميع لتنتهى حقبة الديمقراطية الثانية وتبدأ حقبة الحكم العسكرى الثانى والحزب الأتحادى الديمقراطى لم يعقد مؤتمره العام.
    وقبل أن يعتقل ويؤخذ الرييس أسماعيل الأزهرى الى سجن كوبر فقد أرسل مندوباً الى السيد محمد عثمان الميرغنى طالباً منه دعوة بعض الشخصيات القيادية بالمكتب السياسي للحزب الأتحادى الديمقراطى للتفاكر فيما يجب عمله وفعله تجاه هذا الأنقلاب. وفعلاً قد تم الأجتماع من عشرة شخصيات قيادية فى الحزب رياسة مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى وكان القرار التريث وأنتظار معرفة توجهات لأنقلابيين. وبعد نجاح الأنقلاب ستطاع الشريف حسين الهندى أن يتصل بالزعيم أسماعيل الأزهرى وكان التوجيه من الرييس مقاومة الأنقلاب والعمل على حشد العمل الجبهوى فى جبهة وطنية. ولما كان الأمام الهادى المهدى بالجزيرة أبا وقت الأنقلاب وأعلن رفضه ومعارضته لهذا الأنقلاب ذا اللافتات الحمراء والتوجه الشيوعى فقد تحرك الشهيد الشريف حسين الهندى الى الجزيرة أبا وتكونت الجبهة الوطنية من حزب الأمة بقيادة ألمام الهادى المهدى والشريف حسين الهندى عن الأتحادى الديمقراطى والشهيد محمد صالح عمر عن الأخوان المسلمين وبقية القصة معروفة . وقاد الشريف حسين الهندى الحزب الأتحادى الديمقراطى بهذه الشرعية الثورية شرعية التصدى للأنقلاب ومقاومته وأجماع الأتحاديين على قيادته أجماع ضمنى وليس أنتخابياً.
    وبعد أنتفاضة رجب/ أبريل مباشرة بدأت تظهرالتناقضات فى الجسم الهش لتركيبة الحزب الأتحادى الديمقراطى وبدأ يرجع الى شبه مكوناته الأولية الوطنى الأتحادى والشعب الديمقراطى وتم تحت ضروريات الواقع السياسي بعد الأنتفاضة تكوين مكتب سياسي من 50 عضواً خمسة وعشرون من كل مكونات الحزين الذين أندمجا فى الأتحادى الديمقراطى عام 1968م. وهنا بدأ أول أنقسام قاده الأستاذ الشقيق على محمود حسنين وعلى أبوسن ومحمود زروق وآخرين والذن لم يشاركوا فى تكوين المكتب السياسي الخمسينى وكونوا الوطنى الأتحادى. فأن الخمسة وعشرون عضواً الذين يمثلون الشعب الديمقراطى تحت رعاية السيد محمد عثمان الميرغنى قد كانوا كلهم على قلب رجل واحد، أما الخمسة وعشرون الذين يمثلون الوطنى الأتحادى كانوا منقسمين الى شريحتين، شريحة مع الشريف زين العابدين الهندى وهذه أنحازت للسيد محمد عثمان الميرغنى وشريحة أخرى بقيادة أحمد زين العابدين والعم الحاج مضوى محمد أحمد وآخرين كانت معارضة لتولى الشريف زين العابدين الهندى لمنصب الأمين العام للحزب. وقد أتفق هذا المكتب السياسي الخمسينى أن يكون السشيد محمد عثمان الميرغنى رييساً للمكتب السياسي الخمسينى ويدير جلساته ورييس المكتب السياسي بطبيعة الحال هو رييس الحزب ما دام المكتب السياسي هو أعلى سلطة تنظيمية فى الحزب. وأيضاً أتفق المكتب السياسي الخمسينى على أن يكون الشريف زين العابدين الهندى أمينلً عاماً للحزب وعين هو سيدأحمد الحسين نايباً. عند هذا المحك تكونت ما يعرف بالقيادة السياسية برياسة الأستاذ أحمد زين العابدين المحامى والتى أنضمت بعدها للحزب الوطنى الأتحادى بقيادة الأستاذ على محمود حسنين. خاض الحزب الأنتخابات فى عام الأنتخابات فى عام 1986م دون أن يعقد مؤتمره وأحرز فوزاً فى 63 دايرة أنتخابية. أرتضى نواب هذه الدواير التنظيمية للحزب رياسة وزعامة السيد محمد عثمان الميرغنى للحزب ، بل وصل بهم الأمر الى تفويضه تفويضاً كاملاً فى مباحثات تكوين الحكومة الأيتلافية مع حزب الأمة. وفقد الحزب كثيراً من الدواير بسبب تعدد المرشحين للحزب فى الدايرة الواحدة وكان من المفترض أن يحرز دوايره ذات ثقله الجماهيرى والتىكانت 105 دايرة.
    برغم أن الحركة الأتحادية تلتزم وتتبنى فكرياً الديمقراطية الليبرالية على مستوى الحكم ألا أنها لم تطبق هذه الديمقراطية فى ممارستها الحزبية ولم تكن هياكلها التنظيمية تشكل أو تتبنى حتى الروح الديمقراطية. فالحزب الوطنى الأتحادى منذ أن تكون فى عام 1953م فأن دستوره وهيكله التنظيمى لم يكن ديمقراطياً. فالمؤتمر العام ينتخب رييس الحزب ووكيل الحزب واللذان يقومان بتعيين بقية الأعضاء فى الهيكل التنظيمى للحزب بمعرفتهما هما وحدهما وحجتهما فى ذلك أن المؤتمرين لا يعرفون بعضهم البعض ويحضرون مصعدين من أقاليم بعيدة ونايية ولذلك لا تمكنهم عدم معرفتهم لبعضهم البعض من صحة الأختيار وترك هذا الأمر لرييس الحزب ووكيله اللذان كما يدعون أنهما يعرفان كل المناديب حق المعرفة بحكم أتصالهم وطوافهم على الأقاليم السودانية المختلفة. وقد كان أتخاذ القرار داخل الحزب فى المكتب السياسي ممارس فيه قدر من الديمقراطية بحكم أن رجالات الرعيل الأول فى الحزب كانوا متقاربى الأعمار والتعليم والأفكار وليس هنالك من هو أكبر سناً غير الزعيم أسماعيل الأزهرى وكثير من طاعته طاعة أبوة أكثر منها أتفاق فى الرؤى. وه الذى أرتضوه جميعاً ليكون زعيمهم وقايدهم ومع ذلك فقد راعى الزعيم الأزهرى هذا التقارب فى الأعمار وفى المقدرات وما كان يلجأ لأتخاذ القرارات الفردية المصيرية ألا قليلاً، ولكن لمن يخالفه الرأى ويخرج به الى الملأ خارج أروقة الحزب فيكون القرار الى من يهمه الأمر سلام. وهى يقينى الفصل من الحزب بالبارد.
    برغم كل الزخم القيادى والكريزمى والنضالى للزعيم اسماعيل الأزهرى فقد بدأ فى عهده تحركات الأصلاح وتصحيح الممارسة الحزبية الديمقراطية والتنظيمية بالحزب قادها الجيل الثانى من الشباب فى مذكرة العشرة المعروفة بقيادة محمدجبارة العوض، الشريف حسين الهندى، محمود صالح اسماعيل، عبد الوهاب موسي، موسي المبارك، حماد توفيق، كامل مرزوق وآخرين. وفى عهد الديمقراطية الثالثة بعد الأنتفاضة وبعد أن منى الحزب بهزيمة أنتخابية لتعدد المرشحين وهو الذى كان مؤملاً ن يكتسح الأنتخابات ويحقق الأغلبية المطلقة بحكم أنه الحزب الوحيد الذى ظل معارضاً للنظام المايوى طيلة الستة عشر عاماً من الحكم الى أن سقط . وايضاً بعد أن طال أمل الوعد بعقد المؤتمر العام قامت الكوادر التى قادت النضال ضد النظام المايوى مع الشريف حسين الهندى من الشباب والكوادر الوسيطة التحرك لعقد المؤتمر العام بدلاً من أنتظار القيادة التى أستولت على مال الحزب ولم تصرفه على الأنتخابات وهى لا تريد عقد المؤتمر العام. وأستطاع هذا التحرك الأصلاحى أن يكتسح الحزب الأتحادى الديمقراطى أتحادات المزارعين فى الجزيرة والرهد وحلفا الجديدة ومؤسسات النيل الأزرق والنيل الأبيض والحرقة ونورالدين والسوكى وأكتسح أتحاد عام مزارعى السودان. وأيضاً أكتساح نقابات العمال وأتحاد عام عمال السودان. كما أستطاع أن يعقد مؤتمرات أقليمة فى أقليم الشرق وأقليم الجزيرة وكردفان وكانوا فى حالة زحف لأكمال هذه المؤتمرات فى بقية الأقاليم حتى الأقليم الجنوبى لعقد المؤتمر العام متجاوزين تلكؤ القيادة فى العمل لقيامه ولكن أنقلاب 30 يونيو 1989م قد قطع هذه المسيرة ونفس هذه الكوادر التى كانت تدير معركة الأصلاح والتصحيح التفت حول الأمين العام للحزب الشريف زين العابدين الهندى خارج السودان عندما أبدى حماسه لأصلاح الحزب وبعد أن نقد نفسه وأداءه خلال الديمقراطية الثالثة وهو الأمين العام وأعتذر عن كل الأخطاء التى أرتكبها فى حق الحزب أبان الديمقراطية الثالثة. وسارت مسيرة وضع القسمات والمرتكزات الفكرية للحزب والهياكل التنظيمية الديمقراطية تحت شعر حرية الفرد... ديمقراطية التنظيم ... حكم المؤسسةوالتى أستمرت شعارات الى يومنا هذا ولم تنفذ على حيزالوجود لأن الذين تصدوا لحملها لم يكونوا يؤمنون بها فى قرارة أنفسهم ولم تكن مكوناً وجدانياً لتفكيرهم فأردت هذه الشعارات الى ديكتاتورية ناعمة هى أضل وأفجر.
    وبقيام مؤتمر الأسكندرية الثانى 1992م بقيادة الشريف زين العابدين الهندى والذى كان المرجو منه توحيد جناحى الحزب تمخض بفراغ وطلاق باين بين التيارين الذى يقوده السيد محمد عثمان والذى يقوده الشريف زين العابدين الهندى وظلا حزبين منفصلين حتى الآن. خلق الشريف زين العابدين الهندى هياكله التنظيمية فى مؤتمر الأسكندرية الثانى وتم مليهها بالتعيين بعد تفويض الأمين العام بذلك، وهنا قد دق أول مسمار فى نعش الممارسة الديمقراطية التنظيمية وأنهزم شعار حرية الفرد ديمقراطية التنظيم وحكم المؤسسة وأختصرت المؤسسة فى رجل واحد هو الأمين العام. وعقد السيد محمد عثمان الميرغنى مؤتمر المقطم بمصر وخلق هياكله التنظيمية وأيضاً أختصرت المؤسسة فى شخص رييس الحزب. وأستمرت الأزمة الى يومنا هذابرغم أنعقاد مؤتمرا أخرى سواءاً كانت فى سوبا أو القناطر الخيرية.
    كما قلنا أن أنقسام الأمانة العامة فى مؤتمر الأسكندرية الثانى 1992م كان أول أنقسام فى عهد الأنقاذ للحركة الأتحادية برغم أن الحزب الوطنى الأتحادى قد حل نفسه وأندمج فى الحزب الأتحادى الديمثراطى بقيادة السيد محمد عثمان الميرغنى وترتب على هذا الأندماج تكوين المكتب السياسي لعام 1992م بالداخل. ثم أنقسمت مجموعة من الحزب الذى يقوده السيد محمد عثمان بقيادة ميرغنى سليمان الحاج السيدعبدالرحن ، أمين عكاشةن على أبوسن، محمد سرالختم الميرغنى وآخرين مكونين لتيار المؤسسية والأصلاح. وقبله أو متزامنأ معه أنقسمت مجموعة كبيرة من الأمانة العامة بقيادة المرحوم ربيع حسنين وشخصى وآخرين وتكوين تيار بأسم تحديث وتطوير الحزب الأتحادى الديمقراطى وأختصرت بأسم "تحدى" والتى أندمج عدد كبير منها بعد وفاة ربيع حسنين مع تيار الصلاح والمؤسسية بقيادة العم ميرغنى سليمان. وبعد مؤتمر المرجعيات بالقناطر الخيرية خرج الشقيق المرحوم محمد أسماعيل الأزهرى من التيار الذى يقوده السيد محمد عثمان وكون ما يعرف بالمؤتمر المؤتمر الستثنايي. وأيضاً خرجت مجموعة وتكونت باٍسم القوى الحديثة بقيادة بوفيسور محمد يعقوب شداد. وهؤلاء جميعاً تجمعوا فى الهيية العامة ولكنها لم تدم طويلاً فأنسلخ العم ميرغنى سليمان بمجموعته وكذلك المرحوم الشقيق محمد أزهرى رجع الى مؤتمره الأستثنايي وأستمرت مجموعة القوى الحديثة تحمل أسم الهيية العامة. أيضاً أختارت مجموعة بقيادة المرحوم حسن مصطفى أن تحمل أسم الوطنى الأتحادى ومعها مجموعة تسمى مجموعة الشريف حسين الهندى النضالية . وبعد وفاة حسن مصطفى أستولى على الوطنى الأتحادى مجموعة يوسف محمد زين برعاية شيخ عبد الله بعد أن خرجوا من حزب السيد محمد عثمان الميرغنى. وقبل وفاة الشريف زين العابدين الهندى بأقل من عام خرجت مجموعة كبيرة بقيادة الشقيق حسن محمد عمر دندش من الأمانة العامة أو ما يعرف بالحزب الأتحادى الديمقراطى المسجل. هذه هى الصورة العامة للأنقسامات التى أعترت جسم الحزب الأتحادى الديمقراطى منذ قيام أنقلاب الجبهة القومية الأسلامية فى 30 يونيو 1989م وحتى الآن.
    برغم أن النقسامات التى أعترت جسم الحركة الأتحادية قد صاحبها كثير من التجريح والتجريم بين هذه الفصايل والتيارات على المستوى التنظيمى والشخصى ألا أن محاولات الوحدة ورأب الصدع لم تتوقف منذ ذلك الحين. فكان أول المحاولات أن تنجح عند أنعقاد مؤتمر الأسكندرية الثانى 1992م الذى كان أول اهدافه هو توحيد الحزب فأنحرفت قراراته وخرجت غاضبة منفعلة زادت الفتق حتى صعب الرتق. ثم كانت محاولات كثر للشيخ حمد حمد الجعلى شيخ الطريقة القادرية بكدباس ومن بعدها محاولات كثر للشيخ عبد الله أزرق طيبة. وتمت أيضاً محاولة وحدة بين التيارين الأساسيين قبل تعدد التيارات لأكثر من أثنين وتكونت لجنة الثمانية أربعة أعضاء يمثلون الحزب الأتحادى الديمقراطى بقيادة السيد محمد عثمان الميرغنى وأربعة من الحزب الأتحادى الديمقراطى بقيادة المرحوم الشريف زين العابدين الهندى وتمت صياغة أتفاق تضمن الرؤى والأفكار والهيكل التنظيمى وقد صاغ متطلبات الوحدة فى :-
    من أجل نجاح محاولات الوحدة للحزب الأتحادى الديمقراطى القايمة الآن لابد أن يتعامل الجميع مع الواقع وأمكانية تطويع هذا الواقع لخلق حزب علمى ديمقراطى مؤسسي فاعل وقادر لأحقاق متطلبات العمل الوطنى والسياسي بالبلاد. ونجمل هذه المتطلبات فى الآتى:-
    1- أن تستدرك النخبة المتعلمة بالحزب الأتحادى الديمقراطى والقوى الحديثة أن قوى المجتمع المدنى التقليدى المنتمية للحزب الأتحادى الديمقراطى الأكثر عدداً وهى المويل عليها عند أجراء أى أنتخابات وهذه القوى التقليدية مرتبطة بقياداتها التاريخية والتقليدية والتى لا يمكن تجاوزها وكذلك لابد من أستصحابها والرضاء بالموازنات المترتبة على ذلك.
    2- أن مولانا السيد محمد عثمان الميرغنى هو رييس الحزب الأتحادى الديمقراطى منذ الأنتفاضة وكان حوله تراضى وأجماع وأقلها الشرعية البرلملنية 63 نايب برلمانى أتحادى. وكذلك لابد أن يكون هو الرس والمحور الذى يتم عليه التوافق لخلق حزب أتحادى ديمقراطى واحد لحين قيام المؤتمر العام.وللمؤتمر العام أن يقول كلمته سواء يؤمن على قيادة السيد محمد عثمان الميرغنى أو أنتخاب شخص كفء غيره وهذا أمر يقرره المؤتمر العام.
    3- أن الحزب الأتحادى الديمقراطى الذى يقوده السيد محمد عثمان الميرغنى هو الأكبر وصاحب الجماهير الغالبة وعند تكوين الجسم الموحد المؤقت حتى قيلم المؤتمر العام يجب أن يراعى ذلك.
    4- أن كل الفصايل والتيارات غير متساوية فى تمددها الجماهيرى بين جماهير الحركة الأتحادية ولذلك يجب أن يعرف كل فصيل قدر نفسه.
    5- أن الأصلاح دايماً يجب أن يتم داخل المؤسسة أو البيت الحزبى الواحد وليس خارجه. والأصلاح عملية طويلة وشاقة وتحتاج الى حراك وعزيمة ولكنها منتصرة فى نهاية المطاف بحكم تطور الزمن وأزدياد الوعى.
    6- أن تبنى وترتكز الوحدة المؤقتة حتى قيام المؤتمر العام على الواسم المشتركة المتفق عليها وأن تترك القضايا الخلافية للمؤتمر العام لحسمها وألا تكون عقبة كأداء أمام التوحد.
    7- أن يلتزم كل فصيل عند مناقشة أسس التوحد أن يلتزم بما توافق عليه أغلبية الفصايل ولا يخرج على القرار الديمقراطى.
    8- أن يوافق الجميع على أن تكون لجنة السعى للتوحد تحت رعاية مولانا السيد أحمد الميرغنى ومولانا شيخ عبد الله أزرق طيبة اللذان تشهد لهما الساحة الأتحادية بسعيهما الجاد نحو توحيد كل الأتحاديين فى بوتقة واحدة دونما تحيز أو أقصاء لأحد.
    9- وختاماً أن يستشعرالجميع أن مسألة وحدة الحركة الأتحادية مسيولية وطنية قبل أن تكون مسيوليةحزبية لأنه يقينا أن سلامة ووحدة وعافية الوطن لن تتأتى ألا بسلامة ووحدة وعافية الحزب الأتحادى الديمقراطى. وليس هنالك خلاص للوطن من عنق الزجاجة الذى أدخلته فيه الأنقاذ ألا بحزب ديمقراطى واحد موحد قوى وفاعل لأنه يمثل الوسط وجماع الأمة السودانية وحادى ركب الأستنارة بين جموع الشعب السودانى.
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de