ما بين تلفون كوكو والبعثي صديق تاور! بقلم محمود أ. يوسف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 12:44 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-07-2019, 04:26 PM

محمود الحاج يوسف
<aمحمود الحاج يوسف
تاريخ التسجيل: 04-11-2017
مجموع المشاركات: 17

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما بين تلفون كوكو والبعثي صديق تاور! بقلم محمود أ. يوسف

    04:26 PM September, 07 2019

    سودانيز اون لاين
    محمود الحاج يوسف-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصر





    [email protected]
    مضت ستة وثلاثون عاما منذ إنشاء الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان، كتب من تعاطفوا معها في هذه الفترة الكثير من الشروحات عن اسباب قيام الحركة واهدافها، وبنفس القدر كتب كم هائل من الدعايات المضادة التي حاولت تشويه صورة الحركة، لكن فوجئ من ساروا علي ذلك النهج بالإستقبال الضخم الذي حظي به الراحل المقيم دكتور جون قرنق دي مبيور في ٧ يوليو ٢٠٠٥ ، عندما خرج سبعة مليون من سكان العاصمة القومية وضواحيها للإحتفاء بالقائد السوداني العظيم ذكر العارفون بالاحتفالات التي سادت وادي النيل بعودة بعانخي ظافرا من رحلة فتوحاته للاراضي المصرية [١] رغم الفتوي العنصري التي وزعتها هيئة علماء السودان علي جميع المساجد في ذلك اليوم ، وكنا مع تلفون كوكو ودعانا الاخ رابح عديل اخي مصطفي الذي كان معنا عليه رحمة الله ومغفرته. لقد اكتشف الشعب السوداني ان قرنق هو الشخص الوحيد الذي كان بمقدوره توحيد الشعب السوداني، لكن للمولي تعالي أحكام تعلو علي مفاهيمنا الدنيوية، فارتحل قرنق وانفصل الجنوب، فذبح الطيب مصطفي صاحب منبر السلام ثور اسود اللون كناية بالتخلص مما يربطهم بأفريقيا [٢]، واقتدوا بذلك بالاسبان الذين طوروا هواية مصارعة الثيران وقتله كناية بالتخلص من الافارقة السود الذين دخلوا الاندلس تحت قيادة طارق بن زياد عام ٧١١ – ٧١٨، ٢، ولم يحكم الاندلس فاستدعي الي بغداد حيث عاش ومات متحسرا من العرب وفهمهم الخاطئ للإسلام ، فتحولت الاندلس الي دولة عربية ثم سقطت عام ١٤٩٢ م [٣].
    كان ما حدث من صراع في السودان هو مقاومة العنصر الافريقي محاولات الابادة وصراع من اجل البقاء، حيث اراد حسن بشير نصر واعوانه من العسكريين اثتاء حكم عبود حتي عام ١٩٦٤ علي محو الجنوبيين من الخارطة ، قال اللواء حسن بشير نصر "إذا كان لابد من ما ليس منه بد. فستضرم الحرائق في النبات والشجر والإنسان في الجنوب، ولن يبقى في تلك الأرجاء ديار، ولن تقوم بعدها لعقارب الأنيانيا السامة قائمة" [٤] . وطور النميري نمط التحكم، وأعاد البشير سياسة الارض المحروقة وإبادة العنصر الافريقي في جنوب السودان والنيل الازرق وجبال النوبة ثم دارفور [٥] ، كان هدف الدولة السودانية منذ الاستقلال، تكبيل ارادة العنصر الافريقي، مما ادي الي قيام عدة ثورات كانت اكبرها الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان، ولقد عمل الانقاذ علي تدمير قيم وكرامة الانسان الافريقي مع تصفية ومحاربة المثقفين في جبال النوبة ووضع الآخرين في معسكرات اشبه بالمعسكرات النازية، وحدث ذات البطش في جنوب النيل الازرق وجنوب السودان، كما عمل الانقاذ علي تغيير الجغرافية البشرية في دارفور بالتعامل مع التجمع العربي مما ادي كل ذلك الي حدوث الابادة واحلال مستوطنين جدد مكان السكان الاصليين. ومع كل ذلك البطش والتعريب كان هنالك شخصيات افريقية من جنوب السودان والنيل الازرق وجبال النوبة ودارفور ارتضت ان تكون مع آلة الإبادة والظلم ضد اهليهم، وقدموا كل ما لا يمكن تخيله لإبادة اهليهم ، فلم يجدوا سوي الإزدراء من شعبهم، احد هذه الاسر هي اسرة تاور في جبال النوبة، وكان دكتور صديق من اكثرهم كرها للمنضالين الشرفاء من ابناء جبال النوبة، ويعود ذلك للتوجهات التي عملت علي حجب الفروقات بين الفكر الإنساني والعنصري ، فعمل صديق تاور ضد اصوله ولسيادة "امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" [٦]!
    والمدهش ان حزب البعث رغم تحكمه في العراق عقودا ، فلقد وقع رئيس الجمهورية العراقية بتاريخ ٢٩/٩/٢٠١٦، قانون رقم ٣٢ لسنة ٢٠١٦، والمسمي ب “قانون حظر حزب البعث والكيانات والأحزاب والأنشطة العنصرية والإرهابية والتكفيرية" [٧].
    ويعرف القانون العنصرية ب : - "السلوكيات والمعتقدات التي تعلي من شان فئة لتعطيها الحق في التحكم بفئة أخرى وتسلب حقوقها كافة كونها تنتمي لدين أو عرق ما " [٧] لقد استولي حزب البعث العربي الاشتراكي على السلطة في العراق في 17/7/1968، ومارس العنصرية ضد الفئات والاقليات الاخري، لذلك فإن هذا التعريف يوضح الطبيعة العنصرية لحزب البعث الذي يعمل علي الاستيلاء علي السلطة في الدول العربية ومن ثم حظر الرأي الآخر وتحويل نظام الحكم فيه الي نظام عروبي يدمر فيه كل الاثنيات والثقافات الغير عربية ، فهذا الحزب هو امتداد لنهج الانقاذ ١ الذي عمل علي تعريب السودان [٨] وعندما فشلوا قرروا فصل الجنوب ، لذا فإن منهج هذا الحزب علي المدي البعيد هو إبادة العنصر الافريقي ، واذا اتوجد في السودان حكم ديمقراطي، فسيكون من الصعوبة استمرار مثل هذه الاحزاب. وما حدث في العراق من ابادة للشيعة ومحاولات ابادة الاكراد خلال عهد صدام لخير دليل علي عنصرية هذا الحزب ، لكن لماذا يدخل افريقي مثل صديق تاور في حزب البعث العربي الذي ينادي ب امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة [٦]؟
    من الواضح ان انتهازية البعض في افريقيا منذ صغرهم قد قاد بعضهم للإشتراك في تجارة الرق ، فوجود هذه العقلية عند المرء تجعله يقوم بغرائب الامور، قد تؤدي به للانضمام الي حزب عنصري مثل حزب البعث العربي، فلقد انضم صديق للحزب منذ ان كان في المرحلة الثانوية، وهي المرحلة التي تتشكل فيها قدرة المرء علي فرز الافكار القيمة من تلك الطالحة، وتقدم الاسرة والمجتمع في هذه الحالة ما يعين المرء علي الاختيار السليم، لذلك يتحول السؤال الي، ما الذي يجعل الافريقي ينضم الي حزب يعمل علي سلب وتدمير هويته؟ اما ان يكون هذا الشخص انتهازي او غبي او متخلف فكريا، او جاهلا، لانه تم تعريف حزب البعث العربي الاشتراكي، علي حسب الويكبيديا علي الآتي: ان حزب البعث العربي الاشتراكي كان حزب سياسي تأسس في سوريا على يد ميشيل عفلق وصلاح البيطار وزكي الأرسوزي، وتبني الحزب مفهوم البعثية (وتعني "النهضة" أو "الصحوة")، وهي خليط ايدلوجي من القومية عربية والوحدة عربية والاشتراكية عربية والإمبريالية. تدعو البعثية إلى توحيد الدول العربية في دولة واحدة. ".
    يتضح من هذا التعريف ان حزب البعث هو معني بالاصوليين من العرب ، لذلك رفض الاكراد الدخول في ذلك الحزب، واخبرني استاذ كردي عراقي درس في جامعة الفاتح بطرابلس انهم يقاومون تعريبهم وتغيير هويتهم وضرب مثل لمقاومتهم بالنبتة التي بزغت في الحجارة ، كان ذلك عام ١٩٧٩، اي قبل ٤٠ عاما فإستجاب الله سبحانه وتعالي لدعائهم فأين البعث واين الاكراد؟
    هذا نموذج لمقاومة شعب ومثلهم الأمازيغ، في شمال افريقيا ، وكما توضح هذه المقاومة، فإن هذه الشعوب كانت مؤمنة بقضيتها ، لقد علمنا التاريخ ان هنالك شعب انجليزي وشعب هندي وشعب عربي وشعب افريقي، لكل من هذه الشعوب خصائصه وتراثه ولغته وهويته، والتي هي جز من مكوناته، ولم نجد ان شعب يحاول تدمير هوية شعب آخر وجعله اسير للهويته الا الشعب العربي، وقد نغفر للافراد الغير متعلمين في انبهارهم وذوبانهم في القومية العربية، ولكن ان يكون هذا الشخص متعلما واستاذ جامعي وحامل دكتوراة في علم الفيزياء الذي يعتبر قمة الهرم العلمي، اوليس هذه هي ام الخيانة؟ لقد وصف الاجداد هذا البلاء بمقولة "القلم ما بزيل البلم،" ولكن الانكي والامر ان تقوم قوي الحرية والتغيير باختياره في المجلس السيادي، رغم انه كان مع النظام الذي نكل بإهله وشارك في الحملة الانتخابية للمجرم احمد هارون وسبب اضرار كثيرة للشعب النوبة، ومع كل ذلك ينبري ويدافع عنه تلفون كوكو ابو جلحة الذي كنا نظن انه علي قدر من العلم وروح الثورية والنضال تجعله ينأي بنفسه من الهبوط الي هذا الدرك، كتب احدهم في مجموعة الواتساب التي انا فيها، ان تلفون كوكو يدافع عنه، ففكرت مليا لماذا يدافع تلفون عن شخص خان شعبه ويعمل علي تدمير هويته؟ فقادني ذلك الي معرفة المجهول الذي لم نكن نود الخوض فيه حول شخصية تلفون كوكو.
    يتحدث تلفون كوكو عن حزب البعث وكأنه حزب عادي، لكن الواقع وكما رأينا، فلقد تم تصنيف هذا الحزب بالعنصرية في منبعه العربي، فماذا يكون شعورنا نحن الافارقة ممن لا رابط إثني لهم بهذا الحزب سوي علاقة المواطنة، ومع ذلك غدروا بنا بإصرارهم علي تعيين صديق تاور؟
    لقد كتب تلفون كوكو ثلاثة مقالات يدافع فيها عن صديق تاةر قال في ثالثها:
    "ﻓﺄﻧﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻻ ﺃﺭﻯ ﺃﻱ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻛﺎﺛﻨﻴﺔ ﻟﻢ ﻧﺘﻀﺮﺭ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ" [٩].
    فهل هي مصادفة ان يطعن تلفون كوكو كاحد قيادات الحركة الشعبية التي بشرت بمشروع السودان الجديد في عمق الاطروحة الفكرية والخاصة بالسودان الجديد، والتي تبنت رؤية قائمة علي القاسم المشترك للشخصية السودانيوية لبناء دولة المواطنة وفي تعارض مع تيار البعث العروبي، نراه يتبرأ من كل هذا الأرث ويصرح قائلا:
    "ﻗﻄﻊ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﻱ ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺗﻠﻔﻮﻥ ﻛﻮﻛﻮ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭ ﺍﺟﺮﺗﻪ ﻣﻌﻪ ‏( ﺍﺧﺮ ﻟﺤﻈﺔ ‏) ﺍﻥ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺒﻨﺎﻩ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ، ﻭﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﻟﻪ ﺍﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻤﻨﻲ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﺠﺮﺩ ﻭﻫﻢ ﻭﺧﻴﺎﻝ .. .
    ﻭﺍﺿﺎﻑ ﻛﻮﻛﻮ ﺍﻧﻪ ﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﻣﻘﺎﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮﻱ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻧﺸﺮﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺿﻤﻨﻬﺎ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺰ ﺃﻭﻥ ﻻﻳﻦ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ‏( ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﻣﻴﻼﺩ ﺛﺎﻥٍ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ بوليو ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ)" [١٠].
    لم يكتفي بذلك ، بل هاجم تلفون كوكو القائد الشهيد يوسف كوة واتهمه بقتل قيادات النوبة، وذكر الكثير من المغالطات والاكاذيب التي لا تصدر الا من شخص فقد البوصلة التي عملت قيم الحركة علي غرسها فيه من خلال ثقافتها والمراحل المختلفة للنضال التي مر من خلالها ، فيتسائل الكثيرين ما هي الاجندة التي يحاول تلفون كوكو تنفيذها ومن هو صاحب المصلحة وراء كل ذلك؟ [١١]
    فوجئت وانا احضر لكتابة هذا المقال ان هنالك كم هائل من المقالات التي كتبها تلفون كوكو وتحدث فيها عن يوسف كوة ورفاق الامس وكانه لا تربطه صلة بهم ، فتساءلت ، ما الذي يغير قائد مثل تلفون الي هذه الدرجة حتي يتنكر لكل مبادئه؟ سيكون ردنا علي هذا السؤال من خلال المحطات التي كذب فيها او تلك التي تجاهلها عن عمد ان لم تصب في مصلحته، وهدفنا من كل ذلك احقاق الحق لأشخاص لم يعد بمقدورهم الدفاع عن انفسهم، بعد ان ارتحلوا عنا مرفوعي الرأاس وعملوا علي إسترداد كرامة الشعب السوداني ، مثل القائد يوسف كوة مكي والدكتور جون قرنق دي مبيور ، وللإجابة علي لماذا يدافع عمن خان جلدته ؟
    كان يوسف كوة علي درجة عالية من الديمقراطية، وشجع كل المكونات علي ان تعبر عن آراءها دون خوف ، سواء اكان ذلك في جبال النوبة او جنوب السودان ، مثلا كنا في احد اللجان اثناء مؤتمر التعليم بكاودا في مايو من عام ١٩٩٩،عندما تقدمت سوزان جامبو بإقتراح ينص علي "إعطاء المرأة كافة حقوقها بغض النظر عن الاديان السماوية،" بصفتي رئيسا للمجلس الإسلامي للسودان الجديد، اعترضت علي كلمتي "الاديان السماوية" وطلبت حذفها وان يكون الاقتراح "إعطاء المرأة كافة حقوقها."
    رغم الاعتراض فاز الاقتراح، وفي جلسة العامة للتصويت علي القرارات ، رفعت يدي عند قرآءة التوصية للتصويت، فسألت يوسف كوة ، هل الحركة جات علشان تحارب الاديان؟ وإعيد فتح التوصية للمناقشة وحدث نقاش كبير وحاد ، ايدها البعض وايد موقفي يوسف كرا ونيرون وآخرون كثيرون، فهدأ يوسف كوة الموقف وفي النهاية وبعد جدل كبير قرر تحويل الصيغة للمجلس الإستشاري للبت فيه، توضح هذه التجربة، اننا كنا نناقش يوسف كوة دون خوف او مراءاة ، وكان الذي يبقي هو صوت المنطق ، ولقد جلب لي ذلك الكثير ، حيث تم ايصال ما حدث من خلال مطبخ دكتور قرنق علي اني اعارض حقوق المرأة ، فسألتني السفيرة ستونا عبدالله بعد اربعة اشهر فاوضحت لها ما حدث وهي في دهشة. وكي لا يظن المرء انني ادافع عن يوسف مجاملة ، ابرئ عن نفسي ذلك بحادثة اخري عام ١٩٩٧ ، كنت معه ومعنا وليد حامد، حيث وجه لي وليد ودون اية مناسبة سؤال تأكيدي ، حيث قال "يتحدث الناس قائلين ان محمد جمعة هو بطل تلشي ، لكن يا محمود مش يوسف كوة هو بطل تلشي؟"
    قلت له بالحرف "رغم ان يوسف كوة كان القائد العام للجيش الشعبي في جبال النوبة، لكن القائد محمد جمعة ناير هو الذي كان يدافع عن جبل تلشي وصد كل الهجمات التي شنتها النظام بقوة قدرت ب ٣٤،٠٠٠ رغم ان الجيش الشعبي كان اقل من ٩٠٠ فقط ولمدة ثلاثة اشهر، فهو بطل تلشي الذي شتت العدو، " سبب ذلك صدمة لوليد ولكن رفع ذلك من قدري في نظر يوسف ، لتعاملي معه من منطلق الحق والعدل لمن لم يكن معنا حينها ، ولم اخبر محمد بذلك رحمة الله عليه ويوسف .
    لقد عمل يوسف كوة علي اشراك شعب النوبة في كل القرارات المصيرية التي تهم شعبه ، وعلي كافة المستويات السياسية ، مع تفويض صلاحياته ، ففي عام ١٩٩١ كلف القائد يوسف كوكو لجنة بقيادة تلفون كوكو بإجراء مفاوضات مع الإدارة المحلية بمحافظة كادوقلي برئاسة محمد الفضل، حيث عقدت المحاثات في مدينة إم بلجنة غرب كادوقلي وختم المفاوضات بالاتفاق علي حضور يوسف للتوقيع علي الاتفاقية النهائية مع محمد فضل ، في اثناء التفاوض ، فتحت بوابات المدن الحكومية لمنسوبي الجيش الشعبي بدخول المدن الحكومي، ولكن عندما علمت مصادر الجيش الشعبي ان الحكومة كانت تهدف من استدراج يوسف كوة الي بلنجي بهدف اسره ومن ثم قتله، لذلك قررت قيادة الحركة عدم ذهابه ، ردت الحكومة علي ذلك بقتل اكثر من سرية من افراد الجيش الشعبي الذين كانوا في زيارة لاهليهم في كادوقلي كما اعتقل الكثيرين ممن تعاطفوا مع الحركة الشعبية او حتي المغضوبين عليهم، يتسائل البعض عما إذا كان تلفون كوكو قد تعرض لعملية تجنيد اثناء المحادثات ادت به الي تغيير مبادئه وما يؤمن به ، وخاصة ان ما سيبدر منه لاحقا تخالف منطق الاشياء.
    كتب تلفون عن الكثير لكنه تجنب مؤتمر دبي الذي دعا له الشهيد يوسف كوة مكي لمناقشة الوضع الامني في جبال النوبة، ناقش المؤتمرون قضية السلام وخاصة بعد انقلاب رياك مشار علي قيادة الحركة والجيش الشعبي، وكان موقف يوسف كوة حاسم لتحديد وجهة ومصير الحركة ومصير رياك متشار الذي بذل الكثير لإستمالة يوسف حتي انه اعلن في الإذاعات بان يوسف كوة يقف معه، ولقد ازعج ذلك دكتور جون قرنق كثيرا، واتصل بيوسف الذي كان في طريقه الي المنطقة الغربية وطلب منه الرجوع حيث تحدث مع الاذاعة البريطانية وطمأن الشعب السوداني بانه ما زال يقف مع قيادة دكتور جون. سبب ذلك صدمة لكل من الدكاترة رياك ولام بالاضافة للحكومة السودانية وبعض العناصر داخل الحركة في الجبال ممن يرون ان النوبة لن يستطيعوا مواجهة الحكومة والمنشقين ، لذلك كان مؤتمر دبي علي درجة عالية من الاهمية، تم فيه مناقشة الكثير من المواضيع، لكن الاهم كان مصير الحركة الشعبية في جبال النوبة بعد ان اوقف رياك طريق الامدادات من الجنوب والنظام كان قد قفل الطرق من الشمال، فتم محاصرة الحركة الشعبية في جبال النوبة من كل الجبهات.
    كان النقاش في المؤتمر ديمقراطيا كعادة يوسف ، مثلما خبروه ، عبر البعض عن انه من الافضل اجراء سلام مع الحكومة المركزية، وكان يتقدم هذه المجموعة تلفون كوكو، حين انبرت احد الكنداكات وقالت "انتو يالرجال لو تعبتوا تعالوا امسكوا الاطفال وخلونا انحنا نواصل الحرب." فأسكتت كل الالسن ما عدا تلفون كوكو الذي واصل مطالبا بالسلام مع الحكومة، ومصدر هذه الرواية هو يوسف كوة شخصيا ، عليه رحمة المولي ، ولاحقا الفريق بوسف كرا من قيادات الجيش الشعبي وحركة كمولو.
    كتبت من قبل عن الاتصالات السرية بين مجموعة رياك متشار بعد فشله في جذب يوسف الي انقلابه ومجموعة عوض الكريم كوكو في جبال النوبة ومعه يونس ابو صدر ، حيت تم الاتفاق للإنقلاب علي قيادة يوسف كوة والحركة الشعبية برئاسة دكتور جون قرنق وإنضمام النوبة الي رياك متشار ومن ثم عقد اتفاق مع الحكومة ، وتم رصد الاتصالات وحتي ساعة الصفر ، حيث القي القبض علي المجموعة ، ونصح دكتور جون يوسف كوة بترحيلهم الي الجنوب ، واثناء تواجدهم في مدينة باريانق اصيب البعض بالكلازار ، حيث مات اثنين من المجموعة. حكي لنا يوسف كوة تفاصيل ذلك للجنة التنفيذية للمجلس الاسلامي للسودان الجديد والمرة الثانية بحضور محمد هارون كافي ، حيث قمنا بالصلح بينهما ، اشترط يوسف ان يقدم محمد هارون اعتذار مكتوب عما كتبه ، احتجيت علي ذلك بإعتباره إذلال ، برر يوسف ذلك بان تلك المرة الثالثة او الرابعة الذي يعتذر فيها محمد وهو متأكد محمد سيغير موقفه ، ووافقنا علي ذلك واقنعنا محمد الذي وافق علي تسليمي الاعتذار لنشره في مجلة ابديت الخاصة بالحركة، كان ذلك قبل شهر من سفر محمد هارون للخرطوم عام ١٩٩٦.
    بعد فشل عملية السلام بليجنا ، كان تلفون كوكو المسؤل العسكري عن الريف الجنوبي ورئاسته في مدينة برام، والذي يتضمن طبانيا. فحدث ان تحرك الجيش في اتجاه برام، وكان تلفون علي علم بهذا التحرك وكان من المفترض ان تقوم القوة الموجودة في المدينة بإلدفاع عنها، ولكن بدلا من ان يقوم تلفون كوكو بوضع خطط للدفاع عن المنطقة بوصفه قائدا لها ، اهمل هذا الواجب فسافر الي طباني في جنوب برام ، ومن خلال تلك الثغرة دخلت القوة العسكرية الحكومية مدينة برام دون اية مقاومة بالرغم من ان القوة التي كانت في برام كبيرة ويمكنها تشتيت العدو، فلماذا فعل ذلك؟ ذكرت استخبارات الحركة انها رصدت محادثات سرية لتلفون مع كادقلي وان ما حدث كان مجرد تسليم من جانبه، فارسل يوسف كوة من نيروبي الي اسماعيل جلاب امر باعتقال تلفون كوكو ، فدعا جلاب الي اجتماع وفيه تم تكليف يوسف كرا بتنفيذ ذلك القرار، فذهب الفريق كرا بذلك الامر مع تفويض كامل في حالة الرفض ، فوجد معه موسي كوا وكان الراحل سايمون كالو قريبا اخذ يوسف كرا تلفون الي غرفة جانبية وسلمه امر الاعتقال، لم يقاوم تلفون فتم اعتقاله، وفي التحريات مع احد زوجاته، ذكرت بانه طلب منهن الاستعداد للذهاب الي كادوقلي، وكان ذلك بالاضافة الي عدم مقاومته للعدو من الاثباتات الذي اقنع الكثيرين بانه خطط لتسليم الريف الجنوبي الي الكيزان ، ولو تاخر يوسف كرا عن تنفيذ القرار، لكان طبانيا في ايد الحكومة ، تم اعتقال تلفون ، وسمح يوسف كوة لمنظمة الحقوق الافريقية لحقوق الانسان باجراء مقابلة معه ونشر في كتابهم، "النوبة في مواجهة الابادة." كان يوسف كوة إنسانيا في تعامله مع الجميع ، لم يعذب تلفون ، ولكن ولكي لا يترك تاثير سلبي في المنطقة قرر دكتور جون قرنق نقله الي جنوب السودان ، اخبرني عبدالإه ان عبور تلفون لمنطقة جنوب رمبيك فقام احد القادة بسجنه وأساء معاملته ، وحتي يوسف كوة لم يكن يعلم بما تعرض لها.
    في مايو عام ٢٠٠٧ تعرض العميد يوسف كرا الي جلطة في مدينة التونج ، ادت الي اصابته بشلل نصفي، واحضر الي نيروبي، وعندما بدأ يتماثل للشفاء، حضر تلفون كوكو في زيارة مريبة الي نيروبي وكان معه رئيس المجلس التشريعي بولاية جنوب كردفان والقيادي البارز في المؤتمر الوطني إبراهيم بلندية  عليه الرحمة والمغفرة، اخبرني موسي كوة الذي اخذته بعربته لموقع التجمع للسفر لدورة في جنوب افريقيا، بوصول تلفون من الخرطوم وانه ذهب لمعاودة يوسف كرة، فذهبت بعربة موسي الي يوسف كرا، وعندما دخلت وجدت الاثنين يجلسون في جو يسوده التوتر ، بعد التحية جلست ، حينها كان كلاهما برتبة العميد، ففتح يوسف كرة الحديث بما معناه، "يا تلفون زي ما شايف انا يا دابو طالع من الجلطة وحالتي ما بتسمح لي بمناقشة سياسية، كنت فاكرك جيتني علشان تكفر لي، لكن لو جاي في مسألة سياسية، فلست مستعدا لذلك."
    يظهر انني وصلت في لحظة حرجة للغاية ، ومن الواضح فان هنالك ما لم احضره من حديث ، لكن كان ذلك واضحا من الرد الحاسم والمحرج ل يوسف كرا وأمامي ، حينها اهتزت صورة تلفون كوكو في ذهني ولأول مرة ، وبخاصة عندما اخبرني احد الاصدقاء انه قابل تلفون وكان هنالك اثنان ينتظرانه خارج المسجد الكبير بنيروبي احدهم من السفارة السودانية ، كما اخبرني موس كوة لاحقا وشخص آخر عن وصوله مع ابراهيم بلندية، فلماذا فعل تلفون ذلك؟
    بعد اصابته بالجلطة في مدينة التونج عند مخاطبته للجنود يوم استلامه قيادة المنطقة تم تسفير يوسف كرا الي كينيا للعلاج ، كان تأخير الطائرة السبب في عدم وصوله نيروبي ذات اليوم ، وعندما علم تلفون والمؤتمر الوطني بذلك ارادوا الاصطياد في المياه العكر ، لان في تصورهما ان الشخص في هذه الحالة يفكر في مستقبله ومستقبل ابناءه وحتي علاجه ، وطبعا علي الرغم من كل ما يحظي به الانسان من ذكاء فطري ومكتسب فانه عاجز عن اخفاء ما بداخله، "وهو في نهايه الامر اناء ينضح بما فيه كما تقول تلك القاعدة."
    لقد ظن المؤتمر الوطني ان يوسف كرا في هذه الحالة من الضعف يمكنه ان يستجيب لإغراءات مادية تجعله يتناسي المبادئ التي من اجلها انضم للجيش الشعبي ، مثلما فعل تلفون ، كانت الصدمة كبيرة جدا بالنسبة لي ، ولقد شعر تلفون كوكو في تلك اللحظة بصغره اما يوسف كرا ، واثبت من حيث لا يدري بصدق الاتهام الذي وجه له بتسليمه لمدينة برام ، واعطي الي يوسف كرا المبرر النفسي المطلق والقناعة بانه كان محقا عندما اعتقله عام ١٩٩٣ ، ولقد سالت الاخ الصديق يوسف كرا عما ذكره تلفون قبل وصولي ، فقال انهم يعملون من اجل الاتفاق مع المؤتمر الوطني، فكان وصولي ، اخذت تلفون الي غرفتي ، ولكنه كان مشتت الفكر للصدمة التي تلقاها من يوسف وحضوري لتلك الواقعة .
    في النهاية عندما دعا الرئيس سلفا كيير تلفون كوكو للاجتماع بقادات الحركة الشعبية من ابناء النوبة كان التصور بان يتم التوصل الي اتفاق والوحدة بينهم من اجل الهدف الاكبر المتمثل في العمل من اجل استرداد كرامة الإنسان السوداني، لكن تلفون كوكو ولما كتبه عن الحركة الشعبية ، فلقد طالب بضمانة والتي اعطيت له كتابة فحضر الي جوبا عام ٢٠١٠ وقبل الانتخابات القومية، لكنه وبدلا من مراعاة شروط الضمانة، فلقد انتهز تلك الفرصة لخدمة الاجندة الخفية للمؤتمر الوطني، فقام بعقد اجتماعات مع المجتمع النوبي في جوبا وسافر الي ياي عاملا علي تحريض الشباب بالرجوع الي جبال النوبة ، كان ما حدث منه صدمة للذين ظنوا بان تلفون قد تغير . كان الهدف من حضوره الي جوبا لمجرد خدمة الاهداف الخفية للمؤتمر الوطني، فدفع ثمن ذلك، ورغم ذلك قامت عناصر المؤتمر الوطني في الجبال بتسجيل اسمه في الانتخابات العامة عام ٢٠١٠، وكان الهدف من ذلك، تشتيت اصوات الحركة الشعبية، ورغم انه تحصل علي اصوات قليلة، لكنها كانت خصما علي مرشح الحركة الشعبية.
    هذه النماذج الخمسة عما قام به تلفون كوكو او حرف تأويله توضح بصورة قاطعة بان تلفون كوكو لم يكن يعمل من اجل إسترداد كرامة النوبة والشعوب السودانية ، منذ عام ١٩٩٢، وانه كان خلال تلك الفترة اقرب للمؤتمر الوطني حينما كان النظام يبطش بمنسوبين الحركة الشعبية في المدن التي كانت تحت سيطرة النظام، لذلك فهو اقرب لصديق تاور من المنطلقات الفكرية بعد ان فقد البوصلة الوطنية ، لانه ابعد نفسه من نضال الجماهير لعدم ايمانه بقدرة الحركة الشعبية علي كسب المعركة ومن ثم قيامه بالحلف الجديد والذي يتضمن صديق والراحل ابراهيم بلندية ، لذلك فهو عندما يدافع عن صديق تاور واسرته بالرغم مما هو شائع عنهم، فهو في الحقيقة يدافع عن نفسه بطريقة غير مباشرة ، بعد ان أغرق ماضيه الجميل في مستنقع التعامل مع من عملوا علي تدنيس ارث وقيم الإنسان الافريقي السوداني، ذلك الماضي النضالي مع رفاقه يوسف كوة ويوسف كرة ومحمد جمعة وغيرهم من الشرفاء ، عندما اعطوا الشباب الاحساس بالامل بمستقبل إنساني جميل في ارض السودان ؛ حينها كان صديق واسرة تاور يعملون علي إنجاح برامج المؤتمر الوطني [١٢] ، والعمل علي فوز المجرم احمد هارون ، فكان لزاما علي قوي الحرية والتغيير البحث عن شخص آخر تتوفر فيه الشروط الموضوعة لإختيار ممن سيتولون المناصب السيادية والتنفيذية في المرحلة الانتقالية، ولكن وكما هو واضح فإن قياديين قحت من الشمال النيلي لا يكترثون للمواقف المبدئية للمجموعات الافريقية السودانية ولا لمشاعرهم ، إنما يهمهم في المقام الاول تنفيذ ارادتهم المتمثلة في سياسة التعريب والتغريب ، وسيعمدون خلال الفترة الانتقالية علي شراء زمم الضعفاء وتزييف هذا الواقع الذي يمكن تشبيهه كأنهم يريدوننا ان نتجرع كأس الحياة بذلة، فنقول ل قحت التي رأينا منهم المؤامرة تلو الاخري ، بدأت برفضهم اشراك العناصر الافريقية في اجتماعاتهم منذ نجاح الثور في ابريل وتجسدت في الإذلال باختيار البعثي صديق تاور في مجلس السيادة ، ولسان حالهم يقول تقبلوا ذلك ام أشربوا من ماء البحر ، فنقول ل قحت كما قال عنترة بن شداد :
    مـاءُ الـحَياةِ بِـذِلَّةٍ كَـجَهَنَّمٍ وَجَـهَنَّمٌ بِـالعِزِّ أَطـيَبُ مَنزِلِ.
    لقد اتضح لنا من تعامل قحت وقراراتها ، انها لم تكن لتعبر عن تطلعات شباب الثورة ممن سكبوا الدماء الطاهرة ضد العنصرية والجهوية ، لم نكن نطالب بالكثير ، فقط كنا نطالب بالمساواة وبمعاملة كريمة ، لكن قحت ومن خلال الكثير من المواقف في تعاملها مع العنصر الأفريقي فلقد ظهرت علي حقيقتها بإعتبارها حفنة ممن يصعب عليهم التخلص من الارث القديم ، وان ما يقومون به هو المحافظة علي هذا الارث دون مراعاة لرغبات وإرادة العناصر الافريقية التي ساهمت مساهمة فعالة في الثورة ودفعت الكثير من الشهداء والمفقودين تجاوز ٤٠٠ ممن اختفوا من ميدان القيادة اثناء فض الإعتصام ، وبهضمهم لهذه المشاركة ودوسهم لكرامتنا فلقد حولت قحت نفسها الي إمتداد لمؤسسة ظالمة ، مثلهم مثل النميري وسوار الدهب والصادق والبشير الذي اتي بالانقاذ ١ ، وبن عوف الذي قاد الانقاذ ٢ ، ولكنهم ذهبوا جميعا الي مذبلة التاريخ . فإن ارادت عناصر قحت العربيين ان يصبح المجلس السيادي مذلة لنا كما خططوا ، فإنهم سيمثلون الإنقاذ ٣ ومصيرهم سيكون سلة مهملات التاريخ مثل غيرهم ، وما حدث في الفاشر ما هو إلا تعبير عفوي بإستعادة الكرامة التي داست عليها قحت ، وادعوا تلفون كوكو ومثله ممن خدعوا أن يراجعوا مواقفهم لأن السودان الجديد قادم لامحالة بإذنه تعالي. وأخيرا ، كان نجاح الثورة وإقتلاع نظام البشير العنصري عمل كبير يجب ان نفتخر به جميعا ، وان تعيين عبدالله حمدوك لمنصب رئيس الوزراء هو اختيار شعبي لرفضه العمل في نظام البشير، واثبت منذ اللحظات الاولي رفضه لكثير من تعيينات قحت، انه يعمل في وسط صعب مع مجموعة سرقت الثورة ولكن كما صبرنا مائة عام سنصبر ثلاثة اعوام من اجل بلورة الارادة الحقيقية للشعب السوداني.
    محمود أ. يوسف


    المراجع
    بعنخي
    https://ar.m.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B9%D9%86%D8%AE%D9%8A
    شاهد الصور - الخال الرئاسي يذبح " ثور أسود " بعد نجاح حزب البشير في تمزيق الوطن
    https://arc.alrakoba.net/news-action-show-id-15038-page-2.htmhttps://arc.alrakoba.net/news-action-show-id-15038-page-2.htm
    تاريخ الأندلس
    https://ar.m.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE_%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%B3
    انفصال جنوب السودان ..... ورقة إتهام ½، بقلم: نبيل أديب عبدالله المحامي
    https://www.dabangasudan.org/ar/all-news/article/%D8%A5%D9%86%D9%81%D8%B5%D8%A7%D9%84-%D8%AC%D9%86%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%A...9%87%D8%A7%D9%85-1-2
    خلفية الابادة في دارفور
    http://www.akhbarelyoum.net/tfr/3107http://www.akhbarelyoum.net/tfr/3107
    http://darfurna.com/http://darfurna.com/
    مقالات صديق تاور في موقع حزب البعث العربي
    "امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"
    https://elhadaf-sd.com/category/%D8%A2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%AD%D8%B1%D8%A9/%D8%B5%D8%AF%D9%8A%D9%82-%D8%AA%D8%A7%D9%88%D8%B1/https://elhadaf-sd.com/category/%D8%A2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%AD%D8%B1%D8%A9/%D8%B5%D8%AF%D9%8A%D9%82-%D8%AA%D8%A7%D9%88%D8%B1/
    والكيانات والأحزاب والأنشطة العنصرية والإرهابية والتكفيرية
    http://arb.parliament.iq/archive/2016/07/30/%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%AD%D8%B8%D8%B1-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B9%D8%AB-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7/http://arb.parliament.iq/archive/2016/07/30/%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%AD%D8%B8%D8%B1-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B9%D8...3%D8%AD%D8%B2%D8%A7/
    اللغة والصراع: التاريخ السياسي للتعريب في السودان والجزائر .. بقلم: ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي
     نشر بتاريخ: 13 أيار 2017
     http://www.sudanile.com/index.php/%D9%85%D9%86%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A/135-6-9-7-6-0-3-2/99200-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D8%A8-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D8%A8%D9%82%D9%84%D9%85-%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D8%AF%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%AD%D8%A7%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7%D8%B4%D9%85%D9%8Ahttp://www.sudanile.com/index.php/%D9%85%D9%86%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A/135-6-9-7-6-0-3-2/99200-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%BA%D...A7%D8%B4%D9%85%D9%8A

    http://www.akhbarelyoum.net/tfr/3107http://www.akhbarelyoum.net/tfr/3107
    تلفون كوكو: مشروع السودان الجديد مجرد وهم
    https://khartoumcenter.com/new/s/42788/تلفون-كوكو%3A-مشروع-السودان-الجديد-مجرد-وهم
    "يوسف كوة مكي: يضيع بوصلة نضال النوبة في أحراش الجنوب "
    https://www.sudaress.com/smc/20674https://www.sudaress.com/smc/20674
    أستمرار مسلسل تأمر أل تاور على قضية جبال النوبة..!
    ألصادق جادالله كوكو
    http://www.nubatimes.com/articles-2374.html























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de