تزعجني جداً مناشير التواصل الإجتماعي التي يتسول فيها –المدونين- تفاعلات –المدمنين- حيث يهددون بعضهم بحوائط "ح أحظركم، ح أحذفكم، ح أهجركم، إلى اْخر ح" لكني أجد لهم العذر عندما أجد أحدهم مقترن بألاْف المتابعين والأصدقاء –الإفتراضيين- وتفاعلات حوائط حسابه –بُضع- عزوت الأمر لمشغوليات –المتواصلين إجتماعياً- بتتبع مدوناتهم بنهم وشغف المدمنين أو كما نسمي أنفسنا –زوراً بهتاناً- بـ "شعب إقرأ !!" نعم،، هي فرية لأنني في تحقيق سابق لي أجريته سألت ناشر سوداني عن نسب توزيع ومبيعات إصدارات الخرطوم الصباحية فحزنت حينما قال لي أن "جميع الصحف السودانية لا تطبع في اليوم أكثر من مليون نسخة !!" حاولت تفسير الأمر بالظروف الإقتصادية لذلك قد يتانوب العشرات في قراءة النسخة الواحدة –في المنزل، في المكتب، في الحدائق، في المواصلات، الخ- أو عبر –الإستبدال- لكن عسر علي هضم الموضوع بعملية –نسب وتناسب / التعداد السكاني- تذكرت الإعلام الإلكتروني،، خجلت لمواقع سودانية كبرى في عدد المتواجدين حالياً عزوت الأمر لفارق الزمن وظروف العمل التي تجبر الجميع بإدراج وقت التصفح بالمفكرة،، راجعت مقالات مهمة فصدمني عدد من طالعوها،، لجأت لأعمدة كبار الكتاب بالمواقع التي يسهل التعليق فيها فلم أجد أي تعليق لمعظمهم،، حسبت أن من يشارك يعلق على حسابه وراجعت المواقع التي توفر خاصية –عدد من تشاركوا هذا- ويا لها من فضيحة يا -شعب إقرأ- لأن النتيجة مخجلة.. تساءلت "لماذ تملك الملايين حسابات بأسمائهم وهم أصلا غير مكترثين للتواصل ؟؟" أعرف كُثر لهم حسابات يهجرونها لأسابييع إن لم أقل لأشهر في حين أني أراهم بالدردشة والواتس اْب طوال اليوم،، فعدلت رأي لأن ما يدونونه لن يجد متابع ليتفاعل معه اللهم إلا إعجابات المجاملين التي حجرت الدم في عروقي حينما وجدت حائط لأحدهم ينعي فيه والده ونال مئات الإعجابات،، فقلت في نفسي "لماذا إجتهد مطورو –الفيس بوك- لإيجاد تفاعلات غير الإعجاب لأنه لا يتناسب مع كل الحوائط ؟؟" مثلاً أن يكتب أحدهم حائط –فقدتُ عزيز، أصابني المرض، حُرق منزلي، سُرقت سيارتي، مسني الضُر، وغيرها- فدخلت حسابات –بعض المعجبين بموت / والد صديقهم- فصدمت حينما عرفت أنهم نُخب –من بروفايلاتهم- فيهم "الطبيب والمهندس والمستشار وهلمجر" فقلت في نفسي "ربما هي أيضاً وظائف إفتراضية !!" أو "هم أصلاً لم يقرؤون المنشور !!" وأرجح الأخيرة لما شهدته من الكثيرين.. هنا تحضرني طرفة فليسمح لي القارئ الحصيف بأن أوجزها في هذه المساحة وبهذه العجالة وهي (صديق إفتراضي –في الفيس بوك- إحترم كتاباته جداً وما أن تقع عيناي على منشور له سرعان ما تهرول أصابعي إلى -لوحة المفاتيح / لا إرادياً- ولكن بعد كل تعليق لي له أفاجأ بسيل من الإشعارت بتفاعلاته مع حوائط حسابي،، صارحته بالأمر لكنه ألمني حينما قال لي "أنا رديت ليك الزيارة ودي عادتي البعلق لي أعلق ليه !!" سألته "ماذا تفعلون في الأنترنت طوال اليوم أم إنكم تستخدمونه في تحميل الإفلام والأغاني ؟؟" فقال لي "مش أحسن من ندخل الصفحات المشبوهة ونتابع الأفلام المخلة ؟؟".. إنتبه - كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- فالأمر جلل والتنوير واجب والأنترنت بحر،، هناك أطفال وبسطاء لديهم حسابات يسيئون إستخدامها فلماذا لم تتحرك الدولة عبر وزارة التعليم العالي لتلزم الجامعات بتخصيص -حسابات تعليمية- أعرف كثيرين منهم لا يعرفون القراءة والكتابة ولا يستطيعون التعليم بسبب –الحياء من كبر سنهم / أو مشغولياتهم- ووسائل التواصل الإجتماعي طورت الاْلية والكرة الاْن في ملعب الحكومة والمعارضة "أدركوا نصف الحاضر وكل المستقبل لمواكبة التقانة الحديثة قبل فوات الاْوان !!" They realized half the present and all the future to keep pace with modern technology before it was too late وعلى قول جدتي :- "دقي يا مزيكا !!".
خروج :- قارئي الحصيف أستأذنك لأسأل أحبتي بالتواصل الإجتماعي كما درجنا سجالاتنا.. داير أسألكم إنتو في زهايمر جزئي؟؟ بس أوع تقولوا لي أمشي لطبيب نفساني!! لأني في برطانيا شكيت حالة خاصة بي للدكتور -أنور نعمة / بالحياة اللندنية- فقال لي "مشكلتك وسواس قهري وقد تؤدي للإكتئاب أو التفكير في الإنتحار !!" أها،، عادتي ما بنسى بدليل إنه معارفي برجعوا لي في أي حاجة حصلت قبل سنوات وأجيبها ليهم كأنها حصلت أمبارح بس في –حاجاتي الخاصة- نساي،، أمرق من الفندق عشان أكل وأرجع جيعان وأفتح التلاجة عشان أشرب وأنوم عطشان وأي حاجة شايلها في يدي محل ما أقعد بنساها وما مر بي إسبوع ما خليت فيه تلفوني على طبلون العربية –كن خاصة الحمد لله / وكن عامة برضه الحمد لله- الحاجة الوحيدة الما بنساها –السجاير- رغم إني لمن أكون ماشي في الشارع بكون شايل في يدي أربعة حاجات –المفاتيح والموبايل والولاعة والسجاير- وأحذر :- التدخين ضار بالصحة.. ولن أزيد،، والسلام ختام.
-- الدكتور / عثمان الأمين أبو بكر الصديق – الوجيه : صحفي سوداني ومحلل سياسي مقيم بمصر
INSTAGRAM LINKEDIN FACEBOOK TWITTER SKYPE PLUS : DROSMANELWAJEEH – WHATSAPP MOBILE VIBER
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عثمان الوجيه
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست