لقد ثبتت تنبؤات الشعب السوداني وفشلت تنبؤات المعارضة !!
الشعب السوداني تيقن بعد سنوات طويلة من التجاربُ أن العلل والعيوب الأساسية تكمن في ذات الإنسان السوداني ولا تكمن في تلك النظم والحكومات .. وعليه تراجع الشعب كثيراُ عن فكرة الثورات والانتفاضات في العقود الأخيرة .. وماطل كثيراُ في إسقاط نظام ( الإنقاذ ) رغم الفساد والويلات .. ولكن جرى ذلك الذي جرى تحت الإلحاح الشديد من المعارضة السودانية .. فكانت تلك الانتفاضة الثالثة في البلاد على مضض شديد ودون تلهف وشهية !!.. ومنذ بداية الثورة والانتفاضة كان الشعب السوداني يتخوف من انفلات الأوضاع في البلاد وتفاقم الأحوال .. ومع الأسف الشديد فإن تكهنات الشعب قد صدقت في كل المسارات .. فاليوم أبناء السودان يواجهون أبشع ألوان التضخم في البلاد .. حيث ذلك الارتفاع الجنوني لسعر الدولار !.. وبالتالي الارتفاع الجنوني لأسعار كل السلع في البلاد .. ( الضرورية وغير الضرورية ) .. والعجيب في الأمر أن الناس قد تنبئوا قبل شهور قليلة بأن مشوار ( الدولار ) في السودان قابل للانفجار والعصيان والتمرد بطريقة ( الحصان الجامح !! ) .. وقالوا بالحرف الواحد أن سعر الدولار سوف يقفز فوق المائة جنيه سوداني !!.. واليوم تتحدث الألسن بأن سعر الدولار قد بلغ ( 109 جنيه ) !!!!
• هل يعقل ذلك يا سيدنا المبجل ( حمدوك ) ؟؟؟،، وهل يعقل ذلك يا هؤلاء يا وزراء حمدوك ؟؟؟،، وهل يعقل ذلك يا ( أفرع الحكم الثلاثة ) بالبلاد ؟؟؟؟؟؟ .. أين كنتم حين كانت تتحدث تلك التكهنات ؟؟؟ ,, وما هي تلك الخطط التي أعدت لمواجهة تلك التحديات المكشوفة من تجار العملة ؟؟ ,
• وأين أنتم يا شباب الثورة والانتفاضة الأبطال ؟؟ ،، يا من أشعلتم تلك الانتفاضة والثورة ثم أوجدتم الشعب السوداني أمام فوهة المدافع والنيران ثم تواريتم واختفيتم عن الأنظار والساحات ؟؟؟ ،، لماذا ذلك الصمت الرهيب منكم في هذه الأيام ؟؟؟ ولماذا ذلك الاحتماء والاختفاء في الجحور ؟؟؟؟؟؟؟؟
• وهل يرضى ذلك السكوت هؤلاء الشهداء الذين بذلوا تلك التضحيات الجسيمة من أجل هذا الوطن العزيز ومن أجل هذا الشعب ؟؟ .. هؤلاء الأبناء الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم وأرواحهم الطاهرة ليوجدوا الرفاهية للشعب من بعدهم ؟؟
• ألم يسكت الشعب السوداني ثلاثين عاماُ وهو يكابد الويلات والأوجاع لأنه كان يعرف مثل ذلك المصير والمآل ؟؟؟ .. وهو ذلك الشعب الذي كان يماطل كثيراُ من منطلق التجارب السابقة حين تطالب المعارضة السودانية بإسقاط النظام ،، وكان دائماُ يقول لهؤلاء المطالبين بالإسقاط : ( لا يوجد ذلك البديل الذي يستحق التضحيات ويصلح الأحوال في البلاد ) ،، ثم يردد عبارة : ( يا ناس أتركونا وشأننا فنحن أدرى بعيوب الأبناء بالسودان !!!! ) .
• أين الآن جماعات المعارضة السودانية بأشكالها وألوانها الذين كانوا ينبحون ليلاُ ونهاراُ ويطالبون الشعب بإسقاط النظام ؟؟؟ ... لماذا هربوا من الساحات حين جد الجد ؟؟؟ ولماذا التزموا ذلك السكوت حجلاُ من تردي تلك الأوضاع ؟؟؟
• الرجولة ليست في ذلك الهروب من مواجهة التحديات عند الشدائد والمحن ولكن الرجولة في مواجهة الحقائق عند أرض الواقع بمنتهى الشجاعة والاعتراف للشعب بذلك الإخفاق الكبير!!.
• إذا تم إسقاط النظام الفاسد في السابق لأنه كان نظاماُ فاسداُ ومهلكاُ فلماذا لا يجتهد هؤلاء المعارضين في أساقط أو إصلاح هذا الوضع الجديد المزري الذي فشل كلياُ في معالجة الأوضاع بالبلاد ؟؟؟
• ويجب أن يدرك هؤلاء المعارضين في الماضي وفي الحاضر أن الأحوال والظروف هي التي تحرك الشعوب وتوجب الإسقاط وليست تلك الأمزجة لجماعات المعارضة والاتجاهات الفكرية ثم التحدي والانتقام !!.. والظروف الحالية في البلاد بكل القياسات توجب إسقاط الحكومة الحالية .. وتؤكد أن تلك الحكومة ليست بالمقدسة التي لا تقبل المساس !! .. وعلى الأقل لا بد من خطوات تصحح مساراتها وأساليبها حتى تواكب ظروف الشعب السوداني .
• لماذا كان ذلك الفشل الكبير الذي جعل من سدنة النظام البائد والموالين له من ( أعضاء حزب المؤتمر الوطني ) في كل أرجاء السودان يشمتون ويضحكون سراُ وعلناُ على أحوال الشعب السوداني في هذه الأيام ؟؟ .. تلك الأحوال التي تتردى بوتيرة هندسية موجعة وقاسية ؟؟ .. وذلك الشعب رغم تلك الانتفاضة والتضحيات مازال يكابد أشد ألوان الويلات ؟؟؟
• المقارنة بين تسارع الدولار في أيام الإنقاذ البائد وبين تسارع الدولار حالياُ في أيام الحكومة الجديدة لا توافق المنطق ولا توافق المعقول والمقبول إطلاقاُ !!!!!
• في الماضي كان المعارضون يرمون تجار ( الدولار ) بأنهم من سدنة النظام البائد .. والحقائق تؤكد أن النظام السابق قد تم إسقاطه وذلك بإقرار واعتراف هؤلاء المعارضين بأنفسهم الذين يقولون : ( نحن أسقطنا نظام الإنقاذ !! ) فمن هم هؤلاء التجار الذين يتاجرون في الدولار في الوقت الحاضر ؟؟؟ .. وقد انتفت كلياُ ( شماعة ) هؤلاء السدنة عند تبرير تجارة العملة . والجميع يعرف جيداُ أن هنالك جماعات غير جماعات الإنقاذ مازالت تتاجر في الدولار .. ورغم ذلك لا يتجرأ أحد من هؤلاء المعارضين في الماضي وفي الحاضر ليسأل حكومة حمدوك بشجاعة : ( من هم هؤلاء تجار الدولار في البلاد ؟؟؟ ) ,, وإذا تأكد للناس أن جماعات الإنقاذ الذين كانوا يتاجرون في ( الدولار ) قد تم إخمادهم جميعاُ فهل يتجرأ أحد ليقول أن هؤلاء التجار للدولار هم من رجال الثورة الجديدة ؟؟ .. وإذا استنكروا ونفوا ذلك بشدة فمن الواضح جداُ أن هنالك حلقة مفقودة في الوسط وطرف مجهول يتاجر في الدولار .. ولا بد من فضح وكشف ذلك الطرف المجهول للناس .
• لماذا لم يسمع الشعب السوداني بأن الحكومة الجديدة برئاسة السيد ( حمدوك ) قامت بإعدام رجل تم قبضه وهو يتاجر في الدولار وفي العملات الصعبة في البلاد ؟؟ ويتسبب في ذلك الغلاء والتضخم الرهيب في البلاد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
• يا هؤلاء ،، يا جماعات المعارضة السودانية بأشكالها وألوانها في الماضي وفي الحاضر ويا من كنتم تطالبون بإسقاط ذلك النظام طوال ثلاثين عاماُ أين أنتم الآن ؟؟؟ وأين أوصلتم البلاد في مراحل التردي والانهيار ؟؟؟ .. ولما لا تتواجدون في الساحات لإيجاد ذلك ( البديل ) الذي كان الشعب دائماُ يقول عنه لا يتواجد ؟؟ .. ذلك البديل الذي يخرج البلاد من تلك الضائقة العصيبة ؟؟؟؟؟
لماذا تتخيلون ان حمدوك يحمل عصا موسى ؟ رجل يصارع تراكمات فى كل نواحى الحياة منذ زمن الاستعمار.. و مع ذلك تتوقعون منه حل المعضلة فى شهر واحد.. يا أستاذ الله و حده هو الذى يقول له كن فيكون...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
nour tawir
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست