|
Re: لا لا للغلاء / لا لا للحرب بقلم حامد بشري (Re: حامد بشرى)
|
الأخ الفاضل / حامــد بشـــــرى لكم التحيات بعيدا عن إرهاصات الحقائق التي تؤكد أو تنفي توحد قيادات المعارضة في بوتقة واحدة كما تقول أنت ،، وبعيدا عن إرهاصات الحقائق التي تؤكد أو تنفي أن الشارع السوداني يلتقي اليوم بإخلاص في بوتقة واحدة بسب الغلاء الفاحش الذي يلامس حياة كل من يعيش في أرض هذا الوطن ( كما تقول أنت ) ،، وبعيدا عن الإرهاصات التي تؤكد أو تنفي مظاهر السجون والكبت والتعذيب والاعتقالات ( كما تقول أنت ) ،، وبعيدا الإرهاصات التي تؤكد أو تنفي مقدار التفاؤل القرمزي الكبير عن قادم الأيام ( كما تقول أنت ) ،، تعال لنلتقي بموضوعية لا تعادي ولا تؤيد الحيثيات التي ذهبت إليها .
أولاً : نبدأ بالنظام القائم : وهو النظام الذي يشكل المعضلة ويمثل ( مربط الفرس ) ،، نظام بدوره يعاني من التعدد والتفرق والتشرذم ،، ثم يعاني من الإفلاس الفكري والأيديولوجي ،، وأخيرا قد تخلص مضطراً عن الكثير من شعارات الماضي حيث شعارات التوجه الإسلامي المتطرف ،، رغم أن البعض من مؤيدي النظام ما زالوا يؤكدون أنهم متمسكون بالمشروع الإسلامي الريادي نزعة ( حسن الترابي ) في الماضي .. بجانب ذلك التردد للنظام في تحديد الهيكلية حاليا يعد نمطا يحير مواقف المعارضة ويربكها قبل أن يربك النظام نفسه ،، ومن المضحك المبكي في نفس الوقت أن البعض من مؤيدي النظام حين تحاورهم بأن النظام قد فشل فشلاً كبيراً يؤكد بالنفي ،، ويحاول أن يبرر سبب الفشل بالقول أن : ( البشير كويس ) ولكن العيب في المتواجدين حوله ،، وتلك مقولة مكررة ومعروفة في كل دول العالم حين يريد البعض التمسك بالرمز كمثال خير بينما أن العيوب تكمن في الآخرين ،، ونحن نقول لهؤلاء الذين يعبدون النظام في شخصية البشير : ( أن العيب كل العيب في البشير قبل أن يكون في الآخرين ) ،، وحتى إذا جاز القول بأن البعض من أتباع البشير فيهم الصلاح والتقوى ومخافة الله فإن الضرورة تقتضي معاقبة هؤلاء الأتقياء الصالحين قبل معاقبة البشير ونظامه لأنهم لم يقوموا بواجب النصح والتقويم .
ثانياً : حين يكون الكلام عن أحوال المعارضة اليوم نجد الأحوال لا تؤكد مقالكم ( ذلك المتفاءل ) حيث التوحد في البوتقة الواحدة ،، أين التوحد بين عناصر المعارضة والشعب يرى أن الأغلبية من فئات المعارضة تضع يدها فوق يد النظام بعد اتفاقيات وحوارات ؟؟ ،، كما أن الرموز الكبيرة للأحزاب السودانية الكبيرة تتعامل بنهج المقولة ( يد هنا ويد هنالك ) ،، الآباء يراوغون بزعم الوقوف في خنادق المعارضة بينما أن الأبناء والأقارب يرتعون في أحضان النظام !! .. ثم إذا تحدثنا عن عناصر المعارضة الأخرى ( المسلحة وغير المسلحة ) فأين موقع تلك المعارضة المتمردة من الإعراب ؟؟ ،، هل يشاركون الشعب الجائع في انتفاضة ( لا لا للغلاء ) لمجرد نزعة إسقاط النظام ،، أم لهم أجندة أخرى حيث معارك المستقبل مع كل قادم جديد ؟؟ ,, فأين وجه التفاؤل في ذلك ؟؟؟ .
ثالثاً : حين يكون الكلام عن تحرك الشارع السوداني نجد اكبر التناقضات في أرض الواقع ،، ولا يوافق إطلاقا تلك المواصفات التفاؤلية التي وردت في مقالكم ،، والشارع لا يجد تلك الوقفة المؤثرة التي تعني الإجماع الشعبي لكل أطياف الشعب ،، بل الحقائق تؤكد أن هنالك فئة قوية داعمة للنظام القائم ،، تلك الفئة التي تمثل كوادر مثقفة سياسية ذات خبرة ماهرة وعالية ،، وهي فئة تساند النظام بكل ما تملك من الدعم بطريقة عمياء في السراء والضراء ،، ولا يمكن لأي إنسان عاقل يوازن الأمور بمعايير العقل أن يتجاهل تلك الفئة وكأنها غير موجودة وغير مؤثرة ،، ثم تتمثل الطامة الكبرى في مواقف الشارع السوداني بالفتور التام الغير حماسي بسبب تلك التوجسات العنصرية التي ظهرت في السنوات الأخيرة لدى البعض المتخلفين فكرا وثقافةً ،، حيث أصبحت المناكفات الجانبية الخائية هي التي تصرف النظر عن مناكفات النظام ،، وتلك المناكفات العنصرية هي مضرة لأهلها وللسودان قبل أن تكون مضرة للنظام القائم ،، ولكن متى سوف يرتقي حمقى البشر لمصاف البشر العقلاء ؟؟ .
وعليه فالصورة التي نريدها في الشارع السوداني بتلك القوة والكثافة والمقاومة والوحدة في مواجهة الظلم القائم وفي مواجهة الغلاء غير متوفرة كلياً ،، بل مجرد تحركات هزيلة عقيمة هنا وهنالك .. تحركات تفتقد العزيمة الجماعية المفرطة ،، كما تفتقد التنسيق والحماس المطلوب ،، نقول لكم نعم وألف نعم فإن الجوع هو الذي يحرك الشارع اليوم ولكن من المضحك أن الكثيرين يرون أن الجوع وحده كفيل في إسقاط النظام ،، وتلك فكرة خاطئة مائة في المائة ،، وللشعب السوداني تجربة في ماضي الأزمان ،، حيث المجاعة التي ضربت السودان في سنة ستة في عهد الخليفة عبد الله التعايشي ،، في تلك السنين الجدباء فشل الجوع في إسقاط النظام حتى قدم المستعمر لينقذ البلاد وهو يقدم فتات الخبز للجوعى الذين كانوا يركضون خلف سفن المتعدي الغاشم طالبين الخلاص من الضائقة !! ،، وهي السنوات التي مات فيها الآلاف والآلاف من الشعب السوداني جوعاً ،، فإذن نقول لهؤلاء الذين يعتمدون على الجوع كسلاح في إسقاط النظام أن لا يؤملوا كثيرا في تلك الأحلام .
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|