أكتب لك بعد أن فاض بي الكيل ولم أعد أحتمل المشاكل الأسرية وهدمت عش الزوجية بعد حياة زوجية مستقرة إستمرت لثلاثين عاماً أنجبنا فيها ثلاثة أولاد. هكذا بدأ م.م من كندا رسالته الإلكترونية التي قال فيها : كانت حياتنا الزوجية سعيدة هانئة، فقد أخترت زوجتي من قريتنا في السودان وكانت صغيرة في عمرها ومحجبة وأحضرتها معي إلى كندا حيث إستقريت بها منذ سنوات. بعد فترة من زواجنا لاحظت أنها تغيرت وخلعت الحجاب ودخلت في الحياة الإجتماعية الجديدة وبدأت تتاثر بالمحيط الكندي لكنها ظلت محافظة على موروثاتنا العقدية والمجتمعية. تحملت هذا التغيير المتوقع لكنها في السنوات الأخيرة بدأت تعاملني بطريقة مختلفة إلى أن وصل بها الأمر أن ترفض منحي حقي الشرعي معها متحججة بأسباب مختلفة، وذات مرة إنفعلت وغضبت وضربتها محتجاً. كنت أظن انها ستغضب وتتحمل كالعادة من قبل، لكنها فاجأتني بفتح بلاغ ضدي لدي الشرطة التي حضرت وحققت معي، ولم ستطع الدفاع عن موقفي .. هكذا تعمقت الهوة العاطفية بيننا وإضطررت لتطليقها. لا أخفي عليك تأسفت بعد ذلك وحاولت إرجاعها لكنها كانت قد إستقلت بحياتها ورفضت العودة ومعها الأولاد، و إزداد قلقي عليها وعلى الأولاد خاصة وسط المهددات الاخلاقية المحيطة. هكذا إختتم م.م رسالته التي حكي فيها جانباً من المشاكل الأسرية المزدادة في دول المهجر الغربي نتيجة وسط المحيط المجتمعي المفتوح على الحريات والعادات المختلفة عن موروثاتنا العقدية والمجتمعية. أبدا واقول له أنه يتحمل مسؤولية أكبر في مشكلته الأسرية التي بدأت منذ لحظة إختياره لزوجته التي أراد أن يختارها صغيرة ومن القرية في السودان "غشيمة" وغير واعية بمسؤولية الحياة الأسرية وإنتقل بها إلى مجتمع متحرر يتيح للمراة كامل حقوقها ويحميها بالقانون. إضافة لذلك فأنه يعلم بطبيعة المجتمع الذي نقلها إليه، وكان يظن بأنها ستظل كما كانت دون أن تتأثر بالمحيط المجتمعي الجديد، وهو أيضاً لم يتخلص من الثقافة الذكورية المتسلطة وإعتدى عليها بالضرب. هذا لايعفي زوجته من المسؤولية فقد تسرعت وإنفعلت وفتحت بلاغ ضد زوجها وأبو وليداتها الأمر الذي عمق الهوة العاطفية بينها وبينه وتسببت في هدم حياتها الزوجية ولم تراع "عشرة الأيام" ولا مستقبل الأولاد. أعرض هذه المشكلة التي اعرف أنها كثيرة وسط بعض الأسر السودانية وبعض الأسر الشرق أوسطية - إذا صح التعبير - ليس من باب النصح والتوجية إنما من باب أخذ العبرة والإعتبار، خاصة للذين مازاولوا في طور الإستعداد للزواج لأن الزواج مسؤولية إجتماعية مشتركة قوامها المودة والرحمة والقبول المتبادل وليس صفقة تتم من طرف واحد .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
نور الدين مدني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست