كنا نظن أن العقول قد اكتسبت تلك المهارة بعد التجارب السابقة !!
العقلاء من الناس في هذا البلد دائماُ يكسبون تلك الأرضيات الراسخة عند الشدة والمحنة .. بينما أن هؤلاء الضعفاء فكراُ وتخطيطاُ دائما يخسرون تلك الأرضيات عند الحاجة والشدة .. والمحصلة هؤلاء ينالون المنفعة بمنتهى الجدارة بينما أن هؤلاء لا يكسبون شيئاُ طوال السنين .. والخيبة تلاحقهم مدى الأعمار .. وهؤلاء الناس لو وقفوا قليلاُ مع أنفسهم وتعمقوا في التفكير لأدركوا أن الأحزاب السودانية العملاقة لا تنال تلك القاعدة الجماهيرية العريضة إلا لأنها تعرف جيداُ كيف تؤكل الأكتاف .. كما أنها تعرف جيداُ كيف تعزف على الأوتار الحساسة في الإنسان السوداني .. تلك الأوتار التي تدغدغ رغبات ومشاعر الأمة المسلمة .. وهي تلك الأمة التي تمثل الأغلبية .. خطوات لبقة وذكية وعبقرية يلعبونها منذ أن غادر المستعمر لأرض البلاد .. وذلك في الوقت الذي فيه هؤلاء الآخرين الذين يدعون الذكاء والمهارة واللباقة يفشلون في كسب الجماهير السودانية بالكثافة المرجوة والمطلوبة .. فهؤلاء مع الأسف الشديد قد نالوا صفة ( الأقليات ) مدى الأزمان لأساليبهم تلك العقيمة التي لا تجذب أمزجة الأمة المسلمة .. والتجارب في كل مرة كانت تؤكد فوز تلك الأحزاب العملاقة التي تمتلك القاعدة الجماهيرية العريضة لعزفها دائماُ أنشودة ( العقيدة السمحة ) .. وهي تلك الأحزاب العملاقة التي تسيطر كعادتها على كيان البرلمان السوداني بطريقة مريحة للغاية .. حيث : ( نعم ) يفوز بالأغلبية وحيث ( لا ) تسقط بالأقلية .. ويمكن تمرير أي مشروع أو تمرير أي اقتراح أو التعديل في بنود الدستور الدائم بمنتهى اليسر في أي وقت من الأوقات حيث ( نعم ) بالأغلبية .
تلك التجارب الماضية كانت كفيلة بأن يفكر هؤلاء الإخوة الذين ( يمثلون الأقليات ) بطريقة مغايرة لأساليبهم تلك القديمة والعقيمة التي لا تجذب الجماهير السودانية نحوها .. حيث تلك الأساليب المنفرة القذرة التي تجتهد في محاربة عقيدة الأمة .. ويجهل هؤلاء البعض أن تلك المناورات الحالية الغير عقلانية سوف تجبر كالعادة تلك الأغلبية من الأمة السودانية المسلمة أن توالي وتساند تلك الأحزاب العملاقة مجبراُ وذلك للدفاع عن العقيدة ( السمحة ) .. والجماهير سوف تفعل ذلك مكايدة في هؤلاء الذين يجتهدون في محاربة تلك العقيدة جهارا ونهاراُ .. وحالة الدفاع عن العقيدة والتشدد والمكايدة معروفة في الأمة السودانية المسلمة منذ أقدم العصور .. ومن أجل ذلك نقول لهؤلاء الإخوة توقفوا عن تلك العادة القديمة .. تلك العادة التي سوف تعيد نفس التجارب السابقة .. وعندها سوف نقول للمرة العاشرة : ( يا زيد لا رحنا ولا غزينا !! ) حيث كالعادة : ( نعم بالأغلبية ولا بالأقلية ) .
كم كنا نتمنى أن تتبدل الأحول في السودان بطريقة فيها الكثير والكثير من العقلانية والفطنة .. حيث نبذ تلك الأساليب القديمة العقيمة المقرونة بالعناد .. كنا نريد ثقافة عالية وتحولات كبيرة في عقول أبناء السودان .. بعد تلك التجارب الخائبة في السنوات الطويلة الماضية .. حيث كنا نتوقع أن يفكر الأبناء بطريقة مغايرة عن تلك الأفكار القديمة البالية الهدامة .. تلك الطريقة العقيمة التي تخلق ظاهرة ( الأغلبية والأقلية ) .. والسؤال الذي يفرض نفسه هو : إلى متى وهؤلاء أصحاب العقول الماهرة يكسبون عطف الجماهير السودانية بأساليبهم تلك الذكية اللبقة ؟؟؟ .. وإلى متى هؤلاء أصحاب العقول الضحلة يخسرون مساندة ودعم الأغلبية من الجمهور السوداني المسلم ؟؟.. ولما لا تفكر تلك الأقليات بطريقة لبقة وذكية لا تعارض توجهات الأمة وعقيدتها ؟؟. حيث نجدها مازالت تمارس نفس أساليبها تلك القديمة العقيمة التي تنفر الجماهير من حولها .. وكان الأجدى بها أن تخرج من تلك الدائرة المفرغة التي لا تحسن صورتها في يوم من الأيام .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست