كفى تلك المحاولات العقيمة التي لا تجــــدي نفعــــــاُ !!
يا هؤلاء الذين تدافعون عن الماضي كذباُ ونفاقاُ كم كان يعجب الشعب السوداني لو ان قائدكم في يوم من الأيام وقف ( وسط الدارة ) وناد في الشعب قائلاُ ( هذه استقالتي عن رئاسة البلاد أقدمها طائعاُ مختاراُ لأن شعبي يعاني !! ) .. حينها كان في موضع الإكبار في نظر الشعب السوداني .. وتلك صورة صنعها ذلك البطل الفريق ( عبود ) في يوم من الأيام حين خالف السدنة من حوله وقال بالحرف الواحد : ( إذا كان الشعب السوداني لا يريدني ولا يريد حكمي فلما ذلك التمسك بالسلطة ؟؟؟ ) .. وبتلك الوقفة الشجاعة قد نال الرجل الاحترام والتقدير من الشعب السوداني .. وذلك رغم احتجاجات الرفاق من حوله في السلطة .. وذلك القائد عبود كان محبوباُ لدى الشعب السوداني حتى بعد تسليمه مقاليد الحكم للشعب .. حيث تلك الهتافات التي كانت تتوالى كلما يظهر في المجتمعات : ( يا عبود ضيعناك وضعنا معاك !! ) .. لأنه كان رجلاُ يحب شعبه أكثر من نفسه وجماعته وسلطاته .. والشعب السوداني حين ثار وانتفض في أكتوبر 58 رفض الديكتاتورية كممارسة سياسية في البلاد .. ولم يرفض ذلك الرجل كرئيس للبلاد .. وشتان بين رفض أسلوب الممارسة للسلطة وبين رفض الرجل كقائد للبلاد !.. وبنفس القدر نقول : ( شتان بين قائد في الماضي وبين قائد في الحاضر !! ) .. وهذا القائد الأخير الذي حكم البلاد لثلاثة عقود من الزمان لم يظهر حالة التزهد والاستغناء عن الحكم في يوم من الأيام !.. بل كان ذلك التمسك الشديد والشغف الزائد عن الحد للسلطة !!.. وفي نفس الوقت ما كان يملك مثقال ذرة من الشفقة على الشعب السوداني .. ذلك الشعب الذي سانده كثيراُ في السراء والضراء .. ولم يزرف دمعة حزن واحدة حين كان الشعب يكابد الويلات والغلاء ! .. بل كان قلبه قاسياُ وجافياُ كصخرة الجلمود !.. ورغم كل ذلك نجد اليوم من يجتهد ليقول للناس أن سنوات الإنقاذ كانت نعمة وخيراُ على الشعب السوداني !! .. وهؤلاء الذين يبكون اليوم على زوال الماضي فهم فقط يرون النعمة في أحوالهم الشخصية حيث التمتع بالخصوصية والنخبوية .. ولا يرون ذلك الشعب السوداني المغلوب على أمره يستحق مثقال ذرة من الشفقة !!.. وتلك النظرة الأنانية المفرطة فيهم هي التي شردت الناس من حولهم .. والناس كانوا يلتفون حولهم في يوم من الأيام رغبة في تعاليم الدين الإسلامي الحنيف .. ولكنهم خانوا تلك التعاليم بالممارسات الفاسدة التي تخالف الدين الإسلامي جملة وتفصيلاُ .. حيث النهب والسرقة والاختلاسات والاحتكارات والتسلط والجبروت .. ومازال البعض منهم اليوم يعزف نفس الإغراءات بحجة أنهم الوحيدون فوق وجه الأرض الذين يدافعون عن الإسلام !.. ويجهلون أن الآخرين من أبناء السودان أكثر تمسكاُ بالإسلام منهم !.. وعلى الأقل فإن الآخرين لا يتاجرون ولا يراءون باسم الإسلام .. ولا يفسدون في الأرض تحت غطاء الدين الحنيف .. فهؤلاء يمثلون شائبة كبرى على الإسلام .. وعليهم أن يعودوا لساحة الإسلام القويم .. ويتوبوا لله توبة نصوحة .. ويتقوا الله حق تقاته وأن لا يراءوا باسم الدين الحنيف نفاقاُ وكذباُ .. والإسلام ليس بذلك الدين الذي يفرق بين المسلمين ويفضل فئة على أخرى .. بل هو ذلك الدين الذي يطالب بمعاملة الناس كأسنان المشط .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست