قطار الثورة السودانية والعائق الاخير بقلم محمد دهب تلبو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 02:56 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-05-2019, 04:00 PM

محمد ادم دهب تلبو
<aمحمد ادم دهب تلبو
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 14

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قطار الثورة السودانية والعائق الاخير بقلم محمد دهب تلبو

    03:00 PM January, 05 2019

    سودانيز اون لاين
    محمد ادم دهب تلبو-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    يعيش الناس في ربوع بلادي الحبيبة هذه الأيام نفحات الثورة، ويتنسمون عبق الحرية الزاكي من بين أدخنة الغازات المسيلة للدموع، ورائحة الدماء التي تريقها أسلحة عسس الدكتاتور القعيد الآن عن فعل أي دبير سياسي يخرج به من متاهته، وذلك لعمري إحساس جدير بالاحتفال والتهليل، فالشعوب التي تؤمن بحريتها تستمتع بالطريق اليها، مستسيغة كل صعوبة لنيل ذلك، في تسامي مقدس وتضحية أبية، ولا شك في أن الشعب السوداني مؤمن تمام الأيمان بحقه في الحرية والعيش الكريم، ولأجل ذلك يضحي أبناء بلادي بأرواحهم ودمائهم يوماً بعد يوم، على امتداد الوطن، وفي كل جهاته، منذ أن استيقظوا ذات صباح على افواه دبابات العساكر المغتصبين. ولا غرو في ذلك، فطبيعة الإنسان هي الجنوح إلى التحرر، وتحقيق العدالة والمساواة. وإذ أكتب عن هبة الشعب السوداني هذه الأيام من اجل العدل والعيش الكريم، ينتابني وجم وتبلد قاسي، بسبب عصيان تدفق المحسوس على السطر، لذلك يأتي الحديث مضطرباً ومرتجاً هكذا، ولا عجب في ذلك لأن الحديث عن الماء للعِطاش عسير.
    الحرية، هذه المفردة البراقة هي سر هذه الحياة، ترياقها السحري، وجوهرها المتألق دوماً، ولطالما كان هدف سامي للمعذبين تحت نير التسلط وجبروت الطغاة، لاسيما وإن كانوا قد عاشوا كل صنوف الحرمان على مدى ثلاثين عاماً. أما الثورة، فهي القطار الوحيد لأجل الوصول إلى ذلك الهدف السامي، لذلك هو دائماً محفوف بالمطبات، والعوائق. وقد لعب الإخوان المسلمون في السودان في أول عهدهم بعقول البسطاء، عبر مغازلة العاطفة الدينية، بعد وعدهم بتحقيق دولة الإسلام الراشدة، تلك التي توافق تماماً دولة المدينة المنورة. الدولة التي ستعيد للدين الإسلامي مجده، وتمكن أبناء الشعب السوداني من السيطرة على العالم بعد فتح بلاد المشرق والمغرب. ولكن بعد مرور ثلاثون عام على اغتصابهم السلطة لم يظل من هذا الوعد سوى طرف يتسلى بها الشعب السوداني للتخفيف عن كربه.
    ولكن رغم ذلك لم يزل عمر البشير واخوانه يكابرون بالسمو الأخلاقي، حتى بعد أن شهد الشعب السوداني على انحطاطهم الأخلاقي من رأس الهرم وحتى القاعدة، فالإخوان المسلمون يعتبرون الحط من أفكار الآخرين وتشويهها أسلوباً جيداً لقهر الخصوم، وخدع الجماهير العريضة، تلك التي لا يرون فيها سوى التبعية والاستعباد، لذلك نجدهم مولعين بالحديث عن أفكار الاخرين، كيفما يحلو لهم، ولا غرابة في ذلك، فالصفائح الفارغة أكثر ضجيجاً، ولطالما وُظف هذا الولع كمعيق أمام قطار الثورة السودانية السادر في طريقه، بهدف سجن الشعب في اقبية التخلف والفساد.
    ففي آخر حوار تابعته على قناة سودانية 24 هذا الأسبوع حول الثورة الناشبة في ربوع البلاد، ترك المتحدث عن الحكومة – في الحوار – أحمد هارون، كل ما في الموضوع من علل وبلاء، قافزاً إلى أفكار محاوره في حديث مطول عن تاريخه السياسي، وفشل فكره، ثم عقب على ذلك بمنجزات المشروع الإسلامي المعجزة، وكأن الثورة اللاهبة الآن في السودان هي بسبب فشل مشروع كاسترو. ولكن هل كل ذلك سيحيد قطار الثورة عن محطة الطغاة؟ إن أردنا التدليل على تحطيم قطار التحرر السوداني لهذا المطب الخاوي، سنذكر الشيخ جلال الدين القيادي الإسلامي البارز حينما صرخ في اخوته ذات يوم مطالباً بإشراك وزراء شيوعيين للحد من استشراء الفساد. منبهاً أبناء الشعب السوداني الغارقون في الجحيم بفساد اخوته. ولكنا إن دققنا في أساليب نظام عمر البشير الملتفة لتعطيل قطار الثورة عن بلوغ محطته النهائية، سنجده يلعب بكل تناقضات الشعب، بل عمل أعضاء جماعته بكل حماس وجد على خلق تصورات وهمية وترسيخها في العقل الجمعي السوداني، منها خدع نظام البشير الشعب السوداني، بأنهم فئتان مختلفتان، سادة، وعوام، اشراف ومنحطون، ومن ثم توطيد فكرة الخطر الوشيك، عبر تغذية عقول العوام بسيناريوهات لا وجود لها، وقد عاش بهذا الكرت طويلاً، مريقاً للدماء، التي جعلت البلاد غارقة في حروب عبثية لا نهاية لها، حتى بعد أن تقطعت اوصالها وفقدت جزء عزيز من شعبها وأرضها. ولكن العقلية السودانية المنفتحة على المعرفة، والمستفيدة من تجارب الآخرين تمكنت من تجاوز هذه الأفكار الغبية، التي لا وجود لها إلا في الأذهان المجرمة، التي لا تتورع عن فعل أي شيء في سبيل التسلط والطغيان.
    الاستهداف العالمي ككرت استراتيجي
    دائماً ما يبحث الطغاة عن عدو غامض ليلقوا بكل هفواتهم وفشلهم على كاهله، وحكومة البشير بارعة في خلق هذا العدو الوهمي، فتارة أمريكا، وأخرى إسرائيل، ومرة الشيوعية العالمية، وحتى جمعيات الفلاحة الإقليمية بإمكان البشير الزعم بأنها تستهدفه لأجندة خفيه لا يعلمها إلا هو، وفي سبيل ذلك نرى في كل خطاب يلقيه البشير تصدي زائف لهؤلاء الأعداء الصامتون، ولعل وضعه في لائحة المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية بما اقترفت يداه من دماء الأبرياء في بلده، جاء على قلبه كالعسل. على الرغم من الذعر الحقيقي الذي عاشه البشير من جراء ذلك الحدث، وسعيه الحثيث لإرضاء الدول الغربية لقاء إفلاته من العقاب، إلا أنه استخدم ذلك الإتهام كمعيق عاتي في وجه ثورة التحرر من طغيانه، فقد حول عمر البشير الأمر إلى بطولة زائفة، يحوم بها على الناس مستجدياً الإلتفاف حوله، بإعتباره زعيماً للأمة، ولكن بمرور الأيام إكتشف قائدو قطار التحرر السودانيون ذلك الزيف، وبدت لهم السوءة.
    التفرقة الجهوية بعد أن نفدت الحيل
    لو إعتبرنا هذا عائقاً أخيراً، سنجد نظام عمر البشير الآن متشبثاً به تشبث الغريق بالقشة، ولكن ما لا يدركه نظام عمر البشير هو أنه عائق قائم على التخبط غير جدير بإيقاف قطار التحرر الوطني الجامح، وقد شاهدنا قطار الثورة يعبره بكل يسر حتى الآن، بل ربما لن ينتبه لوجوده إذا استمر بهذه الوتيرة المثابرة، وعلى كل حال فهو عائق هزيل وهش. نظام عمر البشير بعد أن غلبه التبرير لفشله الذريع في إدارة البلاد، وبعد أن خرجت عليه الجماهير من كل فج، نراه الآن يقف مشدوهاً، لا يعرف ماذا يصنع، فلو أراد تصوير الأمر على أنه حقد طبقي، ستجيبه الأصوات الهادرة، بأن صف الرغيف هدم أسطورتك، بل وحد القلوب والحناجر وألف بينها. ولو أراد أن يعزي الأمر إلى إستهداف خارجي. ستهتف الجموع الهادرة بوجهه: إن الحصار قد رُفع، ولم ترفع ظلمك عنا. ولا زال يتخبط بين هذا وذاك باحثاً عن مخرج لن يجده على الأرجح. ليخرج لنا بتوليفة متناقضة تماماً.
    عندما تحدث مدير جهازه الأمني متلعثماً عن عناصر مدربة بواسطة إسرائيل غزت البلاد متغلغلة في المدن لتثير البلبلة والتخريب. هكذا خرج السيد صلاح قوش دون أي حياء ليكشف للعالم، سبب نشوب ثورة شعب ظل يقتله، وينكل به لثلاثين عاماً! إن أتباع الطغاة يعطلون عقولهم قبل أن يتبعوا سادتهم من أجل الطاعة العمياء، وتقديم الولاء الكامل، وبناء على ذلك فهم مستعدون للسخرية من أنفسهم، ووضعها في أي موقف، حتى وإن كان مثيراً للشفقة كالذي خرج لنا به مدير أمن البشير، ترى من ذا الذي سيصدق قصتك المحبوكة جيدا هذه سيد قوش؟ ولكن لأن العابث يحتاج دائماً إلى المزيد من العبث لجعل عبثه معقولاً، عمل السيد صلاح قوش بكل جد على أحجيته البوليسية تلك لجعلها واقعاً ملموساً، فنجده يبحث يميناً وشمالاً ليجد دليلاً على أن إسرائيل قد أرسلت متدربين تخريبيين بالفعل إلى السودان من أجل إثارة البلبلة في بلاد الخليفة الراشد عمر بن البشير، وسرعان ما وجد ضالته في سكن اضطراري استأجره طلاب جامعيون في مدينة سنار بسبب طرد إدارة السكن الجامعي لهم من الداخلية في خضم ذعر سيد البلاد من جموع الثوار، وبذلك أصبح الحلم حقيقة.
    بين ليلة وضحاها أصبح طلاب جامعة سنار مخربين من إقليم دارفور دساهم جهاز الموساد في السودان بوساطة كريمة من المتمرد الأكبر عبد الواحد نور، ولكن هل تلك الحيلة ستجدي نفعاً. هذا هو السؤال الذي يتحاشى السيد قوش وسيده الإجابة عنه، لأن الأجوبة على مثل هذه الأسئلة مؤرقة، ولكن الشعب اجاب نيابة عنكم سيد قوش، وقد كانت اجابته واضحة، عندما هبت الجماهير في حلفا، الفولة، الحلفاية، مؤكدة بأن مخربين الموساد ليسوا من دارفور فقط. فهم من كل الجهات يخرجون فقط لتخريب عرش ظلمكم، لكسر طغيانكم، لتحريك دواليب قطار الثورة المنطلق نحو مدن الحرية الرحبة، مدن المساواة والعدالة ، مدن المواطنة المتساوية، المدن التي لا تحتكم لسلطة الحزب الواحد والدين الواحد والعرق الواحد، إنها مدن الرقي والعيش الكريم.
    وأخيراً؛ للذين يخشون تخاذل الجماهير السودانية المنحدرة من إقليم دارفور عن الثورة بسبب سيناريوها نظام البشير المتخبطة هذه، أقول لكم إن المتضرر الأكبر من فشل الثورة السودانية هم أبناء تلك المناطق لما يلاقوه من ظلم دائم من هذا النظام، لذلك لن تفكر جماهير شعبنا هناك ولو للحظه في التوقف عن مناهضة هذا النظام الفاشي، بل إن مثل هذه السيناريوهات الهزيلة والقصص الفطيرة التي تستهدف الانسان السوداني بناء على عرقه ودينه، وجهته الجغرافية، تشجع الجماهير السودانية على العموم وجماهيرنا في دارفور على الخصوص لاقتلاع هذا النظام الذي يعني بقائه بقاء مثل هذه الأفكار المأفونة، واستمرار الاستهداف الممنهج للإنسان السوداني.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de