فَةْ المُلاحْ,, بقلم إسماعيل عبد الله

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 06:06 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-22-2020, 03:32 PM

اسماعيل عبد الله
<aاسماعيل عبد الله
تاريخ التسجيل: 10-25-2013
مجموع المشاركات: 706

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فَةْ المُلاحْ,, بقلم إسماعيل عبد الله

    02:32 PM January, 22 2020

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله-الامارات
    مكتبتى
    رابط مختصر



    قُ
    ألمواطن البسيط (محمد أحمد) لا يكترث لصراع الأيدلوجيا والدين, ولاينشغل بجدل العلمانية ولا بعقدة فصل الدين عن الدولة, همّه الأول و الأخير هو الوفاء لأهل بيته بملأ (قفة الملاح) باحتياجات اليوم, لقد تناول رحلة معاناة هذه القفة الأستاذ والموسيقار الراحل مصطفى سيد احمد في أغنيته المعلومة (عم عبد الرحيم), الملحمة التراجيدية التي ترجمت مأساة الانسان السوداني مع مختلف أنظمة الحكم التي اعتلت ظهره المثقل بالتعب و الهموم, ففي ذلك العمل الفني الرائع ذكر العملاق أبو السيد هذه الجملة (من حجة صباح في حق الملاح) المعبرة عن أهمية هذه القفة لرب الأسرة.
    عند فورة الشباب وثورة طاقاتهم البدنية يبتدرون الحديث عن رغباتهم في الزواج واكمال نصف دينهم في حضرة ذويهم, ودائماً يجيء الرد قاسياً من قبل الوالدين أو الأقربين (بتأكلها شنو), عبارة متهكمة و محبطة لذلك الشاب الذي ثارت ثائرته فكاشفهم عما تجيش به نفسه وغرائزه المشروعة, ليأتي نصحهم وإرشادهم بضرورة تأمين الحد الأدنى اللازم لستر بنت الناس, وهو الاطعام الذي تأتي بعده تلك السلسلة الطويلة من الالتزامات المرهقة, والمسؤوليات المؤلمة التي أدت إلى خراب بيوت كثيرة, فكل هذا يدلل على أهمية (قفة الملاح) ودورها في ستر وصون أعراض الأسر و استقرار المجتمعات.
    ألسودان وطن الفقراء الذين يحييون بصعوبة بالغة على أرضه الغنية بالذهب والبترول واليورانيوم والماس, والثروات الحيوانية والسمكية والمنتجات الزراعية, وبرغم كل ذلك ظل على مدى قرون هدفاً ومطمعاً للجيران القريبين والغرباء البعيدين, فجميعهم يريدونه حديقةً خلفية وأرضاً بلا بشر ليؤمّنوا لأجيالهم القادمة قوت المستقبل, وليضمنوا لهم استمرار الرفاهية التي أسسوا لها بامتصاص دماء الشعوب المسكينة, لذلك كل هؤلاء الجيران و جميع أولئك الغرباء لن يهدأ لهم بال طالما أن جيل العاصفة الديسمبرية صاحٍ و متقدة في قلبه شرارة نار الثورة.
    من الواضح أن أسباب الضائقة المعيشية التي تمر بها البلاد, مرتبطة ارتباط وثيق بالمرابين والمتبطلين المتكسبين من عرق الآخرين, من العملاء المندسين الذين لم يعجبهم زوال الامبراطورية الاخوانية التي انتفعوا منها انتفاعاً غير مشروع, فطفقوا يعملون جهد إيمانهم للسباحة عكس تيار حكومة الانتقال وضد برنامجها المستهدف معالجة أزمة (قفة الملاح), فالانتاج اليومي في كل ربوع السودان من الفاكهه و الخضار والذرة يكفي لسد حاجة الناس ويفيض, لكن المشكلة تكمن في وجود السمامسرة والمرابين و المزايدين و الوسطاء, وهؤلاء جميعهم يتبعون للنظام البائد الذي لم يرثوا منه غير التلاعب والمتاجرة بقوت الناس.
    عملية كنس آثار النظام المباد ليست محصورة في مطاردة الرؤوس الكبيرة والقطط السمان, لا, فالخطر أكبر من هذه (الكدايس) المتخمة بمال السحت, فالبعبع الحقيقي هو ذلك المرابي والمزايد المتحكم في سوق العملات الأجنبية والتحويلات المالية الذي لم تطاله يد التغيير بعد, فعلى حمدوك و طاقمه (وزير المالية و محافظ بنك السودان ووزير التجارة) الاستعجال لطي ملف بقايا الدكتاتور من صغار التجار الفاسدين وسماسرتهم في الأسواق, فإن لم يتم كنس الطبقة الطفيلية الممارسة لفقه التقية و المتخفية وراء شعارات الثورة وهتاف الثوار, سوف تقوم هذه الشريحة الاستغلالية بقصم ظهر المشروع الذي أريقت من أجله دماء عزيزة.
    إنّ السلع الاستهلاكية المصنعة داخل السودان مثل الزيت و الصابون و السكر وغيرها, يجب أن يتم اختصار رحلتها الطويله بين المصنع و صاحب الدكان أوالبقالة, باعتراض هؤلاء السماسرة وقطع الطريق أمامهم حتى تصل للمستهلك بسعر معقول, وذات الأمر يجب أن يطبق على منتجات الفاكهة والخضار, فهذه الترتيبات البسيطة يجب أن توكل لشباب لجان المقاومة في الأحياء لأنهم ليسوا تجاراً ولا سماسرة, ولم يتدنسوا بهذا السلوك الجشع و اللا أخلاقي و غير الوطني.
    حل مشكلة (قفة الملاح) لا يجب أن ينتظر نتائج النظريات المعقدة المعنية بالحلول الكلية لأزمة الاقتصاد الوطني, والتي تنتظر مخرجات هذه الحلول بعد أمد طويل من الزمان, فحل أزمة المعيشة يكمن في النزول المباشر الى الأسواق و حظر أي نشاط تجاري غير رسمي , وإنهاء ظاهرة العاطلين الذين يديرون شبكات من المصالح الذاتية عبر هواتفهم النقالة, وهم جالسون تحت ظل ظليل لراكوبة من رواكيب بيع الشاي والقهوة, ومن الحلول الاسعافية أيضاً إنشاء الجمعيات التعاونية وإصدار القوائم لأسعار السلع الضرورية أسبوعياً, حتى لا يستغل صغار التجار التغييرات التي تطرأ على سعر الصرف صعوداً ونزولاً.

    إسماعيل عبد الله
    [email protected]























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de