|  | 
  |  فوتوغرافيا بقلم علي بلدو |  | 04:32 PM October, 30 2019
 سودانيز اون لاينعلي بلدو-السودان
 مكتبتى
 رابط مختصر
 
 خواطر طبيب
 
 
 مثلت الصورة اهتمام الكثيرين و الكثيرات و شكلت وجدان حقب تاريخية مختلفة و متنافرة باختلاف الصور و المتصورين و كما كانت و لاتزال مخزونا لا ينضب من معين الذكريات  و تصاريف الاقدار خيرا و شر , افراحا و  اتراح.
 و ادى انتشار الوسائط و تطور التقنيات الي اعادة بعث تلك الصور بعد انن كاد نجمها يافل في غياهب النسيان و عادت اكثر قوة و بتاثراتها المختلفة  و الحقيقية منها وو المفبركة و المعالجة  لتداري سؤات شتى و ثقوب كثر   و كانها تقول:
 
 ان غاب اسمنا   فهذا رسمنا
 و نحملها معنا بدلا عن البراويز , و نسير بها في ممشانا العريض و سكة سفرنا الطويل و الممتد منذ سنوات طوال, وسط معاناة الحياة و شظف العيش و هموم كالجبال.’ ووسط التغريدات و الصدمات المزعومة و التي  لا تغنى و لا تسمن من جوع سوى التصفيق و الهتاف.
 
 على ان الغريب هو اعتماد الكثيرين على الصور اكثر من العمل و الانجاز للفت الانتباه و شد الحاضرين, فهذا المغني مثلا من ينظر لصورته قبل سنوات قليلة لا يصدق انه هو الان على هيئته بفضل التجميل و الراحات و العدادات, و تتغير صورته من حين لاخر بفضل النيولوك  و تقنيات التصوير المتقدمة  و الظل و الضوء و الذي يجعل القرد غزالا و مها  لا يشق له غبار و لا يعرف له اطار؟
 
 ثم و نحن على تلكم الحال تطل علينا  فنانة الموسم و هي بصورتها البيضاء الفاقع لونها و لكن تتناسى صورة لها قبل اشهر معلومات و هي تكاد تشبه من عناه :
 
 حرقتني الشموس
 و شوتني كقرابين على نار المجوس
 فانا منها كعود الابنوس
 
 و اما عن كتابنا  و كاتباتنا فحدث و لاحرج , فمرة نراهم بالبلدي و اخرى بنظارة و تارة بدونها , و حينا بالعمامة و اخرى بالطاقية وو ما اكثر الطواقي في هذه البلاد’و اولئك ياتون مرة بالبرنيطة و حينا بالشعر السافر و احايين بالحجاب و من حين لاخر بالنقاب و كلو حسب الظروف و ايضا ما اكثر تلكم الظروف في هذه البلاد.
 و ياتي الاسفين الاخير من الساسة و الذين تقلبوا في نور السلطة و نارها سنين عددا و رايناهم يلبسون و يتصورون بكل شئ من اللبس القومي للعسكري للشعبي لازياء القبائل  , تقلبا مع الانتخابات و الاستقطابات  و المواقف و التي تتغير كثيرا , بدءا من مواقف الرجال و الاحزاب , مرورا بمواقف الحركات و انتهاء حتى بمواقف المواصلات .
 و كثيرا ما يعمد اهل السلطان الى غمر و اشباع الناس و المواطنين بصريا و صوريا  بتلك الصور في كل ناحية في الطرقات و الاحياء و السيارات الخاصة ’ و  تشغيل الالة الاعلامية الضخمة لاولياء السلطان بدفق هائل من الصور و التصريحات تسري في الفضاء الاسفيري في كل ثانية ’ موثقة لكل شئ ابتداء من اللقاءات الضاربة و المصطنعة و التي لا تهم المواطن البسيط في شئ ’ و انتهاء بالاجتماعات التظيمية لبطانة الوالي الفاسدة و التي امتصت ملياراتها من دماء المسحوقين و المهمشين
 ,و من جبايات اطفال الدرداقات و عرق بائعات الشاي الشرفاء’ ثم  يدعوا ان ذلك جاء   بدعم اهل الجاه, و ملء  الشاشات بصور الزعماء  حتى في البقالات و الطبالي و ربما دورات المياه, بحيث اصبحنا في كل حين  شئنا ام ابينا ’ توالينا ام عارضنا  ’ اصبحنا نراه, هو واهله و اخاه وحتى صهره الصحفي و خاله الرئاسي و نسيبته و حماه, عندها نعلم ان  والينا لا يزال حيا  و في ظل ما نعيشه وواقع الحال نحمد الله كثيرا اننا لازلنا على قيد  الحياه؟
 | 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 |  
  |     |  |  |  |