فسيفساء التنحي بقلم مجدي مكي المرضي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 07:55 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-10-2019, 02:03 PM

مجدي مكي المرضي
<aمجدي مكي المرضي
تاريخ التسجيل: 01-11-2016
مجموع المشاركات: 9

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فسيفساء التنحي بقلم مجدي مكي المرضي

    02:03 PM April, 10 2019

    سودانيز اون لاين
    مجدي مكي المرضي-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر




    تقول الرواية إن ديكتاتور أسبانيا السابق الجنرال فرانشيسكو فرانكو  كان على فراش الموت عندما سمع هتاف الجماهير الغاضبة والتي كانت تنادي برحيله أسفل قصره، فسأل من حوله عن الأمر فقالوا له إن الشعب الأسباني جاء ليودعه فقال لهم بإستغراب ولكن إلى أين هم ذاهبون؟!

لم يكن يدور في خلد الديكتاتور الذي أذاق شعبه صنوفاً من العذاب والهوان طوال فترة حكمه التي إستمرت لمدة 40 عاماً أن له موعداً مع القدر تسبقه لعنة الجماهير التي بصقت عليه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة.

لمخاطبة مشاعر المواطنين وكسب تأييدهم، ألبس الجنرال فرانكو دولته العسكرية رداء الدين فصارت المسيحية الكاثوليكية أُس التشريع وسمة الهوية الوطنية، وتم ذلك بتشددٍ بالغ في بداية الأمر إلى أن سمحت الفاتيكان بهامشٍ من الحريات في أواخر الخمسينيات لإسباغ الأمر شيئاً من القبول لدى الآخر. 

تختلف الجينات الديكتاتورية من شخص إلى آخر وكذلك السلوك المصاحب لها ولربما لعبت النشأة دوراً أساسياً في تغذية هذا السلوك كما في حالة الديكتاتور فرانكو والذي تربى في كنف أسرة فقيرة لم يحسن أبواه تربيته بصورة صحيحة فأطعماه النفاق والإنتهازية فعاش طفولة ممزقة تعيسة وترعرع في هذا الجو الفاسد فكبر معه الشعور الرهيب بالدونية فلجأ إلى الخدمة العسكرية بحثاً عن السلطة والمكانة لتعويض ذلك النقص فكان الناتج ذلك الديكتاتور الذي تولي قيادة أحد أبشع أنظمة الحكم الإستبدادية في العالم.

أما جدلية التمسك بالسلطة والتشبث بأستارها فهي متلازمة تصاب بها المجتمعات التي تفرخ سلالاتٍ متسلطة تبلغ بها الديكتاتورية مبلغاً يجعلها تنكر وجود نهاية لملكها وتزداد قناعتها بأن السماء قد بعثت بها إلى الأرض لتخليص البشرية من رجس الشيطان!

وصلت كثيرٌ من الدول، بعد تجارب عدة، إلى حقن أنظمتها السياسية والدستورية بأمصال ضد سَعَرِ السلطة والديمومة في الحكم، لهذا لا تجد حكاماً معمرين في أوروبا وأمريكا، فالسباق على الكرسي يحكمه عمر زمني لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال.

بالنظر إلى رقعتنا العربية والإسلامية، نجد أن هناك إختلافاً جوهرياً في طبيعة تلك المتلازمة التي تضرب أنظمة الحكم في دولنا بقوة وشراسة فتتولد لديها مناعة أقوى ضد التغيير!

إنه لمن المضحك والمبكي في آنٍ واحد أن مجتمعاتنا العربية والإسلامية لديها قدرة فائقة على تحمل صلف الحكام وجبروتهم فيسهمون بذلك في إطالة فترات حكمهم التي تبدأ ولكنها لا تنتهي، لهذا تتأخر الشعوب وتتخطاها التنمية وتتسع كل يوم مساحة بعدها عن أطراف التقدم والرقي.

لست أدري لماذا تنكر أنظمتنا سنة التغيير وترفض قبول الآخر وتتناسى أن دوام الحال من المحال إلا أن تكون مصابة بتلك المتلازمة؟ نحن نعلم أن الدنيا إلى زوال وأن تعاقب الأجيال من سنن الحياة وأن البقاء لا يتحقق إلا في دار الخلود فلماذا الهرولة نحو دنيا زائلة وملكٍ سيبلى ولو بعد حين؟

تزداد وتيرة الغضب لدى الحكام عندما تطالبهم الشعوب بالتنحي وهي مرحلة تصيبهم بالسعر والهياج فتتلبسهم نوبات البطش الشديد والتنكيل البشع بشعوبهم ويتفاقم الأمر إلى درجة قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.

سوف يطغى صوت الجماهير على صخب الأنظمة مهما طال أمد بقائها فلم يسجل التاريخ ديمومة لحكم ديكتاتوري ولكنه سجل وما زال يرصد إمتداداتٍ زمنية لحقب ديكتاتورية مختلفة تغطي مساحات شاسعة من رقعة عالمنا العربي والإسلامي ولكنها حتماً إلى نهاية!

لقد أنكر ديكتاتور أسبانيا ثورة الشعب عليه وهتافاته المنادية برحيله وكذلك حال كثيرٍ ممن يجلسون على كراسي الحكم في وطننا العربي الكبير، غير أن الشعوب الثائرة وبما تحمله من سلاح الكلمة والفكرة قادرة على تجميع قطع الفسيفساء المبعثرة من ثورة وإرادة وعزيمة لتصنع منها لوحة زاهية تجبر الطغاة على التنحي وقبول التغيير وإلا فإن إزميل الشعوب سينقر عروشهم كل يوم حتى السقوط.!




    مجدي مكي المرضي 
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de