ما حدث في السنتين الأخيرتين من توافق سياسي على مستوى الرؤية الإقليمية والدولية بين حكومة المؤتمر الوطني وحكومة المملكة العربية السعودية ، يدفعنا إلى القول إن السياسات الداخلية بين الحكومتين يجب أن تكون نسبياً في مصاف (التوافق) إن لم نقل التماثُل ، وبينما تضج أجهزة الإعلام الرسمية والخاصة ووسائل التواصل الإلكتروني بما يحدث الآن على الصعيد الداخلي في السعودية وما عُرف بحملة إستئصال فساد الكبار ، ومسائلة ومحاسبة من كانوا حسب وجهة نظر الفئة القائمة على الأمور اليوم في المملكة (بؤراً) إستراتيجية للفساد الإداري والمالي بالمملكة ، يسرني أن أدعو حكومة المؤتمر الوطني التي رفعت شعار محاربة الفساد قبل السعودية وخطَّته شعارات (فضفاضة) في (دلاقين) ناصعة البياض طالما لوَّح بها (الهتيفه) المأجورين في المسيرات القاصدة والإحتشادات الجماهيرية ، هذا فضلاً عن إعتبار قادة الإنقاذ لمصطلح محاربة الفساد المادة الأكثر فعالية في جذب وإكتساب ثقة المغلوبين على أمرهم من زُمرة المتفائلين فأصبحوا يجأرون بها كلما سنحت سانحة في المنابر والأجهزة الإعلامية ، أدعوهم وبما أنهم كان لهم قصب السبق في ذلك المضمار ، أن يبذلوا مزيداً من الجهود في محاربة وملاحقة وإغتيال آمال المفسدين وفي مقدمتهم ستات الشاي بدءاً بشارع النيل وإنتهاءاً بكل من تسوَّل لها نفسها بيع الشاي والطعام لأجل العيش الحلال الكريم في سوق أو ميدان أو آخر محطة يتجمع فيها سائقي وكماسرة الحافلات والبصات ، ثم أيضاً أدعوهم لمزيد من الجهود في سبر غور فساد وتغوَّل غسالي العربات على المصلحة الوطنية وما يشكلونه من تهديد أمني للإقتصاد السوداني وتلويث للبيئة المجتمعية وإفساد حالة المظهر العام لمدينتنا الساحرة ، كما ندعو الحكومة إلى المزيد من الفعالية في تحطيم وإزالة مظلات الدكاكين ومصاطب بيع الخضار والفاكهة ومطاردة وملاحقة الباعة المتجولين والمفترشين الأسواق من الذين يمثلون العطالة المُقنَّعة والذين أجدى لهم أن ينضموا إلى مجموعات حرامية البيوت والسيارات وبيع المخدرات وترويجها ، كما لا يفوتنا أن نشكر الأخ معتمد الخرطوم الذي وجَّه الجهات القائمة على أمر النظام العام على منع (نوم) أصحاب المحلات في الشوارع الطرفية وداخل الأحياء على (عنقريب) أمام دكاكينهم حرصاً على عدم تشويه المنظر المشرق لعاصمتنا المأزومة ، حاربوا يا ولاة أمر السودان فساد الشعب السوداني وممارسة بسطائه (لخيانة) البحث عن لقمة عيشٍ شريفة بكل ما أوتيتم من قوة وسلطان ، فالبسطاء والمغلوبين على أمرهم في هذا الوطن قد نغَّصوا بتكالبهم المُستمر على تحصيل فتات الخبز وبعض الضروريات التي لا طائل منها ، حياة الفئات العُليا ذات الحق الأصيل في العيش بهذا الوطن دون إزعاج ولا (تشويه) لمظهره العام ببائعات الشاي والطعام وأطفال الدرداقات وغسالي العربات ونوم أصحاب الدكاكين أمامها بحجة حراستها ، أعانكم الله على جهدكم في محاربة فساد البسطاء من أهل هذه البلاد الذين ما زالوا كل يوم يمثِّلون الوجه المُظلم لدولة المشروع الحضاري العظيم ، داعين الله أن يديم على السودان وشعبة حالة (التوافق) التام في التوجهات والسياسات والإستراتيجيات بينكم وحكومة المملكة السعودية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هيثم الفضل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست