نرجو ان لا تنقطع شعرة معاوية بين المجلس العسكرى وقوى اعلان الحرية والتغيير. لان المرحلة المفصلية هذه تتطلب الحكمة والشفافية لبناء الثقة من اجل التحول من مرحلة حكم الفرد الدكتاتورى الشمولى الى دولة القانون والمواطنة المتساوية حرية سلام وعدالة. انه المحك الحقيقى فى ان يبقى السودان موحداً متماسكاً بكل مكوناتة العرقية والثقافية والدنينية حتى يتمكن الشعب من تجاوز هذه المرحلة المفصلية الخطيرة بكل المقاييس. لانه قد اصبح من الصعب ان يستمر الوضع هكذا دون ان نرى الضوء فى نهاية النفق المظلم لان التحديات التى طرحتها هذه المرحلة الحرجة والصعبة يجب على الطرفين التعامل معها بروح وطنية على ان تضع المصحلة والوطنية فوق كل المصالح الاخرى والعبور بالسفينة الى بر الامان. الى الان يبدو ان الطرفين قد فقدا البوصلة فهذا امراً خطيراً للغاية. فاذا كان المجلس العسكرى يريد الاستيلاء على السلطة يجب عليه القضاء على كل الشعب السودانى بعد ذلك يمكنه الاستيلاء على السلطة. لان جماهير الحراك الشعبى الشبابى المعتصمين امام مبانى القوات الشعب المسلحة لم تترك الموقع حتى ترى ان جميع المطالب قد تحققت على ارض الواقع. لان الحراك الشعبى لايمانع فى ان يقدم ارتالاً من الشهداء فى سبيل ان تحقق اهدافه التى ناضل وكافح وضحى بشهداء منذ ان انطلقت ثورة التغيير لاكثر من اربعة اشهر الى الان. ان المطالب لم تقبل المساومة ولا الرجوع ولا العدول عنها لانها اساس ثورة التغيير التى تم دفع الشعب فاتورتها مقدماً من ارواح وجرحى. فلذلك لايمكن الاستسلام مهما بلغ تعند المجلس العسكرى الانتقال من تسكع ومماطلة. فان الطريق الوحيد للخروج من هذه الازمة بين المجلس العسكرى وقوى اعلان الحرية والتغيير هو ان يسلم المجلس العسكرى السلطة الى الحكومة المدنية. الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال الشريك الاكبر للحراك الشعبى منذ انطلاقه بكل جماهيرها تناشد المجلس العسكرى بان يسلم السلطة الى حكومة مدنية انتقالية لها الكفاءة والقدرة فى ادارة البلاد. فاذا اطاح المجلس العسكرى بالثورة واستولى على السلطة فان الحركة الشعبية شمال وبقية الحركات المسلحة سوف يكون من الصعب ان ترى الشعب السودانى يعود الى المربع الاول ويعود النظام العسكرى الدكتاتورى الشمولى من جديد. الان السؤال المطروح الى متى ستبقى جماهير ثورة التغيير عالقة فى الشوارع والكبارى وامام القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة قبل ان تسمع وترى كل المطالب قد تحققت. لقد بلغ العناء والتعب والسهر وضربات الشمس الحارقة الشباب الثائر القوى ولايزال يتحمل من اجل ترسيخ دعائم ثورته المجيدة. يجب على الطرفين المجلس العسكرى وقوى اعلان الحرية والتغيير الاسرع فى تنفيذ مطالب جماهير الشعب التى دفعت الثمن الباهظ وتزال تدفع الثمن من جهدهم وعرقهم وارواحهم ودماءهم حتى لا تنحرف الثورة عن مسارها ومحتوها الى فوضة عارمة وتؤدى الى انشقاقات وتكتلات وحزبيات ولوردات حرب. صحيح لابد من وجود تمثيل للمجلس العسكرى فى الحكومة المدنية. لان المجلس العسكرى يعتبر رمز السيادة الوطنية. لانه من العصب ابعاد الجيش نهائيا فى المرحلة المفصلية هذه حتى لو بتمثيل رمزى. غياب الثقة بين المجلس العسكرى وقوى اعلان الحرية والتغيير امراً قد يؤدى الى اعادة حكم الاسلاميين البائد من الشباك وهذا ما لا يمكن القبول به اطلاقاً. ما هى مخاوف المجلس العسكرى الانتقالى تسليم السلطة الى حكومة مدنية فى الوقت الراهن. اذاً من هو الحل حتى نخرج من النفق. يبدو ان الحركة الشعبية شمال تملك الاجابة لهذا المازق وهو اذا لم يسلم المجلس العسكرى السلطة الى حكومة مدنية فانه من الصعب على الحركة الشعبية وبقية الحركات المسلحة الاخرى وضع سلاحها والانضمام الى ركب التغيير وبناء الوطن. على المجلس العسكرى ان ياتى بحل سريع يرضى الحراك الشعبى للتغيير ويرضى ايضا الحركة الشعبية شمال وبقية الحركات المسلحة وكما يرضى العالم ايضا. شهر رمضان على الابواب يجب على المجلس العسكرى تسليم السلطة الى المدنيين غداً او بعد الغد حتى تعود جماهير الشعب الى منازلها من اجل اداء فريضة شهر رمضان العظيم مع ذويهم. الم يرى المجلس العسكرى القطارات القادمة الى الخرطوم كل يوم محملة بشباب الثورة والتغيير من كل ارجاء السودان فماذا يعنى ذلك انه تعزيزاً للحراك الشعبى وثورة التغيير يجب ان تحقق مطالب المعتصمين امام القيادة العامة للقوات المسلحة. اننا نقول ان مستقبل السودان مجهول حتى هذه اللحظة التى لم يتم تسليم السلطة الى المدنيين. لا احداً يدرى ماذا يجرى فى اذهان قادة المجلس العسكرى ماهى مخاوفهم وهمومهم وشكوكهم. اننا ناشد الطرفين توحيد الرؤى وان تكون المواقف متداخلة من اجل الوصول الى الحل السريع الذى يرضى الحراك الشعبى الذى لاتزال جماهيره تنتظر تنفيذ مطالبها ولاغير. الحراك الشعبى لم يرى حتى الان محاسبة مجرمى النظام السابق ولا حتى راس النظام المخلوع. لماذا لم تبدأ المحاسبة حتى يطمئن الشعب السودانى على ان الثورة قد حققت او بدأت فى ان تحقق اهدافها. انه حقاً احباط شديد بكل المقاييس. حل الازمة السودانية منذ الاستقلال مرهوناً بقيام دولة مدنية ترضى اشواق وطموحات الشعب السودانى كافة وبالاخص مناطق الهامش الحاملة للسلاح. كما ذكرنا ان الحركات المسلحة لاتمانع اطلاقاً وقف الحرب والدخول فى المفاوضات مع الحكومة المدنية. الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال جزءاً اساسياً من الحراك الشعبى الذى اطاح بنظام الاسلاميين البائد. لقد تم ولادة السودان الجديد لاشك فى ذلك اطلاقاً. حرية سلام وعدالة. اننا نناشد المجلس العسكرى تسليم السلطة الى حكومة مدنية خلال اليومين القادمين والا ستنجر البلاد الى ما لا يحمد عقباه. حتى لقاء اخر أختصاصى فى حقوق الانسان والقانون الاوروبى 30/5/2019
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
سليم عبد الرحمن دكين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست