عوك يا حمدوك: بين النصيحة والفكرة بقلم عبد الله علي إبراهيم

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 09:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-17-2019, 02:22 PM

عبدالله علي إبراهيم
<aعبدالله علي إبراهيم
تاريخ التسجيل: 12-09-2013
مجموع المشاركات: 1964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عوك يا حمدوك: بين النصيحة والفكرة بقلم عبد الله علي إبراهيم

    02:22 PM October, 17 2019

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر



    الأعزاء

    هذه نسخة معدلة من مقال الأمس صوبت فيها مفهوم الكتلة الحاسمة وكنت سميته اللحظة الحاسمة
    أرجو أن يتسع صدركم لتحريرها.



    أتابع هنا التعليق على بعض الأداءات السياسة الأخيرة للثورة والثوريين من زاوية ما سميته اقتصاد الطاقة الثورية. فبدا لي أن مصارفنا للطاقة الثورية، وهي سلاحنا الذي لا غيره، مرتبكة. فتجدنا نولي أمراً هيناً قصارى جهدنا بينما يقصر باعنا عن أمور حرجة للثورة. وهذا ما تطرقنا إليه بالأمس. وتجدنا، من جهة أخرى، نرتكب أداءات سياسية لا نوفيها استحقاقها فتؤذي من حيث أرادت النفع.
    ومن أوسع أبواب هذا النقص ما استنته صفوة الرأي عندنا من خدمة الثورة ب"نصح" القائمين بالأمر. فهم يشيرون عليها بخطط بدا لهم صوابها من واقع تخصصهم. وغالباً ما سبق الناصح نصيحته ب"عوك" المتناغمة مع "حمدوك". والنصح مما يسديه المثقف التقليدي في نظام قديم يرعي فيه بقيده لا يطمع لأكثر من "ترقيع" النظام لا تغييره رأساً على عقب. فمثل هذا التغيير في ذمة المثقف العضوي الذي بينه وبين النظام القديم طلاق بينونة. وأذكر كلمة ناضجة لعالم الاجتماع طلال أسد، الذي صدر له "عرب الكبابيش" عن رسالته الجامعية للدكتوراه، عن ديناميكية النصيحة في الفكر الإسلامي.
    وبينما يتجه المثقف العضوي بالنصيحة إلى السلطان يتجه المثقف العضوي بكتاباته إلى جمهرة الناس يذيع في أوساطها الوعي بمشروعه. فهو صانع أجندة التغيير يواليها بوجهين. الوجه الأول بخلق حقل خطابي (discursive field) يتداعى إليه أنداده في كار الكتابة يصقلون المشروع بتقليبه على وجوهه جميعاً حتى يصفو من الشوائب ويتجمر. ويصير هذا الحقل الخطابي، في الوجه الثاني، رافعة للمشروع يستقطب الناس حوله فينشأ حوله تحشيد للتغيير يسمى "الكتلة الحاسمة" (critical mass). وهي غزارة تكون بها الفكرة قد تخمرت وأزف وقتها وصارت قوة مادية للتغيير. وهذا طريق وعر ومسهد للتغيير تكون به "النصيحة" تخريمة ضالة لتبديل الحال وشقية المردود.
    لا يضيق المثقف التقليدي متى لم يأخذ الحاكم بنصيحته. فهي مبذولة لصنفرة محدودة للنظام إبراء للذمة. ومكافأتها في يوم غير يومنا هو يوم الحساب. أما المثقف العضوي، متى ارتكب طريق النصح للحاكم، ضاق متى لم يأخذ به الحاكم لأنه مبذول لتغيير الحال في يوم المسلمين هذا.
    وتمثل لي الضيق بتجاهل النصيحة وعواقبه في كلمة أخيرة للدكتور الوليد ماديو بعنوان "المتاهة الأخيرة" (سودانايل 10 أكتوبر) قال فيها إنه نصح أولى الأمر الثوري كتابة وشفاهة، في إطار الحديث عن إعادة هيكلة نظم الحكم، ووصى بضم وزارتي الثقافة والرياضة لأن نتائجهما الوسيطة واحدة. وأضاف بأنه نصح ب"ضرورة استحداث وزارة تخطيط تنموي وإحصائي تتضمن أقسام اقتصادية واجتماعية وبيئية وقسم تنمية مؤسسية". فلم ينتصح ولي الأمر. وعادت حليمة بعد النصح إلى قديمها باستعادة وزارة العمل والرعاية الاجتماعية التقليدية. وهذا خطأردة فوجئ بها مادبو لأن الرعاية أمر خدمي تقوم به كل وزارة خدمية لا سيادية. وخلص مادبو من تأبى قحت (وهو أول من أطلق عليها قحط) على النصح، ضمن أشياء أخرى، إلى دمغها بأنها ثورة مضادة. وطلب من السودانيين الكف عن ترداد عبارة "الثورة المضادة"، لأن قحت هي الثورة المضادة "بل هم السد الذي يقف حائلاً منيعاً دون تحقيق السودانيين أهداف ثورتهم المجيدة المتمثلة في تحقيق السيادة الوطنية، وتفكيك الدولة المركزية، وإعادة هيكلتها بغرض انصاف الشرائح المستضعفة".
    وهكذا نرى طاقة للخير ارتدت إلى سلبية مؤسفة وباكرة من ثورة الشعب لأنها لم تأخذ مصرفها في الدعوة للتغيير بحقه في الكدح الفكري والتبشير. فاختصر مادبو طريقه للحاكم بالنصيحة. وهذه خطة ضيزى لمن رغب مثله دائماً في تغيير اجتماعي يقضي على أخضر القديم ويابسه.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de