عاد وفد المقدمة بقيادة مريم وحيدة و بالرغم من صدور مذكرة إعتقال بحق والدها و شملتها أيضاً إلا و أنها عبرت بسلطات المطار برداً وسلاماً ،،، وفي تصريحات أخرى للنظام بعد إصدار قضاءه لمذكرة الإعتقال بأنه قد يسمح بعودة الإمام للبلاد هذا يعني إلغاء مسألة الإعتقال لكن السؤال هنا لماذا التلاعب بالقرارات و المواقف ؟ أم لم يكتمل سيناريو و إخراج المسرحية لإستيفاء شروط العودة ؟ . الإمام الصادق المهدي زعيم الأنصار و حزب الأمة القومي و رئيس وزراء السودان السابق لفترتين إبان الديمقراطية الثانية والثالثة في تاريخ البلاد ، لكن العسكرعادةً ما ينهون فترة حكمه بإنقلاب قبل إنتهاء ولايته ، لأنه لم يتمكن من إدارة البلاد بصورة جيدة أو على الأقل بشكل مقبول ليتحمله الناس و لديه سياسات تقحم البلاد في أزمات و فوضى عارمة و فساد بشكل مريب من حكومته و أعضاءها بالأخص الذين ينتمون لحزبه السياسي و هذا يعتبر فشل ذريع منه و مهين للبلاد و الشعب الذي إئتمنه و وثق به و أنتخبه لقيادة البلاد ، فهو صاحب خطابات و تنظيرات غير مفيدة و يجيد كثرة الكلام دون أفعال حتى أطلق عليه الشعب السوداني لقب أبو كلام . من طرائف فترة حكمه في خريف 1988م ( كارثة السيول والامطار التاريخية ) التي تناولتها أجهزة الإعلام المحلية ، الإقليمية و الدولية و حظيت بإهتمام و تعاطف المجتمع الدولي ، حيث إنهالت الإغاثة من دول عديدة لدرجة الإيطاليين إغاثتهم كانت تحتوي على مراكب سهلة التجميع و التركيب ، في ذلك الوقت هبطت طائرة من اليمن الشقيق تحمل على متنها حاويات مغلفة بمادة قصطيرية بشكل جميل على الفور أمر وزير الداخلية آنذاك بإيداعها المخازن لأنه يحسبها شيء ثمين و المفاجأة بعد زوال الكارثة إكتشف السيد الوزير بانها وجبات جاهزة كانت قد أعدت ساخنة ليتم توزيعها فور وصول الطائرة للمتضررين من المواطنين الذين يقفون في العراء بمناطق يصعب الوصول اليهم إلا بطائرات الهليكوبتر . في مطلع العام 2007م في القاهرة بمقر إقامة الإمام بمدينة نصر بدعوة منه من خلال مدير مكتب حزبه ، ذهبنا لمقابلته آنذاك برفقة الأستاذ إدريس إبراهيم أزرق عند وصولنا مقره إستقبلنا إبنه عبد الرحمن و مدير مكتب الحزب بالقاهرة و أذكر قالوا لنا لو تأخرتم قليلاً لما أدركتم الإمام لأنه ينتظركم وهوعلى عجالة من أمره يريد التوجه للمطار لحضور مؤتمر في دولة قطر ، أعتقد إنها إحدى المؤتمرات فارغة المضمون و الجدوى التي دائماً يذهب إليها بغرض التغيير و كسر الجمود و الملل ، حضر الإمام و قدم إعتذاره بعد مصافحتنا بأن اللقاء سيكون سريعاً نسبة لموعد طائرته ، على العموم هو من إستهل الحديث و وصف النظام الحاكم بالمجرم و أياديه طويلة ، لأننا طرحنا له مبادرة لقيام مؤتمر يجمع المعارضة المسلحة والسلمية و في دولة تتسم بالحياد و تناقشنا معه لكيفية التحضير للمؤتمر و كنا نأمل أن يكون لديه المساهمة الأكبر في هذا الأمر بحكم علاقاته الخارجية لكن المفاجئة عندما طلب منا بان نقوم نحن بمسألة التحضير والترتيب للمؤتمر و ركز على الدولة المحايدة و أبدى ترحيبه و رغبته في الحضور . ظهوره أثناء اللقاء كان على طبيعته المعهودة بالابوية على السودان و السودانيين ، وللأسف من ضمن حديثه عمد على السخرية من الرفيق مني أركو مناوي بعبارة و سلوك لا يليق بشحص كان يوما ما على رأس السودان حيث قال بالتحديد ( بالله شوف زي مني ده و كبير مساعدين كمان ومصحوبة بضحكة لا يمكنني وصفها ولا حتى محاكاتها ) فمنذ ذلك الحين تيقنت بأنه شخص أتت به الصدف ليكون من آل المهدي لكنه لا يمتلك صفات القيادة و أكد لي ما كنت أعتقده في شخصيته بأنه غير مناسب لقيادة بلد مثل السودان بتعدد تبايناته و تنوعه . و المضحكات المبكيات حين ذهب الى باريس و يا لسخرية القدر و الأيام دول ليجد نفسه واضعاً يده مع قادة الحركات المسلحة والرفيق مني مناوي من ضمنهم ،، و الحق يقال شاء الإمام أم أبى فإن الرفيق مناوي أصدق منه قولاً و فعلاً و مناضلاً ثورياً يكافح من أجل قضية عادلة و أزمة مستعصية مفتعلة ذات جذور تاريخية ،،، الإمام الصادق و آخرين ما يعرفون بنخبة المستعمر هم ( أس ) هذه الأزمة مما أدى إلى فشل قيام الدولة السودانية الحديثة . صال الإمام و جال في حراك سياسي بالخارج لا يخدم مصلحة الوطن ثم عاد للبلاد مرة أخرى كعادته التي تعودنا عليها فهو يخرج ويعود ذهاباً وإياباً منذ أواخر ستينيات القرن الماضي ،، و في منتصف سبعينيات القرن الماضي و على غفلة من أهل السودان أتى للبلاد بمرتزقة ، و بفضل إنتفاضة السادس من أبريل 1985م أُنتخب رئيساً للوزراء 1986م وفر بجلده خارج البلاد في الثلاثون من يونيو 1989م عندما إنقلب عليه العسكر بدعم من الجبهة الإسلامية القومية بما يسمي ثورة الإنقاذ ( النظام الحالي ) و من ثم عاد في ظل هذا النظام بتهتدون و تتسكعون ثم تمكرون وتراضي وطني و إلخ : ،، وهذه المرة يبدو إنه أنهى مهامه و أجنداته خارجياً وعاد سالماً معافياً و الغنيمة تنتظره داخلياً ،، و تصريحاته بانه عاد لمواصلة التعبئة السياسية و سوف يتحمل المكائد وليس بينه و النظام صفقة هذه إحدى ترهاته ،، من الذي يكيد لك حتى تتحمل المكائد ياشيخ ؟ و أنت تعلم بأن الشعب السوداني تحملكم عقود من الزمان و أنتم تغرقون البلاد في الوحل ! تريد تعبئة من و من أجل ماذا ؟ و لأي جهة تصب مكاييل التعبئة التي تتحدث عنها أيها الإمام ؟ أم لحزب الامة القومي و مشتقاته الموالية للنظام لزيادة حصته للمشاركة في السلطة ؟ و ما الذي تريده من السودان و أهل السودان ؟ . آن الأوان للإمام الحبيب ان يتنحى من الحزب و يعتزل سياسة الخرمجة و يتوارى عن الأنظار و لو قليلاً و يكتفي بإدارة شئؤن أنصاره للحفاظ على ماء وجهه إن تبقت منه ذرة ليحترمه الشعب ،، الشعب المحروم الذي تلذذتم بأناته و الوطن الذي ما زلتم تزيدون من ويلاته و نكساته . يتوجب على الإمام و بعيداً عن السياسة إستثمار ما تبقى له من العمر و القيام ببعض الأعمال الخيرية سوف تكون مفيدة له و للآخرين ، أفضل من الدور الذي يقوم به من أجل خدمة النظام الذي خلعه بإنقلاب أبيض من بياض جلبابه . مهندس / علي الناير
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علي الناير
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست